اليك ايها الحزين
تأمل معى هذا الحديث الشريف
عبدالله بن مسعود, قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما أصاب عبدا هم ولا حزن, فقال اللهم : إني عبدك, وابن عبدك, ابن أمتك, ناصيتي بيدك, ماض فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك, أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي, إلا أذهب الله همّه وغمّه, وأبدله مكانه فرحا".. قالوا يا رسول الله أفلا نتعلّمهن؟ قال: "بلى, ينبغي لمن سمعهن أن يتعلّمهن". أخرجه أحمد وابن حبان وصححه الألباني.
ففي هذا الحديث أخي الكريم وأختي الكريمة أربع قواعد لإزالة الأحزان :
1- اللجوء إلى الله والافتقار إليه سبحانه وتعالى :
وقد دل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم (( اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ))
فبعض الناس إذا أصيب بحزن أو زلت به نازلة لا يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى بل قد يتجه إلى أمور تغضب الله من شرب دخان أو سماع غناء أو غير ذلك وهو بذلك يزيد حزنه وهو لا يشعر بذلك ...
فلم لا نقبل على الله ولم لا نلجأ إلى الله
فهو الوهاب الرزاق المنان الرحيم الرحمن
يا من يرجى في الشدائد كلها ***** يا من إليه المشتكى والمفزعُ
ما لي سوى قرعي لبابك سلما***** فإذا رددت فأي باب أقرعُ
جرب أن تصلي ركعتين وتسأل الله عزوجل وتدعوه وستجد أخي الكريم فرقا عظيما
ذق حلاوة الدمعة ولذة المناجاة واشك همك إلى الله وأظهر افتقارك وحاجتك إلى الله تعالى وتذكر أن نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام قال : (( إنما أشكو بثي وحزني إلى الله ))فاجعل هذه الآية شعارك ....
2- الرضا بقضاء الله وقدره :
وقد دل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم (( ناصيتي بيدك, ماض فيّ حكمك, عدل فيّ قضاؤك))فقد تفقد قريبا أو صديقا أو أبا أو أما فارض بما بقضاء الله وقدره وكن مسلما لأمر الله
وتأمل في حال الأنبياء والرسل فإن كنت فقدت ولدا فالنبي صلى الله عليه وسلم فقد كل أبناءه في حياته إلا فاطمة رضي الله عنها
وإن كنت أصبت بمرض فتذكر نبي الله أيوب عليه الصلاة والسلام فقد نزل به بلاء عظيم جدا فقد قال صلى الله عليه وسلم (( إن نبي الله أيوب لبث به بلاؤه ثماني عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد ))- صححه الألباني في الصحيحة - .
سبحان الله ... ثماني عشرة سنة وهو صابر محتسب ...
فاصبر على قضاء الله وقدره فإن عظم الجزاء مع عظم البلاء وإن الله إذا أحب قوما ابتلاهم
واحذر أشد الحذر من التسخط على قضاء الله وقدره فلا تضرب الخد ولا تشق الجيب واحذري أختي الكريمة من النياحة فهذا الأمور كلها ليس فيها تسليم لأمر الله وقضاءه وقدره ...
3- دعاء الله عزوجل ومعرفة أسماءه وصفاته :
ودليل هذا قوله صلى الله عليه وسلم (( أسألك بكل اسم هو لك سمّيت به نفسك, أو أنزلته في كتابك أو علّمته أحدا من خلقك))فالدعاء هو العبادة فأكثر من الدعاء وتضرع إلى الله تعالى
وتذكر أن الله عزوجل قال : ((وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ))وقال تعالى (( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض ))فإذا أردت أن يذهب الله همك ويكشف غمك توجه إلى الله وعليك بالدعاء خاصة الدعاء بأسماء الله الحسنى فقد قال تعالى (( ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها ))
4- قراءة القرآن :
فقد قال صلى الله عليه وسلم : (( أن تجعل القرآن ربيع قلبي, ونور صدري, وجلاء حزني, وذهاب همّي وغمّي))فقد شبه القرآن بالربيع والمطر الذي فيه حياة للأرض فكذلك القرآن فيه حياة للقلوب فكم من حزين لما أقبل على القرآن أذهب الله عنه حزنه وكم من حزين لما أعرض عن القرآن وأدمع سماع ما حرم الله زادت عليه همومه وأحزانه
وكما قيل :
حب الكتاب وحب ألحان الغنا ***** في قلب عبدٍ ليس يجتمعان
وفي نهاية الحديث وعد نبوي بأن من قال هذا الدعاء – مع يقين بالله وصدق في الدعاء – بأن الله عز وجل سيذهب همه وغمه
فهلا تعلمنا هذا الدعاء
وعملنا به
مع التفكر في معانيه
لعل الله أن يذهب همومنا
ويرزقنا السعادة فى الدارين
اختكم فى الله
نسمة ايمان