[frame="7 80"]الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانبي بعده:
دمعة قسوة من بعض الأبناء على الأباء،ألا ماأقسى الجحود !وأسوأ النكران!.
آباء يبذلون ويمنحون ..وأبناء يبخلون ويحرمون، آباء يضحون بما يقدرون وبما لايقدرون وأبناء يضنون بما يملكون،ويجمون فيمنعون،ويوعون فيكيدون،آباء أحاسيسهم مرهفة،ومشاعرهم فياضة وعواطفهم متوقدة،وأيديهم بالخير ممتدة.. وأبناء قلوبهم أقسى من الحجر ،والفاظهم أحر من الجمر،وألسنتهم أحد من السيف ،ووعودهم أروغ من الثعلب ،وأخلاقهم أغلظ مما في أقدامهم.
يبدلون الحسنة بالسيئة،ويقلبون المعروف منكراًويعقبون الجود جحوداً ، ويقلبون الإقبال صدوداً،فلهم مثل السوء ،كمن لعق الثرى من الظمأ،حتى وجد بئراً،فشرب منها حتى ارتوى،ثم التوى ليبول عليها، ويلقي بأذاه فيها!!فتباًله ما أرذله !وأحطه وأسفله!
أغرى أمرؤ يوما غلاماًجاهلاً بنقوده حتى ينال به الوطر
قال: ائتني بفؤاد أمك يافتى ولك الدراهم والجواهر والدرر
فمضى وأغمد خنجراًفي صدرها والقلب أخرجه وعاد على الأثر
لكنه من فرط سرعته هوى فتدحرج القلب المعفر إذ عثر
ناداه قلب الأم وهو معفر ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر؟!
فكأن هذا الصوت رغم حنوه غضب السماء به على الولد انهمر
فاستل خنجره ليطعن نفسه طعناًسيبقى عبرة لمن اعتبر
ناداه قلب الأم كف يداً ولا تطعن فؤادي مرتين على الأثر
بذرة زرعها الوالد حباًوأملاًوحناناً، ثم جناها بغضاًوألماًوحرماناً.. فكيف لاتكسب العبرات من عيون الآباء والأمهات؟! ممن صد عنهم وند وجفاهم وقلاهم واستكبر عليهم ومد يده بالإساءة إليهم.
الم تسمع كلام مولاك اذ يوصيك بالبر بأمك واباك الا تخشى ان تحل عليك العقوبة وتنزع من مالك البركة وتحرم من بر ابنائك ولا تنس ان جزاء الاحسان هو الاحسان .[/frame]