حكايتى مع حسناء من مدينة شاطئية... قصة توأم روحي

حكايتى مع حسناء من مدينة شاطئية... قصة توأم روحي
------------------------------------
------------------------------------------

قصة واقعية غريبة استمرت طيلة ربع قرن ... كتمتها عن أقرب الناس لي ... كان لها الأثر الأكبر في حياتي... لكني آثرت أن أسردها عليكم لتجدد أحداثها مؤخراً في ظروف أغرب من الخيال .
قابلتها في صباح يوم مشمش من أيام نوفمبر في احدي المدن الشاطئية المتوسطية قبل ربع قرن من الزمان تتهادى فى الطريق قاصدة محطة المواصلات العامة ومنذ الحظة الأولى جذبنى اليها تطاير شعرها الذهبي وارتداده على صفحة عنقها وتناسق جسدها وانتظام خطواتها ... اقتربت منها ... حاشا لله أن تكون بشراً ...عيون واسعة ..أهداب طويلة ..رقبة فرعونية ..حضور جسدى لا مثيل له .. نموذج حي لكمال الجمال الأنثوي فى غير أغراء ...انجرفت خلفها بلا وعي .. تابعتها من شارع لآخر ... كنت كالمنوم مغنطيسياً .. مندفعاً خلفها .. لم يردنى الى وعيي الا صوت أغلاق باب الشقة أمامي ... انتبهت الى نفسي لم أعرف أين أنا .. فقدت كتبي التى كنت أحملها فى طريقي للجامعة ... نزعت قدماي من الأرض بصعوبة بالغة لأعود أدراجي ولم أرجع للشارع العام مرة أخري حتى سألت شرطى وبائع جائل .... لم أعرف كيف مر علي ذلك اليوم ولا الأيام التى تليه لكنني رجعت لبيتها مرات ومرات وانتظرت عند بابها لساعات علي أراها مرة أخري ....لكنها لم تظهر ..تشجعت بعد أيام وطرقت بابها لا مجيب سألت عنها الجيران .... قالوا أن أصحاب المنزل قد رحلوا ..متى ؟ في نفس اليوم الذي رأيتها فيه!!
حاولت نسيانها .. لكنها كانت حاضرة فى عقلى الباطن ليلاً ونهاراً .. كانت نموذجي القياسي عن المرأة ... أحلم بها يومياً .. اذا ضاقت بي الدنيا أتذكرها .. كانت حاضرة في حياتي على الدوام حتى اليوم .... حتى زواجي كانت طرفاً فيه لأن لزوجتي بعض ملامحها ...لم أعرف أسمها لكنني أسميتها رهف .. لماذا ؟ لا أدري .. لكنني تخيلت أنه اسمها ... وعند ولادة أبنتي الوحيدة ... أسميتها بلا تردد ... نعم رهف ....
بطول الزمن والانشغال بالحياة اليومية خف انشغالي بها لكننى لم أنساها ... فقبل نومي كل ليلة لا انام حتي أتذكرها ..وتكون صورتها هى أول ما أفتح عليه عيوني فى الصباح الباكر ...لم أحضر أي تجمع سواءاًً كان حفل أو احتفال أو حتي مباراة الا يخيل الي انني لمحتها ... حتى عندما أديت العمرة العام الماضي خيل الي أننى رأيتها فى الطواف !!! لم أحدث أحداً خشية اتهامي بالجنون ...واخيراً أقنعت نفسي بأنها مجرد خيال لا وجود له ...
وعندما نجحت في اقناع نفسي رأيتها حقيقة... أين ومتي ؟ في مدينة شاطئية أخري ولكنها خليجية هذه المرة وبعد خمسة وعشرين عاماً....نعم رأيتها في مصعد مستشفي فى تلك المدينة . لم أستطع الكلام .. حملقت فيها بلا تحفظ .. وللصدفة كنا وحدنا فى المصعد .. استرجعت ذكرياتي .. مر شريط حياتي كله منذ قابلتها لأول مرة ... عفواً سيدي هل أنت بخير ؟ انتبهت الى انها تخاطبني .. ثلعثمت وقلت بلي. قالت : كأنك تعرفني . قلت لها : نعم رأيتك قبل خمسة وعشرين عاماً .... لكنك لم تتغيري ...قاطعتني ضاحكة قائلة : انك تعني أمي فكثير من الناس يخلطون بيننا . ترددت قبل أن اقول : وأين هي ؟ أيمكنني أن ...؟ قاطعتني مرة أخري قائلة : انها هنا وأنا ذاهبة لزيارتها . أين ؟هنا؟ كيف ؟ اختلطت الأمور علي .. كيف أراها ؟ وهل ستكون كما تخيلتها ... وهل وهل ... قالت لى الفتاة أنتظر قليلاً حتى أخبرها ...راجعت نفسي الموقف محرج وأنا في بلد غريب .. لماذا أقحم نفسي في أمور قد تجر وراءها مشاكل لا حصر لها ... وعندما قررت أن أنصرف ... ظهرت الفتاة فجأة .. تفضل يا سيدي ...أخيراً سأراها ... اخيراً سيتحول الحلم الى حقيقة . رايتها ... شعرها منثور على وسادتها .. خف وزنها وبرزت عظام وجنتها .. لكنها هي.. نفس جمالها وروحها الشفافة ....مرحباً تفضل أخيراً سمعت صوتها .. موجات صوتها غريبة لها صدي وبحة محببة .. جلست جوار رأسها ...أستأذنت ابنتها وذهبت ... نظرت لي وقالت : هل تعرفني ؟ لا أذكر أننا تقابلنا . لكن وجهك مألوف . رويت لها قصتي معها كلها بلا تحفظ وذلك بعد أن استأذنت منها أنني سأغمض عينيي حتى لا يتشتت ذهني بالنظر اليها ..التفت اليها فوجدت دموعها تسيل بلا توقف .. قالت : أنا لا أستحق ذلك ؟ هذا شيء خرافي !!! وتحادثنا كثيراً في كل شيء ووجدنا أن أذواقنا واهتماماتنا متطابقة تماماً .. حتى أنه وفى مرات عديدة كنا نبدأ الكلام ونكمله معاً بنفس الألفاظ وفي نفس الوقت...سرقنا الوقت وعادت ابنتها .. ووجدتنا معاً قالت لي بدهشة : الا زلت هنا ؟ لقد مرت أكثر من عشرة ساعات .. انسحبت مسرعأ. وصوتها يطلب مني العودة غدأ ...
لم أستطع النوم ليلتها وانتابتني خواطر مزعجه .. فلبست ملابسي بسرعة وذهبت الى المستشفي ... بعد منتصف الليل ...وجدتها مغمضة العينين لكنها ليست نائمة ..جلست قربها...طلبت مني أن أقرأ لها ما أحفظه من الشعر قائلة أن صوتى يريحها ... بعد فترة هدأت أنفاسها وتلألأ وجهها عندها طلبت منى أن أقرأ لها ما أحفظ من القرآن ولم يكن الشئ الكثير ...وضعت يدها في يدي ... أحسست بأن جسدها ينقبض بسرعة .. طلبت الطبيب الذي أعطاها مسكناً وطلب منى الانصراف .. لكنها أصرت على وجودي ...قضيت الليل وأنا ممسك بيدها أقرأ لها ما أذكر من القران ...و عند الفجر أحسست ببرودة مفاجئة فى أطرافها ... حضر الطبيب ...وأعلن وفاتها ... نزل علي النبأ كالصاعقة ..حتى تلك اللحظة لم أعرف مرضها ولا حتى اسمها .. قال لى الطبيب : ألم تكن تعرف أنها فى المراحل الأخيرة من سرطان الدم وكنا نتوقع وفاتها في أي لحظة ؟....لمحت ملفها الطبي فى يده ...كان أسمها رهف !!!
عشت فترة طويلة من الأحزان .. وجدتها عند فقدها ... أهدتني ابنتها مكتبتها الشخصية ونسخة من ألبوم صورها ....مرات كثيرة نلتقي عند قبرها نزرف الدموع ونتذكرها .. ظهرت كالشهاب ثم انطفأت .
هذه قصتي مع توأم روحي .. اختلاف فى الجنسية والنشأة ... واتفاق فى كل شئْ .

لكم ارق واعذب تحية من اخيكم في الله................مرعب النفوس

مشكور يا الغالي على القصه الرائعة ولك مني الف تحية

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الجنوبي 2000    مشكور يا الغالي على القصه الرائعة ولك مني الف تحية

يا ملك الساحة ((الجنوبي2000))

مشكووووووووووووور الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف مليون شكر على هذه الزيارة المباركة العطرة
أخي (( الجنوبي2000 )) بوركت وبارك الله بزيارتك العطرة وجعلها الله في ميزان أعمالك
لا تحرمنا من زياراتك يالغالي (( في المنزل)) نحن نحبك ونغليك
اللهم إجعلنا من المتسلحين بالعلم والمعرفة ..
اخي الغالي منك نستمد العلم والفائدة حفظك الله ورعاك
دمت ودام عطاك واستمرت جهودك المميزة

لك ارق واعذب تحية من اخيك في الله................مرعب النفوس

يعطيك الف عافيه قصه جميله
000000000000000000000

اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة تميراوي الرياض    يعطيك الف عافيه قصه جميله 000000000000000000000

يا أخي الغالي ((تميراوي الرياض))

مشكووووووووووووور الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف الف مليون شكر على هذه الزيارة المباركة
بوركت وبارك الله بزيارتك العطرة وجعلها الله في ميزان أعمالك
اللهم إجعلنا من المتسلحين بالعلم والمعرفة ..
دمت ودام عطاك وأستمرت جهودك وزياراتك يالغالي

لك ارق واعذب تحية من اخيك في الله................مرعب النفوس