لاعب متقاعد فقط..!
كتبه : بتال القوس بتاريخ : 2011-01-21 الساعة : 1447 الزيارات : 5616
يظن بعض وليس كل اللاعبين المعتزلين أنهم يفهمون في كل ما يتعلق بكرة القدم أكثر من غيرهم, ويتحولون إلى مفتين, في الإدارة الرياضية, والتدريب والتأهيل والتحليل, والإعلام الرياضي, وتنظيم البطولات وانشاء الملاعب, ومجالس شرف الأندية وعلم النفس الرياضي.
ولا يعلم بعض هؤلاء أنهم أسيرو خبراتهم في الملاعب حين كانوا لاعبين, أي أن الظرف المكاني والزماني متغير, وأن الخبرات هنا تصبح مقيدة أكثر منها دافعة.
أسوق هذا, وأنا أشاهد بعض رموزنا الرياضية في الملعب سابقا, يفتون بلا علم, ويتقدمون الصفوف بلا عمل, كل ما يتسلحون به هو تجربة سابقة في الملعب.
تجربة ميدانية لم تنم بعوامل أخرى, ولم تبرح مكانها.
أحترم جدا, المحلل الرياضي الذي استزاد بالعلم بعد اعتزاله وطور نفسه بالقراءة والتحصيل والمراقبة والتأمل, وهؤلاء قلة, يتجهون في ظهورهم الفضائي إلى التحليل النظري والفني دون الدخول في متاهات النقد المبني على تأهيلات لا يملكها اغلبهم.
اتذكر أني قرأت حوارا للالماني الشهير كلينزمان, نجم بلاده في مونديال 90 ومدربها في في 2006, يوم كان لاعبا في صفوف فريق امريكي قبيل اعتزاله, سأله الصحافي: ماذا تريد أن تفعل بعد الاعتزال؟ قال: أريد أن أترقى في الرياضة, سأكمل دراستي في صفوف الجامعة, أريد أن أتسلح بالعلم، مستفيدا من تجاربي الميدانية التي ستدعمني.
بعض وليس كل لاعبينا المحللين المعتزلين, لم يكمل بعد دراسته الثانوية, ولم يقرأ كتابا في حياته, وبعضهم لا يعرف الفرق بين المقال والخبر, ولا الفرق بين التصريح والتحقيق, وبعضهم لا يستطيع أن يقول جملة مفيدة مترابطة واضحة, بل إن بعضهم لا يعرف كتابة رسالة إس إم إس بالجوال، وإن فعل جاءتك الرسالة أقرب للأوردو منها للعربية, ويريد أن يكون قائد رأي عام, يساهم في تشكيل الذائقة وتلوينها, ويفتي في كل شاردة وواردة.
أتساءل هنا, كم لاعبا معتزلا لدينا وصل إلى الاتحاد الآسيوي في أي لجنة, كم لاعبا لدينا اختاره الاتحاد المحلي عضوا أو رئيس لجنة واستمر دورة أو دورتين, بل كم معتزلا سعوديا رشح نفسه لانتخابات الاتحاد, إذا سلمنا بأنه يعرف معنى انتخاب.
بالمقابل تذكروا الأسماء التالية في أوروبا ومواقعها: الفرنسي بلاتيني, الألمانيان بكنباور وكلينزمان, البرتغالي فييجو وآخرون.
يا بعض رموزنا المعتزلين, نقدر لكم خدماتكم الجليلة لبلادنا في الملاعب ونقدر لكم لحظات الفرح والسرور التي ادخلتموها على انفسنا, وأنستنا لحظات الهزائم المريرة التي شعرنا وأنتم بها في مرات كثيرة كما كل جيل يخسر وينتصر, نقدر كل ذلك, وأرجوكم تعلموا .. أقرأوا.. اسألوا.. أو اتركوا لنا صوركم الجميلة في ذاكرة تاريخنا الرياضي بلا تشويه, فكل امكانات أغلبكم الآن أنه لاعب سابق متقاعد فقط.