طفلة فرنسية مسلمة تقدم كوبا من اللبن إلى الرئيس ساركوزي
وسط إجراءات أمنية مشددة تمثلت في إغلاق الشوارع المحيطة بمسجد باريس الكبير ونشر مئات من عناصر رجال الأمن والشرطة، وصل الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الى المسجد لمشاركة مسلمي فرنسا إفطارا رمضانيا دعا اليه مدير المعهد الإسلامي الدكتور دليل بوبكر أعضاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية والوزيرة فاضلة عمارة ووجهاء الجالية الإسلامية.
وتعد مشاركة ساركوزي الأولى من نوعها لرئيس فرنسي منذ بناء مسجد باريس الكبير قبل ثمانين عاما. وسبق للرئيس شيراك أن زار المسجد ولساركوزي أن شارك العام الماضي، عندما كان وزيرا للداخلية، في مثل هذه المناسبة. ووصف ساركوزي نفسه هذه البادرة بأنها تشكل «رمزا» للمسلمين وللجمهورية الفرنسية.
وقصة ساركوزي مع مسلمي فرنسا طويلة حرص على التذكير بأهم ملامحها وعلى الدور الذي لعبه شخصيا عندما كان وزيرا للداخلية في دفع المسلمين الى التوافق على إنشاء المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية. ومعروف أن شؤون العبادة تخضع إداريا لسلطة وزير الداخلية.
وفي كلمته الترحيبية، وصف دليل بو بكر، رئيس المجلس، مشاركة ساركوزي في الإفطار بأنها «لحظة تاريخية»، مضيفا أن مسلمي فرنسا «لا يمكن أن ينسوا ما قام به الرئيس ساركوزي من أجل الإسلام». وخاطب بو بكر رئيس الجمهورية قائلا: «ندين لك بكل شيء وبفضل جهودك، فإن إسلام فرنسا المعترف به يعيش دينامية متنامية للاندماج «في المجتمع الفرنسي» ويتعايش باحترام كامل للقيم العالمية». وبحسب بوبكر، فإن مسجد باريس «رمز للصداقة بين فرنسا والإسلام» والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية «ساهر على تفتح إسلام معتدل بعيد عن أي تطرف».
وتأتي دعوة ساركوزي في إطار الدعوات التي درج المسجد على توجيهها سنويا. وسبق له أن استضاف قبل اسبوعين رئيس الحكومة فرنسوا فيون ومن المفترض أن يستضيف وزيرة الداخلية ميشال أليو ماري أواخر شهر رمضان. وفي الكلمة التي ألقاها ردا على الترحيب به، قال ساركوزي إنه «يشعر بالارتياح» لوجوده في المسجد ومشاركة المسلمين الإفطار «لأن الإسلام هو أيضا فرنسا» مذكرا أنه شعر منذ زمن طويل بأن المسلمين «بحاجة لدعم قوي ليحتل الإسلام مكانه بما يطمئن المسلمين وغير المسلمين». وذكر ساركوزي بـ«تضحيات المسلمين للدفاع عن فرنسا» في إشارة الى عشرات الآلاف منهم الذين قتلوا في الحربين العالميتين الأولى والثانية وهم يحاربون في صفوف القوات الفرنسية. وأشار ساركوزي الى المساعدة التي قدمها لإيجاد مؤسسة الأعمال الخيرية الإسلامية في فرنسا المولجة تمويل أماكن العبادة. وأشار أخيرا الى التقدم الذي أحرز في بعض المدن والبلدات بتخصيص اماكن للموتى المسلمين في المدافن العامة وهو مطلب قديم للمسلمين.