الإهداءات
 


 
العودة   منتدى مدينة تمير > ملتقى التسلية و الترفيه > السياحة والسفر
 

السياحة والسفر الاهتمام بالسياحة و السفر داخل مدن المملكة وخارجها

آخر 10 مشاركات
|| جـمع الأدعــية والأذكـار والآحآديث الصحيحه || (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ●• خزآمىَ الصَحآرى « للشعْر والخَوآطرْ ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          علّمتني الشّوق وعرّفتني بالحبّ وكرّهتني بثلاثة: غيابك، وبعدك، وفرقاك. (الكاتـب : - )           »          آخبآر متجدده « من الصحف اليومــيه .. «●】 (الكاتـب : - )           »          آخر مستجدات الحرب ضد الحوثيين ... (الكاتـب : - )           »          ܓ ضعْ [ مقالك ] هنا عزيزي القارئ ܓ (الكاتـب : - )           »          ( آلآحوال الجويه وتوقعآت الطقس من الصحف اليوميه ) .. (الكاتـب : - )           »          اكتشافات طبيه وصحيه حسب نوع طعامك || متجدد.. (الكاتـب : - )           »          [. هآآتوا لي { القرآن } لا ضآآق صدري . ] | متصفح ( متجدد ) من القران الكريم | (الكاتـب : - )           »          آعلآنات وظائف الصحف السعودية (الكاتـب : - )

 
 
أدوات الموضوع
قديم 02 / 03 / 2009, 26 : 01 AM   #1
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي الجزيرة الجميلة / العائلة



.
.
.

مرحباا

نبداء بالعائلة

جهاز معقد التركيب يبدأ تكوينه بما يسمى العائلة التي تمثل النواة وهي عبارة عن عصابة تجمعهم رابطة الدم أو الزواج أو أحياناً مجموعة من الأصدقاء ويكون زعيم العائلة أقوى أفرادها وأجدرهم بالقيادة ويتم اختياره بموافقة باقي الأفراد.
  • الرئيس- Boss/Don - رأس العائلة وأقوى أفرادها ويمثل رأس السلطة الهرمية ، وهو منفصل عن العمليات الفعلية بعدة طبقات من السلطة، كما أنه يتلقى جزء من أرباح كل عملية يقوم بها كل فرد من أفراد الأسرة. الرئيس يتم اختياره بالتصويت من رؤساء المجموعات - "كباتن" captains - العائلة ، إذا كانت هناك حاجة للتصويت مساعد الرئيس يجب أن يصوت.
  • المساعد-Underboss - عادة يقوم الرئيس بتعيينه ، وهو "الرجل الثاني" في العائلة ، وهو يعد الكابتن المسئول عن بقية " كباتن " العائلة تحت رئاسة الرئيس ، وهو الرجل الذي يتقدم للرئاسة في حالة سجن الرئيس.
  • المستشار- Consigliere- مستشار العائلة ، يعمل كمسؤول استماع والمكلف بالتوسط في نزاعات الأسرة ، كما أنه يهتم بالجانب الإقتصادي " للأعمال " وهم عادة رجال العصابات قليلي الشهرة الذين يمكن الوثوق بهم ، هم عادة يبقون العائلة تبدو قانونية قدر الإمكان ، وهم على قدر كبير من القانونية بغض النظر عن المقامرة على نطاق ضيق أو الاحتيال للحصول على المال.
  • كابتن- كابو Capo - هو قائد مسئول عن مجموعة ، هناك عادة من 4-6 مجموعات في كل عائلة ، كل منها تتكون من عدد من الجنود يصل إلى 10 . الكابتن يدير شئون عائلاته الصغيرة ، ولكن يجب أن يتبع الأوامر التي يضعها الرئيس ، وكذلك أن يدفعوا له حصة من مكاسبهم. الكباتن يتم ترشيحهم من قبل المساعد أو الرجل الثاني ولكن في الأصل يختارهم الرئيس نفسه.
  • الجندي- Soldier - هم من أعضاء الأسرة " المصنوعين " أي لا ينتمون مباشرة للعائلة ولكن يمكن فقط أن يكونوا من سكان الجزيرة ، وهم يبدأون منتسبين أو مساعدين أثبتوا أنفسهم ، والكابتن هو من يرشح الجندي الجديد وعادة يكون الجندي بعد قبوله في مجموعة الكابتن الذي رشحه.
  • المساعد الخارجي- Associate- ليس عضواً في العائلة ، وإنما يقومون بمهام محددة ، ويقومون أحياًناً بدور الوسيط لدرء الخطر عن الأعضاء الفعليين. لا يمكن أن يصلوا لأكثر من ذلك بالنسبة للعائلة
يتبع ,,,


 

قديم 02 / 03 / 2009, 32 : 07 PM   #2
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي



.
.
.

العائلة والجزيرة الجميلة /
صقلية(بالإيطالية: Sicilia )هي جزيرة ايطالية ، و أكبر جزر البحر المتوسط وتقع جنوب شبه الجزيرة الإيطالية و هي أيضا أكبر الأقاليم العشرين المكونة للأراضي الإيطالية من حيث المساحة، فمساحتها 25.710 كيلو متر مربع، سكانها يبلغ 5,1 مليون نسمة موزعين على عدد 390 مدينة وبلدة وقرية آهلة بالسكان، أكبر مدنها باليرمو و هي العاصمة وتقع على الساحل الشمالي الغربي للجزيرة ، و تعتبر صقلية من أهم المواقع السياحية في إيطاليا ، تتمتع نوع من الحكم الذاتي.

يرجع تاريخ كلمة المافيا إلى القرن الثالث عشر مع الغزو الفرنسي لأراضي صقلية عام 1282م ، حيث تكونت في هذه الجزيرة منظمة سرية لمكافحة الغزاة الفرنسيين كان شعارها : Morte Alla Francia Italia Anelia ويعني (موت الفرنسيين هو صرخة إيطاليا) فجاءت كلمة (مافيا MAFIA ) من أول حرف من كلمات الشعار.

وهناك وجهة نظر أخرى حيث يذكر بعض زعماء المافيا وعلى رأسهم جوبونانو (أبوعين) أن بداية المافيا كانت تتويجاً للتمرد والعصيان الذي ظهر بصقلية عقب قيام أحد الغزاة الفرنسيين بخطف فتاة في ليلة زفافها ، يوم إثنين من عام 1282 م ، مما أشعل نار الإنتقام في صدور الإيطاليين والتي امتدت لهيبها من مدينة إلى أخرى ، فقاموا بقتل عدد كبير من الفرنسيين في ذلك الوقت إنتقاماً لشرفهم المذبوح في هذا اليوم المقدس لديهم ، وكان شعارهم في ذلك الوقت هو الصرخة الهستيرية التي صارت ترددها أم الفتاة وهي تجري وتبكي في الشوارع كالمجنونة.

ومن أشهر فرق المافيا فرقة جزيرة صقلية بإيطاليا نشأت المافيا في وقت ما خلال منتصف القرن التاسع عشر في جزيرة صقلية . وأصبحت بحلول الربع الأخير من القرن التاسع عشر القوة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية المسيطرة في غربي صقلية، وكانت في بادئ الأمر في أعمال الحماية والابتزاز في منطقة بالرمو وما حولها من مزارع الليمون والبرتقال ، وضمت بين طياتها بعض من أفراد الارستقراطية الحاكمة ، حيث انقسم المجتمع في بداية الدولة الإيطالية الناشئة إلى الساسة وأصحاب الأراضي ودخلت المافيا بين هذين الفريقين كما كانت المحرك للعديد من أفراد الحكومة ورجال الأعمال ، ويتبع أفرادها شفرة خاصة تمنع إفادة الشرطة بالجريمة.
خلال الفترة الفاشية ، هرب الكثير من أعضاء المافيا إلى الولايات المتحدة خشية الإضطهاد والسجن ، من بينهم جوزيف بونانو ، الشهير ب (جو باناناز) والذي جاء ليسطر على فرع المافيا بالولايات المتحدة الأمريكية.

يتبع,,,


 

قديم 02 / 03 / 2009, 33 : 11 PM   #3
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي



.
.
.
فتح صقلية
الشيخ/ ناصر بن محمد الأحمد
إن الحمد لله...
كانت الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام، في عهد الخليفتين الراشدين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- إيذاناً بظهور المجد الإسلامي البحري، والسيادة الإسلامية في البحر المتوسط، وفتح الجزر البحرية بعد سيطرتهم على كثير من البلاد التي فتحوها، وبخاصة بعد سيطرة المسلمين على سواحل الشام ومصر، وكان هذا إيذاناً أيضاً كنتيجة طبيعية بزوال السيادة الرومانية عن البحر المتوسط.
وفي سنة 32هـ كانت معركة ذات الصواري -وقد سبق التفصيل عنها في محاضرة سابقة- تلك المعركة البحرية الشهيرة الفاصلة بين المسلمين والروم البيزنطيين التي انتهت بأول نصر بحري إسلامي؛ نتيجة للتفكير السليم، والخطة المدروسة غير العادية.
واطمأن المسلمون إلى قوتهم البحرية بعد ذات الصواري، وأدركوا إمكانية تفوقهم البحري في البحر المتوسط بعد أن انتصروا على أقوى أسطول كان فيه.
وهكذا بدأت الأساطيل الإسلامية تجول في البحر المتوسط، وبمرور الأعوام سيطرت على شواطئه الشرقية في الشام، ثم على شواطئه الجنوبية في مصر والمغرب العربي، ثم فتح المسلمون الأندلس فوصلوا إلى جنوب فرنسا، فسيطروا بذلك على معظم أرجاء شمال البحر المتوسط، وتحوَّل بذلك إلى بحيرة إسلامية، بعد أن كان بحيرة بيزنطية رومية.
وهذا المجد البحري جزء من المجد الإسلامي، هذا المجد الذي سجله المسلمون بفضل رسالة الإسلام، فبالإسلام سادوا أوطانهم بعد تحريرها، بل سادوا العالم القديم كله، قلبه وجناحيه، وحيثما حلّوا، حلّ العلم، ونبتت الحضارة، وحلّ الازدهار، ونمت مفاهيم العدالة والمساواة والإنسانية، لقد أورقت الأرض من تحت أرجلهم.
ونتساءل إذا أراد المسلمون اليوم أن يفتخروا، فبمن يفتخرون ويباهون؟ أبأنفسهم وحاضرهم الممزق؟ أم بعظام أجدادهم الذين وُلِد بعضهم في الحجاز، واستشهدوا في الثغور، وفي أصقاع سحيقة على حدود الصين وفي قلب فرنسا، وعلى أسوار روما وفيينا؟.
لقد أحاطت بهم عناية الله سبحانه، وهي إلى الأبد، موجودة باقية، ترى من هم أهل لها؟
إنها للذين ينصرون الله فيعتنون بأوامره -سبحانه وتعالى- فهماً وتطبيقاً وتعليماً، فهو القائل -عز وجل-: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [(7) سورة محمد]
كيف وصل المسلمون إلى جزيرة صقلية؟ وكيف تم فتحها؟
وهي جزيرة في أعماق البحر الأبيض المتوسط، لقد خاض المسلمون غمار البحر، وتمكنوا من فتح جزر كثيرة قبل أن يوجهوا أنظارهم نحو صقلية، وجزر البحر المتوسط كثيرة، فتح المسلمون معظمها، من ذلك:
جزيرة قبرص: فقد كتب معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- والي الشام- إلى الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه- يستأذنه في غزو البحر أكثر من مرة، فأجابه عثمان إلى ذلك وكتب إليه: لا تنتخب الناس ولا تُقرع بينهم، خيّرهم فمن اختار الغزو طائعاً، فاحمله وأعنه، ففعل معاوية، واستعمل على البحر عبد الله بن قيس الفزاري.
واتجه الأسطول الإسلامي عام 28 للهجرة نحو قبرص، وهي الجزيرة الهامة لموقعها في البحر المتوسط، فهي المحطة البحرية الإستراتيجية للتجارة والملاحة، كما أن موقعها هام لحماية فتوح المسلمين في بلاد الشام وأفريقية.
اتجه الأسطول الإسلامي من سواحل بلاد الشام بقيادة عبد الله بن قيس إلى قبرص، وسار إليها أيضاً أسطول إسلامي آخر من مصر بقيادة عبد الله بن سعد، فانتزعها المسلمون عام 28 هـ من البيزنطيين.
وقد صالح أهل قبرص المسلمون على ألا يقوموا بغزو المسلمين، وعليهم أن يؤذنوا المسلمين بمسير عدوهم من الروم، مع جزية قدرها سبعة آلاف دينار كل سنة، وأن يختار المسلمون بطريق قبرص.
فكان من نتائج هذا الفتح المبارك لجزيرة قبرص هدم جدار الوهم عند المسلمين بركوب البحر، وبدء الصراع بين المسلمين والروم فيه، إضافة إلى تأمين حدود بلاد الشام ومصر بجعل قبرص قاعدة إنذار متقدمة.
وهذه الجزيرة كغيرها من جزر البحر المتوسط رجعت بعد سنوات لحكم النصارى؛ وذلك لما ضعف المسلمون وتخلوا عن أشياء كثيرة من دينهم، فعاقبهم الله -جل وتعالى- بأن انتزع كل هذه البلاد من أيديهم، فكان بعضها بين مد وجزر بين المسلمين وبين عدوهم.
ولما أخذ العثمانيون على عاتقهم حماية العالم الإسلامي فتحوا قبرص مرة أخرى بعد أن عادت للنصارى، ثم احتلها البريطانيون، وهي الآن مستقلة منذ عام 1364هـ.
بعدها بعث معاوية -رضي الله عنه- جنادة بن أبي أمية الأزدي إلى جزيرة أخرى في البحر المتوسط تسمى جزيرة "رودس" ففتحها عنوة، وكانت غيضة في البحر، وأمره معاوية فأنزلها قوماً من المسلمين، وكان ذلك في سنة اثنتين وخمسين للهجرة.
أقام المسلمون برودس سبع سنين في حصن اتخذ لهم، فلما مات معاوية -رضي الله عنه- كتب ابنه يزيد إلى جنادة يأمره بهدم الحصن والرجوع.
ولما كان مسلمة بن عبد الملك في طريقه إلى القسطنطينية فتح رودس مرة ثانية، وبعد فشل حصار القسطنطينية أفلتت الجزيرة من يد المسلمين، ثم حاول الخليفة هارون الرشيد فتح رودس، ولكنها بقيت تابعة لبيزنطة حتى استولى عليها فرسان الصليبيين، وخلال سيادة الصليبيين عليها جاءت محاولة للسلاطين المماليك في مصر ولكنها لم تنجح، ومن ثم ظلت رودس خاضعة للصليبيين حتى انتزعها العثمانيون عام 928هـ، وفي عام 55هـ غزا جُنَادة بن أبي أمية جزيرة "كِريت"، ففتح أجزاء منها.
وفي زمن الوليد بن عبد الملك فتحت أجزاء أخرى من هذه الجزيرة، وفي زمن هارون الرشيد تم فتح الجزء الأكبر منها بقيادة حميد بن معيوف الهمداني، ثم غزاها في خلافة المأمون أبو حفص عمر بن عيسى الأندلسي وافتتح منها حصناً واحداً ونزله ثم لم يزل يفتح شيئاً بعد شيء حتى لم يعد فيها من الروم أحد.
ثم فتح المسلمون جزيرة "مالطة" وهي مفتاح حوض المتوسط، وتم الفتح الكامل لمالطة عام 256هـ زمن أبي عبد الله محمد الأغلبي، وجاء فتحها مكملاً لحصار صقلية، وتأكد بعد فتح صقلية ومالطة سيطرة المسلمين التامة على جميع مضايق البحر المتوسط، وكان مقام المسلمين بمالطة أطول من مقامهم بجزيرة صقلية، وسعد أهلها في ظل الحكم الإسلامي.
وخرجت مالطة من أيدي المسلمين سنة 482هـ، فقد استردها النورمانديون بعد استردادهم لصقلية غير أنه سُمح للمسلمين الإقامة فيها.
ولما كان يؤتى بألوف من أسارى المسلمين إلى مالطة، فقد قصد العثمانيون الاستيلاء عليها، ولكنهم لم يتمكنوا منها، وحاولوا ذلك مرة أخرى في أيام السلطان محمد الرابع، ثم احتل نابليون الجزيرة، ثم احتلها الانكليز عام 1214هـ، وهي اليوم دولة مستقلة.
وأما جزيرة "قوصَرة" فأول من غزاها هو عبد الملك بن قطن الفهري، خلال ولاية موسى بن نصير على أفريقية، وذلك عام 88هـ، وكان الفتح النهائي على يد عبد الرحمن بن حبيب الفهري حفيد عقبة بن نافع سنة 130هـ.
واتخذ الأغالبة جزيرة قوصَرة قاعدة لفتح صقلية، وأقاموا بها مركزاً للحمام الزاجل، ونقلوا إليها بعض السكان النصارى من صقلية، وعدداً من فلاحي تونس من عرب وأفارقة، فتمازجوا واقتبسوا العادات الإسلامية واللغة العربية، وقد امتدت السيادة الإسلامية على قوصَرة حتى عام 484هـ.
وفي عام 92هـ غزا الجيش البحري الإسلامي جزيرة "سردينية" وكان ذلك أيام موسى بن نصير، وكان هذا أول غزو لهذه الجزيرة، ثم تم الفتح الجزئي لهذه الجزيرة عام 227هـ زمن الخليفة الأموي عبد الرحمن بن الحكم، واتخذ المسلمون من فتوحهم في سردينية نقطة انطلاق لمهاجمة إيطاليا وجنوب فرنسا.
ولم يستقر المسلمون في سردينية بسبب تفرق الكلمة بين أمويي الأندلس وأدارسة المغرب وأغالبة تونس. والفتح الحقيقي لسردينية كان في ربيع الأول سنة 406هـ على يد مجاهد العامري، الذي كان يهدف إلى الفتح والاستقرار، لا الغزو والغنائم فحسب.
وأيضاً من الجزر التي فتحها المسلمون ضمن فتوحاتهم لجزر البحر الأبيض المتوسط ما يسمى بجزر "البِليَار" وهي عبارة عن مجموعة من الجزر المتقاربة
وارتبط تاريخ هذه الجزر بتاريخ وأحداث الأندلس لقربها من شواطئها، وأول من غزاها موسى بن نصير عندما أرسل ابنه عبد الله، وتكرر غزوها بعد ذلك. ومنها أيام الحكم بن هشام الأموي الأندلسي سنة 182هـ، فاستعان أهلها بشارلمان الذي نجح في إبعاد المسلمين عنها لفترة طويلة.
وفي زمن الحكم بن هشام قامت أيضاً حملة أخرى عام 200هـ باتجاه البليار، فوقّع أهلها عهداً مع المسلمين، ثم نقضوه بعد 34 سنة، فأرسل عبد الرحمن الثاني بن الحكم سنة 238هـ أسطولاً مكوناً من ثلاثمائة مركب نجح في إخضاعهم. وأُخرج منها المسلمين نهائياً سنة 637هـ.
أما جزيرة صقلية فهي أهم جزر البحر الأبيض المتوسط؛ لأنها صلة الوصل بين شمال أفريقية من ناحية وبين إيطاليا من ناحية ثانية، فهي درة جزر البحر المتوسط.
في عام 36هـ زمن الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وعندما كان معاوية بن أبي سفيان والياً على الشام، بدأ الغزو الإسلامي لجزيرة صقلية، حين وجه معاوية -رضي الله عنه- أحد قواده وهو معاوية الكندي على رأس أسطول من مئتي سفينة، انطلقت من شواطىء سوريا، وتابع عبد الله بن قيس الفزاري قيادة هذا الأسطول، فوصل صقلية فغنم وعاد.
واستمر الغزو الإسلامي لجزيرة صقلية، وكان مسلمو أفريقية بحكم موقعها الجغرافي هم الذين تولوا أمر هذه الجزيرة، وكان معظمهم من البربر؛ لقلة العرب في شمال أفريقية وقتئذ، مع العلم أن البربر من أشد الشعوب التي اعتنقت الإسلام بأساً، فغزاها عباس بن أخيل، من رجال موسى بن نصير. وغزاها أيضاً محمد بن يزيد الأنصاري والي أفريقية.
وأيام أبي جعفر المنصور قام عبد الرحمن بن حبيب الفهري والي أفريقية بغزوها عام 135هـ، وكان للأغالبة حكّام أفريقية النصيب الأكبر، والجهد الأهم في فتح صقلية، وإكمال فتحها.
فمن هم الأغالبة؟
عندما بدأ نفوذ العباسيين يضعف في بلاد المغرب، ظهر إبراهيم بن الأغلب، الذي استطاع أن يعيد للعباسين سلطانهم على شمال أفريقية، فطلب إليه السكان أن يطلب من الخليفة العباسي هارون الرشيد الولاية عليهم، فكتب إبراهيم إلى الرشيد في ذلك، وبعد أن استشار الرشيد أصحابه، كتب إليه عهداً بولاية أفريقية مدى الحياة، وأن تكون وراثية في أولاده على أن يتولى الخليفة العباسي في بغداد اعتماد الولاة واحداً بعد الآخر.
ضبط إبراهيم الولاية، وسكنت البلاد، وابتنى مدينة "العباسية" قرب القيروان، وانتقل إليها، وسرعان ما ازدهرت وظهرت فيها المباني الشاهقة، وألوان من النشاط العلمي والاقتصادي.
وكان إبراهيم على علم بالأدب والفقه كما كان شاعراً وخطيباً شجاعاً، يقول المؤرخ ابن عذاري: "لم يلِ أفريقية أحسن سيرة، ولا أحسن سياسة، ولا أرأف برعية، ولا أوفى بعهد، ولا أرعى لحرمة منه".
وهكذا أسس إبراهيم بن الأغلب إمارة الأغالبة التي تعاقب عليها أحد عشر أميراً من عام 184هـ وحتى عام 296هـ.
لقد حقق الأغالبة نجاحاً رائعاً في الداخل والخارج واستطاعوا أيضاً أن يقضوا على الفتن والقلاقل في ربوع أفريقية، وأن يعيدوا إلى البلاد الأمن والاطمئنان.
عقد إبراهيم الأغلبي هدنة ومعاهدة مع حاكم صقلية مدتها عشر سنوات ولم يطل أمر هذه المعاهدة، بسبب مخالفة ونقض البيزنطيين الصقليين لأهم بنودها، ألا وهو رد الأسرى المسلمين إلى ديارهم، فأرسل الأغالبة عام 197هـ أسطولاً هاجم بعض الجزر التابعة لصقلية، وأرسل الإمبراطور البيزنطي أسطولاً من المدن الإيطالية الساحلية غير أن المسلمين استطاعوا أن يهزموا الأسطول البيزنطي وغنموا بعض سفنه.
عاود البيزنطيون الكرَّة، فأرسلوا أسطولاً جديداً، فانتصروا على الأسطول الإسلامي، مما أدى إلى تجديد الهدنة مرة أخرى، ولكن أمدها لم يطل، فقد أرسل زيادة الله الأغلبي -ثالث حكام الأغالبة في أفريقية- أسطولاً لفتح صقلية بقيادة ابن عمه، فلم يفلح في فتحها، ولكنه استطاع أن يرد الأسرى المسلمين، بعدها أرسل حملة أخرى بقيادة أسد بن الفرات لفتح صقلية.
ويعد تولية هذا الرجل ليكون هو القائد للجيش البحري الإسلامي لفتح جزيرة صقلية يعد من عظمة هذا الدين، ومن عظمة الجهاد الإسلامي أن يتولى قيادة جيش بحري رجل مثل أسد بن الفرات.
فلنتعرف على هذه الشخصية الفريدة في عالم الجهاد والفتوحات، ولندرك شيئاً من عظمة هذا الدين.
إنه الفقيه المجاهد والفقيه البارع والمحدث الثقة، قاضي القيروان، تلميذ مالك بن أنس. أبو عبد الله، أسد بن الفرات بن سنان، ولد سنة 142هـ بمدينة "حرّان" من أعمال ديار بكر بالشام، ثم انتقل إلى بلاد المغرب مع أبيه الفرات بن سنان سنة 144هـ، والذي كان قائداً للمجاهدين الذين خرجوا لنشر الإسلام في بلاد المغرب، واستقر مع أبيه بالقيروان، ونشأ منذ صغره على حب العلم وحفظ كتاب الله حتى أتمه في مرحلة الصبا وأصبح هو نفسه معلماً للقرآن وهو دون الثانية عشر.
رحل إلى الشرق في طلب الحديث، وفي الحجاز قابل إمام دار الهجرة مالك بن أنس، فأمضى ابن الفرات فترة من الزمن غير قصيرة يجلس إلى مالك ويشهد حلقاته، ويكتب عنه ويتحدث إليه، ثم رحل إلى العراق ليكمل رحلته العلمية، قبل عودته إلى أفريقية، وفي العراق التقى بأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني الذي وجد منه من العناية به والرعاية لشأنه، ما سدد خطاه ومضى به نحو غايته.
وهكذا قُدّر لابن الفرات، أن يدرس المذهبين الكبيرين السائدين في العالم الإسلامي إذ ذاك، مذهب أهل الحديث في المدينة النبوية، ومذهب أهل الرأي في بغداد.
وفي طريق عودته إلى القيروان، قابل في مصر أئمة الفقه من أصحاب مالك، فأخذ عنهم أيضاً، ثم عاد بعدها إلى بلده القيروان، بعد رحلة علمية طويلة.
اتخذ ابن الفرات القيروان مقراً له بعد عودته، فأقبل عليه الناس من كل مكان، من المغرب والأندلس، واشتهر أمره، وظهر علمه، وارتفع قدره، وانتشرت إمامته، وجاءته الأسئلة من أقصى البلاد ليجيب عليها فكان يجلس إليه أتباع مذهب مالك، وأصحاب المذهب العراقي، فيأخذ في عرض مذهب أبي حنيفة، وشرح أقوال العراقيين، فإذا فرغ منها صاح صائح من جانب المجلس: "أوقد المصباح الثاني يا أبا عبد الله"، فيأخذ في إيراد مذهب مالك وشرح أقوال أهل المدينة، فكان هذا نهجاً جديداً في دراسة الفقه المقارن.
\اتسعت دراسته في القيروان، فولاّه أمير الأغالبة في ذلك الوقت "زيادة الله" منصب القضاء، فأصبح هو القاضي في مدينة القيروان.
وكان أسد بن الفرات على عقيدة أهل السنة والجماعة، عقيدة السلف الصالح، لذلك كان من أشد علماء المغرب على أهل البدعة، معروفاً بنشر السنة، وكان يكثر من تقريع المبتدعين، قرأ يوماً قول الله -عز وجل-: {إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي} [(14) سورة طه]، ثم قال: "يا ويل أهل البدع؛ يزعمون أن الله -عز وجل- قد خلق كلامه، آمنت بالله -عز وجل-، وبأنه قد كلم موسى تكليما، وأن الكلام غير مخلوق، ولكن لا أدرى كيفيته".
وفي عام 212هـ وجد ابن الفرات في نفسه رغبة تسيطر عليه يتقرب بها إلى الله، لإعزاز دينه، وهي الرغبة في جهاد أعدائه، فاستأذن أمير الأغالبة للذهاب للجهاد في سبيل الله، فقد ورث حب الجهاد عن أبيه الذي كان أمير المجاهدين في حران، فرفض الأمير الأغلبي أن يدعه يذهب، ولكنه ألح في التماس تحقيق رغبته، وكان يقول وقد تجاوز السبعين من عمره: "وجدوني رخيصاً فلم يقبلوني، وقد أصابوا من يُجري لهم مراكبهم، فما أحوجها إلى من يجريها بالكتاب والسنة".
وبعد إلحاح من ابن الفرات استجاب الأمير زيادة الله الأغلبي له، بل وولاه قيادة أسطول صقلية، لكن ابن الفرات ما أراد الإمارة، لقد أراد الجهاد جندياً عادياً، فقال لزيادة الله: "أصلح الله الأمير! من بعد القضاء والنظر في حلال الله تعالى وحرامه، تعزلني وتوليني الإمارة؟!".
لقد رأى ابن الفرات النظر في حلال الله وحرامه فوق الإمارة، وأسمى منها، وأعلى منها مرتبة، فقال زيادة الله:"إني لم أعزلك عن القضاء، بل وليتك الإمارة، وأبقيت لك اسم القضاء، فأنت قاض أمير".
قبل ابن الفرات هذه الولاية، وعند الوداع في الميناء وقف المشيعون من العلماء وطلاب العلم والوجهاء ورجال الدولة وعامة الناس، يودعون قاضيهم وشيخهم ومعلمهم فكان مشهداً مؤثراً، وهو شيخ كبير قد جاوز السبعين من عمره، يعجز القلم عن وصفه، ويعجز اللسان في التعبير عنه وانطلق ابن الفرات بتسعمائة فارس وعشرة آلاف راجل، وكان معظمهم من الجند المجاهدين في سبيل الله.
جزيرة صقلية جزيرة كبيرة واسعة فيها العديد من المدن والقرى والقلاع والحصون، وصلت الحملة بعد مسير خمسة أيام في البحر إلى جزيرة صقلية، ونزلوا في أقرب مدينة بها تسمى "مازارا" كان ذلك عام 212هـ.
انهزم البيزنطيون أمام أسد بن الفرات ممن كانوا في هذه المدينة وهربوا إلى مدينة أخرى تسمى "قصريانة"، وفتح المسلمون عدة حصون من الجزيرة ووصلوا إلى أحد القلاع، وقد اجتمع بها خلق كثير، فخادعوا ابن الفرات على الصلح وأداء الجزية، حتى استعدوا للحصار، ثم امتنعوا عليه فحاصرهم، عندها قام أسد بن الفرات في الناس خطيباً فذكرهم بالجنة وموعود الله -عز وجل- لهم بالنصر والغلبة وهو يحمل اللواء في يده ثم أخذ يتلو آيات من القرآن ثم اندفع للقتال والتحم مع الجيش الصقلي الجرار، واندفع المسلمون من ورائه ودارت معركة طاحنة لا يسمع منها سوى صوت قعقعة السيوف وصهيل الخيول والتكبير الذي يخترق عنان السماء، والأسد العجوز أسد بن الفرات الذي جاوز السبعين يقاتل قتال الأبطال الشجعان حتى أن الدماء كانت تجري على درعه ورمحه من شدة القتال وكثرة من قتلهم بنفسه وهو يقرأ القرآن ويحمس الناس.
وتمادت عزائم المسلمين حتى هزموا الجيش الصقلي شر هزيمة، وفر بلاطه من أرض المعركة وانسحب إلى مدينة قصريانة، ثم غلبه الخوف من لقاء المسلمين ففر إلى إيطاليا وهناك قتل على يد بني دينه بسبب جبنه وإحجامه عن قتال المسلمين.
وزحف البيزنطيون بعد ذلك إلى المسلمين وهم يحاصرون مدينة "سرقوسة"، واشتد حصار المسلمين لهذه المدينة براً وبحراً، وأصيب عدد كبير من المسلمين، وهلك عدد آخر، واشتد القتال عندما بعث الإمبراطور البيزنطي مدداً لصقلية، وجرح ابن الفرات وهو يبدي حسن التدبير، وصدق الإيمان، وقوة الإرادة، فمات -رحمه الله- متأثراً بجراحه، ودفن بمدينة "قصريانة".
خلف ابن الفرات في القيادة محمد بن أبي الجواري، وجاء أسطول بيزنطي آخر، فتراجع المسلمون نحو الشمال، لكنهم فتحوا في طريقهم أحد الحصون، وحاصروا قصريانة مرة أخرى. وتوفي محمد بن أبي الجواري أيضاً، فتولى من بعده زهير بن عوف، وضاق الأمر بالمسلمين إلى أن وصل مدد أفريقية، وأسطول آخر من الأندلس من ثلاثمائة مركب بقيادة "الأصبغ"، فانتصر المسلمون، وتوفي الأصبغ أيضاً بطاعون انتشر في ذلك الوقت، غير أن الخلافات التي وقعت بين المسلمين الأندلسيين، والمسلمين الأفريقيين، قد أخرت إتمام فتح الجزيرة.
وفي عام 225هـ أرسل أبو عقال الأغلب مدداً جديداً من أفريقية، ففتح أحد الحصون، مما اضطر الإمبراطور إلى طلب المساعدة من الفرنجة فأمدوه بأسطول دمره الأسطول الإسلامي جنوبي إيطاليا، وكان المسلمون قد فتحوا ثلث الجزيرة تقريباً.
وفي سنة 232هـ حاصر الفضل بن جعفر أحد مدن الجزيرة، ووضعوا فيهم السيف، فلم ينج منهم إلاّ القليل، فسألوا الأمان عن أنفسهم وأموالهم ليُسلِّموا المدينة، فأجابهم المسلمون إلى ذلك، وأمّنوهم فسلموا المدينة، ففتح المسلمون هذا الجزء من الجزيرة بفضل الله تعالى، ثم بفضل شجاعة القائد المسلم الفضل بن جعفر.
ويعتبر العباس بن الفضل بن جعفر هو الفاتح الحقيقي لجزيرة صقلية، فقد خلف أباه في قيادة القوات الإسلامية، فأرسل قواته إلى مختلف جهات صقلية، وكان يقود أغلبها بنفسه، واتجه إلى الساحل الشرقي التي كان البيزنطيون قد استردوها من المسلمين وحاصرهم خمسة أشهر حتى استسلموا، فتح بعدها خمسة حصون، واستسلمت مدينة "قصريانة" وفتح قلعتها التي ظلت تقاوم ثلاثين سنة، وابتنى فيها مسجداً.
كان فتح قصريانة عام 244هـ وهي المدينة التي بها دار الملك بصقلية، فنصبوا السلالم، ودخلوا المدينة والحراس نيام، وفتحوا الأبواب، وجاء العباس في باقي العسكر فدخلوا المدينة، وصلوا الصبح يوم الخميس منتصف شوال، وبنى فيها في الحال مسجداً، ونصب فيه منبراً، وخطب فيه يوم الجمعة.
تلا سقوط "قصريانة"، سقوط "سرقوسة" في يد المسلمين، بعد حصار دام تسعة أشهر، وكان سقوطها كارثة كبرى لبيزنطة وسياستها الحربية؛ فقد انهارت الجهود الجبارة التي بذلتها خلال سنوات طويلة لإعادة النفوذ البيزنطي على ساحل البحر.
وسقطت مدينة أخرى كانت آخر معقل، وبسقوطها أضحت صقلية كلها خاضعة للسيادة الإسلامية، باستثناء بعض القرى الصغيرة قليلة الأهمية التي بقيت خاضعة للبيزنطيين، وبذلك يكون الجيش الإسلامي قد دمر القوة البيزنطية، وساد المسلمون جميع أنحاء الجزيرة.
ولنا مع فتح جزيرة صقلية عدة وقفات:
الوقفة الأولى:
كانت حضارة المسلمين عند فتح صقلية في أوج عظمتها، فانسابت إليها خلال قرنين من الزمان ألوان الثقافة والمدنية من العالم الإسلامي.
لقد قامت في جزيرة صقلية دولة إسلامية، ازدهرت في ظلها حضارة رائعة، وغدت تلك الجزيرة حديقة يانعة تزهو بعلومها وتجارتها وصناعتها.
الوقفة الثانية:
إن صقلية تعتبر بحق مركزاً هاماً من مراكز نقل الفكر الإسلامي إلى الغرب، فقد كانت في العصور الوسطى مركز إشعاع فكري لأوربا جميعها.
ومما هو جدير بالذكر أن الحضارة الإسلامية في صقلية استمرت في الازدهار حيناً من الدهر بعد احتلال النورمانديين لها، فقد قدر النورمان تفوق المسلمين الحضاري، فآثروا الانتفاع بعلوم المسلمين ومعارفهم وصناعتهم، ولذا فقد سمحوا ببقاء جالية إسلامية في صقلية، تعيش في ظل النورمان آمنة متمتعة بشعائرها ونشاطها العلمي والصناعي، ولاشك أن هذا التسامح قد اقتبسه النورمان من المسلمين تقليداً.
وهكذا نجد من نتائج الفتح الإسلامي لصقلية أن فرضت الثقافة الإسلامية على النورمانديين أولاً، وعلى أوربا ثانياً، وأن شعاعاً من ذلك النور العظيم اتخذ سبيله إلى أوربا.
هذا وقد وصل المسلمون إلى ثغور إيطاليا، وحاصروا روما عاصمة النصرانية، واهتز الشعب الروماني فرقاً ورعباً، ووصل المسلمون سويسرا وسيطروا منها على أعالي جبال الألب.
الوقفة الثالثة:
إن الوجود الإسلامي في صقلية الذي دام 472 عاماً يمثل صفحة عامرة مشرقة في تاريخ الإسلام، صفحة عامرة بالبطولة والتضحية وحمل الدعوة والاستماتة في حمايتها، لكنه لم يخل من نكسات حالت دون مواصلة الفتح في عمق أوروبا كانت من الأسباب الرئيسة في انحسار حمل الدعوة عن وسط أوروبا.
ولعل تاريخ الفتوحات الإسلامية لم يعرف فتحاً أعنف وأقسى وأشق من فتح صقلية التي لم يسيطر المسلمون عليها سيطرة كاملة إلا بعد مرور ثلاثة أرباع القرن على نزول الفاتح أسد بن الفرات ورجاله إلى مرسى "مزارا" في جنوب غرب صقلية في ربيع الأول سنة 212هـ.
الوقفة الرابعة:
لقد برز من خلال الفتح الإسلامي في صقلية أبطال أسطوريون انحنى أمامهم العدو احتراماً وتقديراً، وأشادت الرواية الأوروبية بصلابة إرادة المسلمين وحسن قيادتهم وتأثيرهم الميداني والشخصي على سير الأحداث، وفي طليعة هؤلاء أسد بن الفرات قاضي القيروان العالم الجليل، الذي بلغ السبعين من عمره، وتطوع لقيادة أول حملة لفتح صقلية، ولولا إيمان هذا القائد وتأثيره القوي على الجنود لما تحقق هذا الفتح حيث انبهر المؤرخ الإيطالي "أماري" بشخصية هذا القائد في زهده وإيمانه، وقال عنه: "إنه رجل يتطلع إلى ما وراء هذا العالم ويتخذ من العلم والجهاد وسيلة لبلوغ الرسالة التي خرج من أجلها".
وكذلك المجاهد إبراهيم الثاني الأغلبي الذي تخلى عن الملك لابنه عبد الله، وجاء إلى صقلية مجاهداً زاهداً يبغي مجد الإسلام، وقد استطاع بحزمه وإيمانه أن يحقق للمسلمين السيطرة الكاملة على الجزيرة بعد اقتحام قلاعها وطرد آخر بيزنطي من صقلية.
وكان إبراهيم يرمي إلى مواصلة التقدم في إيطاليا شمالاً والوصول إلى روما لفتحها مصداقاً لحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا أن المرض لم يمهله لتحقيق حلمه فقضى نحبه قرب أسوار أحد مدن الجزيرة.
والمجاهد الثالث هو عباس بن الفضل الذي قاد جيوش أبي الأغلب إبراهيم أمير صقلية، والذي تولى القيادة من بعده، وكان له الفضل في فتح المسلمين قصريانة التي كانت من أهم المعاقل الدفاعية للجيش البيزنطي وإلحاق هزيمة نكراء بأسطول بنـزنطة، واعتبر المؤرخون الأوروبيون عباس بن الفضل من أمهر وألمع القادة المسلمين الذين واجهتهم الجيوش الأوروبية.
أصبح المسلمون منذ انتصارات إبراهيم الثاني حتى بداية الغزو النورماني أسياداً بدون منازع لجزيرة صقلية لمدة مئة وخمسين عاماً، تخللتها معارك وغارات وحملات متبادلة بين المسلمين والأوروبيين، ومع ذلك ظلت صقلية طيلة هذه الفترة أرضاً إسلامية واعتنق الكثير من أهل البلاد الدين الإسلامي وانخرطوا في الجهاد وشاركوا في الفتوح، وبرز منهم كثير من الرجال الذين تبوأوا مناصب مهمة في صقلية نفسها وفي الأندلس.
وقد عرفت أوروبا الطب والفلسفة والعلوم والفنون المعمارية والتحف والنفائس عن طريق فتح المسلمين لصقلية.
الوقفة الخامسة:
إن تميز المسلم في باب معين من أبواب الخير، فهذا شيء عظيم يستحق أن يثني عليه الناس به ويذكرونه، ولكن أن يكون المسلم فقيهاً وعالماً ومحدثاً، ومجاهداً وأميراً للجيوش، وقائداً لأساطيل أعالي البحار، وقاضياً ومعلماً ومدافعاً عن السنة وقامعاً للبدعة، ومرابطاً في سبيل الله حتى الموت، فهذا النوع من الرجال الأبطال لا بد أن نؤرخ له، وأن نتحدث عنه، خاصة أن أبناء المسلمين الآن لا يعرفون عنه شيئاً.
الوقفة السادسة:
لقد استمر سلطان الإسلام مستقراً في صقلية ينشر الهدى والنور فيها وما حولها، إلى أن دب التنازع والشقاق في صفوف المسلمين، فبدأ سلطانهم ينحدر، فاستغل الفرصة "روجير النورماني" فغزا الجزيرة سنة 530هـ.
يقول المؤرخ ابن الأثير -رحمه الله-: إن مسلمي صقلية أرسلوا وفداً إلى المعز بن باديس لطلب النجدة، فأعد أسطولاً وقوات كبيرة، ثم وجهها إلى صقلية إلا أنها تعرضت للغرق؛ إثر عاصفة بحرية، وبعد وفاة المعز -وفقاً لرواية ابن الأثير- أرسل ابنه تميماً نجدة إلى صقلية بقيادة ولديه أيوب وعلي لكنهما انسحبا وعادا إلى أفريقية بجنودهما وتركا صقلية إلى مصيرها.
لقد صاحب الغزو النورماني لصقلية هجرة إسلامية واسعة إلى أفريقية ومصر وغيرها من البلدان الإسلامية، وعندما سيطر النورمانيون على الجزيرة قُدر عدد المسلمين الذين ظلوا بصقلية ما بين المائة والثلاثمائة ألف مسلم من العرب والبربر والصقليين الذين اعتنقوا الإسلام.
وشهدت صقلية أول مذبحة للمسلمين بعد وفاة روجير الثاني، حيث قتل عدد كبير منهم في أعنف حملة تطهير، ودمرت أحياؤهم السكنية ونهبت أموالهم ومتاجرهم، وبذلك زال الوجود الإسلامي من معظم مدن صقلية وإن ظل يقيم بها أفراد غيروا أسماءهم واعتنقوا المسيحية.
إزاء هذا العداء الصارخ هب ما تبقى من المسلمين للدفاع عن أنفسهم وأرواحهم ودينهم وتزعم هذه الحركة عدد من القادة، برز من بينهم محمد بن عبّاد الذي عرّفته الرواية الأوروبية باسم "المرابط" وقام بثورته ما بين العقدين الثاني والثالث من القرن الثالث عشر، وشغل قوات فردريك في معارك قاسية، لكن فردريك استطاع أن يحاصر ابن عبّاد وضيق الخناق عليه حتى استسلم بشرط أن يتمكن من مغادرة صقلية مع أولاده إلى أفريقية، ووعده فردريك بذلك إلا أنه غدر به وأعدمه مع اثنين من أولاده، وواصلت من بعده القتال ابنته التي لم يذكر اسمها، وكانت قد رفضت الاستسلام ونصحت أباها بعدم الاستسلام، وعندما رفض نصيحتها فضّلت البقاء في القلعة ومعرفة ما سوف ينتهي إليه أمر والدها، وعندما علمت بما حل بوالدها واصلت المقاومة وصممت على الاستماتة في القتال، فخرجت مع رجالها من القلعة وغارت على جيش فريدريك بغية فك الحصار وصممت على الانتقام لوالدها، وذات يوم أرسلت إلى فريدريك تعلمه أنها تريد الاستسلام ولكنها تخشى ممانعة رجالها لها، ولذلك فإنها تطلب منه إرسال ثلاثمائة فارس من خيرة رجاله ليلاً، وأخبرته أنها سوف تفتح لهم القلعة وتمكنهم من الاستيلاء على القلعة، وسُرّ فردريك من الفكرة وأرسل إليها فرسانه، وفي الصباح توجه فريدريك إلى القلعة ففوجئ برؤيته رؤوس فرسانه تتدلى فوق أسوار القلعة وحاول استدراجها بالحيلة والإغراء، فأمّنها على حياتها إذا استسلمت ووعدها بالزواج، إلا أنها واصلت المقاومة مع رجالها والحصار الطويل حتى نفذت المؤن والأغذية من القلعة واشتد بها وبرجالها الحال، وقاومت إلى أن قتلت في معركة مع من كان معها من المسلمين دون استسلام، وبعدها اقتحم فريدريك القلعة واستولى على من تبقى منها.
واختُتِم ما تبقى من الفصل الأخير من حياة المسلمين داخل جنوب إيطاليا ببطولة فتاة مسلمة ضربت أروع مثل في الشجاعة والإباء والتضحية وسط سلسلة من التخاذل والخيانة والأنانية وقصر النظر الذي قضى على ثاني سلطان إسلامي في أوروبا بعد الأندلس، إلا أنه لم تنته المقاومة بعد استشهاد هذه المرأة، بل استمرت المقاومة، الأمر الذي دفع فريدريك إلى إبعاد كل المسلمين خارج صقلية.
فطويت بذلك صفحة التاريخ الإسلامي المشرق في جزيرة صقلية، ولله الأمر من قبل ومن بعد،. والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً

سقوط صقلية الإسلامية
بعد قرنين من فتح المسلمين لصقلية على يد الفقيه أسد بن الفرات سنة 212 هـ كان كل شيء يؤذن بالأفول ‏.‏‏.‏ كانت الأندلس تعيش حالة ملوك الطوائف الذين تداعوا تداعي البيت المفكك أمام زحف المرابطين بقيادة رجلهم المؤمن رجل العقيدة والدولة يوسف بن تاشفين ‏.‏

وكانت الجزائر وتونس تعانيان من هجمة القبائل العربية الهمجية الزاحفة تدمر كل شيء دون تعقل ‏.‏

وكانت مصر قد ذهبت نضارتها على يد الفاطميين الذين كانوا قد فقدوا نضارتهم كذلك ، بل كانت مصر التي يحكمها الخليفة المستنصر تعاني من مجاعات غريبة لعلها لم تحدث في تاريخها بالمرة لدرجة أن الناس أكلوا بعضهم بعضا وبيعت لحوم الكلاب في الأسواق ‏.‏

كان هذا هو الجو المحيط بصقلية الأغلبية الإسلامية ‏.‏‏.‏ الجو الذي يطلق عليه مؤرخونا عبارة ‏"‏ الحالة الإسلامية في النصف الثاني من القرن الخامس الهجري‏"‏‏!‏‏!‏‏!‏
لكن كل هذا كان أقل من أن يقتطع غصن صقلية من شجرة الإسلام إلى اليوم ‏.‏‏.‏ لقد كان ثمة سبب آخر أشد وأقوى ‏.‏
كان هناك الهزيمة الداخلية التي هي الباب الوحيد التي تدلف منه كل الهزائم الواردة ‏.‏‏.‏ كان هناك لصوص المناصب وهواة الزعامات والمتمسحون في أمجادهم العائلية ‏.‏
كانت صقلية قد فقدت أمثال فاتحها العظيم أسد بن الفرات القاضي والفقيه والقائد والشهيد الذي استحق عن جدارة بطولة فتح صقلية ‏.‏

وحل جيل جديد تتنازعه التقاليد الوثنية النورمانية وينظر بإعجاب إلى الجنوب الأوروبي ، وإلى تقاليد العدو الواقف بالباب ‏.‏‏.‏ وعندما حلت الهزيمة الداخلية على هذا النحو ‏.‏‏.‏ كان من السهل أن يدخل روجار بجيوشه ، وأن تتحول صقلية إلى اليوم قلعة صليبية تكيد للإسلام ‏.‏

كان روجار قائد النورمان المستوطنين بالغرب الفرنسي والإيطالي يترقب فرصة الوثوب على الجزائر وتونس ‏.‏‏.‏ فضلا عن صقلية ، وكما هي العادة في تاريخنا لم يستطع روجار أن يدخل إلى صقلية إلا من خلال أهلها ، من خلال الهزيمة الداخلية ‏.‏‏.‏ فمبدأ الجهاد قد وقانا شر الأعداء الخارجيين ، أما حين تتفتت العقيدة وتنحل إرادة القتال يبدأ العدو في الولوج ممتطيا أحد الأصنام الباحثين عن الملك تحت أي شعار ‏.‏
وفي معركة من المعارك الداخلية بين لصوص الحكم هزم أحدهم ‏.‏‏.‏ ويسمى ابن الثمنة ‏.‏‏.‏ ولم يجد هذا الرجل غضاضة في أن يطلب الوصول إلى الحكم عن طريق الاستعانة بالنورمان المتحينين للفرصة فذهب إليهم يستعين بهم ويطلعهم على خفايا الجزيرة ، ويمدهم بالعون إذا هم حاولوا الاستيلاء عليها ‏.‏

وبدأ من يومها الغزو النورماني لصقلية ‏.‏‏.‏ ولم تكن القوى الإسلامية المفككة المحيطة بصقلية بقادرة قدرة حقيقية على عمل شيء ‏.‏‏.‏ بالرغم من أن تونس قد حاولت تقديم المساعدة ‏.‏
وتساقطت كأوراق الشجر في الخريف مدن الإسلام الزاهرة في هذه الجزيرة التي قدمت للإسلام والحضارة الإسلامية عديدا من الأبطال في كل المجالات ‏.‏
سقطت ‏"‏ مسنة ‏"‏ ‏.‏‏.‏ وسقطت ‏"‏ بلرم ‏"‏ العاصمة ‏.‏ ‏"‏ وماذر ‏"‏ ‏.‏

وبعد جهاد طويل من أحد شباب الإسلام الذين يظهرون كوهجة الشمس قبل المغيب ‏"‏ ابن عباد ‏"‏ سقطت سرقوسة ، ثم خرجت ولحقت بها ضريانة فنوطس ، وسجلت سنة 484 هـ 1091 م السقوط الكبير لصقلية في يد عصابات النورمان‏.‏‏.‏
وكما تمثلت الهزيمة الأولى ـ في بداية الهزيمة ـ ‏.‏‏.‏ كما قدمتها ـ في شخص ابن الثمنة ـ كذلك تمثلت الهزيمة هنا في صورتين
في صورة ابن حمود حاكم قصريانة إحدى المدن الصقلية التي سقطت وكان هذا الرجل يزعم النسب إلى العلويين ‏.‏‏.‏ لدرجة جعلت أحد المؤرخين الأوروبيين يصفه ‏(‏ بالعلوي الدنيء الرخيص ‏)‏ مسلما بقضية علويته ، ولربما كانت صحيحة ، فكثير من دعاة العلوية كانوا خونة ‏!‏‏!‏

وقد تواطأ الرجل مع روجار لدرجة جلبت عليه سخط المسلمين في الجزيرة كلها‏.‏

ولم ينته أمر هذا الخائن لأمته إلا بالنهاية الطبيعية ، إلا أنه حرصا على مزيد من الجاه لدى روجار أعلن نصرانيته وطلب من روجار أن ينقله إلى إيطاليا ليقضي بقية حياته هادئا آمنا ، وذهب الخائن ، ومع ذهاب الإسلام من أعماقه وأعماق أمثاله من المنهارين ذهبت صقلية ‏.‏‏.‏ والصورة الثانية ‏.‏‏.‏ تقدمها لنا صفحات التاريخ في شكل رسالة بعث بها المسمى الخليفة الفاطمي في مصر إلى روجار تحمل تشفيا وتهنئة بالنصر المسيحي ، وبعد أن يوافق خليفة المسلمين العظيم روجار على كل أوصافه للزعماء المسلمين في الجزيرة ، تلك التي وردت في رسالته وكيف أنهم جانبوا طريق الخبرات واجترءوا في الطغيان ، واستعملوا الظلم، وتمادوا في الغي ‏.‏

بعد ذلك ينهي رسالته بأن من كانت هذه حاله حقيق بأن تكون الرحمة نائية عنه ، خليق بأن يأخذه الله من مأمنه أخذة رابية ‏.‏

وهذا الكلام ‏.‏‏.‏ صحيح ‏.‏ بيد أنه لن يغفر للخليفة المنهار في مصر المتمسح ـ كذبا ـ في شرف النبوة أن يسقط ركن من أركان دولة الإسلام ـ تابعا لحكمه ـ دون أن يحرك ساكنا ‏.‏‏.‏ ثم يخرج علينا بشعارات منمقة لا قيمة لها ‏.‏

ولن يغفر له التاريخ كذلك أنه نفسه كان لعبة هزيلة في قصره بيد الوزراء العظام، وفي ظل أحط مجاعات عرفتها مصر الإسلامية ، وإنه بدوره كان حلقة في سلسلة مصائبنا الكثيرة ‏.‏

وقد زار ابن جبير الرحالة المسلم ـ صقلية ـ بعد سقوطها ـ فوصف أحوال أهلها تحت الحكم النصراني ، بما يجعلها قريبة من أحوال أهل الأندلس ، فقد ضربوا عليهم إتاوة يؤدونها في فصلين من العام ، وحالوا بينهم وبين سعة الأرض ، ولا جمعة لهم يؤدونها بسبب الخطبة المحظورة عليهم ، ويصلون الأعياد بخطبة يدعون فيها للعباس ، ولهم بها قاض وجامع ‏.‏‏.‏
ثم يختم ابن جبير حديثه عن أحوال المسلمين في صقلية بقوله ‏:‏

‏"‏ وبالجملة فهم غرباء عن إخوانهم المسلمين تحت ذمة الكفار ، ولا أمن لهم في أموالهم ولا في حريمهم ولا في أبنائهم ‏.‏‏.‏ ‏"‏ ‏.‏

وكان هذا جزاء ما قدم زعماؤهم الخونة ، وسادتهم الفاطميون المارقون ‏.‏‏.‏
والمهم ‏:‏ </SPAN>
سقطت صقلية الإسلامية ‏!‏‏!‏


 

قديم 03 / 03 / 2009, 55 : 02 AM   #4
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي



.
.
.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

قديم 03 / 03 / 2009, 50 : 11 AM   #5
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
Free size


الصورة الرمزية سُلاَفْ القَصِيدْ
سُلاَفْ القَصِيدْ غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4609
 تاريخ التسجيل :  03 / 04 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : اليوم (12 : 11 AM)
 المشاركات : 1,023,207 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
......... يَآ رب

............ أروي وآلدتي

.................. فرحاً ♥♥
قـائـمـة الأوسـمـة
وسام العطاء 
مزاجي:
افتراضي



يعطيك العافيه اخوي
معلومات قيمه
ومجهود تشكر عليه


 
 توقيع : سُلاَفْ القَصِيدْ

اللهم صل وسلم على نبينا محمد


قديم 03 / 03 / 2009, 16 : 12 PM   #6
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي



.
.
.

يسلموووووووو مشرفتنا .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة






 

قديم 03 / 03 / 2009, 10 : 01 PM   #7
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي



.
.
.
حرب المافيا الصقلية
لقد اندلعت حرب المافيا الكبرى في صقلية في شهر مارس من عام 1981، وفي ذلك الوقت كانت صناديق المافيا وخزائنها مليئة بالأموال، ولكن على الرغم من ذلك فان شرههم للكسب الحرام والسطو تزايد أكثر فأكثر، والواقع ان الحرب بين مختلف عصابات المافيا دارت حول المسألة التالية:


من سيسيطر على قطاعات المافيا أو بالاحرى على الامبراطورية الخاصة بها؟ وقد كانت حرباً شرسة لا شفقة فيها ولا رحمة، ودام سنتين سقط أثناءهما مئات الضحايا.


لقد انقسمت المافيا عندئذ إلى عدة عائلات أو عشائر. فكانت هناك جماعة زعيم المافيا لوسيانو ليجيو، وكانوا يشكلون العصب الحساس للحركة ويتمتعون بكافة مظاهر الشرعية من وجهة نظر المافيا بالطبع.


واما من جهة اخرى فكان هناك أحد زعماء المافيا الذي يدعى ستيفانو بونتاتي وحليفه الاقرب سلفاتور انزيريللو، وقد سرقا عدة ملايين من الدولارات من خزائن المافيا العامة.


ومعلوم ان المافيا كانت تمتلك مليارات الدولارات بسبب اشتغالها في صناعة الهيروين وتصديره إلى أميركا ومناطق اخرى من العالم. وكانت توجد في ايطاليا ما لا يقل عن خمسة عشر مختبراً لصناعة مادة الهيروين وكان احدها يقع في مواجهة البحر في مدينة باليرما عاصمة صقلية والمافيا كلها.


ينبغي العلم بأن هذه المختبرات كانت تنتج عدة اطنان من المخدرات كل عام، ولكي نأخذ فكرة عن مدى غنى المافيا واسبابه ينبغي العلم أيضاً بأن الكيلو الواحد من الهيروين كان يباع بـ «250» ألف دولار:


فاذا كان المختبر الموجود في باليرما والمذكور آنفاً ينتج لوحده خمسين كيلو هيروين كل عشرة أيام، فلكم ان تتخيلوا حجم الأرباح الناتجة عن هكذا مختبر!.


وبالتالي فكانت الأموال وفيرة جداً عندما اندلعت حرب المافيا بين جماعة لوسيانو ليجيو من جهة، وجماعة ستيفانو بونتاتي من جهة أخرى وهما الفرعان اللذان يشكلان الجناحين الأساسيين للمافيا الصقلية وكان هناك اتفاق على تقاسم الأموال المتجمعة وكذلك على مناطق النفوذ.


فلكل زعيم منطقة يسيطر عليها هو واتباعه ولا ينبغي ان تدخلها جماعة الزعيم الآخر المنافس، وكان هناك اتفاق ضمني بين الطرفين على تقاسم الأرباح ومناطق النفوذ بحسب قوة كل منهما.


وبحسب رواية الخاسرين فان هذه الحرب لا علاقة لها بالمخدرات.


وانما هي مجرد صراع على السلطة داخل منظمة المافيا. في الواقع ان كلا الامرين مرتبطان ببعضهما البعض.


فالزعيم لوسيانو ليجيو ما كان بامكانه ان يسيطر على المافيا لولا انه يمتلك مفتاح ثروتها الطائلة ويستطيع توزيعه أو عدم توزيعه على الأعوان والاتباع.


ولهذا السبب فانه فكر في تصفية منافسيه بونتاتي وانزيريللو. في الواقع ان هذين الأخيرين كانا يمثلان شبكة المافيا على الطريقة التقليدية وكانا متواجدين في باليرما منذ عدة عقود، بل وكانا يحتلان مواقع راسخة في نيويورك نفسها.

واذا ما نظرنا إلى المراتب الهرمية لشخصيات المافيا آنذاك وجدنا ان بونتاتي كان يقف في اعلاها، وكان يدعى الأمير أو الزعيم الأعلى، واما صديقه انزيريللو فكان الشخص المركزي للمافيا في صقلية بسبب سيطرته على تسويق المافيا هناك، وبالتالي فان بونتاتي وانزيريللو يسيطران بالفعل على باليرما عاصمة المافيا العالمية التي تمتلك فروعاً في أميركا الشمالية، وكندا، وأميركا الجنوبية، ومناطق أخرى من العالم.


ثم عقدت المافيا اجتماع قمة من أجل حل الخصومة بشكل سلمي بين الطرفين المتنازعين، ولكن طرف بونتاتي كان يفكر في تصفية زعماء الطرف الآخر في هذا الاجتماع بالذات، ولسوء حظه فان الآخرين سبقوه إلى الحركة فصفوه قبل ان يصفيهم، وهذه هي طريقة المافيا.


والواقع انه سقط في كمين نصبوه له بعد شهر من عقد القمة المذكورة.


وكان ذلك في 2 أبريل من عام 1981، وكان قد انتهى للتو من الاحتفال بعيد ميلاده في الفيللا العائلية الراقية المزودة بأجهزة الانذار الالكترونية تحسباً للعواقب.


وبعد الاحتفال راح يتجه بسيارته نحو منزله الريفي لكي يقضي الليلة فيه ويستريح.


وقد فوجيء باطلاق النار عليه من السيارة الموازية له وهو يقف على الضوء الأحمر، ولسوء حظه فان سيارة حمايته المسلحة كانت قد سبقته وتجاوزت الضوء بثوان عندما كان لا يزال اخضر، ولم يشعروا بأي خطر ولم يعرفوا بمقتله الا لاحقاً، وكانوا يعتقدون انه لاحق بهم وليس منفصلاً عنهم.

وفي هذه الفجوة القليلة من الزمن، في هذه الثواني المعدودة انتهز جماعة ليجيو الفرصة واردوه قتيلاً بواسطة الكلاشينكوف، وقد فصلوا رأسه عن جسده بكل وحشية ودون أي شفقة أو رحمة على طريقة عصابات المافيا.


بالطبع فلو انه سبقهم هو إلى الضرب لفعل بهم نفس الشيء، ولكنهم غدروه، وقد اعتقد ان صديقه انزيريللو ليجيو لن يقتله لأنه مدين له بعشرة ملايين دولار، وبالتالي فلا يمكن ان يعتدي عليه قبل ان يرد له المال ولكنه كان مخطئاً.


فالواقع ان لوسيانو ليجيو كان شخصاً رهيباً لا يرحم، ولذلك فانه أرسل له جماعته من المحترفين القتلة فأردوه صريعاً يوم 11 مايو التالي بنفس الكلاشينكوف


والغريب العجيب انه كان يسوق سيارة مصفحة ذات زجاج لا يخترقه الرصاص ولكنهم كانوا قد جربوا العملية قبل ان يقتلوه على زجاج مثله لأحد تجار الجواهر، واكتشفوا انهم اذا ماركزوا اطلاق النار على منطقة ضيقة من زجاج نافذة السيارة فانهم يستطيعون اختراقها، وهذا ما كان!


على هذا النحو صفَّى لوسيانو ليجيو عدويه اللدودين قبل ان يصفياه، وابتدأت عندئذ أكبر عملية تصفيات في تاريخ المافيا الايطالية. وقد سقط ضحيتها في نهاية المطاف ما لا يقل عن ألف شخص!


وقد اتسعت دائرة التصفيات لكي تشمل ليس فقط باليرما وكل صقلية وانما أيضاً لكي تصل إلى أوروبا والولايات المتحدة، بل وفي اميركا الجنوبية، وكان البوليس الايطالي يجد كل يوم جثة ملقاة على قارعة الطريق أو في أحد الشوارع الخلفية أو في أي مكان آخر.


فعمليات التصفية والتصفية المضادة كانت تحصل بشكل يومي. واحياناً كان البوليس يجد اربع جثث او حتى خمس كل يوم وليس جثة واحدة. وقد استلهمت السينما فيما بعد هذه الحرب المرعبة وقدمت بعضاً من أقوى الأفلام السينمائية وأكثرها تشويقاً وقوة.


وقد قتلوا واحداً وعشرين قائداً من جماعة انزيريللو. ثم قطعوا اليد اليمنى لابنه لكيلا ينتقم لوالده، ولم يكن عمره أكثر من خمسة عشر عاماً. ثم انتهى بهم الأمر إلى قتله نهائياً وتصفيته.


بل ووصل بهم الأمر إلى قتل عمه المقيم في لوس انجلوس بأميركا، وكذلك فعلوا مع معظم أفراد عائلته، والواقع انهم كانوا يخشون ان يبقى أي شخص ذكر من أقربائه على قيد الحياة، وكانوا يعرفون انهم سينتقمون يوماً ما، ولذلك عجّلوا بتصفيتهم الواحد بعد الآخر.

هذا شيء معروف ومعهود في عالم المافيا. فالتصفيات ينبغي ان تكون شاملة وتطال جميع أفراد العائلة من الذكور لكيلا تقوم لها قائمة بعد الآن.


وفيما بعد قبض البوليس على بعض زعماء المافيا الصقلية واعترفوا بجرائمهم الشنيعة بل ان احد هؤلاء الزعماء الكبار هرب من التصفيات وجاء إلى جنوب فرنسا. وعاش هناك عدة سنوات وهو متنكر خوفاً من ان يلحقوا به أو يفتشوا عنه ويغتالوه. والواقع انهم لاحقوه، ولكن دون جدوى. فقد عرف كيف يذوب في زحمة البشر وكيف يتخفى تماماً.


ثم ألف بعدئذ كتاباً يروي فيه قصة حياته ويكشف أسرار المافيا من الداخل ومجرد قراءة الكتاب تجعل بدنك يقشعر وتشيب شعر الرأس!


فقد شارك مثلاً في احدى المرات بقتل الاطفال الذين لا يتجاوز عمرهم العاشرة أو الثالثة عشرة عن طريق رميهم في بئر عميقة وهم مقيدون بالحبال..


ثم يروي حكاية انتسابه للمافيا عندما كان شاباً، وما هي الشعائر والطقوس التي يتبعونها في مثل هذه الحالة. وبعد الانتساب يصبح المرء «رجل شرف» كما يقولون، أي عضو في المافيا، ويحلف اليمين على ان يكتم السر مهما حصل، وعلى ان ينفذ أوامر رئيس المافيا في كل الحالات.


ثم يتحدث أيضاً عن التصفيات التي حصلت في «باليرما»، وكيف قتلوا اخاه الكبير، وابن اخيه، وكيف حاول ان ينتقم منهم، الخ. باختصار فان قصص المافيا مرعبة واحياناً لاتكاد تصدق ما تقرؤه.


ولكن يبدو ان المافيا ضعفت كثيراً في ايطاليا بعد ان لاحقتها السلطات دون ان يعني ذلك انها اختفت تماماً. فالواقع انها تشهد انتعاشاً جديداً في أماكن اخرى أيضاً.


 

قديم 04 / 03 / 2009, 26 : 01 AM   #8
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي



.
.
.

الجغرافيا

أكبر جزيرة في البحر الأبيض المتوسط ،
وتقسم البحر المتوسط إلى حوضين شرقي وغربي صقلية جزيرة مثلثة الشكل ،
قاعدة هذا المثلث نحو الشرق على مقربة من شبة الجزيرة الأيطالية ،
ورأسه ناحية الغرب قرب تونس ،
يفصلها عن إيطاليا مضيق ميسينا وعن إفريقيا قناة صقلية ،
تمثل المناطق التلالية 61,4% من مساحة الجزيرة
و المناطق الجبلية 24,5% وإخيرا الهضاب تشكل 14,1% ،
وأعلى مناطقها الركن الشمالي الشرقي وحيث بركان إتنا الثائر وارتفاعه 3340 متر ،
وتحيط بالمرتفعات سهول ساحلية تتسع في غربي الجزيرة ،
كما توجد عدة بحيرا ت وأنهار بالجزيرة ،
وإلى الشمال الشرقي من صقلية توجد جزيرة صغيرة تسمى ليبارى
وبها بركان سترومبولي الدائم الثوران إضافة إلى عدة جزر صغيرة أخرى
تحيط بصقلية مثل لامبيدوزا و أوستيكا و بانتيلريا و غيرها
بدون أن ننسى جزيرة مالطا .
مناخ صقلية ينتمي إلى المناخ المعروف بمناخ البحر المتوسط ،
فالصيف معتدل والشتاء دافيء ،
وأمطار الجزيرة وفيرة في الشتاء والربيع ،
و تقل الأمطار صيفا .

السياحة

قال عنها الشاعر الألماني المعروف غوتا
أن إيطاليا بدون صقلية لا تكون صورة في روح الإنسان ,
و هنا فقط مفتاح كل شئ .
صناعة السياحة في صقلية في نمو متواصل ،
و أعداد السياح في تزايد مستمر عام بعد أخر ،
و يعود هذا لتوفر كل عوامل الجذب السياحي ،
بوجود مواقع أثرية كثيرة منها فقط على سبيل مثال مورغانتينا Morgantina ،
و وادي المعبد Valle dei Templi إضافة لأثار القرون الوسطى و عصر النهضة ؛
و وجود الطبيعة الجميلة والفريدة من نعها أحيانا مثل البراكين و الجزر و السواحل ،
و فضلا عن التاريخ و التقاليد تشتهر صقلية بالفن و الثقافة و القلاع ،
و كما باقي إيطاليا فكل مدينة و بلدة بها ما يميزها
و تستحق الزيارة ولعل أشهرها بلدة تاورمينا .

الاقتصاد

نظرا للمناخ المناسب وتوفر المياه تشتهر صقلية بإنتاج الحاصلات الزراعية ،
مثل القمح والفاكهة والزيتون والزهور
إضافة إلى مشتقاتها مثل العصائر و الزيوت النباتية والمعجنات
والزهور الصقلية تنتشر في أوروبا ،
وغيرها من المنتوجات ، كما تنتج صقلية 78% من الإنتاج الإيطالي من القطن .
في صقلية 650 ألف هكتار من الأرض لزراعة النباتات الموسمية ،
و 400 ألف هكتار لزراعة النباتات المعمرة .
و تمارس حرفة الرعي حيث يربى الغنم و الماغز و الخيول
و زاد عدد رؤوس الأبقار زيادة كبيرة بعد أن كانت أعدادها محدودة ،
وتبلغ مساحة المروج و المراعي في صقلية 235 ألف هكتار .
كما تشتهر بصيد الأسماك في العديد من موانئ الصيد المنتشرة على طول الساحل
أهمها ميناء مازارا دل فالو و صيد الأسماك تقوم عليها بعض الصناعات المحلية .
كما توجد بالجزيرة عدد من الصناعات المتنوعة تتركز في المناطق القريبة من جيلا ،
و أوغوستا ، وميلاتسو ، وهي صناعات كيميائية و نفطية و صناعات متعلقة بالطاقة ؛
كما يوجد مصنع لسيارات فيات في تيرميني إمبيريزي ،
و صناعة الإلكترونيات في كاتانيا، تشتهر صقلية بإنتاج الرخام .
و مناجم كبريت في إنا وكلتانيسيتا وأغريجنتو أغلقت خلال القرن العشرين
لارتفاع تكلفة الاستخراج،
نفس الشيء حدث مع مناجم أملاح البوتاسيوم التي تشتعمل كسماد كيميائي
فقد أغلقت أواخر الثمانينات من القرن الماضي في كالتانسيتا،
وكانت أغلقت مناجم الجبس قبل ذلك في القرن التاسع عشر.


باليــــــــــرمو عاصمة صقلية
باليرمو (Palermo) مدينة إيطالية ،
عاصمة إقليم صقلية ذاتي الحكم و كبرى مدنه ،
و عاصمة مقاطعة باليرمو .

يبلغ عدد قاطنيها 666542 ساكن ،
و هو الخامس بين المدن الإيطالية بعد روما و ميلانو و نابولي و تورينو ،
و الثلاثين على المستوى الأوروبي .
و هي المركز الثقافي و التاريخي و الاقتصادي-الإداري الرئيسي في صقلية .

أعطاها تاريخها الألفي موروثاً فنياً و معمارياً مميزاً ،
فمن بقايا الأسوار البونيقية وصولاً إلى الفيلات على طراز ليبرتي مروراً بالمساكن على الطراز العربي النورماني و الكنائس الباروكية و المسارح الكلاسيكية المحدثة .
كانت لأسباب ثقافية و فنية و اقتصادية إحدى أكبر مدن البحر الأبيض المتوسط ،
و اليوم تعتبر إحدى أهم الوجهات السياحية في الجزيرة و خارجها.

الجغرافيا

كانت منطقة باليرمو أصلاً سهلأً شاسعاً
تقطعه العديد من الأنهار و الجداول والأراضي الرطبة الواسعة ،
تحيط بها جبال عالية تغطي قممها أحياناً الثلوج خلال فصل الشتاء ،
مُضفيةً إلى المنظر الطبيعي وجهاً أكثر إعجاباً.

يطل سهل باليرمو على البحر التيراني ،
و يكوّن إلى الجبال من وراءه الغور الذهبي .
التنظيم البلدي يتبع الخط الساحلي لذلك لها امتداد ساحلي طويل ،
و لكنه قليل الاختراق نسبياً للأرضي الداخلية .
في الوقت الحاضر الأنهار التي كانت موجودة اختفت (و لكن أكثرها لا تزال تتدفق تحت الأرض).
و بالاضافة إلى ذلك ،
لم تصل الأراضي البلدية إلى مستوى عالي من الإشباع السكاني كما في مدن إيطالية أخرى.


 

قديم 04 / 03 / 2009, 09 : 05 PM   #9
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي



.
.
.

كتب احد الكتاب

منذ نحو الألف عام، انحسر الحكم العربي عن صقلية، واستقرت الأوضاع الإقطاعية للنورمانديين، الذين عمل قلة من النبلاء بينهم على السيطرة على الأراضي الشاسعة، وجعل أكثر أهل البلاد يشتغلون، إما كعمال زراعيين محدودي الدخل أو كمستأجرين لأراضيهم بنظام المزارعة أو نسبة المحصول، وغالباً ما يكون لمصلحة ملاّك الأراضي. ما ولّد ظلماً فادحاِ في الرعية التي قامت فئات لا يستهان بها بإحداث مقاومة سرية خرجت على القوانين وبدأت بسرقة «تخمة الأغنياء» وتوزيع الحصص على الفقراء من الفلاحين وسائر شرائح المجتمع الصقلي.
وهذه المقاومة تحولت إلى تنظيم سري فيما بعد اتخذ شكل «حكومة إرهابية» خفية، لها قوانينها الخاصة وأعرافها الثابتة، وتدبيراتها العسكرية الصارمة، ولاقى تأييدها انتشاراً واسعاً في الأوساط الشعبية الصقلية.
ويرى بعض الباحثين ممن درسوا تاريخ المافيا الصقلية الإيطالية، أن الصقليين استفحلت بهم عادة الثأر، أو الأخذ بثأر الدم، حتى ولو من أقرباء القاتل الذين لاذنب لهم. وهي من العادات السلبية التي ورثوها عن الأسلاف العرب الذين كانوا احتلوا الجزيرة في منتصف القرن الثامن الميلادي، وساروا فيها حوالي قرنين ونصف، وآثارهم باقية إلى اليوم في واجهات الحجر وطباع البشر الذين يفخر بعضهم بأصوله العربية، خصوصاً في القرى والبلدات البعيدة عن المدن الصقلية، حيث تذكر العائلات الصقلية إلى اليوم بأجدادها من العرب المسلمين، وكيف كانوا أهل حضارة وعلم وفنون وشعر وثقافة انتشرت في عموم أوروبا وكانت عاملاً مركزياً من عوامل ازدهار الأوروبيين وتقدمهم.
كما أن مفردات عربية لا يستهان بها تخالط الهجمة، أو لغة أهل صقلية. والصقليون على المستوى الاجتماعي حريصون على عفاف نسائهم واحتشامهن على نحو يفوق سائر مناطق إيطاليا وجنوب أوروبا، فضلاً عن أن الصقليات يرتدين الزي الأسود.. بمن فيهن الأوانس في مقتبل العمر.
واذا كان الصقليون يأخذون بالثأر كما أسلفنا، وذلك تأثراً بأجدادهم العرب، فقد استفحل بينهم هذا الأمر حتى كاد يقضي على كل الرجال من الأسرتين المتناحرتين أحياناً. وهم يسمون الثأر La Vendetta ويقدسونه مثل عرب الجاهلية الذين يحوم طائر الثأر فوق رؤوسهم حتى ينجزون المهمة.
لم يبدأ تنظيم المقاومة السرية للإقطاع الصقلي بوجهيه القديم والحديث الا في العام 1868، حيث اتخذ اسم المافيا Mafia ومعنى المصطلح «الشجاعة» أو «الفروسية» أو «القبضايات» بلهجة أهل الشام و«الجدعنة» باللهجة المصرية.
وتشير بعض المصادر، إلى أن مصطلح «المافيا» اتخذ فيما بعد معنى «الامتياز» أو «التفوق» على الآخرين الذين كانوا ولازالوا يرهبون سلطة المافيا وزعيمها المافيوزي ولا يذكرون اسم التنظيم أو زعمائه، وحتى أفراده، إلا بكثير من الكتمان والرهبة خشية أن يُظن بهم الإساءة إليهم، فينتقم «المافيوزيون» من مطلقي الشائعات السلبية على طريقتهم، اي بالقتل الفوري الخفي. وكل من كان ينتسب إلى المافيا، أو يعرف عنه ذلك، كان موضع، ليس خشية وخوف الصقليين فقط وانما احترامهم المبالغ فيه. وقد أطلقت على المافيا لاحقاً تسمية «الجمعية الموقرة»، وحين تسمع الطبقة الشعبية الصقلية بأن فلاناً هو عضو في المافيا او هو مافيوزي Mafioso بمصطلحهم ينعتونه بـ«المحترم» على الفور. والمافيوزو في صقلية لم يكن يعتبر مجرماً، إلا في نظر القانون، وفي نظر ضحاياه المباشرين فقط، اما في نظر نفسه، وفي نظر غالبية الشعب، فهو رجل له احترامه، ويمثل سلطة أهلية سرية في مواجهة الحكومة.
وتشير بعض المصادر الغربية، ومنها كتاب نورمان لويس «المافيا»، إلى أن الأخذ بالثأر والانتقام المتبادل بين أهل المافيا قد فاق حدود التصور، إذ راحت ضحيته في العام 1918 أسرتين: آل بارباكشيا ولوريللو، حيث سقط مئات القتلى من الأسرتين. ولم تحصل مصالحة بينهما الا في العام 1942 ومن خلال السعي إلى التصاهر بين الأسرتين. لكن تلك المحاولة باءت بالفشل، وعاد الصراع للاشتعال في العام 1944، بأن ارتكب آل لوريلو جريمة بشعة في التقاليد الصقلية، ذلك أنهم اغتالوا فرانشيسكو بارباكشيا، رأس تلك الأسرة وأخفوا جثته، وإخفاء جثة المقتول هو أكبر الكبائر في التقاليد الصقلية، لأنه يمنع أهل القتيل من إمكان القسم بالأخذ بالثأر في حضور الجثة، كما يقتضي العرف عندهم. فاشتعلت نار الانتقام المتبادل وتكررت الاغتيالات حتى أفنت رجال الأسرتين، وكان آخر ضحاياها صبياً في العاشرة من عمره.
ومن تقاليد المافيا أن في داخلها قوانين صارمة، على المافيوزيين الالتزام بها كلياً دونما اي انحراف. ولما كان المافيوزو- والكلام لنورمان لويس- لا يعتبر نفسه مجرماً، فإن المافيا كانت دائما عدوة للإجرام الفردي، وعدوة لصغار المجرمين العاديين، وهي في ذلك تنقلب الى حليف قوي لسلطة الشرطة تساعدها في القبض على المجرمين المستقلين عنها.
وإذا كان تنظيم المافيا يطلب من أعضائه الطاعة العمياء، فإنه في المقابل يقدم لهم حماية قوية في كل الظروف والملابسات التي قد تحصل، بل انه يمد حمايته الى الصقليين المهاجرين إلى البلاد الأخرى، وأشهر البلاد التي هاجر إليها تنظيم المافيا الصقلية كانت الولايات المتحدة، فقد أسسوا لهم هناك عصابات شديدة التنظيم والقوة، وصارت مضربا للمثل فيما بعد، حتى أن كثيرا من الأفلام السينمائية الأميركية قد استوحت مادتها من قصص المافيا وصراعاتها. خصوصاً في العشرينيات، والثلاثينيات، من القرن الفائت. وقد استولت المافيا الإيطالية في الولايات المتحدة على معظم التجارات غير المشروعة والتهريب والمخدرات وتبييض الأموال، وكان لها تقريباً مدنها الخفية داخل المدن، وهي محكمة التنظيم والتدبير الأمنيين، ولها حتى عملاء داخل المخابرات الأميركية، وأجهزة الشرطة المحلية نفسها، ولاسيما في نيويورك ولوس انجلوس وسان فرنسيسكو وبوسطن.
وكان كما أشرنا ثمة علاقات حماية متينة بين المافيوزييين داخل ايطاليا ونظرائهم في أميركا، لدرجة ان الحكومة الاميركية في الحرب العالمية الثانية فاوضت أحد قادة المافيا ويدعى «لاكي لوسيانو» (أميركي صقلي الأصل) في سجنه بغية أن ييسر لها سبل الاتصال بالمافيا في صقلية للحصول على مساعدتها للجيش الأميركي في غزوه للجزيرة، وكان للوسيانو وقتها صلات قوية جداً بالزعيم المافياوي الكبير في صقلية “دون كالو”، حيث نجح في هذه المهمة ومكّن الجيش الأميركي من غزو الجزير بمساعدة قوية من أفراد المافيا الصقليين، الأمر الذي كوفئ عليه لوسيانو بأن أخرج من السجن،، وقد كان محكوما عليه بـ 30 سنة سجن، فعاد إلى بلاده، وهناك في مدينة فيلابا الصقلية عينه الحاكم العسكري الأميركي عمدة للمدينة، وقدم على أنه من رجال المقاومة الكبار لديكتاتورية موسوليني.
هكذا تحولت المافيا بدولتها السرية أو الخفية إلى لاعب دولي على طريقتها، أو على طريقة المستخدم لها.. والمستخدمة هي له في الأمن والسياسة والاقتصاد والتجارة، وهذا الدور المتبادل لايزال قائما إلى اليوم، وإن بشكل مختلف وأكثر حذاقة في التمثيل والإخراج واللعبة المسرحية الواقعية برمتها.


 

قديم 05 / 03 / 2009, 54 : 05 PM   #10
تميراوي سوبر


الصورة الرمزية Alfa166
Alfa166 غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 4146
 تاريخ التسجيل :  06 / 01 / 2008
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 09 / 01 / 2023 (28 : 06 PM)
 المشاركات : 894 [ + ]
 التقييم :  735064
مزاجي:
افتراضي



.
.
.


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
إذا سألت مجموعة من القراء عن كتاب لامبدوسا «ليوبارد»، ستجد بعضا منهم يقولون لك إنه كتابهم المفضل، بينما سيقول لك البعض الآخر إنه لم يسمع عن هذا الكتاب أو ربما يسألك إن كان لهذا الكتاب علاقة بفيلم فيسكونتي الذي قام ببطولته برت لنكستر (وبالطبع يوجد علاقة بين الاثنين). وأعتقد أنه من الممكن أن تجيب مجموعة من المسافرين بنفس الطريقة إذا سألتهم عن صقلية، وهي الجزيرة الساحرة المذكورة في «ليوبارد»: فهي إما أن تكون مكانا مفضلا لهم، أو أنهم لم يفكروا حتى في الذهاب إليها.

ولكن هل هذه المصادفة مهمة؟ في رأيي إذا أحببت الرواية أو (الفيلم)، فإنه ينبغي عليك أن تبدأ في التخطيط لرحلتك على الفور. ولكنك لن تجد صقلية التي وصفها لامبدوسا، بل ستجد الحنين الرومانسي الذي ساد في هذه الرواية وهو ما زال يميز الجزيرة التي تحمل عبء التاريخ المأساوي وتتحلى بجمال مذهل بدأ في الذبول.
ورث غيوزيبي توماسي دي لامبدوسا (1896-1957) قصرا في باليرمو (وكان أميرا)، ولو لم يتم تدمير هذا القصر بقنبلة الحلفاء في الخامس من إبريل عام 1943، لرمم هذا القصر تكريما لصاحبه الذي ألف رواية وحيدة نشرت بعد وفاته في عام 1958 وهي من أكثر الكتب المفضلة في إيطاليا.
تتناول رواية «ليوبارد» انهيار أسرة صقلية من النبلاء. يعي كبير العائلة، فابريزيو أمير سالينا (المستوحى من شخصية جد لامبدوسا الأكبر الأمير غوليو) هذا الانهيار. وفي باليرمو في أوائل الستينات من القرن التاسع عشر، وأثناء السنوات المضطربة تحت قيادة غاريبالدي عندما اتحدت صقلية مع إيطاليا المتحدة، تستدعي الرواية عقد حلقات دراسية للتأمل في التحولات السياسية والاجتماعية. (وكان أشهر سطر على لسان فابريزيو: «إذا أردنا أن تظل الأشياء كما هي، فإن عليها أن تتغير»). ولكن على الرغم من إثارتها للخلافات حول تاريخ صقلية، إلا أن معظم القراء يؤخذون بجمال الرواية وبشخصية الأمير ذاتها.
إن دون فابريزيو بحكمته وحيرته، بصرامته وتسامحه، بولائه ووحدته، رفيق لا يمكن الاستغناء عنه أثناء التجول في صقلية. فهو إحدى الشخصيات الأدبية التي لا يمكن نسيانها، التي تبدو حقيقية أكثر من أشخاص قابلناهم بالفعل. أما السمة المميزة للأمير فهي الكرامة، وهي نتيجة لرؤيته الواضحة لذاته. فهو يدعي أنه لا يعيش في أوهام، وأنه ليست لديه القدرة على خداع الذات. وهو ينظر في ذاته وفي صقلية بأمانة خالصة. ولكي ترى صقلية بوضوح، على طريقة أمير سالينا، فإن عليك أن تبدأ بمشاهدة الفوضى في باليرمو والمرور الذي لا يخضع لأي قوانين والقمامة والضوضاء وبعض المخاطر الغريبة الأخرى. وعليك ألا تشعر بالنفور فهي مدينة جميلة تمتلئ بآثار معمارية وفنية تعود إلى جميع القرون الماضية، وهي تقع ما بين الجبال الضخمة والبحر التيراني. وعلى الرغم من الفوضى التي تعيش فيها إلا أن باليرمو تعتبر مدينة صغيرة الحجم. وفي قلب المدينة في (فيا روما)، يمكنك أن تنظر إلى الشمال وترى عند نهاية الطريق «المنحدرات» التي تميز آخر البلدة. وإذا التفت إلى الجنوب، سترى مثل ذلك أيضا. عندما أراد لوشينو فيسكونتي تصوير الحفلة الرائعة في نهاية فيلم «ليوبارد»، اختار قصر فالغوارنيرا وغانغي على الطراز الباروكي في (بيازا كورس دي فيسبري)، وهو يبعد عن (فيا روما) بدقيقتين. هناك كانت القاعة التي رقص فيها الأمير، برت لنكستر، مع كلوديا كاردينال، بينما كان خطيبها آلان ديلون يشاهدهما.
للأسف هذا القصر الآن ليس مفتوحا للعامة، ولكن من أجل الحصول على فكرة جيدة عن الحياة الأرستقراطية في باليرمو يمكنك السير في الشوارع الخلفية باتجاه مدخل قصر ميرتو. وإذا توقفت دقيقة أمام البوابات، سترى حولك سحر وإحباط باليرمو. فإذا نظرت إلى شعار أمراء ميرتو ستجده نسرا ذا رأسين محفورا على حجر لونه عسلي فوق البوابات الضخمة. (أما شعار أمير سالينا فكان النمر ليوبارد واقفا). وعلى يسار البوابات تجد كاميرا مراقبة. وعلى اليمين تجد أحد شوارع باليرمو النموذجية مرصوفا وبه شرفات ونظيفا على غير العادة وتتدلى الملابس المغسولة من الحبال في شرفاته. وخلفك توجد السوق التي تقدم الحلي الصغيرة، بالإضافة إلى كنوز قليلة لا تقدر بثمن.
وفي داخل قصر ميرتو، الذي تسلمته الدولة عام 1982 من آخر وريث للعائلة، مجموعة من الغرف الفخمة مثل قاعة الرقص الكبرى التي وصفها لامبدوسا في «ليوبارد» بأن كل شيء فيها ذهبي: الأركان وإطارات الأبواب، «وكأنها صندوق مجوهرات منعزل عن العالم الحقير». من السهل تخيل أنه حتى بعد مرور 145 عاما، ما زالت تفوح من قصر ميرتو رائحة «العظمة الجائرة بعض الشيء»، كما وصف لامبدوسا منزل أمير سالينا والأرستقراطية الصقلية عامة حوالي عام 1860. إن هذه الغرف اليوم محفوظة، ولكن يعلو التراب حوافها البالية. وقد شاهدت أحد المرشدين يشير أمام سائح إيطالي إلى صورة داكنة لرجل ذي شارب قائلا: «هذا هو الأمير الأخير».
أما القصر الذي ظهر في «ليوبارد» فليس في باليرمو ولكن على بعد 45 ميلا أو أكثر في الشمال الغربي في مدينة أطلق عليها لامبدوسا اسم دونافوغاتا. وقد استوحاها من إقليم سانتا مارغريتا دي بيليس، حيث كان يمضي إجازاته الصيفية عندما كان طفلا في قصر فيلانغري كوتو، وهو يعود إلى القرن الثامن عشر وكان ملكا لعائلة والدته. وكان هذا القصر، المستقل بذاته، بالنسبة له «كالفاتيكان» وقد ذكر أن حديقته مثل «جنة الروائح الطيبة».
في العقد الأول من القرن العشرين، عندما كان لامبدوسا طفلا، كانت الرحلة من باليرمو إلى سانتا مارغريتا تستغرق 12 ساعة، نصفها بالقطار والنصف الآخر بعربة يجرها حصان. وفي «ليوبارد»، عندما قام الأمير وعائلته بنفس الجولة في آخر شهر أغسطس (آب) عام 1860، كانت مغامرة صعبة استمرت لمدة ثلاثة أيام وكان يقوم بهذه المغامرة قافلة تتكون من خمس عربات تسير في طرق موحشة. الآن لا تستغرق الرحلة إلى سانتا مارغريتا أكثر من ساعة، فالطرق جيدة وتقريبا فارغة، والمناظر خلابة. عندما نظر الأمير إلى ما يسميه بـ«صقلية الحقيقية» –وهي المنظر الطبيعي المحيط بدونافوغاتا – وجدها «متموجة خالية من الحياة، رابية وراء رابية، غير مريحة ..ليس لها حدود يستوعبها العقل، يمكن فهمها في لحظة إبداع انفعالية؛ بحر تحجر فجأة في اللحظة التي أثار تغير الرياح جنون أمواجه».
إن وصف لامبدوسا مبالغ فيه لإحداث الأثر الشعري في النفس، ولكنه كان دقيقا لدرجة كانت لترهب المؤلف عند اكتشافها. ففي عام 1968، بعد عام من وفاته، تزلزل هذا البحر المتحجر مجددا، حيث ضرب زلزال سانتا مارغريتا ودمرها تماما.
وعندما زار دافيد غيلمور مؤلف سيرة لامبدوسا الذاتية البلدة المعاد بناؤها في أواخر الثمانينات من القرن العشرين، بعد 20 عاما من الزلزال، كان القصر مشهدا يدل على الدمار، حيث ظلت أنقاضه كما هي. واليوم بعد مرور 20 عاما تقريبا، تم ترميم الواجهة. ولم يعد القصر متهدما، ولكنه لم يعد جميلا، فقد ذهب المبنى الرائع الذي أعجبنا في الصور القديمة إلى الأبد. وما زالت بيازا تحت الترميم.
يوجد داخل الجزء المرمم في القصر متحف صغير، باركو ديل غاتوباردو، مخصص للامبدوسا، وغرفة علوية بها مخطوطات لرواية «ليوبارد» معروضة في صناديق زجاجية مع نسخ أجنبية من الرواية، وصور عائلية وصور لسانتا مارغريتا قبل الزلزال. ويوجد بالأسفل مقهى ربما يكون أكثر المقاهي كآبة في صقلية. قد يبكي دون فابريزيو لو رأى هذا. أثناء سيره في شوارع دونافوغاتا في الصباح الباكر، ملاحظا فقر سكان البلدة، توصل الأمير الحزين إلى أنه: «لا ينبغي أن يستمر كل هذا، ولكنه سيستمر دوما. ودوما تعني لدى البشر قرنا أو اثنين.. وبعد ذلك سيختلف الوضع، ولكن للأسوأ. لقد كنا نمورا وأسودا؛ ولكن الذين سيحلون مكاننا سيكونون ضباعا. وجميعنا نمور وضباع وخراف سنظل نظن أنفسنا الأفضل». ربما تظن أن الوقوف في الصباح والنظر إلى بقايا قصر فيلانغري كوتو ستكون تجربة كئيبة. أما معنى «دوما» لدى البشر، فقد كان هشا لدرجة لم يتخيلها الأمير المتشائم. ولكن يتم الآن إصلاح سانتا مارغريتا، عن طريق ما وصفه لامبدوسا بتيار صقلية البطيء لحل المشاكل، لتصبح بلدة على التل ينعشها النسيم المعتدل حتى في شهور الصيف الحارة، إنها البلدة التي يمكنك أن ترى من أي شارع فيها السماء الزرقاء. ويقبع خلف كل هذا كما يخبرنا الروائي الكبير: «الصمت السحيق لصقلية الريفية». قصور تمثل المعمار الباروكي الوصول إلى هناك تقدم شركة أليتاليا للخطوط الجوية، وبعض الشركات الأخرى التي أدرجت حديثا على قوائم البحث، رحلات جوية يومية مع وسيلة للوصول إلى روما. وإذا كنت تريد استئجار سيارة، فكن حذرا، فقيادة السيارة في أرجاء باليرمو تمثل تحديا كبيرا، بسبب عدم الالتزام بالقواعد المتعارف عليها دوليا لقيادة السيارات وعشوائية إشارات المرور. وتعد السيارة الخيار الأمثل لأي مكان في الجزيرة. أماكن الإقامة إذا كنت تبغي الرفاهية في باليرمو، فيمكن الذهاب الــ «سنترال بالاس» ، كما يمكنك الذهاب إلى «كورسو فيتوريو إمانولي»، وهو مبنى يعود للقرن الثامن عشر أعيد ترميمه عام 2003، وتتكلف الغرفة المزدوجة نحو 190 يورو (302 دولار بسعر 1.59 دولار لليورو). وهناك فندق «أوكسيارهوم» ، وهو أصغر حجما وهو فندق جذاب وأرخص، حيث تبلغ الغرفة المزدوجة 120 يورو. هناك أيضا فندق «فيتشيو بورجو» ، وتبلغ فيه الغرف المزدوجة 100 يورو. أماكن تناول الطعام من السهل العثور على أماكن لتناول طعام جيد في باليرمو، حيث تبلغ الوجبة الكاملة في مطعم جيد، 100 يورو. وهناك مطعم «أوستيريا دي فيسبري»، وهو إلى اليمين تحت أسوار «فالجورنيرا جانجي» في ميدان كروس دي فيسبري، والوجبات في هذا المطعم أغلى قليلا ولكنها بالطبع تستحق ذلك.مطعم «بيلوتيرو» وهو مطعم صغير ورسمي، يقدم وجبات تقليدية رائعة وهناك مطعم «انتيكا فوكاسيرا سان فرانسيسكو» حيث يكون الطعام فيه أرخص ثمنا ولكنه أكثر شعبية ويقع في مكان رائع أمام واجهة سان فرانسيسكو، تلك الكنيسة التي تعود إلى القرن الثالث عشر. يقع المطعم في 58 شارع باتيرنوسترو ، ويقدم الكثير والكثير من الوجبات المختلفة. ماذا تقرأ يمكنك قراءة سيرة لامبدوسا التي كتبها ديفيد جيلمو تحت عنوان «النمر الأخير». وفي الثالث عشر من ديسمبر (كانون الأول) عام 1991 كتب فرناندا إبيرستادت عن باليرمو وابن لامبدوسا بالتبني جيواتشينو لانزا توماسي.


نقلا.سلام.


 

 

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 45 : 11 AM.


تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم