"الأحمري " الناجي من" حد السيف" يكشف تفاصيل خلافه مع المقتول وحتى تلقيه خبر العفو عنه

"الأحمري " الناجي من" حد السيف" يكشف تفاصيل خلافه مع المقتول وحتى تلقيه خبر العفو عنه

-

صحيفة المرصد: صادقت محكمة عسير مؤخرا على تنازل مواطن عن قاتل والده بعد سجن استمر 14 عاما للقاتل كان القضاء ينتظر فيها بلوغ أبناء المقتول الذين لا زالوا قصرا عند قتل والدهم، حيث نجحت جهود أعيان القبيلة بعفو أولياء الدم ليطلق سراح عبدالله بن محمد بن جبران الأحمري وفقا للزميلة صحيفة “عكاظ اليوم” كشف الأحمري تفاصيل خلافه مع المقتول وحتى تلقيه خبر العفو عنه.
ما السبب الذي دفعك للقتل وكيف قبض عليك؟
في العام 1422هـ كنت موظفا بأحد القطاعات العسكرية، وكنت خاطبا فتاة بصدد الزواج منها، ووفقت في تشييد عمارة سكنية في بلاد بلحمر جنوب السعودية، وبعد الانتهاء من إنشاء العمارة حدثت مشادات بيني وبين أحد المجاورين بسبب الحدود بيننا حيث لم تكن واضحة بين العقاريين، وما أجج الخلاف تدخل أشخاص من خارج قريتنا حتى تطور الخلاف إلى مشاجرة جماعية بالسلاح نتج عنها إصابتي لشخص بإصابتين أو ثلاث وقتلي لآخر بإطلاق أعيرة نارية من مسدسي، وبعدما حدث ذلك قمت بتسليم نفسي لأقرب مركز شرطة، فقاموا بإحالتي إلى شعبة سجن أبها بمنطقة عسير وأمضيت عامين كاملين بالحجز الانفرادي، أثناءها استدعيت بمحكمة أبها وحكم علي بالقصاص المؤجل إلى بلوغ سن القاصرين من خلال 11 جلسة.
بعد الحكم عليك كيف قضيت سجنك في انتظار الموت؟
بعد أن قضيت عامين بالسجن الانفرادي وحكم عليّ بالقصاص المؤجل تحولت إلى الـ”عنابر” مع عدد كبير من النزلاء المحكومين في مثل قضيتي، وتعايشت معهم لفترة ثم طلبت نقلي لما يسمى بالعنبر المثالي وهناك كانت نقطة التحول، حيث عكفت على الدروس العلمية وجلسات الذكر وحلقات تحفيظ للقرآن وزيارات مختلفة من المشايخ ورجال الدين والدعاة، تلك الأجواء أذهبت عني ما كنت أعيش من هم السجن والتفكير المتواصل بالمصير، حيث حفظت كتاب الله تعالى كاملا وعددا من الأحاديث الصحاح كما أن تلك الدروس زادت من يقيني بالله وبأن الموت قدر محتوم ولا يعلم الإنسان متى يكون أجله وهو ما كان يشعرني بالطمأنينة دائما.
متى وكيف بدأت مساعي العفو عنك ومن الذي ساهم في نجاحها؟
بدأت منذ الشرارة الأولى للقضية ولم تتوقف حتى كتب لي الله حياة جديدة وأكثر ما بارك المساعي السمعة الحسنة والذكر الطيب الذي كان ينقله عني أكثر المشايخ والدعاة الذين يقومون بزيارتنا في السجن وأن القتل كان بشكل شبه الخطأ حيث كان إطلاق النار عشوائيا وهو ما جمع عددا من أصحاب السمو والأعيان وعددا من قبائل المملكة وقبائل الجنوب خاصة “يام وشهران وقحطان” للسعي خلف العفو، حيث تدخل الشيخ سعد القحطاني والشيخ محمد الأحمري وإبراهيم الشهراني والشيخ مسفر الحرملي رئيس لجنة إصلاح البين بمنطقة عسير وعدد من المشايخ والأعيان في الشهر الأول من العام 1435 هـ، وحصلوا على تنازل من ابن القتيل 28 عاما مقابل دية قوامها 900 ألف ريال حيث توجه لمحكمة عسير بتاريخ 26 ربيع الآخر وتنازل رسميا.
ألم تشعر باليأس وبأنك لن تحصل على العفو؟
لم أشعر باليأس رغم أنني شهدت خلال أربعة عشر عاما تنفيذ الحكم بأكثر من 126 من أصدقائي وكانت ثقتي بالله ثم بأصحاب الدم كبيرة جدا وكنت أعيش سجني متوقعا تنازلهم في أي لحظة لمعرفتي بهم وبكرمهم وشيمهم وهم أهل وجيران وننتسب جميعنا لقبيلة واحدة.
هل كتبت وصيتك أم أنك كنت تفضل دائما تأجيلها؟
لم أفكر مطلقا بالتأجيل فقد كتبت وصيتي وكنت أجددها على رأس كل أسبوع خاصة وأن الظروف التي كنا نمر بها وما نراه من تنفيذ حكم القصاص في زملائنا بعد كل شهر أو شهرين ونرى نبأ قصاصهم بالتلفاز كل هذه الأمور كانت تحفزنا لكتابة الوصية بطبيعة الحال.
ما هي أبرز الملامح التي تضمنتها وصيتك؟
كانت تتضمن مناشدة بقضاء ديوني التي تكبدت معظمها وأنا بالسجن خاصة وأنه لا يوجد من يصرفني وتربو على 980 ألف ريال كذلك، كما أوصيت بالقيام بحجة لبيت الله الحرام وعمرة عن نيتي وتخصيص صدقة جارية عني ووصيت إخوتي بالاجتهاد في خدمة والداي الطاعنين في السن واللذين يعانون صحيا.
تفصلك أيام عن مغادرة السجن ماالذي تتطلع إليه؟
للأسف ربما لم أكن مشغول البال حين كنت بسجني كما أنا مشغول الآن بالقادم، أخرج للمجهول وإنني على مشارف سن الأربعين عاما وليس لدي وظيفة أو دخل أو حتى منزل، ووالداي كبار في السن ويحتاجان لمن يقوم عليهما، بجانب أني مثقل بدين يراوح الـ 2 مليون ريال بواقع 900 ألف كدية لأصحاب الدم و980 ألف ديون تكبدتها كما ذكرت خلال فترة سجني، هنا أود الإشارة إلى أن هذه هي الحال المشتركة لكل من يغادر السجن، وأطالب ولاة الأمر النظر في حالي، والوقوف إلى جانب من يغادرون السجن وتوظيفهم ودمجهم في المجتمع.

الخبر يبيله وقفه وقراه !
لنا رجعة
شكرا لك على النقل

تسلمي ع الخبر

مشكوره على الخبر