﷽
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حين كنا أطفالاً وقرأنا للمرة الأولى سورة الكهف عصر قلوبنا قول الرجل الصالح لموسى عليه السلام "هذا فراق بيني وبينك" وقلنا لو أنه صبر ..؟ كنا نرغب في المزيد لكن لما كبرنا عرفنا أن هناك دائما حدا تقف عنده الأشياء وكان علينا أن نرضى بأن يكون الفراق إحدى ركائز الحياة التي لا تستقيم الأمور بدونها والتي - للمفارقة - تنهار الأمور أيضاً بها ..!
تعلمنا أن الفراق ضروري من أجل أن تكتمل دورة الحياة .. أناس تولد وأناس تموت ..البعض يسافر والبعض يعود .. حب يولد وآخر يموت ..
تعلمنا أن نصبر على لوعة الوليد حين يفطم وقلنا سينسى ..
تعلمنا أن نفارق من نحب حين يغيبهم الثرى أو بعد المسافات ..
فمتى أذن نتعلم أن نصبر على ألم الفراق حين نختاره بأرادتنا وحين يكون حلاً قهرياً تفرضه الحياة ؟
في الحديث القدسي يقول الله عز وجل : "ياابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفارقه، وأعمل ما شئت فإنك مجزى به ".
هناك مواقف أيقظتني وصنعتني من جديد وهناك علاقات توقعت منها الكثير ووجدت منها القليل ،،
وهناك دروس لم تكن بالحسبان لكنها علمتني الانتباه ...
هكذا هي الأشياء الأكثر جمالاً ، لا تأتِ بطرقة باب واحدة و إنما بكثرة الطرق.. وهكذا هو الله يمنع عنّا الجميل ليُعطينا الأجمل ..
عطاياه كثيرة و لكنه يُعجل لنا أمور ويؤجل أُخرى لحكمة لو عرفناها لبكينا ليلاً نهاراً على تأجيلها ،،،
من أجمل دروس الحياة
ليس وحيدا : من كان له أحباب في الله..
وليس مهموما: من كان لسانه رطبا بذكر الله..
وليس حزينا: من كان قلبه مطمئنا بما عند الله..
وليس قاسيا قلبه : من بكت عيناه من الذنوب خوفا من الله..
كن لله ومع الله ستجد كل ماتتمناه.