تواصلُنا....هل من علاج؟!

تفشّى بشكل كبيرٍ و مؤسف في مجتمعنا التقصير في التواصل بين الناس
أقرباء كانوا أو أصدقاء على الرغم من تطور وسائل المواصلات والاتصالات
ولاتكون المقابلة واللقاء إلا في مناسبات الأفراح أو الأتراح وماكان ليحصل
إلاحينما فُتِحت علينا الدنيا وانشغلنا بها وبمادياتهاالتي وضعت غشاءً
على قلوبنا وعقولناوغيَّرت نفوسناوهنا تذكرتُ قول النبي
صلى الله عليه وسلم { فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم
أن تُبْسَط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوا فيها كما تنافسوها،
فتهلككم كما أهلكتهم} وفي راوية {فتليهيكم كماألهتهم}
وقدكان ماخشيه الرسول صلى الله عليه وسلم فلهى الناس عن بعضهم البعض وضعف
التواصل بينهم وقُطعت الأرحام عند البعض وحلَّ الهجرواستشرت العداوة
والبغضاء ونالت الغبرة القلوب فمسها داء السواد وهذه ليست علامة خيرٍ ونجاة
بل علامة شروهلاك إن لم يتم تدارك الأمربالعودة الصادقة لتعاليم الدين الحنيف
التي تحث على الصلة والتكاتف وتقوية روابط الأخوة فكثيرٌ من الناس متعطشٌ
للتواصل مع أحبابه وأقاربه وأصدقائه ولكنه لايجد من يُروي عطشه إلا القليل
وكم نجدمن أعزائنامن يفرحون باللقاء ويسعدون بالتواصل ويعاتبون على التقصير
حتى وإن تعذَّرنا بالأشغال يبادروننا بعبارة مشهورة يقولها كبار السن فيها
الحكمة والمنطق :[ أهل القبورماتوا ماخلَّصوا أشغالهم]...وهو بحق مؤسفٌ
ومحزنٌ جداً أن يصل التقاطع -في ظل توافروسائل الاتصال المتعددة
التي يسرها الله لنا- إلى أن لا يرى الابن أباه وأمه أياماً أوقل أسابيع
ولايلتقي الأخ أخاه والجار جاره أشهراً عديدة ولايقابلُ الصديق صديقه
سنين عددا وإن اجتهدأحدٌ وبذل مافي وسعه وضحى بوقته لوصل ومقابلة
قريبٍ له أو صديق بعد تقاطع أو تقصيربسبب تكاليف الحياة فإنه يُفاجأ
بهذا الصاحب يسأله إن كان يريد خدمةً وكأنه إنما جاء لحاجةٍ دنيوية فيُصاب
الواصل بإحباط حيث ذكرلي أحدالإخوة أنه سافرمن بلده باحثاً عن قريبٍ له
لم يره منذ زمنٍ بعيد رغبةً منه في صلة الرحم فدُلَّ عليه فذهب إليه في عمله
وسلَّم عليه و بعد الانتهاء من السلام والسؤال بادره القريب سائلاً إياه :هل
من خدمةٍ أُقدِّمها لك ظاناً أن هذا القريب إنما جاءه لخدمةٍ أوحاجة ومثل
هذا قد يكون عائقاً عن التواصل مع الأقارب والأصدقاء ولكن على مريد
الخيرومُحيي سنة التواصل أن يُنحِّي مثل هذه التفاهات عنه جانباًوأن ينتصر
على نفسه ولايدع فرصةً للشيطان الذي يريدأن يجعلنا ممن قال القرآن عنهم
{ويقطعون ماأمرالله به أن يوصل } وإني لأزعمُ أننا نحتاج في تواصلنالتفعيل ثقافة
التماس الأعذاروالبعد عن كثرة العتاب والتثريب في التقصيرالحاصل بيننافكلنا
مقصرٌ وإنما نتواصى بالحق ونعترف بتقصيرنا ونسعى لسد الخلل الحاصل وإن هذا
الاعتراف بالتقصيريحتاج لتفعيل فالحياة قصيرة فلانُقصِّرها بالهموم والمعاتبة
ويد الموت قد تخطفنا في أي لحظة ومناسبات الفراق والوداع الأخروي فرصة
مواتية لهذا التفعيل فالقلب في مثل تلك اللحظات قريبٌ منيبٌ
فيُبادرُ صاحبه للإيجابية قولاً وفعلاً حسياً ومعنوياً مادَّاً حبال الوصل
مع أحبائه سواءٌ شطَّ مزارهم أوقَرُب ولوبكلماتٍ يسيرة عبررسالةٍ جواليةٍ
تُدخل السرورعلى قلوبهم فائزاً بالأجرولله درُّ الشاعرحين قال:
إذا الإخوان فاتهمُ التلاقي........ فماشيءٌ أسرُّ من الكتابِ
وإن كتب الصديقُ إلى صديقٍ...... فحقُ كتابه ردُّ الجوابِ
ألقوا الدلاء هنا معاشرالقرَّاء- وفقكم الله- واشحذوا الأقلام
لعلنا نجدحلَّاً.. نقرأ تجربةً..نظفربفكرة..ونأنس برأي
ولكم مني وافرالتقدير

طرح رائع اخي المرهف للاسف الواقع الان مرير
والتشتت والضياع يعصف بنا من حين لاخر وكل سنه
اردى من اختها والتقصير من الجميع وهذا والله شي مؤسف جدا
ومخجل ومثل ماقلت اخي العزيز المناسبات هي التي تجمعنا ونعاتب
البعض على التقصير في التواصل دون مبادره ونتحجج بالعمل او مشغول
وكلمة (مشغول او عندي شغل ) اصبحت عاده يطلقها الشخص حتى
عن واجبات بيته او اهله . واذا كان هناك حل فالرجوع الى البساطه التي نعيشها
وعدم التكلفه والمبادرة بالتواصل دون موعد كما هو الان .
حفظك الله ابو سعد والله موضوع قمه
وكنت اتمنى ان ازيد من الكلام ولكن لم تترك لي شي
وانتظر واستانس بمن سيتطرق بالموضوع من بعدي
والله الموفق

✿ ,




السلامَ عليكمَ
موضوع بِ غاية الأهمية وجاء على الجرح
أشكركَ منَ الأعماق



.

ختمُ مميز + تثبيت + لي عودة هنا

اولا طرح رائع اخى الكريم وطرح بالصميم

قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): (إنّ أعجل الخير ثواباً صلة الرحم).

نحن للاسف جزءلايتجزء منة. كثير من الناس تتحجج بضيق الوقت والمشاكل وكثر العمل

ونحن للاسف نملك الوقت ولكنا نضيعة باشياء تافهه امثال الوسائل الترفيهية

من انترنت وغيرة

و ضعف وازعنا الدينى ابعدنا. وجعلنا نتمادى بالخطاء

حب المصالحة تقرب وتبعد

والكثير الكثير من اسباب انقطاع التواصل حب المظاهر المال المناصب "

يجب علينا نحن المحافظة قدر المستطاع في صلة ذوى القربا حتى يقتدى بها ابناءنا من بعدنا'

جزيت الخير اخى ولاحرمك الاجر على التذكير والتنبية

كلامك بالصميم من جد البعض صرنا مانشوفهم والله الا بالعزاء :(
والله الدنيا ماتغيرت حنا الي تغيرنا اصبحنا نستصعب الامور وهي بسيطه
بحجه اننا مشغولين مشغولين في ايش؟؟؟!
اوما جالسين ع النت ولا التلفاز ولا في اشياء ثانيه
والله صلة الرحم زينه بس وين الي يسممع
الله يهدينا ويغير آحوالنا يآآرب
مشكور خيو ع روعة موضوعك
ودي ووردي لك

حياك ربي أخي الفاضل

" النادر"
جميلٌ هو حضورك وإثراؤك وقدأعجبتني شجاعتك حين
اعترفتَ بالتقصير وهذا الاعتراف يُعدُّ خطوة أولى لتقويم الخطأ وتسديد
الخلل كم راق لي إبداؤك فكرة البساطة في التواصل وهذه فعلاً مهمة
فالتكلف في اللقاءات والزيارات سببٌ رئيسٌ في ضعف التوصل بين الناس
وقد قيل: الكُلْفة تُذهبُ الألفة وإن كنتُ أختلف معك في قولك:
[والمبادرة بالتواصل دون موعد كما هو الان]
حيث قد لايكون المُزارُ مستعداً نفسياً أو اجتماعياً لاستقبال الزائر
إلاأن يكون الزائرُ سيأخذ بالأدب القرآني {وإن قيل لكم ارجعوا
فارجعوا هوأزكى لكم }في حال اعتذارمَنْ ذهب لزيارته
ولا ينزعج أو يتذمرويتضايق ..وإن من حق صاحب البيت
أن يقول بلا غضاضة للزائروالطارق: ارجع. فللناس أسرارهم
وأعذارهم، وهم أدرى بظروفهم، فما كان الاستئذان في البيوت
إلا من أجل هذا. وعلى المستأذن أن يرجع من غير حرج،
وحسبه أن ينال التزكية القرآنيةقال بعض المهاجرين:
لقد طلبت عمري كله هذه الآية فماأدركتها.

يقول الشيخ صالح بن حميد في خطبةٍ له:

[وإن من حق صاحب البيت أن يقول بلا غضاضة للزائروالطارق: ارجع. فللناس أسرارهم وأعذارهم، وهم أدرى بظروفهم، فما كان الاستئذان فيالبيوت إلا من أجل هذا. وعلى المستأذن أن يرجع من غير حرج، وحسبه أن ينالالتزكية القرآنية. قال بعض المهاجرين: لقد طلبت عمري كله هذه الآية فماأدركتها. لقد طلبت أن أستأذن على بعض إخواني ليقول لي: ارجع، فأرجع وأنا مغتبط. لقوله تعالى: وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَأَزْكَى لَكُمْ]

لقد طلبت أن أستأذن على بعض إخواني ليقول لي:
ارجع، فأرجع وأنا مغتبط. لقوله تعالى:

{وَإِن قِيلَ لَكُمْ ارْجِعُواْ فَارْجِعُواْ هُوَأَزْكَى لَكُمْ}

شكراً وبورك فيك أخي العزيزوهنيئاً لك الفكروالخُلُق ودمت بخيرٍ وعافية
تقبل مني كل تقدير

طرحك استاذي بقمه الروعه :)
وموضوعك جدا حساس ..
ومعك حق الناس ماعاد مثل اول يزورن بعض وقلوبهم طاهر
ومافيه غل ولاحسد الحين تغيرت النفوس والقلوب سودا عسى ربي يهديهم
والمشكله اذا تشرهت عليهم قالو مشغولين بفهم وين مشغول
مشغول بالبر او جالسك بالبيت شف استاذي بتتعب النفوس مو مثل اول
الكل ماعاد يحرص على احد وصار يحط عذر بشغله الي مدري وشو :)
ولاكن الحل هو ان الاب يعود اولاده من صغرهم على صله الرحم ويعرفه على اقاربه
مو يخليه بالبيت ؛ ولولد يصيرا يطلع مع الشباب ولايعرف حتى اقرب الناس له لابد يحرص الاب على هالشي
عسى ربي يصلح الحال وييسر الامور
كل الشكر لك ولقلمك :)

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة » اِلـَوَفْآءْ بـِنْـتْ    ✿ , السلامَ عليكمَ موضوع بِ غاية الأهمية وجاء على الجرح أشكركَ منَ الأعماق . ختمُ مميز + تثبيت + لي عودة هنا

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أبادلكِ الشكربمثله مراقبتنا القديرة
واهتمامكِ بالموضوع محلُّ تقديري
وكرمٌ منكِ معتادٌ وغيرمستغرب
في انتظارعودتكِ والاستفادة من قلمكِ
دمتِ بخيرٍ وعافية
ولكِ كل الاحترام

أهلاً بكِ أختي الكريمة

"عزوف"
مداخلةٌ قيمة وصريحة
نعم صدقتِ نملك الوقت ولكنه ضائع في أمورٍ توافه
والاستمتاع بالوقت في حدود الشرع لامانع منه في ديننا
فلنفسك عليك حقٌ ولكن التوازن مطلوبٌ وأتذكركلمةً قالها
لنا مدرس لغةٍ عربيةٍ فاضل- حفظه الله- إبَّان دراستي في المرحلة المتوسطة :
إذا كثرت عليك الأعمال فابدأ بأحبها إلى الله
وأشرتِ – حفظكِ الله- إلى قضيةٍ حساسةٍ وخطيرةٍ وواقعية
حين قلتِ :[ حب المصالحة تقرب وتبعد والكثير الكثير من اسباب انقطاع
التواصل حب المظاهر المال المناصب "] وفعلاً فكثير من العلاقات للأسف
في الآونة الأخيرة تحكمها المصلحة فبُني التواصل بين الناس على خيط
المصلحة الواهن الضعيف حتى إذاانتهت المصلحة انهارت العلاقة وتمت المقاطعة
وهذا نتاج ضعف الوازع الديني كما ذكرتِ وفقكِ الله
وجميلٌ منك ختم مداخلتكِ بهذا التوجيه الطيب :
[يجب علينا نحن المحافظة قدر المستطاع في صلة ذوى القربى حتى
يقتدى بها أبناءنا من بعدنا ]
بورك فيكِ وفي عقلكِ وحرفكِ ودمتِ بخيرٍ
تقبلي كل الاحترام

هلا اخوي ابو سعد كنت اقصد بالزيارة دون موعد كما في السابق
ايام قبل كان الواحد ماتدري ولاه عند الباب ثم تفرح بزيارته لك وسواله عن احوالك
الان اصبح الوضع مختلف حتى يخيل لك انك ستقابل مسئول او مدير
كنت اتمنى ان تكون البساطه التي كنا نعيش بها هي التي تسير اوضاعنا فلم يعد من ايام قبل
غير الشيبان فقط اما سلومنا فقد ذهبت ادراج الرياح واقصد الزيارت المتبادله .
حفظك الله اخوي ابو سعد وموضوعك جدا شيق ومهم