الإهداءات
 


 
العودة   منتدى مدينة تمير > الملتقى العام > النبض العام
 

النبض العام يختص باخبار المنتدى و القرارات الادارية و المواضيع التفاعلية والمسابقات و الطرح العام

آخر 10 مشاركات
|| جـمع الأدعــية والأذكـار والآحآديث الصحيحه || (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ●• خزآمىَ الصَحآرى « للشعْر والخَوآطرْ ! (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          انتقل الى رحمة الله تعالى.. احمد بن محمد بن عبدالعزيز العبدالله (أبو عجلان (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          آخبآر متجدده « من الصحف اليومــيه .. «●】 (الكاتـب : - )           »          الرياضة [ المحلية والعربية والعآلمية ] أخبآر متجدده بأستمرآر ..! (الكاتـب : - )           »          حان وقت الصلاة ..... تذكير بالصلوات ‏ (الكاتـب : - )           »          تاريخ وفيات بعض اهل تمير (الكاتـب : - آخر مشاركة : - )           »          ( آلآحوال الجويه وتوقعآت الطقس من الصحف اليوميه ) .. (الكاتـب : - )           »          في ليلة عودة "نيمار" بـ"نخبة آسيا": الهلال يُسقط العين بخماسية (الكاتـب : - )           »          "الزعاق": "الوسم" أفضل مواسم الأمطار بالمنطقة.. وهذه سمات سُحبه الممطرة (الكاتـب : - )

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 21 / 04 / 2013, 24 : 12 AM   #1
تميراوي


الصورة الرمزية رحيق مختوم
رحيق مختوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 6157
 تاريخ التسجيل :  17 / 06 / 2009
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 03 / 03 / 2018 (51 : 03 AM)
 المشاركات : 77 [ + ]
 التقييم :  10
افتراضي افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت



بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَن ِالرَّحِيم؟ قَبْلَ الْبَدْءِ بِالْمُشَارَكَة فَقَدْ طَلَبَ مِنّي اَحَدُ الْاِخْوَةُ اَنْ اُسَلّطَ شَيْئاً وَلَوْ ضَعِيفاً مِنَ الضَّوْءِ عَلَى قَوْلِهِ تَعَالَى {قَالَتِ الْاَعْرَابُ آمَنَّا؟ قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا؟ وَلَكِنْ قُولُوا اَسْلَمْنَا؟ وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ(وَالْمَعْنَى اَنَّهُمْ قَالُوا آمَنَّا بِاَفْوَاهِهِمْ فَقَطْ دُونَ قُلُوبِهِمْ؟ لِاَنَّ الْاِيمَانَ عَقِيدَةٌ تَسْتَقِرُّ فِي نَفْسِ الْاِنْسَانِ وَفِي قَلْبِهِ؟ وَبِقَدْرِ مَايَكُونُ هَذَا الْاِنْسَانُ وَاثِقاً مِنْ هَذِهِ الْعَقِيدَة؟ وَبِقَدْرِ مَاتَكُونُ رَاسِخَةً فِي قَلْبِهِ وَنَفْسِهِ وَعَقْلِهِ وَاِيمَانِهِ وَعَمَلِهِ الصَّالِح؟ فَاِنَّهَا تُثْمِرُ عَنْ سُلُوكٍ رَائِعٍ يُنَاسِبُهَا؟ اَمَّا اِذَا كَانَتِ الْعَقِيدَةُ بَارِدَةً اَوْ بَلِيدَةً كَصَاحِبِهَا اَوْ كَانَتْ تَقْلِيدِيَّة؟ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَى مِنْ هَؤُلَاءِ النَّاسِ اَنَّ سُلُوكَهُمْ لَايَتَّفِقُ مَعَ مَا يَدَّعُونَ مِنَ الْاِيمَان؟ وَنَحْنُ جَمِيعاً نَقُولُ عَنْ اَنْفُسِنَا؟ نَحْنُ مُؤْمِنُون؟ وَنَحْنُ مُسْلِمُون؟ وَلِلهِ الْحَمْد؟ وَلَكِنْ مَعَ الْاَسَف؟ فَاِنَّنَا نَرَى اَكْثَرَنَا اَنَّ سُلُوكَهُ لَايَتَّفِقُ مَعَ دَعْوَاه؟ وَكُلُّ دَعْوَى كَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة لَابُدَّ لَهَا مِنْ دَلِيلٍ وَبَيِّنَة؟ فَاِذَا اَقَمْتَ اَخِي دَعْوَى اَمَامَ الْقَضَاء؟ فَاِنَّ الْقَاضِي سَيَطْلُبُ مِنْكَ الْبَيِّنَةَ وَالدَّلِيلَ عَلَى صِدْقِ دَعْوَاك؟وَكَذَلِكَ قَاضِي الْقُضَاة رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ الَّذِي قَضَى{اَلَّا تَعْبُدُوا اِلَّا اِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ اِحْسَانَا( وَحِينَمَا نَقُولُ نَحْنُ مُؤْمِنُون؟ نَحْنُ مُسْلِمُون؟ فَهَلْ سُلُوكُنَا يَاتَرَى يَتَّفِقُ مَعَ مَانَقُول؟ مَعَ الْاَسَف فَاِنَّنَا نَرَى خِلَافَ ذَلِكَ مَعَ اَكْثَرِ الْمُسْلِمِين؟ فَالْاِسْلَامُ مَثَلاً يَاْمُرُ بِالنَّظَافَة؟ وَالنَّظَافَةُ مِنَ الْاِيمَان؟ وَاللهُ وَرَسُولُهُ يَاُمُرُ بِالنَّظَافَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي مَعَ الْاَسَف تَرَى اَسْوَاقَ الْمُسْلِمِينَ وَشَوَارِعَهُمْ تَمْلَؤُهَا الْقَاذُورَاتُ وَالْاَوْسَاخُ؟ وَعَدَمُ الِانْضِبَاطِ وَالْمُبَالَاةِ بِاِشَارَاتِ الْمُرُور؟ وَلَاتَخْفِيفَ مِنَ السُّرْعَةِ الزَّائِدَةِ الطَّائِشَةِ فِي السَّيْر؟ وَلَا اَدَبَ فِي الطَّرِيقِ عِنْدَ هَؤُلَاءِ وَلَاكَرَامَةَ وَلَاحُرْمَةَ لَه اَبَداً؟ وَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول[اَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّه( ثُمَّ تَرَاهُمْ مُتَسَكِّعِينَ عَلَى اَبْوَابِ الْمَدَارِسِ انْتِظَاراً لِخُرُوجِ الْفَتَيَات؟ وَقَدْ خَرَجَتْ اِحْدَاهُنَّ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّات؟ فَقَامَ شَابٌّ طَائِشٌ اَرْعَنُ بِمُعَاكَسَتِهَا بِاَلْفَاظٍ حَقِيرَةٍ مِنَ التَّحْرِيضِ الْجِنْسِيّ؟ فَتَوَقَّفَ قَلْبُهَا وَمَاتَتْ عَلَى الْفَوْر؟ وَكَانَتْ تُعَانِي مِنْ مَرَضٍ قَلْبِيٍّ مِمَّا يَجْعَلُ عَضَلَةَ قَلْبِهَا ضَعِيفَةً وَلَاتَحْتَمِلُ اَيَّةَ اِثَارَةٍ جِنْسِيَّةٍ مِمَّا يَجْعَلُ قَلْبَهَا يُسْرِعُ فِي دَقَّاتِهِ حَتَّى الْمَوْت؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقَوْلَ اَخِي شَيْء؟ وَالْفِعْلَ شَيْءٌ آخَر؟ وَهَذَا مَا حَدَثَ مَعَ الْاَعْرَابِ تَمَاماً؟ حِينَمَا قَالُوا آمَنَّا؟ فَرَدَّ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ الْكَرِيمُ بِقَوْلِهِ{قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا ؟ وَلَكِنْ قُولُوا اَسْلَمْنَا{وَكَلِمَة اَسْلَمْنَا هُنَا مَعْنَاهَا دُخُولُهُمْ فِي الْاِسْلَام؟ وَهُوَ الدِّينُ الَّذِي يُذْعِنُ فِيهِ الْعَبْدُ لِرَبِّهِ سُبْحَانَهُ وَيَنْقَادُ وَيَسْتَسْلِمُ لَهُ طَوَاعِيَةً مِنْ دُونِ اِجْبَار؟ بِمَعْنَى اَنَّ اللهَ يَاْمُرُهُمْ اَنْ يُضِيفُوا الْاِيمَانَ اِلَى الْاِسْلَام؟ وَاَنْ يُضِيفُوا الْاِسْلَامَ اِلَى الْاِيمَانِ اَيْضاً؟ وَخَاصَّةً فِي اَيَّامِنَا؟ فَاِذَا اَسْلَمْتُمْ اَيُّهَا الْاَعْرَاب؟ بِمَعْنَى خَضَعْتُمْ لِاَمْرِ اللهِ فِي اَدَاءِ الصَّلَاةِ مَثَلاً؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تُؤْمِنُوا بِاَنَّ هَذِهِ الصَّلَاةَ فَرْضٌ اِلْزَامِيٌّ فَرَضَهُ اللهُ عَلَيْكُمْ خَمْسَ مَرَّاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ؟ مِنْ اَجْلِ شُكْرِ نِعْمَةِ اللهِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى فِي النِّعْمَةِ الْوَاحِدَةِ فَقَطْ عَلَيْكُمْ؟ فَمَا بَالُكُمْ بِبَقِيَّةِ النِّعَمِ الْهَائِلَةِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي لَاتُعَدُّ وَلَاتُحْصَى اَيْضاً فِي كُلِّ ذَرَّةٍ اَوْ جُزْئِيَّةٍ صَغِيرَةٍ مِنْهَا؟ نَعَمْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَشْكُرُوا اللهَ بِاِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَاِيتَاءِ الزَّكَاة؟ لَا مِنْ اَجْلِ الرِّيَاءِ اَمَامَ النَّاس؟ وَلَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تَحْقِنُوا دِمَاءَكُمْ بِهَا وَتَنْخَرِطُوا كَالْمُنَافِقِينَ مُنْدَسِّينَ فِي صُفُوفِ الْمُؤْمِنِين؟ وَاَنْتُمْ كَذَلِكَ اَيُّهَا الْجَاهِلِيُّونَ الْمُسْلِمُون الَّذِينَ تَعِيشُونَ فِي جَاهِلِيَّةِ الْقَرْنِ الْوَاحِدِ وَالْعِشْرِين؟ عَلَيْكُمْ اَيْضاً اَنْ تُضِيفُوا الْاِسْلَامَ اِلَى اِيمَانِكُمْ؟ فَاِذَا آمَنْتُمْ بِاَنَّ الصَّلَاةَ وَالزَّكَاةَ فَرْضٌ اِجْبَارِيٌّ مِنَ اللهِ عَلَيْكُمْ؟ فَلَايَكْفِي اِيمَانُكُمْ؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْ تُؤَدُّوهَا؟ حَتَّى يُوَافِقَ اِيمَانُكُمْ اِسْلَامَكُمْ وَخُضُوعَكُمْ لِلهِ فِي اَدَائِهَا؟ وَلَايَكْفِي اَنْ تُؤَدُّوهَا بَلْ يَجِبُ اَنْ تَنْهَاكُمْ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ صَلَاةً؟ وَاَنْ تُطَهِّرَكُمْ مِنَ الْبُخْلِ وَالطَّمَعِ زَكَاةً؟ حَتَّى تُطَهِّرُوا قُلُوبَ الْفُقَرَاءِ اَيْضاً مِنَ الْحَسَدِ وَالْغِلِّ وَالْحِقْدِ عَلَيْكُمْ؟وَذَلِكَ لِيَكُونَ سُلُوكُكُمْ مُوَافِقاً لِاِيمَانِكُمْ وَاِسْلَامِكُمْ مَعاً؟ وَاِلَّا فَلَسْتُمْ مُسِلِمِين{لِاَنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْاِسْلَام(بِمَعْنَى الْاِسْلَامُ لِهَذَا الْاِيمَان؟ بِمَعْنَى الْخُضُوعُ وَالِاسْتِسْلَامُ بِهَذَا الْاِيمانِ لِاَرْكَانِ الْاِيمَانِ وَاَرْكَانِ الْاِسْلَامِ مَعاً اَيْضاً؟ وَهَذَا مَا لَمْ يَفْعَلْهُ الْاَعْرَابُ ابْتِدَاءً؟ وَاِلَّا فَاِنَّكُمْ تُؤْمِنُونَ بِاَرْكَانِ الْاِيمَانِ؟ وَلَا تُؤْمِنُونَ بِاَرْكَانِ الْاِسْلَامِ وَمِنْهَا الصَّلَاة؟ اَوْ بِالْعَكْس تَفْعَلُونَ كَمَا فَعَلَ الْاَعْرَابُ مِنْ خُضُوعِهِمْ لِاَرْكَانِ الْاِسْلَامِ نِفَاقاً وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِهِمْ بَعْد بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَلْاَعْرَابُ اَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً وَاَجْدَرُ اَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَااَنْزَلَ اللهُ عَلَى رَسُولِه(لِاَنَّ اَرْكَانَ الْاِيمَانِ هِيَ اَقْوَالٌ وَاعْتِقَادَات؟ وَاَمَّا اَرْكَانُ الْاِسْلَامِ فَهِيَ الْعَمَلُ بِهَذِهِ الْاَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادَات؟ لِاَنَّ مَا وَقَرَ اَوْ دَخَلَ فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ مِنْ هَذِهِ الْاَقْوَالِ وَالِاعْتِقَادَات اِمَّا اَنْ يُصَدِّقَهَا الْعَمَلُ بِتَفْعِيلِهِ مِنْ اَجْلِ تَفْعِيلِهَا؟ اَوْ يُكَذّبَهَا بِاِلْغَائِهِ مِنْ اَجْلِ تَعْطِيلِهَا؟ فَاِذَا اعْتَقَدْتُّمْ مَثَلاً اَنَّ اَكْلَ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ حَرَام؟ ثّمَّ بَعْدَ ذَلِكَ لَاتَتَوَرَّعُونَ عَنْ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ فَسُلُوكُكُمْ هُنَا لَايُوَافِقُ عَقِيدَتَكُمْ؟ فَلَابُدَّ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَحْصَلَ الْكَمَالُ عِنْدَكُمْ؟ اَنْ يُوَافِقَ سُلُوكُكُمُ الْاِسْلَامِيُّ عَقِيدَتَكُمْ؟ وَاِلَّا فَاِنَّنَا نَخَافُ عَلَيْكُمْ كَثِيراً مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ(مِنَ الْاَوَامِرِ وَالنَّوَاهِي فِي سُلُوكِكُمْ؟ وَلَوْ آمَنْتُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَاَلْسِنَتِكُمْ؟ وَلَكِنَّكُمْ لَمْ تَاْخُذُوا اَوَامِرَ اللهِ وَنَوَاهِيَهُ بِجِدِّيَّةٍ وَقُوَّة؟ وَاِنَّمَا بِاسْتِهْتَارٍ قَدْ يُورِدُكُمْ مَوَارِدَ التَّهْلُكَةِ اِنْ لَمْ تُدْرِكْكُمْ رَحْمَةُ الله؟ وَاَمَّا اَنْتُمْ اَيُّهَا الْاَعْرَاب؟ فَلَايَكْفِي اَنْ تَقُولُوا آمَنَّا؟ وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ اَنْ تَقْرِنُوا هَذَا الْاِيمَانَ بِالتَّطْبِيقِ الْعَمَلِي وَهُوَ الْاِسْلَام؟ بِمَعْنَى الِانْقِيَادُ وَالْخُضُوعُ لِاَوَامِرِ الله؟ اَوْ قُولُوا اَسْلَمْنَا بِمَعْنَى الْمُسَالَمَة؟ بِمَعْنَى اَنَّكُمْ لَمْ تَاْتُوا اِلَى الْمَدِينَةِ حُبّاً بِالْاِيمَان؟ وَاِنَّمَا جِئْتُمْ فِي الْحَقِيقَةِ اِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى تَنْدَسُّوا بَيْنَ اَهْلِهَا لِتَسْلَمُوا مِنْ قَبْضَةِ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْكُمْ فِي حَالِ خِيَانَتِكُمْ وَبِغَايَةِ الْمَنْفَعَةِ الشَّخْصِيَّةِ الَّتِي تُؤَهِّلُكُمْ اِلَى الْحُصُولِ عَلَى مَزِيدٍ مِنْ غَنَائِمِهِمُ الْحَرْبِيَّة وَلِذَلِكَ{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ{وَكَلِمَة لَمَّا هِيَ حَرْف جَزْم مِثْلُ كَلِمَة لَمْ؟ لَكِنْ هُنَاكَ فَارِقٌ فِي الْمَعْنَى بَيْنَ لَمَّا وَلَمْ؟ فَكَلِمَة لَمْ هِيَ حَرِفْ جَزِمْ وَنَفِي وَقَلْب؟ اَمَّا الْجَزْمُ فَلِاَنَّهَا تَجْزِمُ الْفِعْلَ الْمُضَارِع؟ وَاَمَّا النَّفْيُ فَلِاَنَّهَا تَنْفِي وُقُوعَ الْحَدَث نَقُولُ مَثَلاً فُلَانٌ لَمْ يَاْتِ فَنَحْنُ هُنْا نَنْفِي اِتْيَانَه؟ وَاَمَّا الْقَلْبُ فَلِاَنَّهَا قَدْ تَقْلِبُ مَعْنَى الْمُضَارِعِ اِلَى مَعْنَى الْمَاضِي نَقُولُ مَثَلاً فُلَانٌ لَمْ يَاْتِ بِالْمُضَارِع وَلَكِنَّهَا اَيْضاً قَدْ تَنْقَلِبُ اِلَى مَعْنَى الْمَاضِي فِي قَوْلِنَا فُلَانٌ مَااَتَى بِمَعْنَى اَنَّ كلمة لَمْ يَاْتِ تَحْتَمِلُ مَعْنَى الْمَاضِي مَااَتَى اَيْضاً؟ وَلِذَلِكَ سُمِّيَتْ كَلِمَة لَمْ حَرْفَ قَلْب؟ وَطَبْعاً فَاِنَّ كَلِمَة لَمْ لَاتَدْخُلُ اِلَّا عَلَى الْفِعْلِ الْمُضَارِعِ الَّذِي يَكُونُ مَجْزُوماً بِهَا وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُون؟ وَكَذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ لِكَلِمَة لَمَّا هُنَا هِيَ حَرْف جَزْم يَجْزُمُ الْفِعْلَ الْمُضَارِع وَهُوَ كَلِمَة يَدْخُلِ؟ وَكَلِمَة يَدْخُلِ فِعْل مُضَارِع مَجْزُوم بِلَمَّا وَعَلَامَةُ جَزْمِهِ السُّكُون؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل وَاَيْنَ هَذِهِ السُّكُون وَلَانَرَى اِلَّا الْكَسْرَة عَلَى آخِرِهِ؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي وَحُرِّكَ بِالْكَسْرَة مَنْعاً لِالْتِقَاءِ السَّاكِنَيْن؟ وَالسَّاكِنُ الْاَوَّل هُوَ حَرْفُ اللَّام الْمَوُجُودُ فِي آخِرِ كَلِمَة يَدْخُلْ؟ وَالسَّاكِنُ الثَّانِي هُوَ اللَّامُ اَيْضاً فِي كَلِمَة اَلْاِيمَان؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ لِمَاذَا لَمْ يَكُنِ السَّاكِنُ الثَّانِي هُوَ هَمْزَةُ الْوَصْلِ وَهِيَ الْحَرْفُ الْاَوَّلُ مِنْ كَلِمَةِ الْاِيمَان؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لِاَنَّهَا تُكْتَب وَلَاتُلْفَظ اِذَا وَصَلْنَاهَا مَعَ كَلِمَةِ لَمَّا؟ وَاَمَّا اِذَا ابْتَدَاْنَا بِقِرَاءَتِهَا فَاِنَّهَا تُكْتَبُ وَتُلْفَظُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَة اَلْاِيمَان؟ وَلِذَلِكَ اَخِي اُرِيدُكَ الْآنَ اَنْ تَتَعَمَّقَ قَلِيلاً وَاَنْ تَغْرَقَ مَعِي فِي مَعْنَى لَمَّا؟ حَمَاكَ اللهُ مِنَ الْغَرَقِ اَخِي؟ وَجَعَلَ رُوحِي فِدَاكَ؟ وَاَقْبَرَنِي بِيَدَيْكَ؟وَعَلَيْكَ اَنْ تَعْلَمَ اَخِي اَنَّ هُنَاكَ فَرْقاً دَقِيقاً فِي الْمَعْنَى بَيْنَ كَلِمَةِ لَمْ وَهِيَ حَرْف جَزْم وَنَفْي وَقَلْب؟ وَبَيْنَ كَلِمَةِ لَمَّا وَمَعْنَاهَا اَنَّ الْحَدَثَ الْآن مَبْنِيٌّ وَقَائِمٌ وَلَكِنْ مِنَ الْمُمْكِنِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ اَنْ يَتَغَيَّرَ مِنَ عَدَمِ الْاِيمَانِ اِلَى الْاِيمَان؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ لَمْ يَقُلْ لَهُمْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَنْ تُؤْمِنُوا؟ وَلَكِنْ قَالَ لَهُمْ{وَلَمَّا يَدْخُلِ الْاِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ(بَعْدُ؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاِيمَانَ فِي الْمُسْتَقْبَلِ سَيَتَمَكَّنُ مِنْ قُلُوبِكُمْ{وَاِنْ تُطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لَايَلِتْكُمْ مِنْ اَعْمَالِكُمْ شَيْئَا( بِمَعْنَى لَايَنْقُصُكُمْ مِنْ حَسَنَاتِكُمْ اَوْ ثَوَابِ اَعْمَالِكُمْ شَيْئَا؟ وَكَلِمَة يَلِتْكُمْ مَاْخُوذُةٌ مِنَ اللَّتِّ؟ وَاللَّتُّ بِمَعْنَى النَّقْص؟ وَلِذَلِكَ يُقَال لَتَّ الْخَبَّازُ الْعَجِينَ بِالطَّحِين؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ اَنْفَقَ اَوْ اَنْقَصَ مِنَ الطَّحِينِ اَوِ الدَّقِيقِ شَيْئاً يَسِيراً عَلَى الْعَجِين؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَاْخُذُ شَيْئاً مِنَ الطَّحِينِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يَدْعَكَ الْعَجِينَ بِيَدَيْهِ النَّظِيفَتَيْنِ وَيُسَوِّيَهُ عَلَى شَكْلِ رَغِيفِ الْخُبْزِ حَتَّى لَايَلْتَصِقَ بِمَا تَحْتَه؟ ثُمَّ يَنْشُرُ شَيْئاً مِنَ الطَّحِينِ اَيْضاً عَلَى اَرْضِيَّةِ النَّارِ مِنْ اَجْلِ سُهُولَةِ خَبْزِ الْعَجِينِ وَحَتَّى لَايَلْتَصِقَ اَيْضاً بِاَرْضِيَّةِ النَّارِ وَاللَّهَبِ وَيَحْتَرِق؟ وَاَيْضاً مِنْ اَجْلِ سُهُولَةِ نَزْعِهِ مِنْ اَرْضِيَّةِ النَّارِ مَخْبُوزاً نَاضِجاً لِتَاْكُلَهُ اَخِي هَنِيئاً مَرِيئاً بِحَمْدِ اللهِ ؟وَيَقُولُ الْعَوَامُّ مِنَ النَّاسِ عَنِ الثَّرْثَارِ اَنَّهُ لَتِّيت؟ وَهِيَ كَلِمَة عَرَبِيَّة فُصْحَى وَلَيْسَتْ عَامِّيَّة؟ وَسُمِّيَ الثَّرْثَارُ لَتِّيتَاً؟ لِاَنَّ قَدْرَهُ يَنْقُصُ عِنْدَ النَّاس؟ لِاَنَّ النَّاسَ يَمْقُتُونَ الثَّرْثَارِين؟ وَالْمَعْنَى اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ لَايَنْقُصُكُمْ مِنْ اَعْمَالِكُمْ شَيْئاً؟ لِاَنَّ عَدَالَةَ اللهِ تَقْتَضِي اَنْ تَكُونَ الْحَسَنَةُ بِمِثْلِهَا؟ وَاَمَّا فَضْلُ اللهِ وَرَحْمَتُهُ فَيَقْتَضِيَانِ مُضَاعَفَةَ الْحَسَنَات؟ وَالْمُضَاعَفَةُ عِنْدَ اللهِ اَكْرَمِ الْاَكْرَمِينَ لَيْسَ لَهَا حَدٌّ تَقِفُ عِنْدَه؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا(ثُمَّ يَزْدَادُ كَرَمُ اللهِ تَعَالَى فِي قَوْلِهِ{مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ اَمْثَالِهَا(ثُمَّ يَزْدَادُ كَرَمُ اللهِ وَفَضْلُهُ وَاِحْسَانُهُ اَكْثَرَ وَاَكْثَرَ فِي قَوْلِهِ{مَثَلُ الّذِينَ يُنْفِقُونَ اَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ اَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّة( حَتَّى صَارَتْ 700 حَبَّة؟ ثُمَّ يَزْدَادُ كَرَمُ اللهِ اَيْضاً فِي قَوْلِهِ سبحانه{وَاللهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاء(ثُمَّ يَزْدَادُ اَكْرَمُ الْاَكْرَمِينَ فِي قَوْلِهِ{وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم(وَكَلِمَة وَاسِع أيْ كَثِيرُ الْعَطَاء؟ وَكَلِمَة عَلِيم بِمَعْنَى اَنَّه سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ اِخْلَاصَ النِّيَّةِ مِنْ عَبْدِهِ لَه؟ فَكُلَّمَا زَادَ الْاِخْلَاصُ مِنْ عَبْدِ الله؟ كَانَ فَضْلُ اللهِ اَكْيَسَ وَاَكْبَر؟ وَكَانَتْ مُضَاعَفَتُهُ لِلْحَسَنَاتِ اَكْثَرَ وَاَكْثَر؟ وَعَلَى قَدْرِ اِخْلَاصِهِ وَتَوْبَتِهِ وَدُمُوعِ نَدَمِهِمْ كُلَّمَا تَذَكَّرُوا سَيِّآتِهِمْ{فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّآتِهِمْ حَسَنَات(وَذَلِكَ فَضْلُ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيم؟وَاَمَّا اِذَا كَانُوا{يَمُنُّونَ عَلَيْكَ اَنْ اَسْلَمُوا؟ قُلْ لَاتَمُنُّوا عَلَيَّ اِسْلَامَكُمْ(بِمَعْنَى اَنَّهُ اِذَا كَانَ هُنَاكَ مَنّ؟ وَلَابُدَّ مِنَ الْمَنّ؟ فَالْفَضْلُ وَالْمَنُّ لِلْحَنَّانِ الْمَنَّانِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{وَلَكِنَّ اللهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه{بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ اَنْ هَدَاكُمْ لِلْاِيمَانِ اِنْ كُنْتُمْ صَادِقِين( وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ مَنْ اَسْلَمَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَعْرَابِ دَخَلَ الْاِسْلَامَ مِائَة بِالْمِائَة؟ وَلَكِنَّ كَثِيراً مِنْ هَؤُلَاءِ احْتَاجُوا اِلَى فَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ حَتَّى يَتَمَكَّنَ الْاِيمَانُ مِنْ قُلُوبِهِمْ اَيَّمَا تَمَكُّنْ؟ اَللَّهُمَّ مَكِّنِ الْاِيمَانَ؟ وَحَبِّبْهُ اِلَى قُلُوبِنَا؟ وَزَيِّنْهُ فِيهَا؟ وَكَرِّهْ اِليْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ؟ وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ فَضْلاً مِنْكَ وَنِعْمَةً وَغُفْرَاناً وَرَحْمَةً يَااَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ وَرَدَنِي مِنْ دُكْتُورَة تَطْعَنُ دَائِماً وَتَنْتَقِدُ اَحْكَامَ الشَّرِيعَةِ الْاِسْلَامِيَّة؟ وَلَانُرِيدُ اَنْ نَذْكُرَ اسْمَهَا لِتَفَاهَتِهَا وَحَقَارَتِهَا وَهِيَ اَحْقَرُ مِنْ اَنْ نَذْكَرَ اسْمَهَا عَسَى وَلَعَلَّ اللهَ اَنْ يَهْدِيَهَا اَوْ يَاْخُذَهَا اَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ وَيَنْتَقِم مِنْهَا؟ وَاَمَّا نَحْنُ فَلايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ اِلَّا عَلَى ضَوْءِ قَوِلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ تَابُوا وَاَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَاِخْوَانُكُمْ فِي الدِّين؟ وَاِنْ نَكَثُوا اَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا اَئِمَّةَ الْكُفْرِ اِنَّهُمْ لَا اَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُون(وَاُوَجِّهُ تَحْذِيراً شَدِيدَ اللَّهْجَةِ مِنْ تَدَاعِيَاتِ هَذِهِ الْآيَةِ الْخَطِيرَةِ جِدّاً اِلَى الْفَضَائِيَّاتِ الَّتِي تَطْعَنُ فِي دِينِ الْاِسْلَام؟ لِاَنَّ مَنْ يَسْتَهْزِىءُ بِالْاِسْلَامِ وَيَطْعَنُ فِيهِ فَقَدْ اَمَرَنَا اللهُ اَنْ نَتَعَامَلَ مَعَهُ عَلَى اَنَّهُ مِنْ اَئِمَّةِ الْكُفْر؟ وَلَااَقُولُ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عِنْدِي وَالْآيَةُ اَمَامَكُمْ وَهِيَ مَوْجُودَةٌ فِي سُورَةِ التَّوْبَة؟ نَعَمْ اَخِي اِنَّ هَذِهِ الْحَشَرَةَ التَّافِهَةَ تَقُولُ عَنِ الْاِسْلَامِ اَنَّهُ يَحْتَقِرُ الْمَرْاَةَ وَيَظْلِمُهَا؟ لِمَاذَا اَيَّتُهَا الْخَبِيثَة؟ قَالَتْ لِاَنَّنَا نُنَادَى بِاَسْمَاءِ آبَائِنَا؟ وَلَانُنَادَى بِاَسْمَاءِ اُمَّهَاتِنَا؟ وَنَقُولُ مَثَلاً بَشَّار اِبِنْ حَافِظ؟ وَلَانَقُول بَشَّار اِبِنْ اَنِيسَة؟ وَفِي ذَلِكَ تَحْقِيرٌ لِلْمَرْاَةِ كَمَا تَدَّعِي السَّافِلَة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّنَا اِذَا قُلْنَا بَشَّارْ اِبِنْ اَنِيسَة؟ فَمَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ بَشَّار لَيْسَ مِنْ ظَهْرِ اَبِيه؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ ابْنُ الزِّنَى؟ ثُمَّ تَقُوُلُ الْوَقِحَةُ بَعْدَ ذَلِك؟ اِنَّ بَعْضَ النَّاسِ الْمَحْسُوبِينَ عَلَى الْاِسْلَامِ يَشْمَئِزُّ وَ يَخْجَلُ وَيَشْعُرُ بِالْعَارِ مِنْ مُجَرَّدِ ذِكْرِ اسْمِ زَوْجَتِهِ اَمَامَ النَّاس؟ وَكَاَّنَّ زَوْجَتَهُ عَوْرَة؟ وَكَاَنَّه كَشَفَ عَوْرَةَ زَوْجَتِهِ اَمَامَ النَّاسِ حِينَمَا يَذْكُرُ اسْمَهَا اَمَامَهُمْ؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَوَّلاً بِالنِّسْبَةِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى{اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ اَقْرَبُ عِنْدَ الله(وَلَانَفْهَمُ مِنَ الْآيَةِ اَنَّ اللهَ يَنْهَانَا اَنْ نَدْعُوَ الْاَبْنَاءَ اَوْ نَنْسِبَهُمْ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{عِيسَى بْنُ مَرْيَم(وَاِنَّمَا نَفْهَمُ مِنْهَا اَنْ نَدْعُوَ الْاَبْنَاءَ اَوْ نَنْسِبَهُمْ اِلَى آبَائِهِمْ وَهُوَ اَفْضَلُ مِنْ اَنْ نَنْسِبَهُمْ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ وَاَقْرَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ اَجْلِ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْاَنْسَابِ حَتَّى يَعْرِفَ كُلُّ اِنْسَانٍ مِنَّا مَنْ اَبُوه؟ وَلَايُمْكِنُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ يَعْرِفَ كُلُّ اِنْسَانٍ مِنَّا مَنْ اَبُوه اَوْ يَحْصَلَ شَيْءٌ مِنَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْاَنْسَابِ بِنِسْبَةِ الْاَوْلَادِ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ دُونَ آبَائِهِمْ؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ نِسْبَةَ الْاَبْنَاءِ اِلَى آبَائِهِمْ لَيْسَ اَمْراً مُسْتَحْدَثاً فِي الْاِسْلَام؟ بَلْ اِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى مُنْذُ اَنْ خَلَقَ الْبَشَرِيَّةَ قَال{يَابَنِي آدَم(هَلْ قَالَ سُبْحَانَهُ يَابَنِي حَوَّاء اَيَّتُهَا الْجَاهِلَة؟ وَنَحْنُ اَخِي اِذَا اَرَدْنَا اَنْ نَصِفَ اِنْسَاناً مَا بِاَوصَافٍ طَيِّبَة نَقُولُ فُلَان آدْمِي؟ وَاَصْلُهَا آدَمِيّ؟ نِسْبَةً اِلَى آدَم؟ وَاَنْتَ اَخِي اَيْضاً آدَمِيٌّ تَنْتَسِبُ اِلَى هَذَا الْاَبِ الْاَكْبَر؟ فَتَخَلَّقْ بِاَخْلَاقِهِ؟ وَكُنْ طَيِّباً كَطِيبِ اَبِيكَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَام؟ فَالْاِسْلَامُ اَخِي لَمْ يَاْتِ بِهَذَا الْاَمْرِ مُسْتَحْدَثاً؟ وَاِنَّمَا كَانَتْ نِسْبَةُ الرَّجُلِ اَوِ الْمَرْاَةِ اَوِ الْاِنْسَانِ مُطْلَقاً اِلَى اَبِيهِ تُعْتَبَرُ اَمْراً قَدِيماً وَحُكْماً قَدِيماً وَلَيْسَ اَمْراً اِسْلَامِيّاً جَدِيداً مُسْتَحْدَثاً؟ وَكَمَا قُلْنَا اَنَّ اللهَ تَعَالَى قَالَ{يَابَنِي آدَم وَلَمْ يَقُلْ يَابَنِي حَوَّاء؟ وَلَيْسَ هَذَا انْتِقَاصاً مِنْ قَدْرِ حَوَّاء؟ وَلَا مِنْ قَدْرِ الْمَرْاَة؟ وَلَكِنَّهُ اخْتِصَاصٌ بِالرَّجُلِ الَّذِي هُوَ اَصْلُ الْبَشَرِيَّةِ جَمِيعاً؟ لِاَنَّ اللهَ خَلَقَهُ قَبْلَ اَنْ يَخْلُقَ الْمَرْاَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ؟ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا؟ وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءَ(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ يَنْسُبُ الْاِنْسَانَ اِلَى الْاَصْلِ وَهُوَ الرَّجُلُ الَّذِي وُجِدَ قَبْلَ اَنْ تُوجَدَ الْمَرْاَة؟ حَتَّى يَعْرِفَ كُلُّ اِنْسَانٍ اَصْلَه؟ وَهُوَ اَقْرَبُ اِلَيْهِ سُبْحَانَهُ مِنْ اَنْ يَنْسِبَهُ اِلَى الْفَرْعِ الَّذِي تَفَرَّعَ مِنْهُ وَهُوَ الْاُنْثَى الَّتِي تَفَرَّعَتْ مِنَ الرَّجُلِ الْاَصْلِ آدَم وَهِيَ اُمُّنَا حَوَّاءُ عَلَيْهَا السَّلَام؟ فَهَذَا اَمْرٌ قَرَّرَهُ اللهُ مُنْذُ الْاَزَل؟ لِمَاذَا لَاتَنْتَقِدِينَ عُبَّادَ الصَّلِيبِ الْخَنَازِير قَبْلَ اَنْ تَنْتَقِدِي الْاِسْلَام؟ وَاَنْتِ تَعْلَمِينَ جَيِّداً اَنَّهُمْ لَمْ يَرْضُوا اَنْ يَنْسُبُوا عِيسَى اِلَى اُنْثَى وَهِيَ اُمُّهُ مَرْيَم؟ وَاِنَّمَا نَسَبُوهُ اِلَى اللهِ الَّذِي لَيْسَ ذَكَراً؟ وَلَيْسَ اُنْثَى؟ وَلَايُشْبِهُ اَحَداً مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ؟ وَلَايُشْبِهُهُ اَحَدٌ اَيْضاً{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيم(فَهَذَا اَمْرٌ مُقَرَّرٌ مُنْذُ الْاَزَل اَنَّ الْاِنْسَانَ يُنْسَبُ اِلَى اَبِيهِ وَاِلَى اُسْرَةِ اَبِيه؟ اِلَّا مَاكَانَ يَحْصَلُ فِي الْمُجْتَمَعَاتِ الْجَاهِلِيَّةِ الْقَدِيمَة؟ حِينَمَا كَانَ النَّاسُ فِيهَا يُنْسَبُونَ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ؟ لِاَنَّ الزَّوَاجَ عِنْدَهُمْ كَانَ قَبِيحاً قَذِراً مُنْحَطّاً مُشَاعاً؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْمَرْاَةَ مِنْهُمْ تَتَزَوَّجُ عِدَّةَ رِجَالٍ ثُمَّ تُصْبِحُ حُبْلَى وَلَايُعْرَفُ مَنْ هُوَ اَبُو الْوَلَد؟ وَلِذَلِكَ كَانُوا يَنْسِبُونَهُ اِلَى اُمِّه؟ وَاَمَّا حِينَمَا ارْتَقَتِ الْاِنْسَانِيَّةُ وَنَزَلَتِ الشَّرَائِعُ السَّمَاوِيَّةُ فَعِنْدَ ذَلِكَ ارْتَقَتِ الْمَرْاَةُ اَيْضاً؟ وَاَبَتْ عَلَى نَفْسِهَا اِلَّا اَنْ تَكُونَ تَحْتَ عِصْمَةِ رَجُلٍ وَاحِدٍ وَفِي آنٍ وَاحِد؟ وَاسْتَجَابَتْ اَكْثَرُ النِّسَاءِ لِلشَّرَائِعِ السَّمَاوِيَّةِ حِينَمَا حَرَّمَتْ عَلَيْهَا اَنْ تَكُونَ تَحْتَ عِصْمَةِ رَجُلَيْنِ يُعَاشِرَانِهَا جِنْسِيّاً فِي آنٍ وَاحِد اَوْ عِدَّةِ رِجَالٍ يُعَاشِرُونَهَا بِالْجِنْسِ الْجَمَاعِي فِي آنٍ وَاحِد؟ وَلِذَلِكَ اَعُودُ فَاَقُولُ اَنَّهُ مُنْذُ الْقِدَمِ يُنْسَبُ الْوَلَدُ اِلَى اَبِيه؟ وَتُنْسَبُ الْبِنْتُ اِلَى اَبِيهَا اَيْضاً؟ وَهَذَا شَيْءٌ يَتَمَشَّى مَعَ الْفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ لِمَاذَا؟ لِاَنَّ مَشَاكِلَ الْحَيَاةِ وَتَحَمُّلَ الصِّعَابِ مِنْ اَجْلِ الْحُصُولِ عَلَى لُقْمَةِ الْعَيْشِ وَاَدَوَاتِ الْمَعِيشَة؟ اِنَّمَا هِيَ فِي الْاَصْلِ خَاصَّةٌ بِالرَّجُل؟ وَمَطْلُوبَةٌ مِنَ الرَّجُل؟ وَيَتَحَمَّلُ اَعْبَاءَهَا الرَّجُل؟ فَلِمَاذَا اَيَّتُهَا الْمُنْحَطَّة تُرِيدِينَ اَنْ تُعْفِي الرَّجُلَ مِنْ تَحَمُّلِ جَمِيعِ هَذِهِ الْمَسْؤُولِيَّات؟ هَلْ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَظْلِمِي الْمَرْاَةَ وَتُحَمِّلِيهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا يَااُخْتَ جِحَا؟وَاللهِ الَّذِي لَااِلَهَ غَيْرُه مَاكُنْتُ لِاُسِيءَ الاَدَبَ مَعَكِ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ نَابِيَة وَلَا مَعَ خَنَازِيِرِ الصُّلْبَان لَوْلَا اَنَّكُمْ تَطْعَنُونَ بِالْاِسْلَامِ لَيْلَ نَهَار وَبِغَيْرِ حَقٍّ اَبَداً وَبِحُجَّةِ حُرِّيَّةِ الرَّاْيِ الْبَاطِل؟ وَاَقُولُ لَكُمْ اَيُّهَا الْاَوْغَاد اَلَيْسَ لَنَا نَصِيبٌ نَحْنُ اَيْضاً مِنْ حُرِّيَّةِ الرَّاْيِ الْحَقّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ مُصَادِقاً سُبْحَانَهُ عَلَى مَاقُلْنَاه{فَلَايُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى(يَاآدَم؟ وَلَمْ يَقُلْ سُبْحَانَهُ فَتَشْقَيَانِ يَاآدَمُ وَيَاحَوَّاء؟ لِاَنَّ الْاَصْلِ اَنَّ الشَّقَاءَ يَتَحَمَّلُهُ الرَّجُلُ خَارِجَ الْبَيْتِ فِي مَسَاحَةٍ وَاسِعَةٍ لَاتَتَحَمَّلُهَا الْمَرْاَةُ غَالِباً اِلَّا فِي مَسَاحَةٍ ضَيِّقَةٍ دَاخِلَ الْبَيْت؟ وَقَدْ كَانَتْ هَذِهِ الْآَيَةُ الْكَرِيمَةُ سَبَباً لِاِسْلَامِ اَحَدِ النَّصَارَى وَاسْمُهُ عِيسَى عَبْدُو؟ وَكَانَ عَالِماً مِنْ عُلَمَاءِ الِاقْتِصَادِ الْاَوَائِلِ بَارَكَ اللهُ فِيهِ وَبِعِلْمِهِ وَآتَاهُ اَجْرَهُ مَرَّتَيْن؟ وَكَانَ يُلْقِي الْمُحَاضَرَاتِ فِي قَاعَةِ الشَّيْخ مُحَمَّد عَبْدُو رَحِمَهُ الله؟ وَكَانَ دَائِماً يَدُورُ حَوْلَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي الْآيَة؟ وَكَانَتْ سَبَباً لِاِسْلَامِهِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَتَشْقَى( وَلَمْ يَقُلِ الْقُرْآنُ فَتَشْقَيَان؟ وَاِنَّمَا قَالَ فَتَشْقَى؟ لِاَنَّ الرَّجُلَ يَتَحَمَّلُ حَرَّ الطَّقْسِ وَمَشَقَّاتِ الْحَيَاة؟ وَالْاُسْرَةُ لَاتَكُونُ سَعِيدَةً مُرْتَاحَةً تَمَاماً اِلَّا اِذَا كَانَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَشْقَى وَيَعْمَلُ خَارِجَ الْبَيْت؟ وَكَمْ تَشْتَاقُ اِلَيْهِ زَوْجَتُهُ وَاَوْلَادُهُ حَتَّى يَرْجِعَ اِلَيْهِمْ سَالِماً؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ يَعْمَلُ فِي مَعْمَلِ الْفَحْمِ وَالتِّمْزِ وَالتَّدْفِئَة؟ وَقَدْ رَجَعَ اِلَيْهِمْ بِثِيَابِهِ الْمُتَّسِخَةِ وَالْمَلِيئَةِ بِالرَّوَائِحِ الْكَرِيهَةِ وَالْاَقْذَار؟ حَتَّى وَلَوْ فَقَدَ اَعْصَابَهُ مِنَ التَّعَبِ وَالْاِعْيَاء؟ حَتَّى وَلَوْ نَهَرَ زَوْجَتَهُ بِكَلَامِهِ الْقَاسِي؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ الْمَرْاَةَ تَقُول؟ اَلرَّجُلُ فِي الْبَيْتِ رَحْمَة؟ وَلَوْ كَانَ فَحْمَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَرْاَة؟ اَلَيْسَ لَهَا عَمَلٌ يُشْقِيهَا اَيْضاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لَقَدْ كَلَّفَ اللهُ الْمَرْاَةَ بِعَمَلٍ اَشَقَّ مِنْ عَمَلِ الرَّجُل ِوَهُوَ تَرْبِيَةُ الْاَوْلَاد؟ وَرَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَعْطَى الرَّجُلَ الْقُدْرَةَ عَلَى الْعَمَلِ فِي خَارِجِ الْبَيْتِ اَكْثَرَ مِمَّا يَعْمَلُ فِي دَاخِلِ الْبَيْت؟ وَفِي اَيَّامِنَا مِنْ ظُرُوفِ الْحَيَاةِ الصَّعْبَةِ وَالضَّغْطِ الِاقْتِصَادِيِّ مَالَايُطَاق؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ تَرَى الْمَرْاَةَ الْمِسْكِينَةَ تَعْمَلُ مِنْ اَجْلِ كَسْبِ لُقْمَةِ عَيْشِهَا وَعَيْشِ اَوْلَادِهَا؟ وَقَدْ اَصْبَحَتْ مُضْطّرّةً لِمُسَاعَدَةِ زَوْجِهَا؟ وَهَذَا شَيْءٌ ضَرُورِيّ؟ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِك؟ وَلَكِنَّنَا نَرْثِي لِحَالِ الْمِسْكِينَةِ الَّتِي تَشْقَى خَارِجَ الْبَيْتِ وَدَاخِلَ الْبَيْتِ اَيْضاً؟ بِسَبَبِ طُغْيَانِ الْعَالَمِ الْمَادِّيِّ الظَّالِمِ عَلَيْهَا وَعَلَى الرَّجُلِ اَيْضاً وَعَلَى اَوْلَادِهِمَا الصِّغَار؟ وَقَدْ تُضْطَّرُّ الْمِسْكِينَةُ اِلَى اَنْ تَتْرُكَ اَوْلَادَهَا لِلْخَدَمِ؟ وَفِي ذَلِكَ مِنَ الْفَسَادِ مَافِيه؟ وَقَدْ تُضْطَّرُّ اِلَى تَرْكِهِ فِي الْمَحَاضِنِ الصِّنَاعِيَّةِ وَاِرْضَاعِهِ مِنَ الْحَلِيبِ الصِّنَاعِيّ؟ وَفِيهِ مِنَ الضَّرَرِ مَافِيه؟ نَعَمْ فِيهِ مِنَ الضَّرَرِ عَلَى صِحَّةِ الْوَلَد؟ بَلْ عَلَى نَفْسِيَّتِهِ كَذَلِك؟ وَلِذَلِكَ الْآنَ تَرَاجَعُوا عَمَّا كَانُوا يَقُولُونَهُ قَدِيماً اَنَّ الْاَفْضَلَ لِلْمَرْاَةِ اَلَّا تُرْضِعَ وَلَدَهَا؟ وَلِكِنَّهُمْ عَادُوا وَقَالُوا اَنَّ اَعْظَمَ غِذَاءٍ يُقَدَّمُ لِلطّفْلِ هُوَ لَبَنُ اُمِّه؟ لِاَنَّ لَبَنَ الْاُمِّ هُوَ مَعْمَلٌ صِحِّيٌّ رَبَّانِيٌّ دَاخِلِيٌّ فِي صَدْرِ الْاُمّ؟ يُكَيِّفُهُ اللهُ سُبْحَانَهُ حَسَبَ حَاجَةِ الطّفْلِ مِنَ النَّاحِيَةِ النَّفْسِيَّةِ؟ وَمِنَ النَّاحِيَةِ الرُّوْحِيَّة؟ وَلَايَقْتَصِرُ عَلَى النَّاحِيَةِ الْغِذَائِيَّةِ فَقَطْ؟ وَلِذَلِكَ كَانَ الرَّضَاعُ مِنْ اَسْبَابِ تَحْرِيمِ الزَّوَاج؟ لِاَنَّهُ بِهِ تَحْصَلُ عَاطِفَةٌ بَيْنَ الرَّضِيعِ وَبَيْنَ مَنْ اَرْضَعَتْهُ تُشْبِهُ عَاطِفَةَ الْاُمُومَةِ وَالْبُنُوَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الَّتِي لَاتُرْضِعُ وَلَدَهَا فَمِنَ الْجَائِزِ اَلَّا تُوجَدَ هَذِهِ الْعَاطِفَةُ فِيمَا بَيْنَهُمَا وَيُحْرَمَانِ مِنْ هَذِه الْعَاطِفَة؟ وَنَحْنُ لَانُحَقّرُ الْمَرْاَةَ؟ وَلَانَقُولُ عَنْهَا اِنَّهَا مِنَ الدَّرَجَةِ الثَّانِيَةِ بَعْدَ الرَّجُلِ لَا؟ وَاِنَّمَا هُنَاكَ اخْتِصَاصَات؟ فَالْمَرْاَةُ مُخْتَصَّةٌ بِاُمُورٍ قَدْ لَاتَصْلُحُ لِلرَّجُل؟ وَالرَّجُلُ مُخْتَصٌّ بِاُمُورٍ قَدْ لَاتَصْلُحُ لِلْمَرْاَة؟ هَلْ يَسْتَطِيعُ الْاَبُ اَنْ يَتَحَمَّلَ مِثْلَمَا تَتَحَمَّلُ الْاُمُّ فِي تَرْبِيَةِ اَوْلَادِهِمَا؟ فَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ يَبْكِيَ الْوَلَدُ ثُمَّ يَقُولُ الرَّجُلُ لِزَوْجَتِهِ خُذِي ابْنَكِ مِنْ هُنَا اِلَى الْغُرْفَةِ الْاُخْرَى وَاَغْلِقِي عَلَيْكِ الْبَابَ اُرِيدُ اَنْ اَنَام؟ فَمَنِ الَّذِي يَتَحَمَّلُ ذَلِكَ سِوَى الْاُمّ؟ وَلِذَلِكَ حِينَمَا نَقُولُ اَنَّ عَمَلَ الْمَرْاَةِ فِي الْبَيْتِ؟ فَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّنَا نَنْهَاهَا عَنِ الْعَمَلِ خَارِجَ الْبَيْتِ لَا؟ وَلَكِنَّنَا نُرِيدُ اَنْ نُسَلّطَ الْاَضْوَاءَ عَلَيْهَا بِكَثَافَةٍ وَهِيَ تَقُومُ بِاَعْظَمِ عَمَلٍ وَخِدْمَةٍ تُقَدِّمُهَا لِلْمُجْتَمَعِ وَالْبَشَرِيَّةِ وَالْاِنْسَانِيَّة؟ حِينَمَا تُشْرِفُ عَلَى تَرْبِيَةِ اَوْلَادِهَا؟ فَتَاَمَّلْ مَعِي اَخِي يَرْعَاكَ الله قَوْلَهُ سُبْحَانَهُ{فَتَشْقَى(وَلَمْ يَقُلْ فَتَشْقَيَان؟ وَلَوْ قَالَ فَتَشْقَيَان فَاِنَّ خِطَابَهُ يَكُونُ لِآدَمَ وَحَوَّاء؟ وَاَمَّا اَنْ يَقُولَ{فَتَشْقَى(فَاِنَّ الْخِطَابَ لِآدَمَ عَلَيْهِ السَّلَاُم فَقَطْ؟ وَيَقُولُ عُلَمَاءُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّة اِنَّ اللهَ يَقُولُ{فَتَشْقَى؟تَعْرَى؟تَضْحَى(مِنْ اَجْلِ تَنَاسُبِ رُؤُوسِ الْآيَاتِ مَعَ الْقَافِيَةِ الْقُرْآنِيَّةِ غَيْرِ الشِّعْرِيَّةِ وَلَا النَّثْرِيَّة؟ وَاِنَّمَا اَخَذَتْ حَدّاً وَسَطِيّاً بَيْنَهُمْا؟ وَنَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْعُلَمَاء؟ لَكِنْ لَابُدَّ اَنْ يَكُونَ لَهَا مَعْنَى خَاصّ كَمَا يَفْهَمُهُ اَهْلُ الِاخْتِصَاص؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الشَّقَاءَ اَيْضاً مَاْخُوذٌ مِنْ كَلِمَة{تَضْحَى(بِمَعْنَى اَنْ تَتْعَبَ فِي حَرِّ الشَّمْس؟ وَالْاَصْلُ فِي هَذَا التَّعَبِ وَالشَّقَاءِ اَنْ يَقُومَ بِهِ الرَّجُل؟ وَلَيْسَ مَعْنَى ذَلِكَ اَنَّ الْمَرْاَةَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهَا اَنْ تَعْمَلَ اَيَّ عَمَلٍ فِي الْخَارِجِ لَا؟ فَاِنَّهَا يَجِبُ عَلَيْهَا اَنْ تَعْمَلَ فِي الْخَارِجِ اِذَا اقْتَضَتِ الضَّرُورَة؟ وَقَدْ تَكُونُ طَبِيبَة وَالْمُجْتَمَعُ بِحَاجَةٍ اِلَى طَبِيبَات؟ بَلْ اِنَّ الْوَاجِبَ الشَّرْعِيَّ يَقْتَضِي اَنْ يَكُونَ فِي الْمُجْتَمَعِ طَبِيبَات حَتَّى يَكْشِفْنَ عَلَى النِّسَاءِ اَمْثَالَهُنّ؟ وَهَذَا مِمَّا يُسَمَّى شَرْعاً مِنْ فُرُوضِ الْكِفَايَة؟ وَلَامَانِعَ اَنْ يَكُونَ فِي الْمُجْتَمَعِ مُرَبِّيَاتٌ وَمُدَرِّسَات وَهَذَا مِنْ وَاجِبَاتِ الْكِفَايَةِ كَذَلِك؟ وَمَعَ ذَلِكَ فَاِنَّ هَذَا الْكَلَامَ الَّذِي قُلْنَاهُ كُلَّهُ لَايَمْنَعُنَا اَنْ نَقُولَ اَنَّ اَصْلَ عَمَلِ الْمَرْاَةِ يَكُونُ فِي الْبَيْتِ حَتَّى وَلَوِ اتَّهَمَنَا اَعْدَاءُ الْاِسْلَامِ بِالرَّجْعِيَّةِ وَالتَّخَلُّفِ؟ لِاَنَّنَا اِذَا كُنَّا رَجْعِيِّينَ فِي نَظَرِهِمْ فَهُمْ اَكْثَرُ رَجْعِيَّةً مِنَّا بِكَثِيرٍ جِدّاً؟ بَلْ هُمْ قِمَّةُ الرَّجْعِيَّةِ وَالتَّخَلّف؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُمْ لَايُرِيدُونَ الرَّجْعِيَّةَ اِلَى الْاِسْلَامِ اَبَداً؟ وَاِنَّمَا يُرِيدُونَ اَنْ تَكُونَ لَهُمُ الْمَرْتَبَةُ الْاُولَى وَيَتَفَوَّقُوا عَلَيْنَا فِي الرَّجْعِيَّة؟ بِدَلِيلِ اَنَّهُمْ يُرِيدُونَ اَنْ يَسْبِقُونَا وَيَتَقَدَّمُوا عَلَيْنَا بِالرَّجْعِيَّةَ اِلَى رَجْعِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ الْاُولَى الَّتِي كَانَتْ قَبْلَ الْاِسْلَام؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ خَنَازِيَر الصُّلْبَانِ وَكِلَابَهُمْ مِنَ الْيَهُودِ وَالشِّيعَةِ وَالشُّيُوعِيِّينَ وَالْعَلْمَانِيِّينَ لَايَتَّهِمُونَ نَابِلْيُون بُونَابَرْت بِالرَّجْعِيَّةِ وَالتَّخَلُّفِ اَبَداً حِينَمَا يَقُول اِنَّ الْمَرْاَةَ الَّتِي تَهُزُّ السَّرِيرَ بِيَمِينِهَا تَسْتَطِيعُ اَنْ تَهُزَّ الْعَالَمَ بِشِمَالِهَا؟ بِمَعْنَى اَنَّ الْاُمَّ الَّتِي تُشْرِفُ عَلَى تَرْبِيَةِ اَوْلَادِهَا فِي بَيْتِهَا وَتُنْشِئُهُمُ التَّنْشِئَةَ الصَّالِحَةَ تَسْتَطِيعُ اَنْ تُغَيِّرَ مَجْرَى الْعَالَم؟ وَهَذَا يُعْتَبَرُ اَكْبَرَ عَمَلٍ تُقَدِّمُهُ لَا لِاُسْرَتِهَا فَحَسْب وَلَا لِمُجْتَمَعِهَا فَحَسْب بَلْ لِلْاِنْسَانِيَّةِ جَمِيعاً؟ نَعَمْ اَخِي وَكَذَلِكَ الرَّجُلُ يُنْسَبُ وَلَدُهُ اِلَيْهِ عِنْدَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَلَيْسَ عِنْدَ الْمُسْلِمِينَ فَقَطْ؟ وَاِنَّمَا نَجِدُ هَذِهِ النِّسْبَةَ اَيْضاً عِنْدَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالشُّيُوعِيِّينَ وَالْعَلْمَانِيِّينَ وَالْوَثَنِيِّينَ وَعِنْدَ كُلِّ الْمُجْتَمَعَاتِ الْاِنْسَانِيَّةِ فِي عَصْرِنَا وَقَبْلَه؟ وَسَيَكُونُ بَعْدَهُ اَيضاً؟ اَنَّ الْاِنْسَانَ يُنْسَبُ اِلَى اَبِيهِ وَاِلَى قَبِيلَتِهِ الَّتِي مِنْهَا اَبُوهُ اَوْ عَشِيرَتُه؟ فَهَذَا شَيْءٌ مُتَوَارَثٌ بَيْنَ الْاَجْيَالِ جَمِيعاً؟ لِاَنَّهُ يَتَمَشَّى مَعَ الْفِطْرَةِ السَّلِيمَة؟ فَلِمَاذَا لَمْ تَقُمْ هَذِهِ التَّافِهَةُ بِتَوْجِيهِ الطَّعْنِ اِلَى هَؤُلَاءِ جَمِيعاً قَبْلَ اَنْ تُوَجِّهَهُ اِلَى الْمُسْلِمِين؟ وَكَذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الرَّجُلَ مِنَ النَّاحِيَةِ الْعَضَلِيَّةِ اَقْوَى مِنَ الْمَرْاَة؟ وَمِنَ الْجَائِزِ اَنْ تَكُونَ الْمَرْاَةُ اَقْوَى مِنَ الرَّجُلِ فِي عَضَلَاتِهَا وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِكَ وَلِكُلِّ قَاعِدَةٍ شُذُوذ؟ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ قَاعِدَةً عَامَّة؟ وَلَايَسْرِي مَفْعُولُهَا عَلَى جَمِيعِ النِّسَاء؟ بَلْ عَلَى اَكْثَرِ الرِّجَالِ فِي الْعَالَم؟ وَقَدْ تَمْلِكُ الْمَرْاَةُ مِنَ الْقُوَّةِ النَّفْسِيَّةِ مَا يَجْعَلُهَا اَقْوَى مِنَ الرَّجُلِ نَفْسِيّاً؟ بِدَلِيلِ اَنَّهَا تَمْلِكُ مِنَ التَّحَمُّلِ وَالصَّبْرِ عَلَى تَرْبِيَةِ الْاَوْلَادِ اَكْثَرَ مِنَ الرَّجُل وَمَالَايَسْتَطِيعُهُ الرَّجُلُ غَالِباً؟ حَتَّى اَنَّنَا نَرَى ذَلِكَ اَيْضاً فِي عَالَمِ الْحَيَوَان وَلَيْسَ فِي عَالَمِ الْاِنْسَانِ فَقَطْ؟ فَمَثَلاً هَلِ الْخَرُوفُ اَقْوَى اَوِ النَّعْجَة؟ طَبْعاً فَاِنَّ الْخَرُوفَ اَقْوَى مِنَ النَّعْجَة؟ وَهَلِ الدِّيكُ اَقْوَى اَوِ الدَّجَاجَة؟ طَبْعاً اَلدِّيكُ اَقْوَى؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا حَتَّى فِي عَالَمِ الْحَيَوَانِ نَرَى الذَّكَرَ اَقْوَى مِنَ الْاُنْثَى؟ حَتَّى فِي عَالَمِ الطُّيُورِ فَاِنَّنَا نَرَى اَنَّ الذَّكَرَ هُوَ الَّذِي يَسْعَى فِي اِطْعَامِ فِرَاخِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّكَ اَخِي تَرَاهُ يَنْقُرُ عَلَى الْاَرْضِ مَا جَلَبَهُ مِنَ الطَّعَامِ مِنْ اَجْلِ اَنْ تَاْكُلَ الْاُنْثَى اَوَّلاً وَتُطْعِمَ فِرَاخَهَا ثُمَّ يَاْكُلُ هُوَ بَعْدَ ذَلِك؟ فَاِذَا كَانَ الدِّيكُ اَقْوَى مِنَ الدَّجَاجَة؟ وَاِذَا كَانَ الْخَرُوفُ الْكَبْشُ اَقْوَى مِنَ النَّعْجَةِ وَهَكَذَا دَوَالَيْك؟ فَكَذَلِكَ الرَّجُلُ اَقْوَى مِنَ الْمَرْاَةِ فِي الْغَالِب؟ وَلِذَلِكَ فَمَا دَامَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يُطْعِمُ وَيَسْقِي وَيَكْسُو وَيَجْلِبُ الدَّوَاء؟ وَمَادَامَ هُوَ الَّذِي يُشْرِفُ؟ فَكَانَ مِنْ حَقّهِ اَنْ يُنْسَبَ اَوْلَادُهُ اِلَيْه؟ بِمَعْنَى اَنْ يُنْسَبُوا اِلَى آبَائِهِمْ لَا اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ؟ اِلَّا فِي حَالَاتٍ خَاصَّةٍ حَصَلَتْ فِي تَارِيخِنَا الْاِسْلَامِيّ؟ وَلَامَانِعَ اَنْ يُوجَدَ بَعْضُ الْاَشْخَاصِ الَّذِينَ يُنْسَبُونَ اِلَى اُمَّهَاتِهِمْ اَوْ اِلَى قَبِيلَةِ اُمِّهِمْ؟ وَمِنْهُمْ مَثَلاً مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّة؟ وَهُوَ ابْنُ الْاِمَامِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَقُول مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّة؟ وَلَانَقُول مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايُنْسَبُ اِلَى اَبِيه؟ وَاِنَّمَا يُنْسَبُ اِلَى قَبِيلَةِ اُمِّهِ وَاُمُّهُ مِنْ بَنِي حَنِيفَة لِمَاذَا؟ حَتَّى نُمَيِّزَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَنْ اَبُوهُ وَاُمُّهُ نَالَا قَصَبَ الشَّرَفِ وَالْفَضْلِ وَهُمَا الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ اللَّذَانِ يُنْسَبَانِ اِلَى عَلِيٍّ وَاِلَى فَاطِمَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نَقُولُ مَثَلاً اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِيّ؟ اَلْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيّ وَاُمُّهُمَا فَاطِمَة؟ وَلَانَقُولُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيّ؟ لِاَنَّ اُمَّهُ اَدْنَى مِنْ اُمِّ اَخِيهِ الْحَسَن وَاَخِيهِ الْحُسَيْن صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ جَمِيعاً؟ وَلِذَلِكَ كَانَ يُقَالُ عَنْهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّة؟ وَمَرَّةً مِنَ الْمَرَّات حَصَلَتْ خُصُومَةٌ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اَخِيهِ الْحَسَن؟ فَاِذَا بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَنْفُرُ مِنَ الآخَر؟ فَكَتَبَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِيَّة لِاَخِيهِ الْحَسَن يَقُولُ لَه؟ اَبِي وَاَبُوكَ وَاحِد؟ فَاِذَا تَسَاوَيْنَا فِي الْاُبُوَّة؟ فَاِنَّنَا نَتَمَايَزُ فِي الْاُمُومَة؟ فَاَيْنَ اُمِّي مِنْ اُمِّكَ؟ فَاُمُّكَ بِنْتُ رَسُولِ الله وَسَيِّدَةُ نِسَاءِ الْجَنَّة؟ وَاُمِّي مِنْ بَنِي حَنِيفَة؟ فَاِذَا وَصَلَكَ كِتَابِي هَذَا فَاقْدِمْ عَلَيَّ؟ لِيَكُونَ لَكَ السَّبْقُ وَالشَّرَف؟ بِمَعْنَى حَتَّى تَنَالَ شَرَفاً عَلَى شَرَف مِنَ التَّكْرِيمِ وَالْحَسَنَاتِ وَالْاَجْرِ الْعَظِيم ِعِنْدَ الله فِي قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَايَحِلُّ لِمُؤْمِنٍ اَنْ يَهْجُرَ اَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاث؟ يَلْتَقِيَانِ فَيُعْرِضُ هَذَا وَيُعْرِضُ هَذَا؟ وَخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَاُ صَاحِبَهُ بِالسَّلَام(فَلَمَّا وَصَلَ كِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ اِلَى اَخِيهِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَقَرَاَهُ دَمَعَـتْ عَيْنَاهُ؟ وَهُرِعَ اِلَى اَخِيهِ فَصَالَحَهُ وَاحْتَضَنَهُ بِحَرَارَةٍ وَقَبَّلَهُ وَهُوَ يَبْكِي بِحُرْقَة؟ فَهَذِهِ اَخِي اُمُورٌ شَاذّةٌ اضْطّرَارِيَّةٌ مِنْ اَجْلِ النَّسَبِ اِلَى الْاُمّ؟ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ قَاعِدَةً عَامَّة؟ لِاَنَّ الْقَاعِدَةَ الْعَامَّةَ اَنَّ الْاِنْسَانَ يُنْسَبُ اِلَى اَبِيه؟ وَاَمَّا قَوْلُكِ اَيَّتُهَا الْحَشَرَةُ التَّافِهَة اَنَّ بَعْضَ النَّاسِ يَشْمَئِزُّونَ مِنْ ذِكْرِ اسْمِ زَوْجَاتِهِمْ اَوْ نِسَائِهِمْ وَيَعْتَبِرُونَ ذَلِكَ عَوْرَةً مِنَ الْعَوْرَات؟ فَاِنَّ كَلَامَكِ صَحِيح؟ وَلَكِنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مِنْ هَدْيِ الْاِسْلَام؟ وَلَاعَلَاقَةَ لِلْاِسْلَامِ بِمَا يَشْمَئِزُّ مِنْهُ هَؤُلَاء؟ وَفِعْلاً نَحْنُ نَسْمَعُ كَثِيراً مِنْ بَعْضِ النَّاس؟ اِذَا اَرَادَ الْحَدِيثَ عَنْ زَوْجَتِهِ فَاِنَّهُ يَقُول؟ اَلْعَائِلَة قَالَتْ كَذَا؟ اُمُّ الْاَوْلَادِ قَالَتْ كَذَا؟ اَلْاَهْلُ قَالَتْ كَذَا؟ بَيْتُنَا قَالَتْ كَذَا؟ وَيَقْصِدُونَ بِذَلِكَ زَوْجَاتِهِمْ؟ لَكِنْ مَاعَلَاقَةُ الْاِسْلَامِ بِمَا يَقُولُون؟ بِمَعْنَى هَلْ هَذَا حُكْمٌ شَرْعِيّ؟ اَمْ هِيَ مَوْرُوثَاتٌ وَقَدْ تَكُونُ خَاطِئَة؟ فَتَعَالَيْ مَعِي اَيَّتُهَا الْوَقِحَة اِلَى الْحُكْمِ الشَّرْعِيّ الصَّحِيح؟ اَلرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ كَانَ حِينَمَا يَتَحَدَّثُ عَنْ اَزْوَاجِهِ؟ يَتَحَدَّثُ عَنْهُنَّ بِاَسْمَائِهِنَّ اَوْ كُنْيَتِهِنَّ؟ فَيَقُول؟ عَائِشَة؟ حَفْصَة؟ اَوِ بِالْكُنْيَةِ كَقَوْلِهِ مَثَلاً؟ اُمُّ سَلَمَة؟ اِلَى غَيْرِ ذَلِك؟ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِنَّ جَمِيعاً وَسَلَّم؟ وَلَمْ نَسْمَعْ فِي تَارِيخِنَا الْاِسْلَامِي اَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ يَوْماً مِنَ الْاَيَّام؟ بَيْتُنَا قَالَتْ كَذَا؟ وَاُمُّ الْاَوْلَادِ قَالَتْ كَذَا؟ وَالْعَائِلَة اَوِ الْعَيْلَة اَوِ الْمَدَام قَالَت كَذَا؟ وَاِنَّمَا كَانَ يَذْكُرُهُنَّ بِاَسْمَائِهِنّ؟ فَحِينَمَا يَسْتَحِي وَاحِدٌ مِنْ هَؤُلَاءِ فِي اَيَّامِنَا اَنْ يَذْكُرَ اسْمَ زَوْجَتِهِ؟ فَهَذَا هُوَ الْعُرْفُ الَّذِي تَعَارَفَ عَلَيْهِ اَوِ الْبِيئَةُ الَّتِي نَشَاَ فِيهَا؟ وَلَكِنْ طَبْعاً هَذَا لَيْسَ اَمْراً شَرْعِيّاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ ذِكْرَ الْمَرْاَةِ بِاسْمِهَا الصَّرِيحِ لَيْسَ فِيهِ عَيْبٌ شَرْعاً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام كَانَ يَذْكُرُ اَزْوَاجَهُ بِاَسْمَائِهِنَّ؟ وَكَذَلِكَ حِينَمَا اُمِرَ بِتَبْلِيغِ الرِّسَالَةِ وَنَزَلَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى{وَاَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْاَقْرَبِين(فَجَمَعَ اَقْرِبَاءَهُ وَنَادَاهُمْ بِاَسْمَائِهِمْ؟ وَمِنْ جُمْلَةِ مَنْ نَادَى؟ يَاصَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطّلِب عَمَّةَ رَسُولِ الله؟ اِعْمَلِي فَاِنِّي لَا اُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئاً؟ يَافَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّد اِعْمَلِي فَاِنِّي لَا اُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئاً(فَذَكَرَ عَمَّتَهُ بِاسْمِهَا؟ وَذَكَرَ ابْنَتَهُ بِاسْمِهَا؟ وَحِينَمَا كَانَ مُعْتَكِفاً فِي الْمَسْجِدِ زَارَتْهُ زَوْجَتُهُ صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيِّ بْنِ اَخْطَبَ الْيَهُودِي؟ فَخَرَجَ وَرَاءَهَا اِلَى الْبَاب؟ فَمَرَّ شَابَّان؟ فَنَظَرَا اِلَى رَسُولِ اللهِ؟ وَاِلَى صَفِيَّة زَوْجَتِهِ فِي الظَّلَام؟ فَقَالَ النَّبِيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام عَلَى رِسْلِكُمَا؟ تَمَهَّلَا؟ فَاِنَّهَا زَوْجَتِي صَفِيَّة؟ فَقَالَا يَارَسُولَ الله؟ وَهَلْ نَشُكُّ فِيكَ؟ فَقَالَ رُوحِي فِدَاه؟ اِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ فِي الْعُرُوق؟ فَخَشِيتُ اَنْ يُوَسْوِسَ لَكُمَا فَتَدْخُلَانِ النَّار؟ عَلَيْكَ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَااَرْحَمَكَ يَارَسُولَ اللهِ بِالنَّاسِ وَالْجِنِّ وَالْعَالَمِينَ جَمِيعِهِمْ{وَمَااَرْسَلْنَاكَ اِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِين{وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمَا( وَالْمَعْنَى اَنَّهُمَا قَدْ يَظُنَّانِ السُّوءَ وَالْفَاحِشَةَ بِرَسُولِ الله؟ وَقَدْ يُوَسْوِسُ لَهُمَا عَدُوُّ اللهِ الشَّيْطَانُ بِقَوْلِهِ؟ اُنْظُرَا اِلَى مَنْ يَتَصَنَّعُ اَنَّهُ رَسُولُ الله؟ اُنْظُرَا مَعَ مَنْ يَمْشِي فِي ظَلَامِ اللَّيْلِ الْمُوحِش؟ وَالشَّيْطَانُ لَعَنَهُ اللهُ مَا اَخْبَثَهُ وَمَااَشَدَّ عَدَاوَتَهُ لِبَنِي آدَم؟ وَلِذَلِكَ وَمِنْ اَجْلِ اَنْ يَقْطَعَ رَسُولُ اللهِ هَذَا الْوَسْوَاسَ الْخَنَّاسَ عَنْ صُدُورِهِمَا قَالَ لَهُمَا؟ هَذِهِ زَوْجَتِي صَفِيَّة؟ وَلَيْسَتِ امْرَاَةً اَجْنَبِيَّةً اَوْ غَرِيبَةً عَنِّي؟ وَاَنَا اَقُولُ لَكُمْ ذَلِكَ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْاِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ فِي الْعُرُوقِ وَالشَّرَايِين؟ فَاَرَدْتُّ اَنْ اَقْطَعَ وَسْوَسَتَهُ لَكُمَا خَشْيَةَ اَنْ تَتَجَاوَبَا مَعَهَا وَمَعَهُ فَتَدْخُلَانِ النَّار؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ ذِكْرَ الزَّوْجَةِ بِاسْمِهَا اَمَامَ النَّاسِ لَايُعْتَبَرُ عَيْباً وَلاَعَاراً وَلَاعَوْرَةً كَمَا تَزْعُمِينَ اَيَّتُهَا الْحَمْقَاء؟ لِاَنَّ رَسُولَ اللهِ ذَكَرَ اسْمَ زَوْجَتِهِ صَفِيَّة اَمَامَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْن؟ وَكَذَلِكَ الصَّحَابِيَّاتُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِنَّ جَمِيعاً ذُكِرْنَ بِاَسْمَائِهِنَّ عَلَناً اَمَامَ النَّاس وَبِكُنْيَتِهِنَّ كَذَلِك؟ فَنَقُولُ مَثَلاً؟ اُمُّ كُلْثُوم بِنْتُ عَلِيّ؟ زَيْنَبُ بِنْتُ عَلِيّ؟ وَكُلُّهُنَّ ذُكِرْنَ بِاَسْمَائِهِنَّ صَرَاحَةً دُونَ الشُّعُورِ بِاَيَّةِ غَضَاضَة؟ وَمَعَ ذَلِكَ اَقُول؟ لَايَجُوزُ لِلرَّجُل ِاَنْ يَذْكُرَ اسْمَ الْمَرْاَةِ اَمَامَ النَّاسِ اِذَا لَمْ يَاْمَنِ الْمَشَاكِلَ وَالْفِتْنَة؟ وَسَاَحْكِي لَكُمْ هَذِهِ الْقِصَّةَ الْقَصِيَرةَ حَتَّى تَفْهَمُوا مَعْنَى كَلَامِي؟ وَاَرْجُو اَنْ تَعْذُرُونِي عَلَى وَقَاحَتِي وَسُوءِ اَدَبِي؟ كُنْتُ مَرَّةً مِنَ الْمَرَّاتِ رَاكِبَةً فِيمَا يُسَمَّى سِرْفِيس اَبُو عَشْر لَيْرَات؟ فَاِذَا بِرَجُلَيْنِ مِنْ قَوْمِي الْعَلَوِيِّين يَجْلِسَانِ اَمَامِي وَيَتَحَدَّثُ اَحَدُهُمَا اِلَى الْآخَرِ بِقَوْلِه؟ مَااسْمُ زَوْجَتِك؟ فَقَالَ لَهُ الْآخَرُ اِسْمُهَا اَلْحَان؟ فَقَالَ لَهُ السَّافِل؟ جَعِلْ اَيْرِي بِنِصْ قُوطْ اَلْحَان؟ فَنَظَرَ اِلَيْهِ الدَّيُّوثُ وَهُوَ يَضْحَك؟ وَكَاَنَّهُ لَمْ يَقُلْ لَهُ شَيْئاً؟ وَلِذَلِكَ اَقُولُ لَكُمْ لَايُسْتَحَبُّ اَبَداً فِي مِثْلِ هَذِهِ الْحَالَاتِ اَنْ يَذْكُرَ الرَّجُلُ اسْمَ زَوْجَتِهِ اَوْ اُخْتِهِ اَوِ ابْنَتِهِ اَوْ غَيْرِهِنَّ مِنْ اَرْحَامِه اَمَامَ اَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْخَنَازِير وَاللهُ وَرَسُولُهُ اَعْلَم؟؟؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ وَرَدَ اِلَيَّ مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ اَيْضاً؟ اَنَّهُ خَطَبَ ثُمَّ تَزَوَّجَ بِعَقْدِ نِكَاحٍ عُرْفِيّ اَوْ مَا يُسَمِّيهِ السُّورِيُّونَ عِنْدَنَا عَقْد نِكَاح بِرَّانِي مَعَ وُجُودِ الشَّاهِدَيْن وَمُوَافَقَةِ وَلِيِّ الْاَمْرِ؟ لَكِنْ بِدُونِ تَسْجِيلٍ فِي الْوَثَائِقِ الرَّسْمِيَّةِ فِي الْمَحْكَمَة وَبِدُونِ مَاْذُونٍ شَرْعِيّ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اَرَادَتِ الطَّلَاقَ مِنْهُ فَرَفَضَ اَنْ يُطَلّقَهَا وَتَرَكَهَا كَالْمُعَلّقَة لَايُرِيدُ اَنْ يَنَامَ مَعَهَا وَيُمْسِكَهَا بِمَعْرُوف؟ وَلَايُرِيدُ اَنْ يُطَلّقَهَا وَيُسَرِّحَهَا بِاِحْسَان؟ ثُمَّ تَزَوَّجَ امْرَاَةً ثَانِيَةً وَهُوَ مُصِرٌّ عَلَى اَلَّا يُطَلّقَ الْاُولَى؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك اَنَّهَا مَاتَزَالُ شَرْعاً زَوْجَةً لَهُ لَايَجُوزُ لِاَحَدٍ اَنْ يَخْطِبَهَا اَوْ يَتَزَوَّجَهَا مُطْلَقاً؟ لَكِنْ مَا هِيَ الْاِجْرَاءَاتُ الْقَانُونِيَّةُ الشَّرْعِيَّةُ الْوَاجِبُ اتِّخَاذُهَا فِي هَذِهِ الْحَالَة؟ وَاَقُولُ وَبِاللهِ التَّوْفِيق؟ عَلَيْهِ فَوْراً اَنْ يَقُومَ بِتَسْجِيلِ الزَّوَاجِ وَتَثْبِيتِهِ فِي الْمَحْكَمَة؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اِذَا اَرَادَتِ الطَّلَاق؟ فَاِنَّ الْقَاضِي يُطَلّقُهَا عَلَيْهِ رَغْماً عَنْهُ بِمَا يُسَمَّى بِالْخُلْعِ الشَّرْعِيّ؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَمَا عَلَاقَةُ الْقَضَاءِ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَعَقْدِ الزَّوَاجِ الشَّرْعِيِّ الصَّحِيحِ الْمُكْتَمِلِ الْاَرْكَان؟ وَهَلْ يَجُوزُ لِلْقَضَاءِ شَرْعاً اَنْ يَتَدَخَّلَ فِي الشَّارِدَةِ وَالْوَارِدَةِ مِنْ اُمُورِ حَيَاتِنَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي كَلَامُكَ غَيْرُ صَحِيح؟ وَهَذَا الزَّوَاجُ لَيْسَ مُكْتَمِلَ الْاَرْكَانِ مِنْ دُونِ اِشْرَافِ الْقَضَاءِ عَلَيْه؟ لِاَنَّ هُنَاكَ اَمُوراً شَرْعِيَّة تَصِحُّ دِيَانَةً كَهَذَا الْعَقْدِ الْعُرْفِيِّ الْبَرَّانِيّ؟ وَلَكِنَّهَا لَاتَصِحُّ قَضَاءً؟ لِاَنَّ الْقَضَاءَ يَحْتَاجُ اِلَى شَيْءٍ مَادِّيٍّ وَدَلِيلٍ مَلْمُوسٍ مِنْ اَجْلِ تَحْصِيلِ حُقُوقِ الزَّوْجَةِ وَاَوْلَادِهَا مِنَ النَّفَقَةِ وَالْمَهْرِ الْمُقَدَّمِ وَالْمُؤَخَّرِ وَغَيْرِ الْمَقْبُوضِ لِحِينِ الطَّلَب؟ وَيِحِقُّ لِلزَّوْجَةِ اَنْ تَقُومَ بِرَفْعِ دَعْوَى قَضَائِيَّةٍ عَلَى زَوْجِهَا مِنْ اَجْلِ تَحْصِيلِ حُقُوقِهَا غَيْرِ الْمَقْبُوضَة؟ لِاَنَّ زَوْجَهَا قَدْ يَمُوت؟ فَمِنْ اَيْنَ سَتَصْرِفُ مِنَ الْاَمْوَالِ عَلَى اَوْلَادِهَا؟ فَقَدْ تَجِدُ نَفْسَهَا مُضْطّرَّةً اِلَى الِاسْتِعَانَةِ فِي الصَّرْفِ عَلَيْهِمْ مِنْ حُقُوقِهَا غَيْرِ الْمَقْبُوضَة؟ وَلَكِنَّهَا تَحْتَاجُ اِلَى دَلِيلٍ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[اَلْبَيِّنَةُ عَلَى الْمُدَّعِي(فَاَيْنَ الْبَيِّنَةُ وَالدَّلِيلُ اِذَا لَمْ تَقُمْ بِتَسْجِيلِ هَذَا الزَّوَاجِ فِي الْمَحْكَمَة؟ وَاَيْنَ الْبَيِّنَةُ وَالدَّلِيلُ اِذَا لَمْ تُرْسِلْ لَهَا الْمَحْكَمَةُ كَاتِبَ عَدْلٍ وَهُوَ مَا يُسَمَّى مَاْذُوناً شَرْعِيّاً مُوَظّفاً فِي الْمَحْكَمَةِ وَيَعْمَلُ تَحْتَ اِمْرَتِهَا؟ وَاللهُ تَعَالَى قَدْ اَمَرَ بِوُجُودِ اَمْثَالِ هَذَا الْمُوَظَّفِ فِي الْمَحْكَمَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْل( وَاَمَّا الْاُمُورُ الَّتِي تَخْتَصُّ بِالدِّيَانَةِ وَمِنْهَا عَقْدُ الزَّوَاجِ الْعُرْفِيِّ هَذَا؟ فَهُوَ سِرٌّ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مَنْ حَضَرَهُ وَبَيْنَ الله دُونَ اَنْ يَعْلَمَ الْقَاضِي عَنْهُ شَيْئاً؟ لِاَنَّ الْقَاضِي هُوَ اَقْوَى اَوْلِيَاءِ الْاُمُورِ فِي نَظَرِ الْاِسْلَام؟ بَلْ هُوَ سَيِّدُهُمْ جَمِيعاً؟ بَلْ لَايَحِقُّ لِرَئِيس ِالْجُمْهُورِيَّةِ اَنْ يَتَدَخَّلَ فِي عَمَلِهِ اِلَّا بِمَا يُرْضِي الله؟وَلِذَلِكَ فَاِنَّ عَقْدَ الزَّوَاجِ هَذَا غَيْرُ شَرْعِيٍّ مِنْ دُونِ اِشْرَافِهِ عَلَيْه؟لِاَنَّهُ عَقْدٌ شَيْطَانِيٌّ يَجْرِي عَلَى زَوْجَةٍ سَاكِتَةٍ عَنْ حَقِّهَا وَحُقُوقِ اَوْلَادِهَا شَيْطَانَةٍ خَرْسَاءَ لَاتَرْضَى اَنْ يَكُونَ الزَّوَاجُ مِيثَاقاً غَلِيظاً عَلَى قَلْبِ زَوْجِهَا كَمَا اَمَرَ الله؟ وَلَاتُفَكِّرُ اِلَّا فِي سَعَادَةِ زَوْجِهَا وَ قَضَاءِ شَهْوَتِهِ وَشَهْوَتِهَا؟ عَلَى حِسَابِ تَعَاسَتِهَا وَتَعَاسَةِ اَوْلَادِهَا؟ وَلَاتَرْضَى اَنْ تُحَمِّلَهُ مِمَّا حَمَّلَهُ اللهُ تَعَالَى مِنْ مِيثَاقٍ غَلِيظٍ وَمَسْؤُولِيَّاتٍ عَظِيمَة؟ فَهَذِهِ الْمَرْاَةُ هِيَ الَّتِي ظَلَمَتْ نَفْسَهَا وَظَلَمَتْ اَوْلَادَهَا؟ وَلَيْسَ الْاِسْلَامُ هُوَ الَّذِي ظَلَمَهَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا اَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُون(وَكَيْفَ لَاتُسَجِّلِينَهُ فِي الْمَحْكَمَةِ وَقَدْ اَرَادَهُ اللهُ اَنْ يَكُونَ غَلِيظاً اَيَّتُهَا الْحَمْقَاءُ الْبَلْهَاءُ الشَّمْطَاء؟ وَكَيْفَ سَيَكُونُ غَلِيظاً عَلَى قَلْبِ الرَّجُلِ كَمَا اَرَادَهُ اللهُ اِذَا لَمْ تَقُومِي بِتَسْجِيلِهِ فِي الْمَحْكَمَةِ مِنْ اَجْلِ ضَمَانِ حُقُوقِكِ الْحَلَالِ وَحُقُوقِ اَوْلَادِكِ اَيَّتُهَا الْغَبِيَّة؟ اَمَا يَكْفِيكِ اَنَّ مَاءَهُ غَلِيظ وَشَهْوَتَهُ غَلِيظَة؟ وَاَنْتِ يَامِسْكِينَة صَاحِبَةُ الْمَاءِ الرَّقِيقِ وَالشَّهْوَةِ الرَّقِيقَةِ وَالْجِنْسِ اللَّطِيفِ الضَّعِيفِ الْقَاصِر؟ اَمَا يَكْفِيكِ وَاَنْتِ تُحَاوِلِينَ اِغْوَاءَهُ وَاسْتِدْرَاجَهُ بِهُدُوء؟ فَاِذَا بِهِ يُمَارِسُ الْجِنْسَ مَعَكِ بِغِلْظَةٍ لَامَثِيلَ لَهَا وَكَاَنَّهُ يَخُوضُ حَرْباً مَعَكِ؟ فَهَلْ اَنْعَمَ اللهُ عَلَى الرَّجُلِ بِكُلِّ هَذِهِ الْمُتْعَةِ هَكَذَا بِالْمَجَّانِ وَمِنْ دُونِ مُقَابِل يَاعَبِيطَة؟ يَامَنْ تَشْعُرِينَ اَنَّكِ عَلَى وَشَكِ الْمَوْتِ وَاَنْتِ تُنْجِبِينَ لَهُ اَوْلَادَه؟ وَكَمْ مِنَ الْآلَامِ تُعَانِينَ قَبْلَ وَبَعْدَ الْوِلَادَة وَفِي تَرْبِيَةِ اَوْلَادِهِ حَتَّى يَكْبَرُوا؟ فَهَلْ كُلُّ هَذَا يَحْصَلُ مِنْ دُونِ مُقَابِلٍ مِنَ الرَّجُلِ سِوَى عَقْدٍ عُرْفِيٍّ بَرَّانِيٍّ وَوَرَقَةٍ صَغِيرَةٍ تَجْعَلُهُ يُهَدِّدُكِ دَائِماً بِقَوْلِهِ بُلّيهَا وَاشْرَبِي مَاءَهَا؟وَاَضْرِبُ لِذَلِكَ مِثَالاً اُخْتِي وَاَخِي؟ لَوْ اَنِّي لَاسَمَحَ الله اَخَذْتُ مِنْكِ مَبْلَغاً مِنَ الْمَالِ خِلْسَة؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ اكْتَشَفْتِ الْاَمْرَ؟ وَاَقَمْتِ عَلَيَّ دَعْوَى اَمَامَ الْقَضَاء؟ وَاَنَا مُنْكِرَةٌ لِهَذِهِ السَّرِقَة؟ وَلَيْسَ عِنْدَكِ دَلِيلٌ وَاحِدٌ ضِدِّي؟ فَاَنَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اُعْتَبَرُ سَارِقَةً اَمَامَ اللهِ فَقَطْ؟ لِاَنّكِ لَاتَمْلِكِينَ الْبَيِّنَةَ وَالدَّلِيلَ ضِدِّي وَالَّذِي يَدِينُنِي؟ فَاَنْتِ الْمُدَّعِيَة هُنَا اُخْتِي؟ وَاَنَا الْمُدَّعَى عَلَيْهَا؟ وَقَدْ يَطْلُبُ مِنِّي الْقَاضِي اَنْ اَحْلِفَ يَمِيناً بَعْدَ اِنْكَارِي لِحَقِّكِ؟ فَاَقُولُ فِي نَفْسِي لَقَدْ هَانَتْ سَرِقَتِي؟ وَقَدْ قَالُوا قَدِيماً لِلْحَرَامِي اَنْ يَحْلِفَ فَقَالَ قَدْ جَاءَنِي الْفَرَج؟ مِمَّا يُؤَدِّي اِلَى ضَيَاعِ حَقّكِ؟ وَهَذَا بِالضَّبْطِ مَا يَحْصَلُ مَعَكِ اُخْتِي وَمَعَ الْمَرْاَةِ الَّتِي قَدْ تَضِيعُ حُقُوقُهَا كَامِلَةً اِذَا خَضَعَتْ لِمَا يُسَمَّى بِالزَّوَاجِ الْعُرْفِيِّ الْبِرَّانِيّ؟ وَبِصَرَاحَة فَاَنَا مُحْتَارَةٌ جِدّاً؟ مَنِ الَّذِي يَقُومُ بِاِجْرَاءِ اَمْثَالِ هَذِهِ الْعُقُودِ الْعُرْفِيَّةِ الَّتِي تُضَيِّعُ حُقُوقَ الْمَرْاَةِ وَاَوْلَادِهَا؟ وَكَمْ يَتَحَمَّلُ هَذَا الْمُجْرِمُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الْاَخْطَاءِ وَالْاَوْزَارِ وَالْآثَامِ الَّتِي تَنْتُجُ عَنْ اَمْثَالِ هَذِه الْعُقُودِ الشيطانية؟ وَالَّتِي قَدْ تَجْلِبُ مِنَ الْمَآسِي وَالْمَشَاكِلِ لِلزَّوْجَةِ وَالزَّوْجِ مَعاً وَاَوْلَادِهِمَا اَيْضاً؟ وَاَكْبَرُ دَلِيلٍ شَرْعِيٍّ عَلَى اَنَّ الزَّوَاجَ يَجِبُ اَنْ يُوَثَّقَ وَيُصَادَقَ عَلَيْهِ بِسِجِلَّاتٍ رَسْمِيَّةٍ مِنَ الْمَحْكَمَة هُوَ قَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ{اِيَّاكُمْ وَغَلَاءُ الْمُهُور؟ وَاَيُّ زِيَادَةٍ غَيْرُ مُعْتَادَةٍ عَلَى الْمَهْرِ الْمَطْلُوبِ الْمُتَعَارَفِ عَلَيْهِ فِي الْمُجْتَمَعِ الْاِسْلَامِي؟ وَاَيُّ زِيَادَةٍ فِي الْمَهْرِ تَدْفَعُونَهَا وَتَكُونُ فَوْقَ حُدُودِ الْمَعْقُول مِمَّا يَجْعَلُ الْفُقَرَاءَ الْمُقْبِلِينَ عَلَى الزَّوَاجِ يَعْجَزُونَ عَنْهَا بِسَبَبِ مُنَافَسَةِ الْاَغْنِيَاءِ لَهُمْ فِي دَفْعِ الْمُهُور؟ فَاِنِّي سَاَضَعُ هَذِهِ الزَّيَادَةَ فِي بَيْتِ مَالِ الْمُسْلِمِينَ رَحْمَةً بِالْفُقَرَاء؟ فَقَالَتْ لَهُ امْرَاَة؟ لَيْسَ لَكَ هَذَا يَاعُمَر؟ فَقَالَ وَلِمَ ذَلِكَ يَااَمَةَ الله؟ فَقَالَتْ اِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُول{وَاِنْ آتَيْتُمْ اِحْدَاهُنَّ قِنْطَاراً فَلَا تَاْخُذُوا مِنْهُ شَيْئاً اَتَاْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَاِثْماً مُبِينَا؟ وَكَيْفَ تَاْخُذُونَهُ وَقَدْ اَفْضَى بَعْضُكُمْ اِلَى بَعْضٍ وَاَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظَا(فَقَالَ عُمَر اَصَابَتِ الْمَرْاَةُ وَاَخْطَاَ عُمَر؟بِمَعْنَى اَنْ الْمَهْرَ سَوَاءٌ كَانَ رَخِيصاً اَوْ غَالِياً فَاِنَّهُ يَعُودُ اِلَى رَغْبَةِ الْمَرْاَةِ وَلَا اِثْمَ عَلَيْهَا؟ لَكِنْ مِنَ الْاَفْضَلِ لَهَا اَنْ تَرْحَمَ مَنْ يَتَقَدَّمُ مِنْ اَجْلِ الزَّوَاجِ مِنْهَا اِنْ كَانَ فَقِيراً وَلَهَا الْبَرَكَةُ وَالثَّوَابُ وَالْاَجْرُ الْعَظِيمُ عِنْدَ الله كَمَا اَخْبَرَ بِذَلِكَ رَسُولُ الله؟ وَلَكِنَّهَا لَيْسَتْ مُلْزَمَةً بِهَذِهِ الرَّحْمَةِ رَغْماً عَنْهَا اِلَّا بِطِيبِ نَفْسِهَا وَكَامِلِ اِرَادَتِهَا بدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئَا{وَاِنِ امْرَاَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً اَوْ اِعْرَاضاً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا اَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحَا{بِاَنْ تَتَنَازَلَ لَهُ عَنْ شَيْءٍ مِنْ مَهْرِهَا غَيْرِ الْمَقْبُوض اَوْ حُقُوقِهَا الْاُخْرى اِنْ كَانَتْ تُحِبُّهُ اِلَى هَذِهِ الدَّرَجَة؟ لَكِنْ عَلَيْهَا كَمَا تُرَاعِي مَصْلَحَتَهَا وَمَصْلَحَةَ زَوْجِهَا اَنْ تُرَاعِيَ اَيْضاً مَصْلَحَةَ اَوْلَادِهَا فِي هَذَا الْمَهْرِ غَيْرِ الْمَقْبُوض؟ فَقَدْ يَمُوتُ اَبُوهُمْ وَلَايَبْقَى لَهُمْ شَيْءٌ يُعِيلُهُمْ اِلَّا هَذَا الْمَهْرُ غَيْرُ الْمَقْبُوض؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّهَا تَسْتَطِيعُ بِهَذَا الْمَهْرِ غَالِباً اَنْ تَضْمَنَ اَنَّ اَوْلَادَهَا سَيَكُونُونَ فِي حَضَانَتِهَا بَعْدَ مَوْتِ اَبِيهِمْ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْمُصِيبَةُ تَكُونُ اَعْظَمَ عَلَيْهَا وَعَلَى اَوْلَادِهَا اِذَا لَمْ يَكُنْ مُسَجَّلاً فِي الْمَحْكَمَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا الله( لِاَنَّ اَوْلَادَهَا لَاذَنْبَ لَهُمْ فِي اسْتِهْتَارِهَا بِتَحْصِيلِ حُقُوقِهَا وَلَا فِي أيَّةِ مَشَاكِلَ تَحْصَلُ بَيْنَهَا وَبَيْنَ زَوْجِهَا؟ وَهُنَاكَ حَالَاتٌ اُخْرَى اَيْضاً قَدْ تُضْطَّرُّ الْمَرْاَةُ فِيهَا اِلَى التَّنَازُلِ عَنْ بَعْضِ حَقِّهَا اَوْ كُلّهِ حَسَبَ الِاتِّفَاقِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ مَنْ تُرِيدُ اَنْ تَنْخَلِعَ مِنْ عِصْمَتِهِ كَحَالَةِ الْخُلْعِ مَثَلاً فِي قَوْلِهِ تَعَالَى{فَاِنْ خِفْتُمْ اَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِه(وَهُنَاكَ اَيْضاً حَالَةٌ اُخْرَى تَجْعَلُ الْمَرْاَةَ تَخْسَرُ نِصْفَ مَهْرِهَا وَهِيَ فِي حَالِ طَلَّقَهَا قَبْلَ اَنْ يَمَسَّهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ اَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُّمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُّمْ( وَقَدْ تَخْسَرُ الْمَرْاَةُ مَهْرَهَا كُلَّهُ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنْ عَدَمِ الْمَسِيسِ وَبِرِضَاهَا وَلَااِثْمَ عَلَيْهَا وَلَا عَلَى زَوْجِهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِلَّا اَنْ يَعْفُونَ (وَقَدْ تَرْبَحُ الْمَرْاَةُ فَوْقَ حِصَّتِهَا مِنْ نِصْفِ الْمَهْرِ نِصْفاً آخَرَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى(اَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ( وهُوَ زَوْجُهَا؟ والْمَعْنَى اِلَّا اَنْ يَعْفُوَ الزَّوْجُ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ بِمَعْنَى يَزِيدَها عَلَى مَا اَمَرَ اللهُ بِهِ مِنْ نِصْفِ الْمَهْرِ وَلَايُطَالِبُهَا بِالنِّصْفِ الْآخَرِ اِذَا كَانَ الْمَهْرُ مَقْبُوضاً؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَ غَيْرَ مَقْبُوضٍ فَاِنَّهُ يَزِيدُهَا عَلَى النِّصْفِ الَّذِي اَمَرَ اللهُ بِهِ نِصْفاً آخَرَ مَقْبُوضاً اَوْ حَسَبَ رَغْبَتِهِ؟ لِاَنَّ الْعَفْوَ فِي اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ قَدْ يَاْتِي بِمَعْنَى الزَّيَادَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَسْاَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْو(وَقَالَ بَعْضُ الْمُفَسِّرِين؟ اِنَّ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكاَح هُوَ اَبُوهَا الّذِي قَامَتْ بِتَوْكِيلِهِ مِنْ اَجْلِ اِقَامَةِ مَرَاسِيمِ نِكَاحِهَا؟ وَبِمَا اَنَّهَا قَامَتْ بِتَوْكِيلِهِ فَيَحِقُّ لَهُ اَنْ يَعْفُوَ بِمَعْنَى يُعْفِيَ الزَّوْجَ مِنْ نِصْفِ النِّصْفِ بِالنِّسْبَةِ لِلْمَهْرِ اَوْ رُبْعِهِ اَوْ كُلِّ النِّصْفِ اَوْ حَسَبَ الرَّغْبَة بَعْدَ اَنْ يَسْتَشِيرَهَا؟ وَالْآيَةُ تَحْتَمِلُ هَذَا الْمَعْنَى اَيْضاً وَاللهُ اَعْلَم؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّهُ لَاشَرْعِيَّةَ عِنْدَ اللهِ اَبَداً اِلَّا لِكَاتِبِ الْعَدْلِ وَهُوَ الْمَاْذُونُ الشَّرْعِيُّ الَّذِي تَعْتَمِدُهُ الْمَحْكَمَةُ فِي أيَّةِ دَوْلَةٍ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ غَيْرَ مُسْلِمَة؟ وَلَكِنْ عَلَى الطَّرِيقَةِ الِاسْلَامِيَّةِ؟ وَهِيَ وُجُودُ شَاهِدَيْنِ وَمُوَافَقَةُ وَلِيِّ اَمْرِ الْفَتَاة وَوُجُودُ مَاْذُونٍ شَرْعِيٍّ تَابِعٍ لِلْمَحْكَمَة؟ فَاِنْ كَانَ الزَّوْجُ كُفْؤاً لَهَا وَرَفَضَهُ وَلِيُّ اَمْرِهَا بِغَيْرِ حَقّ؟ فَيِحِقّ لِلزَّوْجِ اَنْ يَرْفَعَ دَعْوَى ضِدَّهُ اَمَامَ الْقَضَاء؟ فَيُزَوِّجُهُ الْقَاضِي رَغْماً عَنْ وَلِيِّ اَمْرِهَا رَضِيَ اَوْ لَمْ يَرْضَى؟ وَيُصْبِحُ الزَّوَاجُ شَرْعِيّاً مِائَة فِي الْمِائَة وَلَوْ مِنْ دُونِ مُوَافَقَةِ وَلِيِّ اَمْرِهَا؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ هُنَاكَ سُؤَالٌ وَرَدَنِي مِنْ اَحَدِ الْاِخْوَةِ يَقُولُ فِيهِ اَنَّهُ مُتَزَوِّجٌ مِنِ امْرَاَةٍ وَهِيَ لَاتُنْجِب؟ ثُمَّ تَزَوَّجَ مِنِ امْرَاَةٍ اُخْرَى فَرُزِقَ مِنْهَا بِوَلَد؟ فَلَمَّا اَرَادَ تَسْجِيلَهُ عِنْدَ الدَّوْلَةِ فِيمَا يُسَمَّى بِالنُّفُوس؟ سَجَّلَ اَنَّ اُمَّهُ هِيَ الْمَرْاَةُ الْاُولَى الَّتِي لَاتُنْجِب؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَنَّ هَذَا تَزْوِير؟ بَلْ هُوَ مِنْ اَشَدِّ اَنْوَاعِ التَّزْوِير؟ وَمِنْ اَشَدِّ اَنْوَاعِ الْكَذِب؟ لِاَنَّ التَّبَنِّي حَرَّمَهُ الْاِسْلَام؟ فَاِذَا اسْتَيْقَظَ ضَمِيرُكَ اَخِي وَهَذَا وَاجِبٌ عَلَيْك؟ فَمَا عَلَيْكَ اِلَّا اَنْ تُصَحِّحَ الْخَطَا؟ لِاَنَّكَ اَنْتَ وَزَوْجَتُكَ الْاُولَى وَزَوْجَتُكَ الثَّانِيَةُ وَقَعْتُمْ فِي ذَنْبٍ عَظِيمٍ جِدّاً عِنْدَ الله؟ وَكُلُّكُمْ يَشْتَرِكُ فِي الْاِثْم؟ حَتَّى وَلَوْ اُجْبِرَتِ الزَّوْجَةُ الثَّانِيَةُ عَلَى ذَلِكَ فَهِيَ آثِمَةٌ اَيْضاً؟ وَلَاوُجُودَ لِكَلِمَةِ اُجْبِرَتْ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ عِنْدَ اللهِ اَبَداً؟ لِاَنَّهُ وَلَدٌ لِلثَّانِيَة وَلَيْسَ وَلَداً لِلْاُولَى؟ وَقَدْ يَنْتَقِمُ اللهُ مِنْكُمْ جَمِيعاً اِذَا لَمْ تُصَحِّحُوا هَذَا الْخَطَاَ الشَّنِيعَ جِدّاً عِنْدَ الله؟ لِاَنَّهُ يُؤَدِّي اِلَى ضَيَاعِ الْاَنْسَاب وَلَوْ كَانَتْ مِنْ جِهَةِ الْاُمّ فَاِنَّ اللهَ يُحَاسِبُ عَلَيْهَا اَيْضاً؟ فَعَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَسْاَلَ مُحَامِياً كَيْفَ تُصَحِّحُ هَذَا الْخَطَاَ بِالطَّرِيقَةِ الْقَانُونِيَّةِ الشَّرْعِيَّة؟ لِاَنَّ فِيهِ مَفَاسِدَ كَثِيرَةً وَاَخْطَرُهَا اَنَّ فِيهِ تَغْيِيراً لِاَحْكَامِ اللهِ الشَّرْعِيَّةِ وَاَخْطَرُهَا اَحْكَامُ الْمِيرَاث؟ بِمَعْنَى اَنَّ مَافَعَلْتَهُ اَخِي فِيهِ تَغْيِيرٌ لِلْحَلَالِ وَالْحَرَام؟ لِاَنَّ الزَّوْجَةَ الْاُولَى الَّتِي لَاتُنْجِبُ؟ فَاِذَا مَاتَتْ فَاِنَّ هَذَا الْوَلَدَ الذَّكَرَ الَّذِي سَجَّلْتَهُ فِي النُّفُوسِ بِاسْمِهَا؟ يَرِثُ جَمِيعَ اَمْوَالِهَا؟ وَيُنْقِصُ حِصَّتَكَ الْحَلَالَ اَيُّهَا الْغَبِيّ مِنْ نِصْفِ اَمْوَالِهَا اِلَى الرُّبُع؟ وَيَحْجُبُ جَمِيعَ اِخْوَانِهَا وَاَخَوَاتِهَا عَنِ الْمِيرَاث وَلَوْ كَانُوا بِالْعَشَرَات؟ وَفِي هَذَا ظُلْمٌ كَبِيرٌ جِدّاً لَايَرْضَاهُ سُبْحَانَهُ اَبَداً؟ وَسَيَنْتَقِمُ اللهُ مِنْكَ وَمِنَ الزَّوْجَةِ الْاُولَى وَمِنَ الزَّوْجَةِ الثَّانِيَةِ انْتِقَاماً رَهِيباً فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة؟ اِذَا لَمْ تَقُومُوا بِتَصْحِيحِ هَذَا الْخَطَاِ فَوْراً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى مُهَدِّداً مَنْ يَتَلَاعَبُ فِي اَحْكَامِ اللهِ وَمِنْهَا الْمِيرَاثُ فِي خِتَامِ آيَاتِ الْمِيرَاثِ اَوِ التُّرَاثِ فِي سُورَةِ النِّسَاء اَلْآيَة رَقْم 14{وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارَاً خَالِداً فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِين؟ فَعَلَيْنَا اَنْ نَتَّقِيَ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاَلَّا نَنْسَاقَ وَرَاءَ اَهْوَائِنَا وَلَا وَرَاءَ نَزَوَاتِنَا؟ وَلِذَلِكَ يَجِبُ اَنْ نَحْتَاطَ لِهَذَا الْاَمْر؟ فَهِيَ الْاُمُّ الْاَصْلِيَّةُ وَلَا يَجُوزُ اَنْ تُنْزَعَ نِسْبَةُ وَلَدِهَا اِلَيْهَا مِنْهَا؟ وَلَاَيَجُوزُ بَعْدَ ذَلِكَ اَنْ تُعْطَى هَذِهِ النِّسْبَةُ اِلَى اُمٍّ مُزَوَّرَةٍ سَوَاءٌ رَضِيَ بِذَلِكَ الثَّلَاثَةُ اَوْ لَمْ يَرْضَوْا؟ فَكُلُّهُمْ مُشْتَرِكُونَ فِي الْاِثْمِ وَلَوْ كَانَ تَزْوِيراً رِضَائِيّاً مِنَ الْجَمِيع؟ لِاَنَّ الرِّضَى بِالْمَعْصِيَةِ لَايَجْعَلُهَا مُبَاحَةً حَتَّى وَلَوْ رَضِيَ بِهَا سُكّانُ الْاَرْضِ جَمِيعُهُمْ؟ حَتَّى وَلَوْ دَعَمَتْهَا جَمِيعُ الْقَوَانِينِ الْوَضْعِيَّة؟ فَاِنَّهَا تَبْقَى مُحَرَّمَةً اِلَى الْاَبَد؟ فَالرَّاضِي الَّذِي رَضِيَ اَنْ يَقْتَرِضَ بِالرِّبَا وَالْمُرَابِي الَّذِي رَضِيَ اَنْ يُقْرِضَه؟ كِلَاهُمَا يُحَارِبُ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَشْتَرِكَانِ فِي الْاِثْمِ مَعاً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟كَيْفَ تَقُولِينَ ذَلِكَ وَالْعَقْدُ كَمَا يُقَال شَرِيعَةُ الْمُتَعَاقِدَيْن؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ هَذَا الْكَلَامُ صَحيِح وَلَكِنْ عَلَى شَرْط؟ اَلَّا يُخَالِفَا بِهَذَا الْعَقْدِ شَرْعَ اللهِ تَعَالَى؟ فَاِذَا اتَّفَقَ الرَّجُلُ وَالْمَرْاَةُ عَلَى مَايُسَمَّى بِالزِّنَى الرِّضَائِي بَيْنَهُمَا؟ فَلَا اِثْمَ عَلَيْهِمَا فِي قَوَانِينِ عُبَّادِ الصَّلِيبِ الْخَنَازِيرِ الْغَرْبِيَّة؟ لَكِنَّ شَرْعَ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ لَايَجْعَلُ هَذَا الرِّضَا بِذَلِكَ الْمُنْكَرِ مُبَاحاً اَبَداً؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ شَرْعَ اللهِ هُوَ اَوْجَبُ وَاَوْلَى وَاَحَقُّ اَنْ يُتَّبَع وَلَيْسَ شَرْعُ الْبَهَائِمِ وَالْحَيَوَانَاتِ مِنْ خَنَازِيرِ الصُّلْبَانِ الْكَفَرَة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلِ الْاِسْلَامُ يُحَرِّمُ التَّبَنِّي؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي نَعَمْ؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يُحَرِّمْهُ بِالرِّعَايَةِ وَالتَّرْبِيَةِ وَالِاهْتِمَام؟ وَاِنَّمَا حَرَّمَهُ بِالِاسْمِ وَالنِّسْبَةِ فَقَطْ سَوَاءٌ نُسِبَ هَذَا الْاِنْسَانُ اِلَى غَيْرِ اَبِيهِ اَوْ نُسِبَ اِلَى غَيْرِ اُمِّه؟ لِاَنَّكَ اَخِي اِذَا تَبَنَّيْتَ اِنْسَاناً مَا وَاَلْحَقْتَهُ بِنَسَبِكَ وَعَائِلَتِكَ؟ فَاِنَّهُ سَيَرِثُ مَعَ بَقِيَّةِ اَوْلَادِك؟ وَفِي هَذَا ظُلْمٌ كَبِيرٌ لَايَرْضَاهُ اللهُ عَلَى اَوْلَادِكَ وَلَوْ رَضِيتَهُ اَنْت؟ لِاَنَّ اللهَ قَدْ اَعْطَى لِكُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّه؟ فَاِذَا تَبَنَّيْتَ وَلَداً مَا وَاَلْحَقْتَهُ بِنَسَبِكَ؟ فَاِنَّهُ يَحْرُمُ عَلَيْهِ الزَّوَاجُ مِن ِابْنَتِكَ؟ وَيَحْرُمُ عَلَيْكَ فِي الْمُسْتَقْبَل ِاَنْ تَتَزَوَّجَ امْرَاَتَهُ اِذَا طَلَّقَهَا وَانْتَهَتْ عِدَّتُهَا؟ وَهَذَا مَا لَايَرْضَاهُ اللهُ اَبَداً حَتَّى وَلَوْ حَصَلَ ذَلِكَ مَعَ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ فَاِنَّ اللهَ لَمْ يَرْضَ مِنْ رَسُولِ اللهِ اِلَّا اَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَاَةً مَنْ تَبَنَّاهُ وَهُوَ زَيْدُ بْنُ حَارِثَة بَعْدَ طَلَاقِهَا وَانْقِضَاءِ عِدَّتِهَا مِنْ زَيْد؟ بَلْ اِنَّهُ سُبْحَانَهُ قَامَ بِنَفْسِهِ وَبِذَاتِهِ الْعَلِيَّةِ وَكَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِهِ بِتَزْوِيجِهِ اِيَّاهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي اَزْوَاجِ اَدْعِيَائِهِمْ اِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ اَمْرُ اللهِ مَفْعُولَا(لِاَنَّ امْرَاَةَ الْوَلَدِ الَّذِي تَبَنَّيْتَهُ اَخِي؟ فَاِنَّهَا فِي حَالِ طَلَاقِهَا وَانْقِضَاءِ عِدَّتِهَا؟ لَيْسَتْ مُحَرَّمَةً كَامْرَاَةِ وَلَدِكَ الَّذِي مِنْ صُلْبِك؟ لِاَنَّهَا عَادَةٌ جَاهِلِيَّةٌ اَخِي اَرَادَ اللهُ اَنْ يُبْطِلَهَا؟ لِكَيْلَا يُضَيِّقَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ فِي الزَّوَاج كَمَا يُضَيِّقُ الْحُجَّاجُ وَالْمُعْتَمِرُونَ وَاَصْحَابُ الْجَمْعِيَّاتِ الْخَيْرِيَّةِ وَاَوْلِيَاءُ الْاُمُورِ مِنْ رُؤَسَاءِ الْبِلَادِ وَالْوُزَرَاءِ وَالْمَسْؤُولِيَن؟ وَهَؤُلَاءِ جَمِيعاً اَلَا يَخَافُونَ مِنَ اللهِ اَنْ يُضَيِّقَ عَلَيْهِمْ رَحْمَتَهُ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء؟ اَلَا يَخَافُونَ مِنَ اللهِ اَنْ يُضَيِّقَ عَلَيْهِمْ قُبُورَهُمْ حَتَّى تَخْتَلِفَ اَضْلَاعُهُمْ؟ اَلَا يَخَافُونَ مِنَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّارِ الَّذِي تَدَخَّلَ وَقَامَ بِنَفْسِهِ سُبْحَانَهُ بِتَزْوِيجِ رَسُول ِاللهِ حَتَّى لَايُضَيِّقَ عَلَى الْمُؤْمِنِين؟ مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّهُ عَمَلٌ عَظِيمٌ مِنْ اَعْظَمِ الْقُرُبَاتِ اِلَى اللهِ تَعَالَى وَهُوَ مُسَاعَدَةُ النَّاسِ مِنْ اَجْلِ الزَّوَاج؟ لِاَنَّنَا لَمْ نَسْمَعْ اَبَداً في دِينِنَا اَنَّ اللهَ بِذَاتِهِ يَذْهَبُ فِي كُلِّ سَنَةٍ اِلَى الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ النَّافِلَةِ ثُمَّ يَقُومُ بِالطَّوَافِ وَالسَّعْيِ وَاَدَاءِ مَنَاسِكِ الْحَجّ؟ وَلَكِنَّنَا سَمِعْنَا وَقَرَاْنَا فِي الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ اَنَّ اللهَ بِذَاتِهِ يَقُومُ بِتَزْوِيجِ عِبَادِهِ وَيُسَاعِدُهُمْ وَيَاْمُرُ بِمُسَاعَدَتِهِمْ فِي الزَّوَاجِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كُونُوا رَبَّانِيِّين{وَاَنْكِحُوا الْاَيَامَى مِنْكُمْ[وَثَلَاثَةٌ حَقَّ عَلَى اللهِ عَوْنُهُمْ وَمِنْهُمُ النَّاكِحُ يُرِيدُ الْعَفَاف(وَلَكِنَّنَا مَعَ الْاَسَف دَائِماً نَفْعَلُ كَمَا كَانَ يَفْعَلُ بَنُو اِسْرَائِيلَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَهُمْ عَلَى لِسَانِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام{اَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ اَدْنَى(وَهُوَ حَجُّ النَّافِلَةِ وَعُمْرَتُهَا{بِالَّذِي هُوَ خَيْر(وَهُوَ مُسَاعَدَةُ النَّاسِ عَلَى الزَّوَاجِ الْمَشْرُوعِ مِنْ اَجْلِ اِنْقَاذِهِمْ مِنَ الْوُقُوعِ فِي مُحَرَّمَاتِ جَحِيمِ جَهَنَّم؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هَلْ يَجُوزُ شَرْعاً اَنْ اَتَبَنَّى وَلَداً دُونَ اَنْ اُعْطِيَهُ اسْمِي وَدُونَ اَنْ اُعْطِيَهُ نَسَبِي؟ وَاِذَا كَانَ مَحْرُوماً مِنَ الْمِيرَاثِ وَلَايَرِثُ مَعَ اَوْلَادِي كَمَا تَقُولِين فَهَلْ يَجُوزُ لِي اَنْ اُؤَمِّنَ عَلَيْهِ بِمَبْلَغٍ مِنَ الْمَالِ بَعْدَ مَوْتِي؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ اَخِي نَعَمْ وَلَامَانِعَ شَرْعاً اَنْ تَتَبَنَّاهُ بِهَذِهِ الطَّرِيقَةِ غَيْرِ الْمُخَالِفَةِ لِتَعَالِيم ِدِينِنَا وَلَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ الْهَائِلُ عِنْدَ اللهِ بِشَرْط؟ اَلَّا تُعْطِيَهُ اسْمَكَ وَلَانَسَبَكَ؟ وَاِذَا كَانَ مَحْرُوماً مِنَ الْمِيرَاث بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَرِثُ مَعَ اَوْلَادِك؟ وَلَكِنَّهُ لَيْسَ مَحْرُوماً مِنَ الْوَصِيَّة؟ فَيَحِقُّ لَكَ وَلَهُ اَنْ تُوصِيَ لَهُ بِثُلُثِ اَمْوَالِكَ وَالثُّلُثُ كَثِير؟ لِاَنَّهُ قَدْ يَاْخُذُ بِهَذَا الثُّلُثِ حِصَّةً اَكْبَرَ مِنْ حِصَّةِ اَحَدِ اَوْلَادِكَ وَاللهُ الْمُوَفّق؟؟؟وَنَبْدَاُ بِالْمُشَارَكَةِ عَلَى بَرَكَةِ الله؟ لَكِنْ اَرْجُو مِنْكَ الْآنَ اَخِي اَنْ تَذْهَبَ اِلَى النَّوْم وَتُتَابِعَ قِرَاءَةَ بَقِيَّةِ الْمُشَارَكَة فِي وَقْتٍ آخَر حَتَّى لَايُصِيبَكَ الشَّيْطَانُ بِالْمَلَل وَصَدِّقْنِي اَخِي فَاِنَّ قَلِيلاً مِنَ النَّوْمِ عِبَادَة حَتَّى تَنْشَطَ مِنْ اَجْلِ اَكْبَرِ عِبَادَةٍ عِنْدَ اللهِ وَهِيَ قِرَاءَةُ الْعِلْم؟؟؟؟؟؟؟؟؟ اَلْحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلًامُ الْاَتَمَّانِ الْاَكْرَمَانِ عَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمِهِمْ رَسُولِ اللهِ وَعَلَى اَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَبَعْد؟ دَائِماً يُسْتَحْسَنُ اَنْ نَدْعُوَ بِهَذَا الدُّعَاء؟ اَللَّهُمَّ عَلّمْنَا مَا يَنْفَعُنَا وَانْفَعْنَا بِمَا عَلَّمْتَنَا فَاِذَا تَعَلَّمْنَا وَلَمْ نَنْتَفِعْ يَكُونُ الْعِلْمُ حُجَّةً عَلَيْنَا؟ وَاِذَا لَمْ نَتَعَلَّمْ نَكُونُ قَدْ قَصَّرْنَا بِمَا اَوْجَبَهُ اللهُ تَعَالَى عَلَيْنَا اَمَّا بَعْد؟ فَاِنِّي اُتَابِعُ الْاِجَابَةَ عَلَى الْاَسْئِلَةِ الَّتِي كَانَتْ تَرِدُ اِلَى اُخْتِي سُنْدُس رَحِمَهَا الله وَلَمْ تَقُمْ بِالْاِجَابَةِ عَنْهَا؟ وَلَيْسَ كُلُّ سُؤَالٍ يَرِدُنِي اَسْتَطِيعُ اَنْ اُجِيبَ عَلَيْهِ بِسُرْعَةٍ مَهْمَا كُنْتُ عَالِمَة؟ وَلَاسِيَّمَا فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِاُمُورٍ دَقِيقَةٍ جِدّاً تَحْتَاجُ اِلَى مُرَاجَعَات؟ وَتَحْتَاجُ اِلَى نَظْرَةٍ ثَاقِبَة؟ وَبِصَرَاحَة اَكْثَر؟ فَاِنِّي اَكَادُ اَمُوتُ مِنَ الْخَوْفِ وَالرُّعْبِ مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَنْ اَفْتَى بِغَيْرِ عِلْمٍ لَعَنَهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْر] وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلسُّؤَال؟ فَلَيْسَ مِنَ الْعَيْبِ اَبَداً اَنْ يَعْرِضَ الْاِنْسَانُ مَرَضَهُ نَفْسِيّاً كَانَ اَوْ جَسَدِيّاً عُضْوِيّاً عَلَى اَصْحَابِ الْاِخْتِصَاص؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الطَّبِيبَ مُؤْتَمَن؟ وَكَذَلِكَ الْعَالِمُ الَّذِي يُسْتَفْتَى؟ وَكِلَاهُمَا مُؤْتَمَنٌ عَلَى اَسْرَارِ مَرْضَاهُمْ؟ فَقَدْ يَاْتِي مَرِيضٌ مَا اِلَى طَبِيبٍ مَا وَعِنْدَهُ اَسْرَارٌ نَفْسِيَّةٌ اَوْ عُضْوِيَّة؟ فَيَجِبُ اَنْ تَبْقَى هَذِهِ الْاَسْرَارُ مَكْتُومَة؟ وَلَايَجُوزُ الْاِبَاحَةُ بِهَا لِغَيْرِ الْمَرِيض؟ وَاِلَّا كَانَتْ خِيَانَةً عُظْمَى لِلْاَمَانَة؟ كَذِلِكَ حِينَمَا يُوَجَّهُ سُؤَالٌ اِلَى رَجُلٍ اَوِ امْرَاَةٍ مِنْ اَهْلِ الْعِلْم؟ مِنْ اَجْلِ اِعْطَاءِ الْفَتْوَى الْمُتَعَلّقَةِ بِهِ؟ فَاِذَا كَانَ صَاحِبُ السُّؤَالِ لَايَرْضَى بِاَنْ يُفْتَشَ سِرُّهُ اَوْ يُكْشَف؟وَلَايَرْضَى بِاَنْ يُبَاحَ بِاسْمِهِ اَمَامَ النَّاس؟ فَعَلَى اَهْلِ الْعِلْمِ هُنَا اَنْ يَكُونُوا عِنْدَ حُسْنِ ظَنِّهِ؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا خِيَانَةٌ عُظْمَى مِنْهُمْ اَيْضاً لِلْاَمَانَة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّنَا نُجِيبُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ دُونَ الْاِعْلَانِ عَنِ اسْمِ صَاحِبَتِهِ الَّتِي تَقُول؟ اَنَا امْرَاَةٌ مُتَدَيِّنَة؟ وَمِنْ اُسْرَةٍ مُتَدَيِّنَةٍ اَيْضاً؟ وَمُثَقَّفَةٌ اَيْضاً؟ وَاَقُومُ بِوَاجِبَاتِي الدِّينِيَّةِ كُلّهَا؟ ثُمَّ تَقُول؟ وَجِسْمِي فِيهِ اَعْضَاءُ الْاُنُوثَةِ التَّامَّة؟ وَلَانَقْصَ فِيهَا اَبَداً؟ وَلَكِنْ اَشْعُرُ كَشُعُورِ الرَّجُلِ تَمَاماً؟ بِاَنِّي اَمِيلُ اِلَى اَنْ اَتَزَوَّجَ مِنْ اُنْثَى مِثْلِي؟ وَهَذَا الْمَيْلُ الْخَاطِىءُ كَانَ عِنْدِي قَدِيماً؟ وَمُنْذُ بُلُوغِي سِنَّ الْحَيْض؟ نَشَاَتْ عِنْدِي وَرَغْماً عَنِّي؟ غَرِيزَةٌ تُشْبِهُ غَرِيزَةَ الرِّجَالِ وَمَيْلَهُمْ اِلَى النِّسَاء؟ فَمَا كَانَ مِنْ اَهْلِي اِلَّا اَنْ ضَغَطُوا عَلَيَّ وَزَوَّجُونِي رَغْماً عَنِّي؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ مَااسْتَقَرَّتِ الْحَيَاةُ الزَّوْجِيَّةُ بَيْنِي وَبَيْنَ زَوْجِي؟ لِاَنَّنِي اَشْعُرُ حِينَمَا يَنَامُ مَعِي اَنَّهُ يُعَاشِرُنِي كَمُعَاشَرَةِ رَجُلٍ لِرَجُلٍ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ تَعَالَى؟ مِمَّا اَدَّى اِلَى الطَّلَاقِ بَيْنِي وَبَيْنَه؟ وَاَبْرَاْتُهُ مِنْ كُلِّ حُقُوقِي؟ لِاَنَّ الذَّنْبَ مِنِّي رَغْماً عَنِّي؟ وَهُوَ لَاذَنْبَ لَهُ؟ لِاَنَّنِي اَعْلَمُ مِنْ قَرَارَةِ نَفْسِي اَنَّ هَذَا الْفِرَاقَ اَوِ الطَّلَاقَ كَانَ بِسَبَبِي اَنَا وَبِاِرَادَتِي؟ فَعَرَضَ عَلَيَّ بَعْضُ الْاَطِبَّاءِ؟ اَنَّهُ مِنَ الْمُمْكِنِ اَنْ يُحَوِّلَنِي اِلَى ذَكَر؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ يَسْتَطِيعُ اَنْ يَجْتَثَّ اَوْ يَقْتَلِعَ اَعْضَاءَهَا الْاُنْثَوِيَّةَ مِنْهَا بِعَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّة؟ ثُمَّ يُرَكِّبَ لَهَا اَعْضَاءَ الرَّجُلِ التَّنَاسُلِيَّةَ بَدَلاً عَنْهَا؟ فَهَلْ هَذَا مُمْكِن؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِك؟ اَوَّلاً كَلِمَة مُمْكِن اَوْ غَيْر مُمْكِن اَنَا لَسْتُ طَبِيبَة؟ وَاِنَّمَا الْاَطِبَّاءُ الْمُخْتَصُّونَ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ اِنْ كَانَ مُمْكِناً اَوْ غَيْرَ مُمْكِن؟ وَاَمَّا هَلْ يَجُوزُ ذَلِكَ فِي الشَّريِعَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ اَوْ لَايَجُوز؟ فَعَلَيْكِ اُخْتِي اَنْ تَصْبِرِي عَلَيَّ كَثِيراً جِدّاً حَتَّى تَحْصَلِي عَلَى الْجَوَاب؟ وَاَنْ تُتَابِعِي الْمُشَارَكَةَ اِلَى نِهَايَتِهَا؟ فَلَابُدَّ اَنْ نُقَدِّمَ لِهَذَا مِنْ مُقَدِّمَات؟ وَهِيَ ضَرُورِيَّة لَابُدَّ مِنْهَا حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ طَوِيلَة؟ وَاَقُولُ وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفِين؟ وَمَا تَوْفِيقِي اِلَّا بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَاِلَيْهِ اُنِيب؟ وَكَمَا تَعْلَمُونَ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اَنَّ الزَّوْجِيَّةَ؟ وَهِيَ الْتِقَاءُ الذَّكَرِ مَعَ الْاُنْثَى؟ ظَاهِرَةٌ كَوْنِيَّةٌ فِي كُلِّ الْمَخْلُوقَات؟ عِنْدَ الْاِنْسَان؟ وَالْجَانّ؟ وَعِنْدَ الْحَيَوَان؟ وَعِنْدَ النَّبَات؟ وَعِنْدَ الْجَمَاد؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِي سُورَةِ يَاسِين{سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْاَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْاَرْضُ وَمِنْ اَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَايَعْلَمُون( فَهُنَاكَ اِذاً زَوْجِيَّةٌ وَالْتِقَاءٌ لِلذَّكَرِ مَعَ الْاُنْثَى عِنْدَ الْاِنْسَانِ وَالْجَانِّ وَالْحَيَوَانِ وَالنَّبَات وَهِيَ مِمَّا نَعْلَمُهُ مِنْ مَخْلُوقَاتِ الله؟ وَكَذَلِكَ هُنَاكَ تَزَاوُجٌ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالْاُنْثَى اَوْ زَوْجِيَّةٌ عِنْدَ مَنْ لَانَعْلَمُهُ اَيْضاً مِنْ مَخْلُوقَاتِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى كَمَا تَقُولُ الْآيَةُ الْكَرِيمَة؟ وَبِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى اَيْضاً{وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون( فَهَذِهِ الْآيَاتُ الْكَرِيمَةُ وَاضِحَةٌ فِي اَنَّ الظَّاهِرَةَ الزَّوْجِيَّةَ ظَاهِرَةٌ كَوْنِيَّةٌ مَوْجُودَةٌ فِي كُلِّ الْكَوْنِ وَلَاتَقْتَصِرُ عَلَى الْاِنْسَانِ فَقَط؟ بَلْ تَتَعَدَّاهُ اِلَى الْجَانِّ وَالْحَيَوَانِ وَالنَّبَاتِ وَالْجَمَاد؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَلِمَاذَا خَلَقَ اللهُ هَذِهِ الزَّوْجِيَّةَ بِنَوْعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ عَنْ بَعْضِهِمَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ لِاَنَّ كُلَّ شَيْءٍ يَحْتَاجُ اِلَى تَكَاثُر؟ فَلَابُدَّ مَعَهُ مِنْ وُجُودِ الزَّوْجِيَّةِ بِنَوْعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ لَا يَاْنَسَانِ اِلَّا اِلَى بَعْضِهِمَا وَخَاصَّةً جِنْسِيّاً؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَلَائِكَة؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ وَاَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْمَلَائِكَةِ فَلَا زَوْجِيّةَ عِنْدَهُمْ؟ وَلَانَسْتَطِيعُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ اَنْ نَقُولَ عَنْهُمْ اَنَّهُمْ ذُكُور؟ وَلَانَسْتَطِيعُ اَيْضاً اَنْ نَقُولَ اَنَّهُمْ اِنَاث؟ وَكَمَا تَعَلَّمْنَا فِي عِلْمِ التَّوْحِيدِ اَنَّ مَنْ وَصَفَهُمْ بِاُنُوثَةٍ كَفَر؟ وَمَنْ وَصَفَهُمْ بِذُكُورَةٍ فَسَق؟ لِاَنَّهُمْ لَايَتَكَاثَرُون؟ لِاَنَّ الْمَلَائِكَةَ خَلَقَهَا اللهُ هَكَذَا ابْتِدَاءً؟ لِيَدُلَّ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ سُبْحَانَه؟ وَاَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى اَنْ يَخْرِقَ نَامُوسَ التَّكَاثُرِ وَقَانُونَه؟ وَاَنَّهُ لَايَتَقَيَّدُ بِقَانُونٍ اَبَداً سُبْحَانَهُ؟ وَلَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ اَنْ يُلْزِمَهُ بِشَيْءٍ اَبَداً؟ اِلَّا اِذَا اَلْزَمَ بِهِ نَفْسَهُ بِنَفْسِهِ مَثَلاً مِنْ رَحْمَتِهِ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْء بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَة(وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْمَلَائِكَةَ الْكِرَامَ عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام لَايَزِيدُ عَدَدُهُمْ وَلَايَنْقُصُ عَمَّا خَلَقَهُ الله؟ وَلَايَمُوتُونَ؟ وَسَيَبْقَوْنَ اَحْيَاءً اِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة؟ وَاَمَّا الْجَانُّ فَاِنَّ فِيهِمْ زَوْجِيَّةً وَتَكَاثُراً وَذُرِّيَّة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْ اَبُوهُمْ اِبْلِيسَ نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ ذُرِّيَّتِهِ غَيْرِ الْمُؤْمِنِين{اَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ اَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوّ؟ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلَا(فَالزَّوْجِيَّةُ مَوْجُودَةٌ حَتَّى فِي الْجِنّ؟ وَهَذِهِ الزَّوْجِيَّةُ تَقْتَضِي اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ اُنْثَى وَذَكَر؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ اَللهُ خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْاُنْثَى؟ فَاَيُّهُمَا اَفْضَل؟هَلِ الذَّكَرُ اَوِ الْاُنْثَى؟ وَاقول لك اخي اَلْقُرْآنُ الْكَرِيمُ يُجِيبُنَا عَنْ هَذَا السُّؤَال؟ حِينَمَا نُنْعِمُ النَّظَرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلاً{وَاللَّيْلِ اِذَا يَغْشَى؟ وَالنَّهَارِ اِذَا تَجَلَّى؟ وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْاُنْثَى؟ اِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى(هَلْ نَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُولَ لِاِنْسَانٍ مَا اَيُّهُمَا اَفْضَل اَللَّيْلُ اَوِ النَّهَار؟لَا يَااَخِي لِاَنَّ اللَّيْلَ ضَرُورِيٌّ وَالنَّهَارَ ضَرُورِيٌّ اَيْضاً؟ ثُمَّ يَقُولُ الْقُرْآنُ الْكَرِيم{وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْاُنْثَى(وَكَلِمَة مَا هُنَا مَصْدَرِيَّة وَلَيْسَتْ نَافِيَة كَمَا يَتَوَهَّمُ الْبَعْض؟ وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ اَنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ مَصْدَرُ الْخَلَائِقِ جَمِيعِهِمْ يُقْسِمُ بِخَلْقِ الذَّكَرِ وَالْاُنْثَى عَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى بِالنِّسْبَةِ لِلذَّكَر{فَاِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي{قَالَ يَااِبْلِيسُ مَامَنَعَكَ اَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيّ( وَعَلَى طَرِيقَةِ قَوْلِهِ تَعَالَى بِالنِّسْبَةِ لِلْاُنْثَى {خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا(وَهُنَاكَ تَفْسِيرٌ آخَرُ لِلْآيَةِ وَاللهُ اَعْلَم اَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنْ{مَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْاُنْثَى(اَنَّ مَا هُنَا لَيْسَتْ مَصْدَرِيَّة؟ وَاِنَّمَا هِيَ اسْمٌ مَوْصُولٌ بِمَعْنَى الَّذِي؟ وَتَقْدِيرُ الْكَلَامِ اَنَّ اللهَ يُقْسِمُ بِالَّذِي خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْاُنْثَى حَقِيقَةً وَهُوَ الله؟ اَوْ يُقْسِمُ بِالَّذِي خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْاُنْثَى مَجَازاً وَهُوَ الشَّهْوَةُ الْجِنْسِيَّةُ الَّتِي تَتَفَاعَلُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ عِنْدَ الْجِمَاعِ فَيَحْصَلُ التَّلْقِيحُ وَالْحَمْلُ لِلْمَرْاَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَرَاَيْتُمْ مَاتُمْنُون(وَهُوَ مَنِيُّ الشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ الذَّكَرِيَّةِ وَالْاُنْثَوِيَّة{اَاَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ اَمْ نَحْنُ الْخَالِقُون(بَلْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ لَهُ وَلَكُمْ حَقِيقَة؟ وَاَمَّا مَا تُمْنُونَ فَقَدْ خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْاُنْثَى مَجَازاً وَوَسِيلَةً رَبَّانِيَّةً وَسَبَباً مِنْ اَسْبَابِ خَالِقِ الْاَسْبَابِ وَالْمَسَبِّبَاتِ سُبْحَانَه؟ وَدَلِيلُ مَجَازِ الْخَلْقِ بِالنِّسْبَةِ لِلشَّهْوَةِ الْجِنْسِيَّةِ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى عَنْ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام{اَنِّي اَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَاَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِاِذْنِ الله{وَاِلَّا فَاِنَّ عِيسَى لَايَخْلُقُ حَقِيقَةً وَاِنَّمَا يَخْلُقُ مَجَازاً بِاِذْنِ الله؟ بِمَعْنَى اَنَّ عِيسَى عَاجِزٌ عَنْ كُلِّ شَيْءٍ لَايَاْذَنُ اللهُ لَهُ بِفِعْلِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْعُلَمَاءَ اخْتَلَفُوا فِي طَهَارَةِ هَذِهِ الشَّهْوَةِ وَنَجَاسَتِهَا؟ فَذَهَبَ الْبَعْضُ اِلَى اَنَّهَا طَاهِرَة؟ لِاَنَّ اللهَ يُقْسِمُ بِهَا وَلَايُقْسِمُ اِلَّا بِطَاهِرٍ سُبْحَانَه؟ وَذَهَبَ الْآخَرُونَ اِلَى نَجَاسَتِهَا وَقَالُوا اِنَّ لِلهِ اَنْ يُقْسِمَ بِمَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ وَلَوْ كَانَ نَجِساً؟ لِاَنَّ اللهَ يَخْلُقُ النَّجَاسَةَ وَ يُطَهِّرُهَا سُبْحَانَهُ كَمَا يَلِيقُ بِجَلَالِه؟ وَقَدْ اَمَرَنَا بِتَطْهِيرِهَا اَيْضاً وَقَالَ {كُونُوا رَبَّانِيِّين{اِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِين(وَقَدْ طَهَّرَ سُبْحَانَهُ اَشْرَفَ مَخْلُوقَاتِهِ مِنْهَا مِنْ اَزْوَاجِ رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ وَاَصْحَابِهِ سَوَاءٌ كَانَتْ نَجَاسَةً مَادِّيَّةً اَوْ مَعْنَوِيَّةً بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ اَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرَا{يَامَرْيَمُ اِنَّ اللهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِين(وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّهُ لَاتَفَاضُلَ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالْاُنْثَى؟ كَمَا اَنَّهُ لَاتَفَاضُلَ بَيْنَ اللَّيْلِ وَالنَّهَار؟ لَكِنْ هَلْ طَبِيعَةُ اللَّيْلِ كَطَبِيعَةِ النَّهَار؟ كَذَلِكَ طَبِيعَةُ الْاُنْثَى اَخِي لَيْسَتْ كَطَبِيعَةِ الذَّكَر؟ فَهَذِهِ الْمَخْلُوقَاتُ وَمِنْهَا الْحَيَوَانُ مَثَلاً يَحْتَاجُ اِلَى اَنْ يَصْرِفَ غَرِيزَتَهُ لِيُحَقّقَ رَغْبَتَهُ الْجِنْسِيَّةَ بِشَكْلٍ فَوْضَوِيّ؟ وَاَمَّا الْاِنْسَانُ فَقَدْ شَرَعَ اللهُ تَعَالَى لَهُ الزَّوَاجَ بِشَكْلٍ انْضِبَاطِيٍّ صَارِم؟ وَالزَّوَاجُ هُوَ الْتِقَاءٌ بَيْنَ ذَكَرٍ وَاُنْثَى بِصِفَاتٍ وَشُرُوطٍ مَعْلُومَةٍ مَخْصُوصَة؟ وَهَذَا اللّقَاءُ لَيْسَ مَقْصُوراً عَلَى اِشْبَاعِ الْغَرِيزَةِ فَقَطْ؟ بَلْ يَتَعَدَّاهُ اَيْضاً اِلَى ضَرُورِيَّاتٍ اجْتِمَاعِيَّةٍ وَاُسْرِيَّةٍ وَاَخْلَاقِيَّة؟ وَاَمَّا الْحَيَوَانُ فَاِنَّهُ يَقْضِي شَهْوَتَهُ وَيَذْهَب؟ وَحَتَّى حِينَمَا يَكُونُ لِلْحَيَوَانِ اَوْلَادٌ صِغَار؟ فَمَا يَزَالُ يَرْعَاهُمْ وَيَرْعَاهُمْ؟ حَتَّى اِذَا اسْتَغْنَوْا عَنْهُ ابْتَعَدَ عَنْهُمْ؟ وَرُبَّمَا قَاتَلَهُمْ وَقَتَلَهُمْ وَافْتَرَسَهُمْ وَاَكَلَهُمْ؟ وَرُبَّمَا صَارَ فِرَاخُ الدَّجَاجَةِ كِبَاراً وَتَزَوَّجَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ مِنْ اُمِّهِ الدَّجَاجَة؟ وَاَمَّا الْاِنْسَانُ فَاِنَّهُ يَخْتَلِفُ عَنْهُمْ؟ فَهَلْ يَجُوزُ لِلْاُمِّ اَوْ لِلْاَبِ اَنْ يَنْفَصِلَا عَنْ وَلَدِهِمَا بِمُجَرَّدِ اَنْ يَبْلُغَ هَذَا الْوَلَدُ سِنَّ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُمَا؟ اَمْ تَبْقَى الرَّابِطَةُ قَائِمَة؟ بَلْ تَبْقَى الرَّابِطَةُ قَائِمَةً بَيْنَهُمَا وَبَيْنَ وَلَدِهِمَا؟ لِاَنَّ هَدَفَ الزَّوْجِيَّةِ عِنْدَ الْاِنْسَانِ لَايَكُونُ مَقْصُوراً فَقَطْ عَلَى الْمُحَافَظَةِ عَلَى النَّوْعِ الْبَشَرِي وَهَذَا ضَرُورِيٌّ وَنَحْنُ لَانُنْكِرُ ذَلِكَ وَعَلَيْنَا اَنْ نُحَافِظَ كَمَا يُحَافِظُ الْحَيَوَانُ عَلَى نَوْعِه؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَعِيشَ كَمَا يَعِيشُ الْحَيَوَانُ فِي الْغَابَةِ وَمِنْ دُونِ الْمُحَافَظَةِ اَيْضاً عَلَى الْعَلَاقَاتِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ فِيمَا بَيْنَنَا؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَمِنْ آيَاتِهِ اَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ اَنْفُسِكُمْ اَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا اِلَيْهَا(فَقَطْ اَمْ{وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة؟ اِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُون(وَالْمَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ فِي هَذِهِ الْآيَةِ لَيْسَتْ مَقْصُورَةً عَلَى الزَّوْجَيْنِ فَقَطْ؟ بَلْ تَتَعَدَّى اِلَى الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ كُلّهِ بِمَا فِيهِ مِنْ مُسْلِمِينَ وَغَيْرِ مُسْلِمِين؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنِ النَّصَارَى{وَجَعَلْنَا في قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَاْفَةً وَرَحْمَة{فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا(وَاِنَّمَا وَهَبُوا رَحْمَتَهُمْ لِلْكِلَابِ الْمُدَلَّلَة وَرَحِمُوا الْمُجْرِمِينَ وَلَمْ يَرْحَمُوا ضَحَايَاهُمْ؟ وَلِاَنَّنَا نَحْنُ الْمُسْلِمِينَ اَيْضاً لَمْ يَرْحَمْ بَعْضُنَا بَعْضاً؟ فَكَيْفَ سَنُعَلّمُ النَّصَارَى الرَّحْمَةَ حَتَّى يَرْعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا؟ وَيَبْدُو اَنَّنَا اَصْبَحْنَا بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ نَتَعَلَّمَ الرَّحْمَةَ مِنَ النَّصَارَى؟ وَخَاصَّةً مِنْهُمُ الْمَوَارِنَة؟ اَمَا سَمِعْتَ اَخِي اِلَى قَوْلِ بْشَارَة الرَّاعِي اَنَّ وُجُودَ الْمَسِيحِيِّينَ الْمَوَارِنَة فِي لُبْنَان قَدْ حَمَى الْفَلَسْطِينِيِّين مِنَ الذَّبْح؟ وَالْقَتْل؟ وَالتَّنْكِيل؟ وَالِاغْتِصَاب؟ وَهَتْكِ الْاَعْرَاض؟ وَالْعُرِيِّ الْمَفْضُوحِ اَمَامَ النَّاسِ عَلَناً لِلنِّسَاءِ خَاصَّة ؟ وَالْعَطَش؟ وَالْجُوع؟ حَتَّى اَكَلُوا لَحْمَ الْقِطَطِ وَالْكِلَاب فِي مُخَيَّمَاتِهِمْ؟ عَفْواً اَقْصِد اَمَا عَلِمْتَ اَخِي اَنَّ وُجُودَ الْمَسِيحِيِّين فِي الشَّرْقِ الْاَوْسَط يَحْمِي الْمُسْلِمِينَ مِنَ التَّطَرُّف؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ هَذِهِ الرَّحْمَةَ الْمَارُونِيَّة؟ عَفْواً اَقْصِدُ الرَّحْمَةَ الْاِسْلَامِيَّة يَجِبُ اَنْ تَكُونَ مَوْجُودَةً اَيْضاً عند اَهْلِ الزَّوْجِ وَاَهْلِ الزَّوْجَة؟ فَلَوْ كَانَتِ الْمَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ مَوْجُودَةً بَيْنَ اَهْلِ الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ لَرَحِمُوهُمَا وَرَحِمُوا اَوْلَادَهُمَا اَيْضاً؟ وَلَسَعَوْا اِلَى الْاِصْلَاحِ بِيْنَهُمَا اِذَا حَصَلَ خِلَافٌ بَيْنَ الزَّوْجِ وَالزَّوْجَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ اَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ اَهْلِهَا اِنْ يُرِيدَا اِصْلَاحاً يُوَفّقِ اللهُ بَيْنَهُمَا(بِبَرَكَةِ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ الْمَوْجُودَةِ عِنْدَ الْجَمِيعِ وَعَلَى رَاْسِهِمْ خَالِقُهُمْ سُبْحَانَه؟ فَاِذَا لَمْ تَحْصَلِ الْمَوَدَّةُ وَالرَّحْمَةُ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ؟ فَهُنَاكَ خَلَلٌ اَكِيدٌ فِي الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّة؟ فَعَلَى الزَّوْجَيْنِ اَنْ يَسْتَدْرِكَا الْاَمْرَ وَاَلَّا يُبْقِيَا هَذَا الْخَلَلَ مُسْتَمِرّاً؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ عَلَاقَةَ الذَّكَرِ بِالْاُنْثَى عِنْدَ اللهِ تَعَالَى لَيْسَتْ كَعَلَاقَةِ الْحَيَوَانَاتِ اَوِ النَّبَاتَاتِ اَوْغَيْرِ ذَلِك؟ وَاِنَّمَا هِيَ عَلَاقَةٌ دَائِمَةٌ تَقُومُ عَلَى الْمَوَدَّةِ وَتَقُومُ عَلَى الرَّحْمَةِ اَيْضاً؟؟ وَحِينَمَا خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ اَخِي؟ طَبْعاً مِنْ طِينٍ خَلَقَهُ سبحانه؟ فَشَعَرَ بِالْوَحْشَةِ؟ وَتَسَاءَلَ فِي نَفْسِهِ؟ كَيْفَ سَيَعِيشُ وَحِيداً؟ فَاَرَادَ اللهُ تَعَالَى اَنْ يُؤْنِسَه؟ فَبِاَيِّ شَيْءٍ آنَسَهُ اَخِي؟ طَبْعاً بِالْاُنْثَى؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَااَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا{لِيَسْكُنَ اِلَيْهَا{وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَة( فَخَلَقَ اللهُ تَعَالَى مِنْ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ حَوَّاءَ عَلَيْهَا السَّلَام؟ وَمِنْ ضِلْعٍ مِنْ اَضْلَاعِهِ اَوْجَدَ اللهُ سُبْحَانَهُ حَوَّاء؟ فَشَعَرَ آدَمُ بِالْاُنْسِ بِهَا؟ فَاَرَادَ اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى اَنْ يُعْطِيَهُ الدَّرْسَ لَهُ وَلِاَبْنَائِهِ اِلَى قِيَامِ السَّاعَة؟ اَنَّهُ لَايُمْكِنُ اَنْ يَسْتَغْنِيَ اَحَدُ الزَّوْجَيْنِ عَنِ الْآخَر؟ وَلِذَلِكَ لَمَّا اُهْبِطَا مَعاً اِلَى الْاَرْضِ؟ هَبَطَ آدَمُ فِي مَشْرِقِهَا؟ وَهَبَطَتْ حَوَّاءُ فِي مَغْرِبِهَا بَعِيدَةً عَنْهُ جِدّاً؟ وَمَا زَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا يَبْحَثُ عَنِ الْآخَرِ حَتَّى الْتَقَيَا كَمَا وَرَدَ فِي الْآثَارِ الصَّحِيحَةِ عِنْدَ مَوْقِفِ عَرَفَات؟ وَسُمِّيَ عَرَفَات؟ لِاَنَّهُ بِهِ حَصَلَ التَّعَارُفُ بَيْنَ حَوَّاءَ وَآدَمَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام بَعْدَ غِيَابٍ طَوِيلٍ عَنْ بَعْضِهِمَا؟ وَقَدْ كَادَا اَنْ يُنْكِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا الْآخَرَ وَ يَنْفُرَ مِنْهُ؟ وَلَمْ يَتَعَرَّفْ اَحَدُهُمَا عَلَى الْآخَرِ اِلَّا بِصُعُوبَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ قُوَّةِ الشُّحُوبِ وَالتَّعَبِ الَّذِي بَدَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا؟ وَقَدْ كَانَ هَذَا اللّقَاءُ بَعْدَ الْفِرَاقِ وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَسْعَى اِلَى الْآخَر؟ فَلَمَّا حَصَلَ اللّقَاءُ بَعْدَ الْفِرَاقِ الطَّوِيلِ كَانَ الْحُبَّ اَكْبَرَ وَاَعْظَمَ بَيْنَهُمَا؟ وَلَاغَرَابَةَ اَخِي فِي ذَلِك؟ فَاِنَّ حَاجَتَكَ اِلَى الْمَرْاَةِ كَحَاجَتِهَا اِلَيْكَ تَمَاماً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ؟ وَاَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ(وَكُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمَا اَخِي هُوَ لِبَاسٌ لِلْآخَر؟ فَكَمَا اَنَّ لِبَاسَكَ اَخِي لَاصِقٌ بِكَ؟ فَكَذَلِكَ اَنْتَ وَزَوْجَتُكَ مُلْتَصِقَانِ بِبَعْضِكُمَا؟ وَكَمَا اَنَّكَ اَخِي بِحَاجَةٍ اِلَى لِبَاسِكَ حَتَّى يَلْتَصِقَ بِكَ وَيَحْمِيَكَ مِنَ الْبَرْدِ اَوْ حَرِّ الشَّمْسِ؟ فَكَذَلِكَ اَنْتَ بِحَاجَةٍ اِلَى زَوْجَتِكَ حَتَّى تَلْتَصِقَا بِبَعْضِكُمَا وَتَحْتَمِيَا مِنْ حَرِّ الشَّهْوَةِ وَمِنْ بَرْدِ الرَّعْشَةِ الْجِنْسِيَّةِ وَرَجْفَتِهَا وَمِنَ الْوَحْشَةِ وَانْعِدَامِ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ عِنْدَ اَكْثَرِ النَّاس؟ وَلِذَلِكَ{هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَاَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنّ(وَالْاِنْسَانُ مِنَّا كَذَلِكَ لِبَاسُهُ يَقِيهِ الْحَرّ؟ وَيَقِيهِ الْبَرْدَ اَيْضاً؟ فَانْظُرْ اَخِي اِلَى رَوْعَةِ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَلَاغَتِهَا وَجَمَالِهَا مَا شَاءَ اللهُ لَاقُوَّةَ اِلَّا بِالله؟ فَكَمَا اَنْتَ اَخِي بِحَاجَةٍ اِلَى دِفْىءِ الثَّوْبِ في الْبَرْدِ وَبُرُودَتِهِ فِي الْحَرّ؟ فَكَذَلِكَ اَنْتَ بِحَاجَةٍ اَيْضاً اِلَى الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّةِ الَّتِي تَحْتَضِنُ زَوْجَتَكَ بِهَا وَتَحْتَضِنُكَ بِدِفْىءِ السَّكَنِ وَ الْمَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ وَالرَّعْشَةِ الْجِنْسِيَّةِ وَكَاَنَّكَ اَخِي تَعِيشُ مُلْتَصِقاً بِزَوْجَتِكَ فِي دَوْلَةٍ شِيعِيَّةٍ دَاخِلَ دَوْلَةٍ لُبْنَانِيَّة؟عَفْواً اَقْصِد فِي خَيْمَة بَدَوِيَّة دَاخِلَ قَصْرِ بَشَّار؟ عَفْواً اَقْصِد فِي مَسْكَن دَاخِلَ مَسْكنٍ آخَر؟ وَاعْذُرْنِي اَخِي فَمَا اَكْثَرَ زَلَّاتِ قَلَمِي فَعَلَيْكَ اَنْ تَتَحَمَّلَنِي وَلَوْ قَلِيلاً؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا سَكَنَتْ فِي قَلْبِكَ وَسَكَنْتَ فِي قَلْبِهَا؟ وَكَذَلِكَ اَوْلَادُكُمَا فِرَاخُ حُبِّكُمَا وَاَجْمَلُ ثَمَرَةٍ قَطَفْتُمُوهَا مِنْ هَذَا الْحُبِّ الطَّاهِرِ وَالزَّوَاجِ الْمَشْرُوع هُمْ بِحَاجَةٍ اَيْضاً اِلَى اَنْ يَنْضَمُّوا اِلَى حَاضِنَةِ حُبِّكُمَا حَتَّى يَشْعُرُوا بِالْاَمَانِ وَالدِّفْىءِ وَالرَّحْمَةِ وَالْحَنَان وَعَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمْا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَا( وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنْ مَآسِي الْحَضَارَةِ الْمَادِّيَّةِ فِي اَيَّامِنَا؟ اَنَّ الرَّجُلَ يَغِيبُ عَنْ بَيْتِهِ شُهُوراً وَدُهُوراً وَسِنِينَ طَوِيلَة؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَاْتِي بَعْدَ هَذِهِ الْمُدَّةِ الطَّوِيلَة؟ وَرُبَّمَا وَلَدُهُ الصَّغِيرُ صَارَ كَبِيراً؟ فَلَا يَاْلَفُ لَهُ؟ وَلَايَاْنَسُ بِهِ ؟وَقَدْ يُرَاوِدُهُ الشُّعُورُ بِاَنَّ اِنْسَاناً غَرِيباً جَاءَ اِلَى بَيْتِهِ؟ وَقَدْ تَحْتَاجُ اُمُّهُ اِلَى عِدَّةِ اَيَّامٍ اَوْ شُهُور حَتَّى تُقْنِعَهُ بِاَنَّ هَذَا وَالِدُكَ يَابُنَيّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ عُمَرَ الْفَارُوقَ كَانَ ثَاقِبَ النَّظْرَةِ وَبَعِيدَهَا مِنْ قُوَّةِ حِكْمَتِهِ وَرَجَاحَةِ عَقْلِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؟ حِينَمَا كَانَ يَاْمُرُ قُوَّادَ جَيْشِهِ؟ اَلَّا يَسْمَحُوا لِلْجُنُودِ مُنْقَطِعِينَ عَنْ اَهْلِيهِمْ وَزَوْجَاتِهِمْ وَاَوْلَادِهِمْ اَكْثَرَ مِنْ اَرْبَعَةِ اَشْهُر؟ وَمَعَ الْاَسَف؟ فَقَدْ اَخْبَرَنِي اَحَدُ هَؤُلَاءِ الْاَوْلَادِ قَائِلاً؟ وَاللهِ يَااُخْت غُصُون اَنِّي اَنْظُرُ اِلَى اَبِي وَكَاَنَّهُ لَيْسَ بِاَبِي وَلَيْسَ وَالِداً لِي؟ فَقُلْتُ لَهُ لِمَاذَا يَابُنَيّ؟ فَقَالَ لَقَدْ تَرَكَنِي وَاَنَا ابْنُ سَنَتَيْن؟؟ لَمْ يُطْعِمْنِي؟ وَلَمْ يَسْقِنِي؟ وَلَمْ يَضَعْنِي فِي حُضْنِهِ؟ وَلَمْ يَقُمْ بِاحْتِضَانِي؟ وَلَمْ يَقُمْ بِتَقْبِيلِي؟ ثُمَّ رَجَعَ اِلَيَّ بَعْدَ غِيَابٍ طَوِيلٍ وَقَدْ اَصْبَحَ عُمْرِي 30 سَنَة؟ وَاَنَا الْآنَ اَكْبُسُ عَلَى نَفْسِي رَغْماً عَنِّي اِرْضَاءً لِلهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى دُونَ اَنْ اَشْعُرَ بِاَيَّةِ عَاطِفَةٍ بَيْنَ الِابْنِ وَاَبِيهِ تِجَاهَه؟ فَهَذَا خَطَاٌ اَوْ لَيْسَ بِخَطَاٍ اَيُّهَا الْاِخْوَة؟ اِنَّهُ خَطَاٌ اجْتِمَاعِيٌّ اُسْرِيٌّ خَطِيرٌ جِدّاً؟ قَدْ يَجْعَلُ الرَّجُلَ يَشْعُرُ بِالنَّقْصِ ثُمَّ يَمِيلُ اِلَى رَجُلٍ مِثْلِهِ مِنْ اَجْلِ اَنْ يُعَوِّضَ النَّقْصَ الْحَاصِلَ الَّذِي نَتَجَ عَنْ حِرْمَانِهِ مِنْ حَنَانِ اَبِيه؟ اَوْ تَمِيلُ اِلَى امْرَاَةٍ مِثْلِهَا مِنْ اَجْلِ اَنْ تُعَوِّضَ حِرْمَانَهَا مِنْ حَنَانِ اُمِّهَا ثُمَّ يَتَطَوَّرُ هَذَا الْمَيْلُ شَيْئاً فَشَيْئاً اِلَى عَلَاقَاتٍ جِنْسِيَّةٍ شَاذَّةٍ مُحَرَّمَةٍ بَعِيدَةٍ عَنِ الْمُيُولِ الصَّحِيحَةِ الَّتِي اَمَرَ اللهُ بِتَتْوِيجِهَا بِالزَّوَاجِ الْمَشْرُوعِ بَيْنَ الذَّكَرِ وَالْاُنْثَى؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّ الْعَلَاقَةَ الزَّوْجِيَّةَ وَالتَّوَاصُلَ مَعَ الزَّوْجَةِ وَالْاَوْلَادِ ضَرُورِيٌّ جِدّاً؟ وَالْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ هُمَا مِنْ اَشَدِّ الْعَوَائِقِ وَالْاَمْرَاضِ الِاجْتِمَاعِيَّةِ الْخَطِيرَةِ الَّتِي قَدْ تَجْعَلُ هَذَا التَّوَاصُلَ مُسْتَحِيلاً بِسَبَبِ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ الَّتِي يُلْقِيهَا الشَّيْطًانُ مِنْهُمَا عَلَى الْمُجْتَمَعِ الْاِنْسَانِيِّ بِاَسْرِهِ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآبَاءِ وَالْاُمَّهَاتِ وَاَوْلَادِهِمَا؟ وَيَا حَبَّذَا لَوْ اَنَّ الَّذِينَ يَحُجُّونَ وَمَا اَكْثَرَ حَجَّهُمْ؟ وَيَالَيْتَ الَّذِينَ يَعْتَمِرُونَ وَمَااَكْثَرَ عُمْرَاتِهِمْ؟ وَيَالَيْتَ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً يَجْمَعُونَ مِنَ الْاَمْوَالِ الَّتِي يُرِيدُونَ اَنْ يَحُجُّوا اَوْ يَعْتَمِرُوا بِهَا نَافِلَةً غَيْرَ مَفْرُوضَةٍ عَلَيْهِمْ؟ ثُمَّ يَبْحَثُونَ عَنْ هَذَا الشَّبَابِ الضَّائِعِ الْفَقِيرِ الَّذِي يُفَتِّشُ عَنِ الزَّوَاجِ وَيَبْحَثُ عَمَّنْ يُسَاعِدُهُ فِي الزَّوَاجِ؟ لِيُعْطِيَهُ هَذَا الْمَبْلَغَ مِنَ الْمَال؟ وَهُوَ اَفْضَلُ بِكَثِيرٍ جِدّاً عِنْدَ اللهِ مِنْ اَنْ يُصْرَفَ فِي حَجِّ النَّافِلَةِ اَوْ فِي عُمْرَةِ النَّافِلَة؟ لِاَنَّ اللهَ حِينَمَا اَمَرَ بِالزَّوَاجِ؟ لَمْ يَاْمُرِ الْفُقَرَاءَ بِهِ اِطْلَاقاً؟ وَاِنَّمَا اَمَرَ اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ الْحُجَّاجَ وَالْمُعْتَمِرِينَ وَغَيْرَهُمْ مِنَ الْاَغْنِيَاءِ اَصْحَابِ الْاَمْوَالِ وَالْجَمْعِيَّاتِ الْخَيْرِيَّةِ وَالْوُزَرَاءَ وَرُؤَسَاءَ الدَّوَلِ وَالْمَسْؤُولِينَ؟ اَنْ يُزَوِّجُوا هَؤُلاَءِ الْفَقَرَاءَ وَيُعِينُوهُمْ حَتَّى لَايَقَعُوا فِي الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم وَاللهُ عَلَى مَااَقُولُ شَهِيد اَنَّ الَّذِي يُعِينُ اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ وَخَاصَّةً الشَّاذّينَ مِنْهُمْ اِذَا رَغِبُوا الزَّوَاجِ فَاِنَّهُ يَحْصَلُ عَلَى اَجْرِ قَوْلِهِ تَعَالَى كَامِلاً{وَمَنْ اَحْيَاهَا فَكَاَنَّمَا اَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً(لِاَنَّهُ اَحْيَا فِيهِمُ الْمُيُولَ الصَّحِيحَةَ الْحَلَال وَاَنْقَذَهُمْ مِنَ الِانْتِحَارِ الَّذِي يَلْجَاُ اِلَيْهِ اَكْثَرُ هَؤُلَاءِ بِسَبَبِ مَا يَنْتُجُ عَنِ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ مِنْ اَمْرَاضِ الِاكْتِئَابِ الدَّاخِلِيَّةِ الْحَادَّةِ جِدّاً وَالَّتِي يَعْرِفُهَا الْاَطِبَّاُء النَّفْسَانِيُّونَ جَيِّداً بِمَعْنَى اَنَّ مَسْؤُولِيَّةَ تَزْوِيجِ الْفُقَرَاءِ تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ هَؤُلَاءِ جَمِيعاً بَدْءاً بِاَوْلِيَاءِ اُمُورِهِمْ وَهُمْ آبَاؤُهُمْ وَاُمَّهَاتُهُمْ؟ فَاِنْ كَانَ آبَاؤُهُمْ وَاُمَّهَاتُهُمْ وَاَرْحَامُهُمْ عَاجِزِينَ عَنْ مُسَاعَدَتِهِمْ؟ فَاِنَّ الْمَسْؤُولِيَّةَ تَنْتَقِلُ فَوْراً اِلَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ اَشَرْنَا اِلَيْهِمْ؟ وَلَايُعْفَى اَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ تَحَمُّلِ مَسْؤُولِيَّةِ تَزْوِيجِهِمْ اَبَداً اِذَا كَانَ قَادِراً عَلَى ذَلِكَ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَنْكِحُوا الْاَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَاِمَائِكُمْ؟ اِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ؟ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ؟ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيم(وَاَمَّا حِينَمَا اَمَرَ اللهُ الْاَغْنِيَاءَ بِالزَّوَاج؟ فَلَمْ يَاْمُرْ اَحَداً مِنْ اِخْوَانِ الشَّيَاطِينِ بِمُسَاعَدَتِهِمْ فِي اِقَامَةِ احْتِفَالَاتِ اِبْلِيسَ فِي التَّبْذِيرِ وَالْاِسْرَافِ وَالْبَذْخِ وَالتَّرَفِ وَالْمَلَايِينِ مِنَ الدّولَارَاتِ وَالْاَمْوَالِ الَّتِي يَحْرِمُونَ مِنْهَا الْفُقَرَاءَ فِي مُسَاعَدَتِهِمْ مِنْ اَجْلِ الزَّوَاج وَالَّتِي تَكْفِي مِنْ اَجْلِ تَزْوِيجِ عَشَرَاتِ الْفُقَرَاءِ وَاِنْقَاذِهِمْ مِنْ خَطَرِ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيِّ الْمِثْلِيِّ الْحَقِير؟ وَاِنَّمَا اَمَرَهُمْ اَنْ يُزَوِّجُوا اَنْفُسَهُمْ بِاَنْفُسِهِمْ بِاعْتِدَال بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى لِلْاَغْنِيَاءِ الْقَادِرِينَ عَلَى الزَّوَاجِ وَالْعَدْلِ فِي تَعَدُّدِ الزَّوْجَات{فَانْكِحُوا مَاطَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاع(حَتَّى اَنَّنَا اَصْبَحْنَا نَسْمَعُ اَنَّهُ فِي بِلَادِ الْخَلِيجِ الْعَرَبِيِّ الْاِسْلَامِي اَنَّهُ لَايُعْطَى الْجِنْسِيَّةَ مَنْ تَزَوَّجَ مِنْ خَلِيجِيَّة؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ مَاذَا دَهَاكُمْ قَاتَلَكُمُ الله؟ لِمَاذَا لَاتُعْطُونَ الْجِنْسِيَّة؟ هَلْ تُرِيدُونَ اَنْ تُعْطُوا الْقَذَارَةَ وَالْمِثْلِيَّةَ الْجِنْسِيَّة؟ لِمَنْ يَاْتِي اِلَى بِلَادِكُمْ رَجُلاً صَالِحاً مُؤْمِناً تَقِيّا؟ هَلْ هَكَذَا تَعَلَّمْتُمْ مِنَ الْاَفْلَامِ الْهِنْدِيَّةِ الصَّنَمِيَّة؟ يَااَحْفَادَ السِّيخِ وَالْهِنْدُوسِ وَالْبَرَاهِمِيَّة؟ يَامَنْ لَمْ يَرْضَ عُبَّادُ الصَّلِيبِ الْخَنَازِيرُ اَنْ يُفَارِقُوا بِلَادَكُمْ اِلَّا بَعْدَ اَنْ بَعَصُوكُمْ بِصَلِيبِ الْقَذَارَةِ عَلَى اَعْلَى اَبْرَاجِ دُبَيّ الِاسْلَامِيَّة؟ ثُمَّ قَالُوا لَكُمْ مَبْرُوكٌ عَلَيْكُمْ صَلِيبُ النَّحْسِ وَالْقَذَارَةِ وَالْحِقْدِ وَعِشْتُمْ وَعَاشَتْ فِي بِلَادِكُمْ اَمْجَادُ الصَّلِيبِيَّة؟مَاذَا دهَاكُمْ يَااَعْدَاءَ الله وَكَيْفَ صَارَ ارْتِفَاعُ الصَّلِيبِ فِي بِلَادِكُمْ اَعْلَى مِنِ ارْتِفَاعِ الْمَآذِنِ فِي الْمسَاجِدِ وَقِبَبِهَا{فِي بُيُوتٍ اَذِنَ اللهُ اَنْ تُرْفَع{وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا(وَلَكِنَّكُمْ جَعَلْتُمُوهَا سُفْلِيَّة؟وَجَعَلْتُمْ نَجَاسَةَ صَلِيبِ الْقَذَارَةِ فِي بِلَادِكُمْ عُلْوِيَّة؟فَاَسْاَلُ اللهَ اَنْ يَهْدِيَكُمْ وَاَلَّا تُنَكِّسُوا رَايَةَ التَّوْحِيدِ بِحُجَّةِ الْعَيْشِ الْمُشْتَرَكِ وَالدِّيمُوقْرَاطِيَّة؟ وَاِلَّا فَلَعْنَةُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى كُلِّ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرَهُ مَيْتاً وَحَيّا؟ فَكَمَا اَنَّهُ يَحِقُّ لِلْبَاطِلِ اَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ فِي شَامِنَا الْحَبِيبِ وَالْبِلَادِ الْخَلِيجِيَّةِ؟ وَبِوَقَاحَةٍ شَيْطَانِيَّة؟ فَكَذَلِكَ يَحِقُّ لِلْحَقِّ اَيْضاً اَنْ يُدَافِعَ عَنْ نَفْسِهِ وَبِاَرْيَحِيَّةٍ اِيمَانِيَّةٍ اِسْلَامِيَّة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِل فَاَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَاَمَّا مَايَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْاَرْض(فَتَاَمَّلْ مَعِي اَخِي يَرْعَاكَ الله هَذِهِ الْعَدَالَةَ الرَّبَّانِيَّة؟ نَعَمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْكِرَام؟ وَالْمَنْهَجُ السَّلِيم؟ وَالْفِطْرَةُ السَّلِيمَةُ الَّتِي اَرَادَهَا سُبْحَانَهُ لَنَا فِي دِينِ الْاِسْلَامِ؟ اَنَّ الرَّجُلَ يَمِيلُ اِلَى الْمَرْاَةِ؟ وَالْمَرْاَةُ تَمِيلُ اِلَى الرَّجُل؟ وَهَلِ الْاِسْلَامُ يُحَارِبُ الْفِطْرَةَ وَالْغَرِيزَةَ الْجِنْسِيَّةَ السَّلِيمَة؟ لَا يَا اَخِي وَاِنَّمَا يَدْعَمُهَا بِالزَّوَاجِ الْمَشْرُوعِ وَالتَّعَدُّدِ لِلْقَادِرِ عَلَيْه وَيَضْبِطُهَا وَيُهَذّبُهَا وَيَرْتَقِي بِهَا اِذَا كَانَتْ فِطْرَةً شَيْطَانِيَّةً غَيْرَ سَلِيمَة؟ وَلَايُمْكِنُ اَنْ يَقُولَ الْاِسْلَامُ لَكَ اَخِي تَرَهَّبْ؟ بَلْ يَقُولُ لَكَ تَزَوَّجْ؟ وَكُنْ عَفِيفاً بَعِيداً عَنِ الْحَرَامِ اِذَا لَمْ تَسْتَطِعْ اَنْ تَتَزَوَّج؟ وَاِيَّاكَ اَخِي اَنْ تَسْتَمِعَ اِلَى شَيَاطِينِ وَاَدْعِيَاءِ الزُّهْدِ الَّذِينَ لَايَزْهَدُونَ عَنِ الْحَرَامِ فِي الْخَفَاءِ اَبَداً؟ ثُمَّ يَقُولُونَ لَكَ بِوَقَاحَةٍ تَرَهَّبْ حَتَّى تَتَفَرَّغَ لِعِبَادَةِ رَبِّكَ وَحَتَّى لَاتَجْعَلَ قَلْبَكَ مُتَعَلِّقاً بِغَيْرِ اللهِ كَزَوْجَتِكَ وَاَوْلَادِكَ لِاَنُّهُمْ يُلْهُونَكَ عَنْ ذِكْرِ الله؟ وَنَقُولُ لِاَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الشَّيَاطِين؟ اِنَّ كَلَامَكُمْ حَقٌّ اُرِيدَ بِهِ بَاطِل؟ اِنَّ كَلَامَكُمْ فِيِهِ شَيْءٌ مِنَ الْحَقّ؟ وَلَيْسَ فِيهِ كُلُّ الْحَقّ؟ لَقَدْ جَعَلْتُمُونَا نُمْسِكُ بِطَرَفٍ وَخَيْطٍ رَفِيعٍ جِدّاً مِنَ الْحَقّ يَكَادُ يَنْقَطِعُ بِنَا حَتَّى يَهْوِيَ بِنَا فِي جَهَنَّم؟ دُونَ اَنْ تَجْعَلُونَا نَصِلُ اِلَى الطَّرَفِ الْآخَرِ مِنَ الْحَقِّ وَهُوَ بَرُّ الْاَمَانِ مِنَ الزَّوَاجِ الْحَلَالِ الْمَشْرُوع؟ وَكُنْتُمْ كَمَنْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{وَنَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُكِّرُوا بِه(وَكَاَمْثَالِ الَّذِينَ{جَعَلْنَا فِي قُلُوبِهِمْ رَاْفَةً وَرَحْمَة؟ وَرَهْبَانِيَّةٍ ابْتَدَعُوهَا مَاكَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ اِلَّا ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ اَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُون( اَمَا عَلِمْتُمْ يَا اَدْعِيَاءَ الزُّهْد؟ يَامَنْ لَاتَزْهَدُونَ عَنِ الْحَرَامِ وَمِنْهُ اَكْلُ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ اَبَداً؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ الزَّوَاجَ عِبَادَةٌ كَعِبَادَةِ الصَّلَاةِ وَذِكْرِ اللهِ اِذَا قُصِدَ بِهِ اِعْفَافُ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ لِنَفْسَيْهِمَا بِمَعْنَى اِعْفَافُ الرَّجُلِ لِزَوْجَتِهِ وَاِعْفَافُهَا لِزَوْجِهَا مِنْ اَجْلِ اَلَّا يَقَعَا فِي الْحَرَام؟ اَمَا عَلِمْتُمْ اَنَّ الزَّوَاجَ عِبَادَةٌ اَيْضاً اِذَا قُصِدَ بِهِ اِنْشَاءُ الْاُسْرَةِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تُوَحِّدُ اللهَ وَحْدَهُ لَاشَرِيكَ لَه؟ اَمَا عَلِمْتُمْ وَالْحَالُ هَذِهِ اَنَّ الزَّوَاجَ يُعْتَبَرُ نَوْعاً مِنْ اَقْدَسِ اَنْوَاعِ الْعِبَادَاتِ الَّتِي يَتَقَرَّبُ بِهَا الْاِنْسَانُ اِلَى اللهِ تَعَالَى؟ اَمْ اَنَّكُمْ ظَنَنْتُمْ اَيُّهَا الْحَمْقَى اَنَّ الزَّوَاجَ لَيْسَ عِبَادَة؟ اَمَا سَمِعْتُمْ رَسُولَ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ يَقُول[وَفِي بُضْعِ اَحَدِكُمْ صَدَقَة( بِمَعْنَى اَنَّ الرَّجُلَ الَّذِي يَسْتَعْمِلُ بِضَاعَتَهُ التَّنَاسُلِيَّةَ مِنْ اَجْلِ اِعْفَافِ زَوْجَتِهِ عَنِ الْحَرَام وَاِطْفَاءِ عَطَشِهَا الْجِنْسِيّ؟ يَكْتُبُ اللهُ لَهُ بِكُلِّ نِكَاحٍ صَدَقَة؟ كَمَا اَنَّهُ يَكْتُبُ لِلْمَرْاَةِ اَيْضاً مِنَ الصَّدَقَاتِ الْعَظِيمَة كُلَّمَا مَكَّنَتْ زَوْجَهَا مِنْ نِكَاحِهَا؟ فَمَا بَالُكَ اَخِي بِمَنْ كَانَ لَهُ مِنَ الزَّوْجَاتِ اَرْبَعٌ وَهُوَ يَعْدِلُ بَيْنَهُنّ؟ وَكَمْ مِنَ الصَّدَقَاتِ الْهَائِلَةِ الَّتِي يَكْتُبُهَا اللهُ لَهُ وَلَهُنَّ كُلَّمَا نَكَحَهُنَّ وَكُلَّمَا مَكَّنَّهُ مِنْ اَنْفُسِهِنّ؟ بَلْ اِنَّهُ يَحْصَلُ عَلَى الْعَظِيمِ مِنَ الصَّدَقَاتِ اَيْضاً عَلَى كُلِّ لُقْمَةٍ مِنَ الْحَلَالِ يَضَعُهَا فِي فَمِ زَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِه؟ كَمَا وَاَنَّهَا مَعَ اَوْلَادِهَا اَيْضاً يَحْصَلُونَ عَلَى اَمْثَالِ هَذِه الصَّدَقَاتِ وَالْاَجْرِ الْهَائِلِ الْعَظِيمِ عِنْدَ اللهِ بِشَرْط؟ اَنْ يَتَوَاصَى الْجَمِيعُ بِالْحَقِّ وَيَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ عَلَى اَنْ يَكُونُوا حَرِيصِينَ جِدّاً عَلَى اَنْ يَكُونَ طَعَامُهُمْ وَشَرَابُهُمْ وَلِبَاسُهُمْ وَدَوَاؤُهُمْ مِنَ الْاَمْوَالِ الْحَلَال؟ وَيَاهَنَاءَةَ الْوَالِدَيْنِ وَيَاسَعَادَتَهُمَا عِنْدَ اللهِ بِقَوْلِه ِعَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَه( فَهَنِيئاً لَهُمَا بِشَفَاعَةِ اَوْلَادِهِمَا لَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اِذَا عَلَّمَا اَوْلَادَهُمَا فِقْهَ الْقُرْآن ِوَالسُّنَّةِ وَاَحْكَامَهُمَا الشَّرْعِيَّة؟ وَالْاَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ شَرْحُ الْآيَاتِ وَالْاَحَادِيثِ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ عَقِيدَةِ التَّوْحِيدِ الْمُقَدَّسَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذَرِّيَّتُهُمْ بِاِيمَانٍ اَلْحَقْنَا بِهِمْ ذَرِّيَّتَهُمْ وَمَااَلَتْنَاهُمْ(بَخَسْنَاهُمْ اَوْ اَنْقَصْنَا{مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْء؟ كُلُّ امْرِىءٍ بِمَا كَسَبَ رَهِين} نَعَمْ اَخِي؟ اَلْمَرْاَةُ تَمِيلُ اِلَى الرَّجُلِ؟ وَالرَّجُلُ يَمِيلُ اِلَى الْمَرْاَة؟ وَالْاِسْلَامُ لَمْ يُحَارِبْ هَذَا الْمَيْلَ الصَّحِيحَ وَهَذِهِ الْفِطْرَةَ السَّلِيمَة؟ لَكِنَّ الْاِسْلَامَ اَيْضاً لَمْ يُطْلِقْهَا عَلَى حُرِّيَّتِهَا وَاِبَاحِيَّتِهَا الْمَشْؤُومَة؟ وَاِنَّمَا جَعَلَهَا مُنْضَبِطَةً بِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ صَارِمَة؟ لِاَنَّهَا تَحْتَاجُ حَقّاً اِلَى هَذَا الضَّبْطِ وَالْكَبْحِ لِجِمَاحِهَا؟ وَاِلَّا فَاِنَّهَا تَعْمَلُ عَمَلَ الْحَيَوَانِ الَّذِي لَايَهُمُّهُ اَنْ يَنْزُوَ عَلَى اُمِّهِ اَوْ اُنْثَى غَيْرِهِ كَالدَّجَاجِ وَالطُّيُورِ وَالْحِمَارِ اِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا نَرَاهُ فِي عَالَمِ الْحَيَوَانِ غَيْرِ الْمُكَلَّفِ كَالْاِنْسَان؟ لَا يَااَخِي اَنْتَ اِنْسَان؟ وَقَدْ خَلَقَكَ اللهُ اَرْقَى مِنَ الْحَيَوَانِ وَفَوْقَ ذَلِك؟ وَاَرَادَ مِنْ غَرِيزَتِكَ الْجِنْسِيَّةِ وَمَيْلِكَ اِلَيْهَا اَنْ تَنْضَبِطَ بِعَقْدِ الزَّوَاجِ وَرَابِطَةِ الزَّوْجِيَّةِ الَّتِي تُعْتَبَرُ مِنْ اَقْدَسِ الرَّوَابِطِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلّ؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ الْقُرْآنَ الْكَرِيمَ سَمَّاهَا بِالْمِيثَاقِ الْغَلِيظِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظَا{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَة{يَااَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ(وَكَذَلِكَ الزَّوَاجُ فَاِنَّهُ الْجِهَادُ الْاَكْبَر؟فَكَمَا اَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِ اَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّاتٍ غَلِيظَةً فِي قِتَالِ الْاَعْدَاءِ وَجِهَادِهِمْ بِالْكَلِمَةِ الطَّيِّبَة وَدَعْوَتِهِمْ اِلَى سَمَاحَةِ الْاِسْلَام؟ فَاِنْ لَمْ يَنْفَعْ فَبِكَلِمَةِ الْهِجَاءِ وَالسُّخْرِيَةِ مِنْهُمْ؟ فَاِنْ لَمْ يَنْفَعْ فَبِالْجِزْيَة؟ فَاِذَا رَفَضُوا دَفْعَ الْجِزْيَةِ وَهَجَمُوا عَلَى دِيَارِ الْمُسْلِمِينَ فَبِالسِّلَاحِ الَّذِي يُكْثِرُ الْجِرَاحَاتِ الَّتِي تَعْطِبُهُمْ وَتَشُلُّ حَرَكَتَهُمْ دُونَ قَتْلِهِمْ؟ فَاِنْ لَمْ يَنْفَعْ فَبِالسِّلَاحِ الَّذِي يَقْتُلُهُمْ؟ فَاِذَا رَاَى وَلِيُّ الْاَمْرِ اَنَّ الْمَصْلَحَةَ الشَّرْعِيَّةَ مِنْ اَجْلِ حِمَايَةِ دِيَارِ الْمُسْلِمِينَ تَقْتَضِي اَنْ يَبْدَاَ بِضَرْبِ رِقَابِهِمْ كَمَا اَمَرَ اللهُ فَلْيَفْعَلْ مِنْ دُونِ اِسْرَافٍ فِي قَتْلِهِمْ؟ فَاِنْ لَمْ يَنْفَعْ فَعَلَيْهِ اَنْ يُسْرِفَ فِي قَتْلِ الْمُحَارِبِينَ مِنْهُمْ فَقَطْ وَلَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَقْتُلَ الْمُسَالِمِينَ اِلَّا اِذَا شَارَكُوا فِي الْقِتَالِ مَعَ الْمُحَارِبِينَ مِنْ بَنِي قَوْمِهِمْ اَوْ تَآمَرُوا عَلَى قَتْلِ الْمُسْلِمِين؟ وَكَذَلِكَ اَخِي عَلَى الْمُؤْمِنِ اَيْضاً اَنْ يَتَحَمَّلَ مَسْؤُولِيَّاتٍ غَلِيظَةً اَيْضاً كَمَسْؤُولِيَّاتِ الْجِهَادِ مِنْ اَجْلِ تَاْمِينِ لُقْمَةِ الْعَيْشِ لِزَوْجَتِهِ وَاَوْلَادِهِ مِنَ الْغِذَاءِ وَاللّبَاسِ وَالدَّوَاءِ وَدُرُوسِ الْعِلْمِ وَالتَّرْبِيَةِ الْاِسْلَامِيَّةِ الصَّحِيحَةِ وَلَاتَكُونُ صَحِيحَةً اِلَّا عَلَى طَرِيقَةِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة؟ وَلِذَلِكَ عَبَّرَ سُبْحَانَهُ عَنْ هَذَا الْمِيثَاقِ بِالْغَلِيظ؟ لِاَنَّهُ قَدْ يُؤَدِّي بِالرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ مَعاً اِلَى عَذَابٍ غَلِيظٍ فِي جَحِيمِ جَهَنَّمَ وَالْعَيَاذُ بِالله اِذَا حَصَلَتْ مِنْهُمَا خِيَانَةٌ لِهَذَا الْعَهْد؟ لِاَنَّهُ الْعَهْدُ الْغَلِيظُ الَّذِي اَخَذَتْهُ الْمَرْاَةُ عَلَى زَوْجِهَا فِي عَقْدِ الزَّوَاجِ وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى{اِنْ ظَنَّا اَنْ يُقِيمَا حُدُودَ الله(بِمَعْنَى اِنْ تَاَكَّدَا اَنَّهُمَا سَيُقِيمَانِ حُدُودَ الله(وَمِنْ هَذِهِ الْحُدُودِ قَوْلُهُ تَعَالَى{فَاِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ اَوْ تَسْرِيحٌ بِاِحْسَان(وَهَكَذَا يُصَاحِبُ الرَّجُلُ زَوْجَتَهُ بِمِيثَاقٍ غَلِيظٍ دَمُهُ ثَقِيلٌ غَلِيظٌ كَمَا يَقُولُ السُّورِيُّونَ عِنْدَنَا فِي لَهْجَتِهِمْ وَهُوَ غَلِيظٌ وَثَقِيلٌ عَلَى الرَّجُلِ وَعَلَى الْمَرْاَةِ حَتَّى فِي بَطْنِهَا بِدلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا اَثْقَلَتْ دَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا(وَلِذَلِكَ عَبَّرَ سُبْحَانَهُ عَنْ مَعْنَى هَذَا الْمِيثَاقِ بِشَيْءٍ مَادِّيٍّ مَحْسُوس؟ وَكَانَ هَذَا الْمِيثَاقُ مَخْلُوقاً غَلِيظاً عَلَى قَلْبِ الرَّجُلِ وَالْمَرْاَةِ مَعاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي فَاِنَّكَ لَوْ بَحَثْتَ فِي اَبْجَدِيَّاتِ الدِّينِ الْاِسْلَامِيِّ مِنَ الْاَلِفِ اِلَى الْيَاءِ فَاِنَّكَ لَاتَجِدُ عَهْداً غَلِيظاً اَبَداً كَالَّذِي اَخَذَهُ اللهُ عَلَى الرَّجُلِ مِنْ اَجْلِ الْمَرْاَةِ لِاَنَّهَا مَخْلُوقٌ ضَعِيف مِمَّا يَدُلُّ عَلَى اَنَّهُ لَايُوجَدُ دِينٌ مِنَ الْاَدْيَانِ كَالْاِسْلَامِ اَعْطَى الْمَرْاَةَ كَامِلَ حُقُوقِهَا وَكَرَّمَهَا حَتَّى رَفَعَهَا اِلَى الْقِمَّةِ فِي التَّكْرِيمِ وَالِاهْتِمَامِ وَالِاحْتِفَاءِ وَالِاحْتِرَام؟ وَلَايَجُوزُ لَنَا اَنْ نَحْكُمَ عَلَى الْاِسْلَامِ ظُلْماً مِنْ خِلَالِ تَصَرُّفَاتِ الْمُسْلِمِين؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ كَيْفَ يَكُونُ مِيثَاقاً غَلِيظاً وَاللهُ تَعَالَى قَدْ اَمَرَنَا بِالنُّفُورِ مِنَ الْفَظّ الْغَلِيظِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ رَسُولُ اللِه هُوَ هَذَا الْفَظُّ الْغَلِيظُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى {وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِك(وَاَقُولُ لَكَ اَيُّهَا الْغَبِيُّ الْاَحْمَق اِقْرَاِ الْآيَةَ جَيِّداً وَاَكْمِلْهَا اِلَى نِهَايَتِهَا حَتَّى تَفْهَمَ مِنْهَا اَنَّهُ حَتَّى وَلَوْ كَانَ رَسُولُ اللهِ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ؟ وَحَتَّى وَلَوْ كَانَ مَنْ يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ وَرَثَةِ الْاَنْبِيَاءِ مِنَ الْعُلَمَاءِ الدَّاعِيَةِ اِلَى اللهِ فِي اَيَّامِنَا فَظَّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ اَيْضاً؟ فَلَايَجُوزُ لَكَ النُّفُورُ مِنْهُ بِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَال؟ لِاَنَّ النُّفُورَ مِنْهُ هُوَ نُفُورٌ مِنْ دَعْوَتِهِ اِلَى الله؟ وَهُوَ خَطِيئَةٌ كُبْرَى خَطِيرَةٌ جِدّاً عَلَى اِسْلَامِكَ وَاِيمَانِكَ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى { لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ؟ فَاعْفُ عَنْهُمْ؟ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ؟ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْاَمْر{فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ اَمْرِهِ اَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ اَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ اَلِيم(تَرَاهُ وَالْعَيَاذُ بِاللهِ لَايَنْفِرُ مِنَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمَنْ كَانَ عَلَى شَاكِلَتِهِمْ مِنَ الْعَلْمَانِيِّينَ وَالشِّيعَةِ وَالشُّيُوعِيِّينَ الَّذِينَ يَطْعَنُونَ فِي دِينِ الْاِسْلَامِ بِسِبَابِهِمْ وَشَتَائِمِهِمْ لَيْلَ نَهَار؟ لِاَنَّ لَهُمُ الْحَقَّ الْكَامِلَ فِي حُرِّيَّةِ الرَّاْيِ عِنْدَ عُبَّادِ الصَّلِيبِ الْخَنَازِير؟ وَاَمَّا الدُّعَاةُ اِلَى الله فَاِنَّهُ يَنْفِرُ مِنْهُمْ اِذَا نَطَقُوا كَلِمَةُ وَاحِدَةً فَقَطْ مِنَ الْحَقِّ جَعَلَتْهُ كَالطّفْلِ الْمُدَلَّلِ يَشْعُرُ بِطَعْمِهَا الْمُرِّ فِي حَلْقِهِ وَقَلْبِهِ؟ وَقَدْ نَسِيَ الدَّاعِيَةُ الْمِسْكِينُ اَنْ يُضِيفَ عَلَيْهَا شَيْئاً مِنَ السَّكَّرِ حَتَّى يَتَقَبَّلَهَا الطّفْلُ اللَّئِيم؟ وَقَدْ يَكُونُ شِفَاؤُهُ فِي مَرَارَتِهَا اَكْثَرَ بِكَثِيرٍ مِنْ حَلَاوَتِهَا؟ وَقَدْ يَجْلِبُ لَهُ الْكَلَامُ الْمَعْسُولُ الْعَسَلُ الْمَغْشُوشُ الْمَمْزُوجُ بِالسُّكَّرِ الدَّائِمِ الرُّوتِينِيِّ الْمُمِلِّ وَالْمُتَكَرِّرِ مِنَ الْاَمْرَاضِ الشَّهْوَانِيَّةِ الْاِبَاحِيَّةِ الْمُرَافِقَةِ لِارْتِفَاعِ السُّكَّرِي وَحَلَاوَةِ اللَّذَّةِ الْجِنْسِيَّةِ وَالضَّغْطِ الشَّيْطَانِيِّ الْمُرَافِقِ مِنْ اَجْلِ ارْتِكَابِ الْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَن وَمِنْ اَجْلِ اَكْلِ اَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ؟ وَمَعَ مُرُورِ الْاَيَّامِ فَكَاَنَّكَ اَيُّهَا الدَّاعِيَةُ زَيْد مَا غَزَيْت؟ وَلَوْ اَكْثَرْتَ مِنَ الْمَوَاعِظِ وَالْاِرْشَادِ وَمَهْمَا تَعِبْت؟ وَلَوْ كَانَ لِسَانُكَ اَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ وَالتَّمْرِ وَالزَّبِيبِ وَالسُّكَّرِ وَالْكُولَا دَايْت؟ فَاِنَّ التَّسَيُّبَ وَالِانْحِلَالَ الْاَخْلَاقِيَّ وَالتَفَلُّتَ مِنْهَا هُوَ سَيِّدُ الْمَوْقِفِ فِي الشَّارِعِ وَالْبَيْت؟ وَخَيْرُ الْاُمُورِ اَوْسَطُهَا مَهْمَا حَاوَلْت؟ فَلَا تَكُنْ قَاسِياً فَتُكْسَرُ وَلَا تَكْسِرْ قُلُوبَ النَّاسِ بِالتَّكْفِيرِ الْمُفَاجِىءِ اِذَا رَغِبُوا فِي الْحِوَارَ مَعَكَ وَاللَّعْنَ اَبَيْت؟ وَلَاتَكُنْ لَيِّناً فَتُعَصَرُ ولا تَعْصِرْ مِنْ قُلُوبِ النَّاسِ الْغَيْرَةَ عَلَى دِينِهِمْ وَعَقِيدَتِهمْ وَتَوْحِيدِهِمْ وَحُبَّ الْاَنْبِيَاءِ وَالْاَزْوَاجِ وَالصَّحَابَةِ وَاَهْلِ الْبَيْت؟ ولا تَجْعَلْهُمْ كَالشَّيْطَانِ الَّذِي لَايَلْوِي عَلَى شَيْءٍ مِنْ مَعْرُوفٍ اَوْ مُنْكَرٍ اَوْطَاعَةٍ اَوْ مَعْصِيَةٍ اَوْ جَنَّةٍ اَوْ نَارٍمُحْرِقَةٍ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ وَلَاتَحْتَاجُ اِلَى زَيْت؟؟ نَعَمْ اَخِي وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ الرَّجُلَ يُصَاحِبُ زَوْجَتَهُ بِهَذَا الْمِيثَاقِ الْغَلِيظِ الَّذِي اَرَادَهُ اللهُ لَهُمَا؟ وَاَمَّا كَيْفَ يُصَاحِبُ الْمُؤْمِنُ وَالِدَيْهِ؟ فَبِقَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى اَنْ تُشْرِكَ بِي مَالَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطْعْهُمَا؟ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفَا(بِمَعْنَى{وَلَاتَنْهَرْهُمَا؟ وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيمَا؟ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَة(بِمَعْنَى الشَّفَقَةِ عَلَيْهِمَا اَنْ يَحْتَرِقَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ كَمَا اَشْفَقَ اِبْرَاهِيمُ عَلَى اَبِيهِ بِقَوْلِهِ{يَااَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَالَايَسْمَعُ وَلَايُبْصِرُ وَلَايُغْنِي عَنْكَ شَيْئَا(وَالْآيَةُ مِنْ سُورَةِ مَرْيَم؟ اِلَّا اِذَا مَاتَ الْوَالِدَانِ عَلَى عَدَاوَةِ الله؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَتَبَرَّاُ وَلَدُهُمَا مِنْهُمَا؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَهُ اَنْ يَقْطَعَ الدُّعَاءَ لَهُمَا بِقَوْلِهِ{رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرَا(عَسَى وَلَعَلَّ اَنْ يُخَفّفَ اللهُ مِنْ عَذَابِهِمَا بِدَعْوَتِهِ وَلَوْ كَانَ اَبَدِيّاً؟ فَاِنْ لَمْ يَقْبَلِ اللهُ دُعَاءَهُ فِيهِمَا؟ فَقَدْ يَقْبَلُهُ فِي آبَائِهِمَا وَاَجْدَادِهِمَا اِذَا كَانُوا صَالِحِين؟ وَقَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاء؟ لَايَجُوزُ الدُّعَاءُ لَهُمَا فِي هَذِهِ الْحَالَةِ مِنَ الْعَدَاوَةِ لِلهِ وَالْمَوْتِ عَلَيْهَا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي اِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ؟ اِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ اِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ الله؟ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَه؟ اِلَّا قَوْلَ اِبْرَاهِيمَ لِاَبِيهِ لِاَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا اَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْء( وَكَلِمَةُ اِلَّا؟ وَلَاحِظْ مَعِي اَخِي جَيِّداً هَذِهِ الْكَلِمَةَ الْمُزَلْزِلَةَ الَّتِي زَلْزَلَتْ مَفَاهِيمَ الْعُلَمَاءِ مِنْ قُوَّةِ بَلَاغَتِهَا فِي الْآيَة؟ وَجَعَلَتْهُمْ يَنْقَسِمُونَ اِلَى رَاْيَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ فِي تَفْسِيرِهَا؟ لِاَنَّ كَلِمَةَ اِلَّا هِيَ اَدَاةُ اسْتِثْنَاء؟ وَالِاسْتِثْنَاءُ نَوْعَان؟ اِسْتِثْنَاءٌ مُتَّصِل؟ وَاسْتِثْنَاءٌ مُنْقَطِع؟ وَالْآيَةُ هُنَا تَحْتَمِلُ النَّوْعَيْنِ مَعاً فِي تَفْسِيرِهَا؟ فَاِذَا كَانَ مُرَادُ اللهِ هُوَ الِاسْتِثْنَاءُ الْمُتَّصِل؟ فَالْمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ اَنْ تَاْتَسُوا اَوْ تَقْتَدُوا بِقَوْلِ اِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ لِقَوْمِهِ؟ وَاَلَّا تَقْتَدُوا بِقَوْلِ اِبْرَاهِيمَ لِاَبِيه؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَ الِاسْتِثْنَاءُ الْمُرَادُ مِنَ اللهِ هُوَ الِاسْتِثْنَاءُ الْمُنْقَطِعُ عَمَّا قَبْلَهُ مِنْ قَوْلِ اِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ لِقَوْمِهِ وَاللهُ اَعْلَمُ بِمُرَادِهِ؟ فَالْمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ اَنْ تَقْتَدُوا بِقَوْلِ اِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ لِقَوْمِهِ؟ وَعَلَيْكُمْ اَيْضاً اَنْ تَقْتَدُوا بِقَوْلِ اِبْرَاهِيمَ لِاَبِيه؟ لِاَنَّ مَايُقَالُ لِلْقَوْمِ انْتِهَاءً اِذَا اَصَرُّوا عَلَى كُفْرِهِمْ؟ لَايُقَالُ لَهُمُ ابْتِدَاءً حَتَّى وَلَوْ كَانُوا مِنْ فَرَاعِينِ هَذِهِ الْاُمَّةِ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اِذْهَبَا اِلَى فِرْعَوْنَ اِنَّهُ طَغَى فَقُولَا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ اَوْ يَخْشَى(وَلِاَنَّ مَايُقَالُ لِلْقَوْمِ انْتِهَاءً اِذَا اَصَرُّوا عَلَى كُفْرِهِمْ؟ لَايُقَالُ لِلْوَالِدَيْنِ الْكَافِرَيْنِ ابْتِدَاءً وَلَاانْتِهَاءً حَتَّى وَلَوْ اَصَرَّا عَلَى كُفْرِهِمَا؟ بِدَلِيلِ تَلَطُّفِ اِبْرَاهِيمَ فِي خِطَابِ اَبِيهِ فِي سُورَةِ مَرْيَم؟ وَالْمَعْنَى اَنَّ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ اَنْ تَقُولُوا لِلْقَوْمِ انْتِهَاءً اِذَا اَصَرُّوا؟ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللهِ وَحْدَه؟ اِلَّا الْوَالِدَيْنِ الْكَافِرَيْن؟ فَلَا تَقُولُوا لَهُمَا اِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمَا فِي حَيَاتِهِمَا؟ اِلَّا بَعْدَ مَوْتِهِمَا؟ وَلَاتَقُولُوا لَهُمَا كَفَرْنَا بِكُمَا؟ لِاَنَّكُمْ لَايَجُوزُ لَكُمْ اَنْ تَكْفُرُوا بِاِحْسَانِهِمَا اِلَيْكُمْ وَقَدْ اَمَرَكُمُ اللهُ بِالْاِحْسَانِ اِلَيْهِمَا اَيْضاً؟ لِاَنَّ هَذَا لَايَتَّفِقُ مَعَ قَوْلِكُمْ لَهُمَا كَفَرْنَا بِكُمَا؟ وَعَلَيْكُمْ اَنْ تَتَعَلَّمُوا اُسْلُوبَ الْخِطَابِ الْاَدَبِيِّ مَعَهُمَا مِنْ اِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَ السَّلَام مِنْ آيَاتِ سُورَةِ مَرْيَم؟ وَلَايَجُوزُ لَكُمْ كَذَلِكَ اَنْ تَقُولُوا لَهُمَا؟ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمَا الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ حَتَّى تُؤْمِنَا بِاللهِ وَحْدَه؟ اِلَّا فِي حَالَةٍ وَاحِدَة؟ اِذَا الْتَقَيْتُمْ مَعَهُمَا وَجْهاً لِوَجْهٍ فِي اَرْضِ الْمَعْرَكَةِ وَطَعَنَا فِي دِينِكُمْ وَهَجَمَا عَلَيْكُمَا وَاَرَادَا اَنْ يَقْتُلَاكُمْ وَلَمْ يَتْرُكَا لَكُمَا أيَّ خَيَارٍ سِوَى اَنْ تُدَافِعُوا عَنْ اَنْفُسِكُمْ مُضْطَّرِّينَ وَعَلَى ضَوْءِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَاتَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللِه وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ اَوْ اَبْنَاءَهُمْ اَوْ اِخْوَانَهُمْ اَوْ عَشِيرَتَهُمْ اُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْاِيمَانَ وَاَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَار}؟؟ بَعْدَ ذَلِكَ نَعُودُ اِلَى قِصَّةِ هَذِهِ الْمَرْاَةِ الَّتِي تَشْعُرُ بِشُعُورِ السِّحَاقِ الْمِثْلِيِّ وَهِيَ تُعَاشِرُ زَوْجَهَا ثُمَّ طَلَّقَتْهُ وَاَبْرَاَتْهُ مِنْ حُقُوقِهَا وَقَدْ اَخْبَرَتْنِي اَنَّهَا تُحَاوِلُ مُجَاهِدَةً نَفْسَهَا حَتَّى لَاتَقَعَ فِي الْحَرَام؟ وَاَقُولُ لَكِ اُخْتِي هَنِيئاً لَكِ بِالْاَجْرِ الْهَائِلِ وَالثَّوَابِ الْعَظِيمِ عِنْدَ الله؟ وَهَنِيئاً اَيْضاً لِكُلِّ مَنْ وَقَعَ فِي فَاحِشَةِ اللِّوَاطِ ثُمَّ تَابَ اِلَى اللهِ وَمَا زَالَ يُجَاهِدُ نَفْسَهُ اِلَى الْآنَ حَتَّى لَايَقَعَ فِي هَذِهِ الْفَاحِشَةِ مَرَّةً اُخْرَى؟ وَلَاتُعْتَبِرِينَ اُخْتِي آثِمَةً عِنْدَ الله؟ وَكَذَلِكَ اَنْتَ اَيْضاً اَخِي اللُّوطِي لَاتُعْتَبَرُ آثِماً عِنْدَ اللهِ اِذَا كُنْتَ تُجَاهِدُ نَفْسَكَ وَتُعَانِي؟ وَعَلَى قَدْرِ الْمُعَانَاةِ وَالتَّعَبِ وَعَذَابِ الشَّهْوَةِ الْمَرِيرِ يَاْتِيكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْهَائِلُ مِنْ اَكْرَمِ الْاَكْرَمِين؟ وَهَنِيئاً لَكُمَا اِذَا تَرَكْتُمَا الْفَاحِشَةَ اِرْضَاءً لِله؟ لِاَنَّهُ سُبْحَانَهُ سَيُعَوِّضُكُمَا بِحَلَاوَةِ اِيمَانٍ وَلَذَّةٍ كُبْرَى تَجِدَانِهَا فِي قَلْبَيْكُمْا؟ وَعَلَى كُلِّ دَاعِيَةٍ اِلَى اللهِ اَنْ يَكُونَ لَطِيفاً فِي التَّعَامُلِ مَعَ اَمْثَالِ هَؤُلَاء؟ وَلْنَفْرِضْ اَنَّهُمْ اَخْطَؤُوا وَضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْاَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ؟ ثُمَّ اَرَادُوا اَنْ يَتُوبُوا؟ فَلَا يَحِقُّ لَكَ اَخِي اَنْ تَزِيدَ عَلَيْهِمُ الْاِثْمَ تَضْيِيقاً؟ وَلَايَحِقُّ لَكَ اَنْ تُقْنِطَهُمْ مِنْ رَحْمَةِ الله؟ وَلَايَحِقُّ لَكَ اَخِي اَنْ تَجْعَلَ نَفْسَكَ كَاَنَّكَ بِرِيءٌ مِنْ كُلِّ الْاَخْطَاءِ وَهُمْ وَحْدَهُمُ الْمُجْرِمُونَ الَّذِينَ يَجِبُ عَلَى الْمُجْتَمَع اَنْ يُعَاقِبَهُمْ وَيُحَاسِبَهُمْ؟ وَلَايَحِقُّ لَكَ اَخِي اَنْ تَقُولَ عَنْ اَمْثَالِ هَذِهِ الْمَرْاَةِ السَّحَاقِيَّة؟ عُمْرَا تِحْتِرِق؟ شُو بَدْنَا مِنَّا؟ فِخَّارِ يْطَبِّشْ بَعْضُو؟ كِلْ عَنْزِي مْعَلْقَة بْكَرْعُوبَا؟ فَهَذَا لَيْسَ مِنْ كَلَامِ الْمُؤْمِنِينَ اخي اَبَداً؟ هَلْ اَنْتَ اَخِي الْمُؤْمِن تَسْتَطِيعُ اَنْ تُبَرِّىءَ نَفْسَكَ مِنْ كُلِّ الْوَسَاوِسِ الَّتِي تَنْتَابُك؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اَتَحَدَّاكَ اِذَا كُنْتَ تَسْتَطِيعُ ذَلِك؟ لِاَنَّ مِنْ رَحْمَتِهِ سُبْحَانَهُ بِنَا؟ اَنَّهُ جَعَلَنَا لَانَتَكَاشَفُ بِمَا فِي دَوَاخِلِ اَنْفُسِنَا فِيمَا بَيْنَنَا؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَايَسْتَطِيعُ وَاحِدٌ مِنَّا اَنْ يَقْرَاَ اَفْكَارَ الْآخَرِ وَلَامَشَاعِرَهُ تِجَاهَه؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم؟ اَنَّنَا غَيْرُ مَعْصُومِين؟ سَوَاءٌ كُنَّا اَصْدِقَاء اَوْ اَصْحَاب اَوْ اَحْبَاب؟ فَلَابُدَّ اَنْ يَشْعُرَ وَاحِدٌ مِنَّا بِشَيْءٍ مَا مِنْ هَذِهِ الْمُيُولِ الْخَاطِئَةِ الشَّاذَّةِ الْخَفِيَّةِ تِجَاهَ صَدِيقِه؟ فَلَوْ كَشَفْتَ اَخِي مُيُولَكَ الْخَاطِئَةَ اَمَامَ صَدِيقِكَ؟ نَفَرَ مِنْكَ؟ وَمَا بَقِيَتْ صِلَاتٌ بَيْنَ الْاَصْدِقَاءِ وَالْاَصْحَابِ وَالْاَحْبَاب؟ وَلَابَيْنَ النَّاسِ جَمِيعاً اَيْضاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[لَوْ تَكَاشَفْتُمْ مَا تَدَافَنْتُمْ(بِمَعْنَى لَوْ اَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَّا يَعْرِفُ سِرَّ اَخِيهِ وَمَا فِي نَفْسِهِ عَلَيْهِ مِنَ الْمَشَاعِرِ الصَّحِيحَةِ وَالْخَاطِئَةِ مَعاً؟ فَمِنَ الْمُحْتَمَلِ اَنَّهُ اِذَا مَاتَ لَايَسْاَلُ عَنْهُ اَخُوهُ وَلَايَدْفِنُهُ وَلَايَمْشِي فِي جَنَازَتِهِ وَلَايَسْعَى فِي دَفْنِهِ وَلَا يُعَزِّي اَهْلَهُ بِمَوْتِه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ مِنْ حِكْمَةِ اللهِ تَعَالَى؟ اَنْ جَعَلَ عِنْدَنَا اَسْرَاراً خَاصَّةً لَايَطَّلِعُ عَلَيْهَا اِلَّا اللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاَنْتَ اَخِي حِينَمَا لَاتُخْرِجُ هَذِهِ الْاَسْرَارَ مِنْ نَفْسِكَ؟ فَاِنَّ اللهَ لَايُؤَاخِذُكَ عَلَى الِاحْتِفَاظِ بِهَا لِنَفْسِكَ بِشَرْط؟ اَنْ لَاتُخْرِجَهَا؟ وَاَنْ تَكْبَحَ جِمَاحَ نَفْسِكَ؟ وَاَلَّا تَسْتَجِيبَ لِوَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ الَّذِي يُلِحُّ عَلَيْكَ وَيَسْتَفِزُّكَ دَائِماً مِنْ اَجْلِ اِخْرَاجِهَا وَجَعْلِهَا حَقِيقَةً عَلَى اَرْضِ الْوَاقِع؟ وَلَايُرِيدُهَا الْمَلْعُونُ اَبَداً اَنْ تَبْقَى مُجَرَّد اَحْلَامٍ مِنَ النَّوْمِ اَوِ مُجَرَّدَ اَحْلَامٍ مِنَ الْيَقَظَة؟ وَلِهَذَا لَمَّا نَزَلَ قَوْلُ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى{لِلهِ مَافِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْاَرْضِ وَاِنْ تُبْدُوا مَافِي اَنْفُسِكُمْ اَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ الله(فَمَاذَا حَدَث؟ اِرْتَجَفَ الصَّحَابَةُ رِضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِمْ وَخَافُوا وَارْتَعَبُوا مِنْ هَذِهِ الْآيَة؟ وَجَثَوْا عَلَى رُكَبِهِمْ مِنَ الْفَزَعِ وَقَالُوا رُحْمَاكَ يَارَبّ؟ هُنَاكَ اَشْيَاءُ كَثِيرَةٌ لَاتُرْضِيكَ عَنَّا وَتُحَدِّثُنَا بِهَا اَنْفُسُنَا؟ وَتَجْعَلُنَا هَلْكَى اِنْ لَمْ تَرْحَمْنَا يَا اَرْحَمَ الرَّاحِمِين؟ فَلَمَّا شَعَرَ الصَّحَابَةُ بِهَذَا الْخَوْفِ الشَّدِيدِ وَالضِّيقِ وَالْاَلَمِ؟ حَتَّى اَنَّهُمْ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الْوُقُوفَ عَلَى اَرْجُلِهِمْ؟ فَاِذَا بِتَشْرِيعِ الْحَكِيمِ الْخَبِيرِ يَنْزِلُ كَالدَّوَاءِ وَالْبَلْسَمِ الشَّافِي لِتَوَتُّرِ اَعْصَابِهِمْ وَقَلَقِهِمْ وَخَوْفِهِمْ وَانْفِعَالَاتِهِمْ قَائِلاً{فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذّبُ مَنْ يَشَاء(بِمَعْنَى اَنَّهُ سُبْحَانَهُ يَغْفِرُ لِلَّذِي لَمْ يُخْرِجْ مَا اَضْمَرَهُ وَاَخْفَاهُ مِمَّا حَدَّثَتْهُ بِهِ نَفْسُهُ وَلَمْ يُطَبِّقْهُ تَطْبِيقاً عَمَلِيّاً؟ وَاَمَّا اِذَا اَخْرَجَهُ وَطَبَّقَهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُحَاسِبُهُ الله؟ نَعَمْ اَخِي؟ وَقَدْ كَانَ هُنَاكَ اَيْضاً مِنَ النَّاسِ مَنْ يَاْتِي اِلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَيَقُولُ يَارَسُولَ الله؟ اَنْفُسُنَا تُحَدِّثُنَا بِاَشْيَاءَ لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَبُوحَ بِهَا؟ وَمِنْ خَوْفِنَا لَانَسْتَطِيعُ اَنْ نَقُولَ لَكَ وَنُخْبِرَكَ بِمَا تُحَدِّثُنَا بِهِ اَنْفُسُنَا؟ فَالرَّسُولُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فَهِمَ مِنْهُمْ ذَلِكَ وَقَالَ لَهُمْ؟ مَاذَا تَقْصِدُونَ بِكَلَامِكُمْ؟ هَلْ تَقْصِدُونَ حِينَمَا ياْتِي الشَّيْطَانُ اِلَيْكُمْ فَيَقُولُ لَكُمْ مَنْ خَلَقَكُمْ؟ فَتَقُولُونَ خَلَقَنَا الله؟ فَيَقُولُ لَكُمْ الشَّيْطَانُ وَمَنْ خَلَقَ الله؟ وَخَاصَّةً حِينَمَا تَكُونُونَ شَبَاباً مُرَاهِقِينَ فِي مُقْتَبَلِ الْعُمْر؟ فَقَالَ الصَّحَابَةُ نَعَمْ يَارَسُولَ الله هَذَا بِالضَّبْط مَانَقْصُدُه؟ فَمَاذَا قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ عَلَيْكَ اَخِي اَنْ تَنْتَظِرَ قَلِيلاً حَتَّى تَعْرِفَ جَوَابَ رَسُولِ اللهِ لَهُمْ؟ نَعَمْ اَخِي؟ مَاذَا لَوْ جَاءَ هَؤُلَاءِ بِمَا يَحْمِلُونَ مِنْ وَسَاوِسَ وَاَوْهَامٍ اِلَى اِنْسَانٍ يَنْتَمِي اِلَى مَايُسَمَّى بِالْجَمَاعَاتِ التَّكْفِيرِيَّةِ الَّتِي تَدَّعِي التَّدَيُّنَ وَالصَّلَاحَ وَالتَّقْوَى؟ ثُمَّ قَالُوا لَهُمْ وَاللهِ اَنَا نَفْسِي تُحَدِّثُنِي مَنْ خَلَقَكَ فَاَقُولُ اَلله؟ ثُمَّ تُحَدِّثُنِي مَرَّةً اُخْرَى مَنْ خَلَقَ الله؟ فَمَاذَا يَقُولُ اَصْحَابُ الْاَفْكَارِ التَّكْفِيرِيَّةِ الظَّالِمَةِ لِهَذَا الْاِنْسَان؟ طَبْعاً سَيَقُولُونَ لَهُ يَا كَافِر؟ يَا مُلْحِد؟ يَا مُرْتَد؟ يَا زِنْدِيق؟ يَا عَدُوَّ الله؟ يَا عَدُوَّ الْاِسْلَام؟ وَاَقُولُ لِهَؤُلَاءِ التَّكْفِيرِيِّينَ الْجُهَّال؟ هَذَا هُوَ جَوَابُكُمُ الَّذِي يَتَطَابَقُ تَمَاماً مَعَ جَوَابِ الشَّيْطَان؟ وَاَمَّا جَوَابُ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ لِمَنْ قَالَ لَهُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِكَذَا وَكَذَا مِنَ الْكُفْر؟ فَقَدْ قَالَ لَهُ رَسُول اللهِ هَذَا مَحْضُ الْاِيمَان؟ بِمَعْنَى اَنَّ هَذَا هُوَ الْاِيمَانُ الْخَالِصُ؟ وَالَّذِي يَجْعَلُ اِيمَانَكُمْ اَيُّهَا التَّكْفِيرِيُّونَ يَتَبَخَّرُ وَيَذْهَبُ اَدْرَاجَ الرِّيَاح؟ لِاَنَّ مَنْ كَفَّرَ مُؤْمِناً فَقَدْ كَفَر؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ حِينَمَا يُوَسْوِسُ لَكَ اَخِي؟ فَهَذَا مَعْنَاهُ اَنَّكَ مُؤْمِنٌ حَقّاً؟ وَاَنَّهُ بِوَسْوَسَتِهِ لَعَنَهُ الله يُحَاوِلُ اَنْ يَنْتَزِعَ اِيمَانَكَ مِنْكَ بِقُوَّةِ الْوَسْوَسَةِ وَالْاِغْوَاء؟ فَهَذَا اَكْبَرُ دَلِيلٍ عَلَى اِيمَانِكَ؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَطْمَئِنَّ اَخِي بِذِكْرِ اللهِ وَمِنْهُ قِرَاءَةُ الْمُعَوِّذَتَيْنِ وَالصَّمَدِيَّةِ{قُلْ هُوَ اللهُ اَحَدْ؟ اَللهُ الصَّمَد؟ لَمْ يَلِدْ؟ وَلَمْ يُولَد(فَاِذَا كَانَ اللهُ لَمْ يُولَدْ مِنْ اَحَدٍ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ اَبَوَيْنِ وَلَااَوْلَاد؟ فَكَيْفَ يَصِحُّ اَنْ يَسْاَلَكَ الشَّيْطَانُ سُؤَالاً فِي غَيْرِ مَحَلّهِ وَهُوَ قَوْلُهُ مَنْ خَلَقَ الله؟ فَعَلَيْكَ اَخِي دَائِماً اَنْ تَقْرَاَ الْآيَاتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى اَنَّ اللهَ وَاحِدٌ لَاشَرِيكَ لَهُ وَلَامَثِيلَ وَلَانَظِير وَمِنْهَا قَوْلُهُ تَعَالَى{هُوَ الْاَوَّلُ(لَيْسَ قَبْلَهُ شَيْء{وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم( وَعَلَيْكَ اَنْ تَنْظُرَ اَخِي اِلَى التَّرْبِيَةِ النَّبَوِيَّةِ الْاِسْلَامِيَّةِ وَكَيْفَ يَكُونُ الْجَوَابُ فِيهَا عَلَى اَمْثَالِ هَذِهِ الْاَسْئِلَةِ الشَّيْطَانِيَّة؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ بَعْضَ النَّاسِ مَعَ الْاَسَفِ اَخِي يُعْطُونَكَ اَفْكَاراً خَاطِئَةً ظَالِمَةً عَنْ دِينِ الْاِسْلَامِ؟ وَكَاَنَّهُ كِرْبَاجٌ اَوْ سَوْطٌ مُسَلَّطٌ عَلَى الرُّؤُوسِ؟ وَلَاوُجُودَ اِلَّا لِنَارِ الْجَحِيمِ الْمُحْرِقَةِ فِي تَعَالِيمِهِ؟ وَلَايَفْسَحُ اَمَامَ النَّاسِ اَبَداً فُسْحَةَ الرَّجَاءِ وَالْاَمَلِ وَالرَّغْبَةِ بِرَحْمَةِ اللهِ وَمَغْفِرَتِهِ لِلذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا؟ مُتَجَاهِلاً قَوْلَهُ تَعَالَى{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ اَسْرَفُوا عَلَى اَنْفُسِهِمْ لَاتَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ الله(وَكَلِمَة اَسْرَفُوا بِمَعْنَى اَنَّهُمْ تَجَاوَزُوا الْخُطُوطَ الْحَمْرَاءَ كُلَّهَا مِنْ اَجْلِ ارْتِكَابِ الذُّنُوبِ وَالْآثَامِ الَّتِي تُغْضِبُ الله؟ وَمَعَ ذَلِكَ يَقُولُ سُبْحَانَهُ{يَاعِبَادِي(وَلَمْ نَسْمَعْ يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنَّ اَحَداً مِنْ هَؤُلاَءِ التَّكْفِيرِيِّينَ يَقُولُ لِاَمْثَالِ هَؤُلاَءِ يَااِخْوَانِي؟ مَعَ الْعِلْمِ اَنَّ كَلِمَة{يَاعِبَادِي(فِيهَا مِنَ التَّشْرِيفِ وَالتَّكْرِيمِ لِاَمْثَالِ هَؤُلَاءِ الْمُسْرِفِينَ مَافِيهَا؟ وَلَكِنْ عَلَى رِسْلِكُمْ اَيُّهَا الْمُسْرِفُونَ وَتَمَهَّلُوا فَهُنَاكَ شَرْط{وَاَنِيبُوا اِلَى رَبِّكُمْ وَاَسْلِمُوا لَه(بِمَعْنَى تُوبُوا اِلَى اللهِ عَزِّ وَجَلَّ تَوْبَةُ نَصُوحاً؟ فَاِنَّ اللهَ يَغْفِرُ لَكُمْ جَمِيعَ الْخَطَايَا اِلَّا حُقُوقَ الْعِبَاد؟ وَهَذَا شَرْطٌ آخَرُ اَيْضاً؟ وَهُوَ اَنْ تَقُومُوا بِرَدِّ الْمَظَالِمِ اِلَى اَصْحَابِهَا؟؟ وَنَاْتِي الْآنَ اِلَى الْجَوَابِ النِّهَائِيِّ عَنْ سُؤَالِ السَّائِلَة؟ وَاَنْتِ كَمَا قُلْتِ لِي اُخْتِي اَنَّكِ اُنْثَى وَعِنْدَكِ اَعْضَاءُ الْاُنُوثَةِ الْكَامِلَة؟ وَلَكِنَّ مَيْلَكِ يَكُونُ اِلَى اُنْثَى مِثْلِكِ؟ وَحَتَّى حِينَمَا تُعَاشِرِينَ زَوْجَكِ فَاِنَّكِ تَشْعُرِينَ اَنَّكِ رَجُلٌ وَيُعَاشِرُكِ رَجُلٌ وَالْعَيَاذُ بِالله؟ فَلَابُدَّ اَنْ يَكُونَ هُنَاكَ مَرَضٌ نَفْسِيّ؟ وَلَااَدْرِي اَنَا مَاسَبَبُه؟ فَعَلَيْكِ اَنْ تَعْرِضِي اَمْرَكِ عَلَى الْاَطِبَّاءِ النَّفْسِيِّينَ الْمُخْتَصِّينَ بِحَالَاتِ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيّ وَالِاضْطّرَابَاتِ الشَّخْصِيَّةِ وَالسُّلُوكِيَّة؟ وَلَيْسَ هَذَا عَيْباً اَبَداً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[مَا اَنْزَلَ اللهُ دَاءً اِلَّا جَعَلَ لَهُ شِفَاءً؟ اِلَّا الْهِرَمَ بِكَسْرِ الْهَاء وَلَيْسَ بِفَتْحِهَا؟ لِاَنَّ الْهَرَمَ بِفَتْحِ الْهَاء هُوَ بِمَعْنَى الْاَهْرَامَاتِ الْمَوْجُودَةِ فِي مِصْرَ الْعَرَبِيَّة؟ وَاَمَّا الْهِرَمُ بِكَسْرِ الْهَاءِ فَهُوَ بِمَعْنَى اَنْ يَبْلُغَ الْاِنْسَانُ سِنَّ الْكِبَرِ وَلَايُمْكِنُهُ اَنْ يَعُودَ شَابّاً؟ كَمَا قَالَ الشَّاعِر؟ اَلَا لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْماً؟ فَاُخْبِرُهُ بِمَا فَعَلَ الْمَشِيبُ؟ نَعَمْ يُمْكِنُكَ اَخِي اَنْ تَاْخُذَ مِنَ الْمُسَكِّنَاتِ وَالْمُقَوِّيَاتِ وَالْفِيتَامِينَاتِ وَالْمُغَذّيَاتِ مَاشِئْت؟ وَاَمَّا اَنْ تَعُودَ شَابّاً كَمَا كُنْتَ؟ فَلَا تَحْلُمْ بِذَلِكَ اَبَداً؟ لِاَنَّ هَذَا شَيْءٌ مُسْتَحِيل[وَمَا اَنْزَلَ اللهُ مِنْ دَاءٍ اِلَّا اَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَه(بِمَعْنَى اَنَّ أيَّ مَرَضٍ مِنَ الْاَمْرَاضِ لَهُ دَوَاء؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هُنَاكَ مِنَ الْاَمْرَاضِ مَالَيْسَ لَهُ دَوَاء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي بَلْ لَهُ دَوَاء؟ وَالدَّوَاءُ مَوْجُود؟ وَلَكِنَّهُ لَمْ يُكْتَشَفْ بَعْدُ حَتَّى يَاْذَنَ اللهُ بِذَلِك؟ وَسُبْحَانَ الله؟كُلَّمَا اكْتَشَفُوا لِمَرَضٍ مَا دَوَاءً مَا؟ فَقَدْ يَاْتِي مَرَضٌ آخَرُ يَجْهَلُ النَّاسُ دَوَاءَهُ مِنْ جَدِيد وَلَمْ يَسْمَعُوا بِهِ مِنْ قَبْل لِمَاذَا؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟اِنَّهَا آيَةٌ مِنَ اللهِ وَبُرْهَانٌ عَلَى عَجْزِ الْاِنْسَانِ مَهْمَا بَلَغَ صُعُوداً اِلَى مَدَارِجِ الْعُلُومِ وَالْمَعْرِفَة؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَايُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ اِلَّا بِمَا شَاء(أيْ مَهْمَا تَقَدَّمَ الْاِنْسَانُ حَتَّى فِي اخْتِصَاصِهِ؟ فَاِنَّهُ لَابُدَّ اَنْ يَبْقَى عَاجِزاً يَجْهَلُ شَيْئاً مَا؟ وَاَمَّا اللهُ سُبْحَانَه{فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير{وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم}فَلَابُدَّ اُخْتِي اَنْ تَعْرِضِي نَفْسَكِ عَلَى الطَّبِيبِ الْمُخْتَصّ؟ ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَيْكِ اَنْ تَدْعِي اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِقَوْلِكِ{رَبِّ اِنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَاَنْتَ اَرْحَمُ الرَّاحِمِين{رَبِّ اِنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَاب( لِاَنَّ مَرَضَكِ هَذَا هُوَ نَوْعٌ مِنَ الضُّرّ؟ وَلِاَنَّ اَيُّوبَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام اَصَابَهُ نَوْعٌ آخَرُ مِنَ الضُّرِّ فَدَعَا رَبَّهُ فَكَشَفَ اللهُ ضُرَّه؟ وَكَذَلِكَ دَعَا كَثِيرٌ مِنَ الصَّالِحِينَ فَكَشَفَ اللهُ عَنْهُمُ الضُّرّ؟ فَعَلَيْكِ اُخْتِي اَنْ تَلْجَئِي اِلَى هَذَا الطَّبِيب؟ فَاِنْ طَالَتْ فَتْرَةُ عِلَاجِكِ عِنْدَهُ وَلَم تَسْتَفِيدِي شَيْئاً؟ فَاَنْصَحُكَ وَكَذَلِكَ اَنْصَحُ الرِّجَالَ اللُّوَاطِيِّينَ الشَّاذِّينَ اَيْضاً كَمَا نَصَحْتُكِ مِنْ بِدَايَةِ الْمُشَارَكَة؟ وَبِالْاِكْثَارِ مِنَ الِاسْتِغْفَارِ بَعْدَ التَّوْبَةِ النَّصُوح؟ وَمِنْ شُرُوطِهَا عَدَمُ الْاِصْرَارِ عَلَى فِعْلِ الْفَوَاحِشِ وَدُخُولِ النَّار؟ كَمَا وَاَنْصَحُ بِاسْتِحْضَارِ وَقْفَةِ الْمَحْشَرِ وَاَهْوَالِهَا مَعَ اَهْوَالِ يَوْمِ الْقِيَامَة؟ كَمَا وَاَنْصَحُ اَيْضاً بِالِاسْتِمَاع ِبِكَثْرَةٍ اِلَى الْاَشْرِطَةِ وَالْفَضَائِيَّاتِ وَالْاِذَاعَاتِ الَّتِي تَتَحَدَّثُ عَنْ مَوَاقِفِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَا فِيهَا مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ دُونَ اَنْ تَيْاَسُوا مِنْ رَحْمَةِ الله؟ لَكِنْ دُونَ اَنْ تَاْمَنُوا مِنْ مَكْرِ اللهِ اَيْضاً؟ وَاَهْوَالُ يَوْمِ الْقِيَامَةِ هِيَ اَكْبَرُ وَاَقْوَى عِلَاجٍ وَاَحْسَنُهُ لِلشُّذُوذِ الْجِنْسِيّ؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام[يُحْشَرُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً يَوْمَ الْقِيَامَة؟ فَقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا؟ اَلرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَارَسُولَ الله؟ اَلَا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ اِلَى بَعْضٍ وَهُمْ عُرَاة؟ فَقَالَ يَا عَائِشَة اِنَّ الْاَمْرَ اَهْوَلُ مِنْ ذَلِك(بِمَعْنَى اَنَّ الْخَوْفَ وَالرُّعْبَ الشَّدِيدَ الَّذِي يَشْعُرُونَ بِهِ يَجْعَلُ شَهَوَاتِهِمْ تَنْحَبِسُ مَكْبُوتَةً بِقُوَّةٍ فِي اَجْسَامِهِمْ وَلَايَشْعُرُونَ بِاَيَّةِ رَغْبَةٍ جِنْسِيَّةٍ حَتَّى وَلَوْ تَعَرَّى بَعْضُهُمْ اَمَامَ بَعْض؟ وَكَذَلِكَ الشَّاذُّ الْمِثْلِيُّ حِينَمَا يَسْتَحْضِرُ بِاِخْلَاصٍ وَاِيمَانٍ وَصِدْقٍ اَهْوَالَ الْمَحْشَرِ وَاَهْوَالَ يَوْمِ الْقِيَامَة؟ فَاِنَّهُ يَنْسَى الْحَلِيبَ الَّذِي اَرْضَعَتْهُ اِيَّاهُ اُمَّه؟ كَمَا وَاَنْصَحُكُمْ اَيَّهَا الْمِثْلِيَّونَ اَيْضاً اَنْ تُصِيبُوا مِنَ الْفِطْرَةِ الْغِذَائِيَّةِ السَّلِيمَةِ؟ فَرُبَّمَا تُصِيبُونَ اَيْضاً مُيُولاً فِطْرِيَّةً جِنْسِيَّةً صَحِيحَةً مِنْ مَيْلِ الرَّجُلِ اِلَى الْمَرْاَةِ وَمَيْلِ الْمَرْاَةِ اِلَى الرَّجُل؟ وَذَلِكَ بِشُرْبِ شَيْءٍ مِنَ الْعَسَلِ يَوْمِيّاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ اَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاس(كَمَا وَاَنْصَحُ بِتَنَاوُلِ شَيْءٍ مِنَ الْحَلِيبِ يَوْمِيّاً؟ وَخَاصَّةً حَلِيبُ النَّاقَةِ اُنْثَى الْجَمَل؟ لِاَنَّ الْجَمَلَ مَشْهُورٌ بِالْغَيْرَةِ؟ فَرُبَّمَا يَخْلُقُ اللهُ الْغَيْرَةَ فِي نُفُوسِكُمْ عَلَى شَرَفِكُمْ وَعَفَافِكُمْ بِبَرَكَةِ اللهِ الْخَالِقِ لِهَذَا الْجَمَلِ الْمُعْجِزَةِ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَفَلَا يَنْظُرُونَ اِلَى الْاِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ(وَقَدْ كَانَ مُعْجِزَةً كُبْرَى اَيْضاً لِقَوْمِ صَالِحَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَام؟ وَرُبَّمَا يَكُونُ مُعْجِزَةً كُبْرَى اَيْضاً فِي شِفَائِكُمْ مِنْ هَذِهِ الْمُيُولِ الْخَاطِئَةِ الشَّاذَّةِ الْخَطِيرَةِ جِدّاً؟ بِدَلِيلِ اَنَّ جِبْرِيلَ الْاَمِينَ عَرَضَ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَام فِي لَيْلَةِ الْاِسْرَاءِ وَالْمِعْرَاجِ كَاْساً مِنَ الْحَلِيبِ؟ وَكَاْساً مِنَ الْخَمْر؟ فَاخْتَارَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ الْحَلِيبَ وَشَرِبَهُ؟ وَلَمْ يَشْرَبِ الْخَمْر؟ فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ لَقَدْ اَصَبْتَ الْفِطْرَة؟بِمَعْنَى اَنَّ الْمِثْلِيِّينَ قَدْ شَذُّوا عَنِ الْفِطْرَةِ بِهَذَا الشُّذُوذِ الْجِنْسِيّ؟ فَاِذَا شَرِبُوا الْحَلِيبَ فَقَدْ اَصَابُوا الْفِطْرَةَ وَعَادُوا اِلَيْهَا مِنْ جَدِيد بَعْدَ فُقْدَانِهَا وَضَيَاعِهَا مِنْهُمْ بِهَذِهِ الْمُيُولِ الْخَاطِئَة؟ وَالْفِطْرَةُ هِيَ الطَّرِيقَةُ الصَّحِيحَةُ الَّتِي خَلَقَ اللهُ النَّاسَ عَلَيْهَا مِنَ الْمَيْلِ اِلَى التَّوْحِيدِ وَالْحَقِّ وَالْحَلَال وَمِنْ مَيْلِ الذَّكَرِ اِلَى الْاُنْثَى وَمَيْلِ الْاُنْثَى اِلَى الذَّكَرِ وَعَدَمِ الْمَيْلِ الْمِثْلِيِّ وَلَا اِلَى الشِّرْكِ وَلَا اِلَى الْبَاطِلِ وَالْحَرَام؟ وَقَدْ اَخْبَرَنِي بَعْضُهُمْ اَنَّ الْحِجَامَةَ قَدْ تَنْفَعُ هَؤُلَاءِ الشَّاذّينَ الْمِثْلِيِّين؟ وَلَا اَدْرِي اِنْ كَانَ هَذَا الْكَلَامُ صَحِيحاً؟ وَلِذَلِكَ اَخِي اِذَا كُنْتَ تُصَاحِبُ اَمْثَالَ هَؤُلَاءِ الْمِثْلِيِّينَ وَهُمْ يُحَاوِلُونَ التَّحَرُّشَ بِكَ جِنْسِيّاً؟ فَعَلَيْكَ اَنْ تَكُونَ حَرِيصاً جِدّاً فِي كُلِّ مَرَّة؟ عَلَى اَلَّا يَشُمُّوا مِنْكَ اِلَّا رَائِحَة خَبِيثَة كَرِيهَة مُنَفّرَة مُزْعِجَة جِدّاً وَلَكَ الْاَجْرُ وَالثَّوَابُ الْعَظِيمُ عِنْدَ الله؟ وَلَامَانِعَ اَنْ تُمَكِّنَهُمْ مِنْ تَقْبِيلِكَ اَوِ احْتِضَانِكَ عَلَى هَذِهِ الرَّائِحَةِ الْمُزْعِجَة؟ وَلَكِنْ يَحْرُمُ عَلَيْكَ حُرْمَةً شَدِيدَةً هَائِلَةً صَارِمَةً جِدّاً اَنْ تَدَعَهُمْ يَصِلُونَ اِلَى اَعْضَائِكَ التَّنَاسُلِيَّةِ بِاَيِّ نَوْعٍ مِنْ اَنْوَاعِ التَّحَرُّشِ مَهْمَا كَانَ تَافِهاً صَغِيراً؟ كَمَا وَيَحْرُمُ عَلَيْكَ اَنْ تَتَعَرَّى اَمَامَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ عَارِي الصَّدْرِ فَقَط؟ وَالْاَهَمُّ مِنْ ذَلِكَ كُلّهِ اَيُّهَا الْاِخَوَةُ الْمِثْلِيُّونَ اَنْ تَقُومُوا بِرَدِّ الْمَظَالِمِ وَالْحُقُوقِ اِلَى اَصْحَابِهَا وَعَلَى رَاْسِهِمُ الْمَظْلُومُ الْاَكْبَرُ مَعَكُمْ وَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ الَّذِي لَمْ يَبْخَلْ عَلَيْكُمْ بِشَيْءٍ اَبَداً؟ وَلَايَكُونُ رَدُّ الْمَظَالِمِ مَعَ رَبِّ الْعَالَمِينَ اِلَّا بِالتَّوْحِيد {لِاَنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم( وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيمِ اَنَّكُمْ لَنْ تَسْتَفِيدُوا شَيْئاً مِنْ كُلِّ هَذَا الْكَلَامِ الَّذِي قُلْنَاهُ اِذَا لَمْ تَرُدُّوا الْمَظَالِمَ اِلَى اللهِ وَاِلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ ظَلَمْتُمُوهُمْ؟ لِاَنَّ الشُّذُوذَ فِي عَقِيدَةِ التَّوْحِيد هُوَ اَخْطَرُ مِنَ الشُّذُوذِ الْجِنْسِيّ بِكَثِيرٍ هَائِلٍ جِدّاً عِنْدَ اللهِ الْوَاحِدِ الْاَحَد؟؟ نَعَمْ اُخْتِي وَنَاْتِي الْآن وَبَعْدَ طُولِ انْتِظَار اِلَى الْاِجَابَةِ عَلَى سُؤَالِكِ الثَّانِي بَعْدَ هَذِهِ الْمُقَدِّمَةِ الطَّوِيلَةِ وَمَا تَوْفِيقِي اِلَّا بِالله؟ اَمَّا سُؤَالُكِ اُخْتِي صَاحِبَةَ الْمُيُولِ السُّحَاقِيَّةِ الشَّاذَّةِ الْخَاطِئَةِ وَلَكِنَّكِ بَارَكَ اللهُ فِيكِ لَمْ تَطْعَنِي يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ فِي شَرَفِ دِينِ الْاِسْلَام؟فَلَا نَطْعَنُ نَحْنُ اَيْضاً فِي شَرَفِكِ وَلَا فِي قَلْبِكِ اِلَّا بِمَا يُصْلِحُكِ وَيَسْتَخْرِجُ مِنْ قَلْبِكِ حَظَّ الشَّيْطَانِ وَسَبِيلَهُ وَاسْتِيلَاءَهُ عَلَى قَلْبِكِ وَذَلِكَ بِمَا نَسْتَطِيعُ اَنْ نُنَظّفَهُ مِمَّا عَلِقَ بِهِ مِنْ كَيْدِهِ وَوَسْوَسَتِهِ وَاِغْوَائِهِ وَاللهُ الْهَادِي اِلَى سَوَاءِ السَّبِيل؟ اَمَّا سُؤَالُكِ عَنْ اِمْكَانِيَّةِ اَنْ تَتَحَوَّلِي مِنْ اُنْثَى اِلَى رَجُلٍ عَلَى اَيْدِي الْاَطِبَّاءِ وَبِعَمَلِيَّاتٍ جِرَاحِيَّة؟ فَاَقُولُ لَكِ اُخْتِي وَلِمَنْ كَانَ لُوطِيّاً اَيْضاً؟ وَسَيَاْتِي الْكَلَامُ عَلَى الْخُنْثَى لَاحِقاً؟ اِذَا كَانَتْ لَدَيْكِ اَعْضَاءُ الْاُنُوثَةِ كَامِلَة؟ فَيَحْرُمُ عَلَيْكِ ذَلِك؟ وَمَنْ يُفْتِيكِ بِغَيْرِ ذَلِكَ فَهُوَ مَلْعُونٌ يَلْعَنُهُ كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى حِيتَانُ الْبَحْر؟ لِاَنَّ طَبِيعَتَكِ الَّتِي خَلَقَكِ اللهُ عَلَيْهَا هِيَ طَبِيعَةٌ اُنْثَوِيَّة؟ وَاَنْتِ اُنْثَى بِظَاهِرِكِ وَبَاطِنِكِ؟ فَلَايَجُوزُ لَكِ هَذَا التَّغْيِيرُ لِمَا خَلَقَكِ اللهُ عَلَيْه؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَتْ تَخْتَلِفُ مَشَاعِرُكِ عَنْ مَشَاعِرِ الْاِنَاثِ اَمْثَالِكِ عِنْدَ مُمَارَسَةِ الْعَلَاقَةِ الزَّوْجِيَّة؟ فَلَا تَسْتَجِيبِي لِاِيحَاءَاتِ عَدُوِّنَا الشَّيْطَان؟ لِاَنَّ الْعَدُوَّ الْاَكْبَرَ لِبَنِي وَبَنَاتِ آَدَمَ وَحَوَّاء وَهُوَ اِبْلِيسُ الشَّيْطَانُ اَبُو الْجِنِّ الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِريِن؟ هُوَ الَّذِي يَسْتَفِزُّكِ وَيَدْفَعُكِ اِلَى ذَلِكَ التَّغْيِير؟ وَهَذَا هُوَ هَدَفُهُ الْحَقِيقِيّ اَنْ يَلْعَبَ بِعُقُولِنَا حَتَّى نَحْتَقِرَ الصَّانِعَ سُبْحَانَهُ الَّذِي اَقْسَمَ{بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهَذَا الْبَلَدِ الْاَمِين لَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ فِي اَحْسَنِ تَقْوِيم(رَجُلاً كَانَ اَوِ امْرَاَة؟ لِاَنَّ الشَّيْطَانَ لَعَنَهُ الله كَانَ وَمَا زَالَ وَسَيَظَلُّ اِلَى الْاَبَدِ يَحْتَقِرُنَا وَيَحْتَقِرُ اللهَ الَّذِي خَلَقَنَا مِنْ حَوَّاءَ وَآدَم بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{اَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِين(وَلِذَلِكَ فَاِنَّهُ يَسْعَى جَاهِداً اِلَى شَيْطَنَتِنَا مِثْلَهُ حَتَّى نُصْبِحَ اِخْوَاناً لَهُ فِي هَذَا الِاحْتِقَارِ لِاَنْفُسِنَا وَلِلْفَنَّانِ الْمُبْدِعِ سُبْحَانَهُ بَدِيعِ السَّمَوَاتِ وَالْاَرْضِ الَّذِي رَسَمَنَا بِعَيْنَيْنِ وَلِسَانٍ وَشَفَتَين وَجَعَلَ لَنَا السَّمْعَ وَالْاَبْصَارَ وَالْاَفْئِدَةَ عَلَى اَجْمَلِ لَوْحَةٍ فَنِّيَّةٍ مُبْدِعَةٍ فَاِذَا بِالشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ يَاْمُرُنَا بِتَمْزِيقِهَا وَرَسْمِ لَوْحَةٍ شَيْطَانِيَّةٍ قَبِيحَةٍ جِدّاً مَكَانَهَا عَلَى غَيْرِ مَا خَلَقَ الله بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى عَنْهُ{لَعَنَهُ الله؟ وَقَالَ لَاَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضَا؟ وَلَاُضِلَّنَّهُمْ وَلَاُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْاَنْعَامِ؟ *وَلَآَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله* وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِينَا؟ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ اِلَّا غُرُورَا؟اُولَئِكَ مَاْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَلَايَجِدُونَ عَنْهَا مَحِيصَا؟ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَار(وَالْآيَةُ فِي سُورَةِ النِّسَاء اَرْجُو مِنْكِ اختي اَنْ تُكْمِلِي قِرَاءَتَهَا؟ وَتَطَّلِعِي عَلَى مَعْنَاهَا جَيِّداً؟ وَتَفْهَمِي مِنْهَا اَنَّ مَا تَنْوِينَ الْقِيَامَ بِهِ هُوَ تَغْيِيرٌ لِخَلْقِ الله؟ فَاِذَا لَمْ يَكُنْ تَغْيِيراً لِخَلْقِ اللهِ؟ فَاَيُّ شَيْءٍ يَكُونُ تَغْيِيراً لِخَلْقِ اللهِ بِرَاْيِكِ اُخْتِي؟ وَقَدْ قَرَاْتُ عَنْ طَالِبٍ مِصْرِيّ فِي كُلّيَّةِ الطّبِّ فِي السِّتِّينِيَّاتِ مِنَ الْقَرْنِ الْمَاضِي؟ وَعِنْدَهُ مِنْ اَعْضَاءِ الذُّكُورَةِ التَّنَاسُلِيَّةِ الْكَامِلَة؟ وَلَكِنَّ مَيْلَهُ مَعَ الْاَسَف كَانَ اِلَى الرِّجَالِ اَمْثَالِه؟ فَاتَّفَقَ مَعَ الطَّبِيب؟ فَمَاذَا فَعَلَ الطَّبِيب؟ حَوَّلَهُ مِنْ ذَكَرٍ اِلَى اُنْثَى؟ وَكَانَ يُسَمَّى سَيِّد؟ ثُمَّ اَصْبَحَ يُسَمَّى سَالِي؟ وَطَبْعاً هَذَا الْعَمَلُ لَمْ يُرْضِ اَحَداً مِنْ عُلَمَاءِ الشَّرِيعَةِ وَالْاَطِبَّاء؟ فَمَاذَا حَدَثَ بَعْدَ ذَلِك؟ عَرَّضَ سَالِي نَفْسَهُ مَعَ صَاحِبِهِ الطَّبِيبِ الْمُجْرِمِ لِلْقَضَاءِ وَالْمُسَاءَلَةِ الْقَانُونِيَّةِ الشَّرْعِيَّة؟ لِاَنَّ اَعْضَاءَ سَالِي الذُّكُورِيَّة كَانَتْ كَامِلَة؟ فَكَيْفَ يَقُومُ الطَّبِيبُ الْمُجْرِمُ بِاجْتِثَاثِهَا ثُمَّ يُرَكِّبُ لَهُ اَعْضَاءَ الْاِنَاث؟ وَلَوْلَا هَذِهِ الْمُسَاءَلَةُ وَالْعِقَابُ الْاَلِيمُ الَّذِي حَكَمَتْ بِهِ الْمَحْكَمَةُ بِحَقّهِمَا بَعْدَ ذَلِك؟ فَاِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْ هَؤُلَاءِ الْاَطِبَّاءِ الْمُجْرِمِين يَسْتَطِيعُ اَنْ يَتَلَاعَبَ حَسَبَ رَغْبَتِهِ وَحَسَبَ شَهْوَتِهِ اِذَا لَمْ يَجِدْ مَنْ يَرْدَعُهُ وَيُوقِفُهُ عِنْدَ حَدِّه؟ وَلِذَلِكَ فَاِنِّي اُفْتِي بِعَدَمِ الْجَوَازِ مُطْلَقاً لِمَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ اَعْضَاءُ الذُّكُورَةِ التَّنَاسُلِيَّةِ كَامِلَةً اَنْ يَتَحَوَّلَ اِلَى اُنْثَى؟كَمَا وَاُفْتِي اَيْضاً بِعَدَمِ الْجَوَازِ مُطْلَقاً لِمَنْ كَانَتْ لَدَيْهَا اَعْضَاءُ الْاُنُوثَةِ التَّنَاسُلِيَّةِ كَامِلَةً اَنْ تَتَحَوَّلَ اِلَى ذَكَر؟ وَاِلَّا فَلْيَنْتَظِر الْجَمِيعُ الْعِقَابَ الْاَلِيم وَالِانْتِقَامَ الرَّهِيب مِنَ الْمُنْتَقِمِ الْجَبَّار شَدِيدِ الْعِقَاب فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة حَتَّى وَلَوْ كَانَ غَيْرَ مُسْلِم؟ لِاَنَّ هَذَا تَغْيِيرٌ شَيْطَانِيٌّ مَلْعُونٌ لِخَلْقِ اللهِ كَمَا مَرَّ مَعَنَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ هُنَاكَ ذَكَر؟ وَهُنَاكَ اَيْضاً اُنْثَى؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْخُنْثَى؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ وَانْتَبِهْ لِمَا سَاَقُولُهُ جَيِّداً حَتَّى تَفْهَمَ مِنِّي؟ اَمَّا بِالنِّسْبَةِ لِلْخُنْثَى وَهُوَ الْاِنْسَانُ الَّذِي عِنْدَهُ اَعْضَاءُ اُنُوثَةٍ ظَاهِرَة وَاَيْضاً عِنْدَهُ اَعْضَاءُ ذُكُورَةٍ بِاطِنَةٍ مَضْمُورَةٍ اَوْ ضَامِرَة؟ وَلَكِنَّ اَعْضَاءَ الذُّكُورَةِ عِنْدَهُ اَقْوَى مِنْ اَعْضَاءِ الْاُنُوثَة؟ فَهُنَا يَجُوزُ اِجْرَاءُ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ مِنْ اَجْلِ اقْتِلَاعِ اَعْضَاءِ الْاُنُوثَة؟ وَلَايُعْتَبَرُ هَذَا تَغْيِيراً لِخَلْقِ الله؟ كَمَا لَوْ اَنَّ اِنْسَاناً مَا خَلَقَهُ اللهُ تَعَالَى بِسِتَّةِ اَصَابِع؟ ثُمَّ كَبُرَ وَهُوَ يَتَاَذَّى مِنَ الْاِصْبَعِ السَّادِس؟ فَهَلْ يَجُوزُ لَهُ اَنْ يَجْتَثَّهُ اَوْ يَقْتَلِعَهُ بِعَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ تَخْدِيرِيَّةٍ مَوْضِعِيَّة؟ وَالْجَوَابُ عَلَى ذَلِكَ نَعَمْ وَهَذَا اَيْضاً لَيْسَ تَغْيِيراً لِخَلْقِ الله؟ لِاَنَّ خَلْقَ اللهِ الْغَالِبَ يَاْتِي بِخَمْسَةِ اَصَابِع؟ فَلَمَّا جَاءَ هُنَا بِسِتَّةِ اَصَابِعَ فِي حَالَةٍ شَاذَّة؟ فَهُنَا وَجَبَ اجْتِثَاثُهُ اِذَا كَانَ هُنَاكَ ضَرُورَةٌ مُلِحَّة حَتَّى يَعُودَ اِلَى غَالِبِ مَا خَلَقَ اللهُ عِبَادَهُ عَلَيْه؟ كَمَا لَوْ اَنَّ اِنْسَاناً آخَرَ اَيْضاً ذَكَراً كَانَ اَوْ اُنْثَى خَلَقَهُ اللهُ وَهُوَ ذُو اَنْفٍ طَوِيل؟ ثُمَّ كَبُرَ وَاَصْبَحَ كَمَا يُقَال مَلْفَتْ نَظَرْ لِلنَّاس؟ فَهُنَا اَيْضاً يَجُوزُ اِجْرَاءُ عَمَلِيَّةٍ جِرَاحِيَّةٍ تَجْمِيلِيَّة؟ مِنْ اَجْلِ اِعَادَةِ اَنْفِهِ اِلَى وَضْعِهِ الطَّبِيعِيِّ الْغَالِبِ فِي خَلْقِ اللهِ تَعَالَى؟ وَاَمَّا صَاحِبَةُ الْعَيْنَيْنِ الْخَضْرَاوَيْن؟ وَالَّتِي تَرِيدُ تَحْوِيلَهُمَا اِلَى زَرْقَاوَيْن؟ بِعَدَسَاتٍ لَاصِقَةٍ عَلَى الْعَيْنَيْن؟ فَهَذَا تَغْيِيرٌ لِخَلْقِ رَبِّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبِّ الْمَغْرِبَيْن؟ وَفِيهِ مِنَ الْاَضْرَارِ الْخَطِيرَةِ عَلَى الْبُؤْبُؤَيْنِ وْالْمُقْلَتَيْن؟ يَا نَاقِصَةَ الْعَقْلِ وَالدِّين؟ وَيَامَنْ تَحْتَاجِينَ اِلَى فَرْكَةٍ عَلَى الْاُذُنَيْن؟ حَتَّى تَعُودِي اِلَى مَاخَلَقَكِ اللهُ عَلَيْهِ مِنَ الْقَنَاعَةِ بِزَيْتِ الزَّيْتُونِ وَالْخَلِّ وَالْاَسْوَدَيْن؟ وَاِلَّا فَلَنْ يَمْلَاَ جَوْفَكِ وَلَاعَيْنَيْكِ اِلَّا التُّرَابُ يَا مَنْ تَظُنِّينَ نَفْسَكِ اَنَّكِ عَرُوسُ الْبَحْرَيْن؟ وَلَمْ تُفَكِّرِي يَوْماً مِنَ الْاَيَّامِ اَنَّ مَصِيرَكِ رُبَّمَا يَكُونُ جَحِيماً فِي جَهَنَّمَ اَوْ نَعِيماً فِي جَنَّتَيْن؟ فَنَسْاَلُ اللهَ السَّلَامَةً وَالْعَافِيَةَ وَحُسْنَ الْخِتَامِ وَالسَّعَادَةَ فِي الدَّارَيْن؟ نَعَمْ اَخِي؟ لِاَنَّ اللهَ تَعَالَى خَلَقَ اللَّوْنَ فِي الْعَيْنَيْنِ؟ بِمَا يَتَنَاسَبُ مَعَ لَوْنِ جِسْمِ الْاِنْسَان بِمَا فِيهِ مِنَ الْوَجْهِ وَالْخَدَّيْن؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل مَاذَا بِالنِّسْبَةِ اِلَى التَّشْوِيهِ فِي الْوَجْهِ اَوِ الْجِسْمِ كَمَا مَرَّ مَعَنَا مِنْ صَاحِبِ الْاَنْفِ الطّوِيلِ مَثَلاً؟وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ وَاَمَّا التَّشْوِيهُ فَيَجُوزُ اِزَالَتُه؟ وَهَذَا لَايُعْتَبَرُ تَغْيِيراً لِخَلْقِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى؟ وَاَمَّا اَنْ تَاْتِي الصَّبُّوحَة وَقَدْ اَصْبَحَتْ عَجُوزاً شَمْطَاءَ تَبْلُغُ مِنَ الْعُمْرِ 80 سنة وَهِيَ مَاتَزَالُ اِلَى الْآنَ تَشُدُّ وَتَشُدُّ وَتَشُدُّ مِنْ وَجْهِهَا؟ وَاَقُولُ لِلصَّبُّوحَة؟ هَذَا هُوَ التَّغْيِيرُ لِخَلْقِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بِعَيْنِه؟ وْآَخِرْتَا يَا صَبُّوحَا بَدُّو يِتْمَزَّقْ؟ وَسَتَظْهَرِينَ عَلَى حَقِيقَتِكِ يَامِسْكِينَةُ وَيَسْقُطُ الْقِنَاعُ الزَّائِفُ عَنْ وَجْهِكِ وَيَغْرَق؟ وَلَنْ يَنْفَعَكِ فَادِي لُبْنَان وَلَايَسُوع فَادِي الْعَالَم اِذَا لَمْ تَدْخُلِي قَارَبَ النَّجَاةِ فِي دِينِ الْاِسْلَامِ عَلَى زَوْرَق؟ وَاِلَّا يَا مِسْكِينَة فَاِنَّ عَذَاباً اَبَدِيّاً اَلِيماً مُهِيناً يَنْتَظِرُكِ وَيَنْتَظِرُ كُلَّ مَنْ مَاتَ عَلَى غَيْرِ دِينِ الْاِسْلَامِ وَفَارَق؟ وَاَمَّا اِزَالَةُ الْعَيبِ فَلَاتُسَمَّى تَغْيِيراً لِخَلْقِ الله بَلْ رُجُوعاً اِلَى خَلْقِ اللهِ الْغَالِبِ الْعَامِّ الْمُلْحَق؟بِمَا خَلَقَهُ اللهُ الْجَمِيلُ مِنْ عَقْلٍ يُحِبُّ الْجَمَالَ وَالتَّاَلُّق؟ لَكِنْ يُحِبُّهُ اللهُ بِضَوَابِطَ شَرْعِيَّةٍ صَارِمَةٍ لِلرَّجُلِ وَلِلْمَرْاَةِ اِذَا اَرَادَتْ مِنَ الزِّينَةِ وَالتَّاَنُّق؟ مَالَايَجُوزُ لَهَا اِظْهَارُهُ اِلَّا اَمَامَ زَوْجِهَا وَمَحَارِمِهَا كَمَا وَرَدَ فِي سُورَةِ النُّورِ الَّتِي تُرِيدُ مُجْتَمَعاً اِنْسَانِيّاً فَاضِلاً بَعِيداً عَنِ الْمُجْتَمَعِ الْفَوْضَوِيِّ الْاِبَاحِيِّ الْمُسْتَهْتِرِ بِغَيْرِ حَقّ؟ وَالْبَهِيمِيِّ الْحَيَوَانِيِّ الْخِنْزِيرِ الَّذِي لَايَغَارُ عَلَى الشَّرَفِ الْاِنْسَانِيِّ وَلَايَحْتَرِقُ قَلْبُهُ وَلَايَتَمَزَّق؟ وَلَكِنَّهُ يَنْسَلِخُ مِنْ قُيُودِ الْفَضِيلَةِ اِلَى قُيُودِ جَهَنَّمَ وَاَغْلَالِهَا وَسَلَاسِلِهَا كَالْكَلْبِ اللَّاهِثِ الْمَسْعُورِ بِالسُّعَارِ الْجِنْسِيِّ الْاَحْمَق{يَااَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا اَنْفُسَكُمْ وَاَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَايَعْصُونَ اللهَ مَااَمَرَهُمْ وَيَفعَلُونَ مَايُؤْمَرُون(فَبِاللهِ عَلَيْكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ اَيُّهُمَا اَرْحَمُ بِكُمْ؟ هَلْ هُوَ هَذَا الْكَلَامُ الْقَاسِي الْغَلِيظُ الَّذِي اَقُولُهُ وَلَوْ كَانَ جَارِحاً لِمَشَاعِرِكُمْ وَلَوْ اَدْمَى قُلُوبَكُمْ وَاَحْرَق؟ اَمْ هُوَ عَذَابُ الْمَلَائِكَةُ الْغِلَاظُ الشِّدَادُ الَّذِينَ لَايَعْصُونَ اللهَ مَااَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَايُؤْمَرُونَ مِنْ جَمِيعِ اَلْوَانِ الْعَذَابِ بِمَا فِيهَا مِنَ الْاَحْمَرِ وَالْاَصْفَرِ وَالْاَسْوَدِ وَالْاَزْرَق؟ ؟ بَلْ اِنَّهَا نَارٌ وَقُودُهَا اَنْتُمْ اَيُّهَا النَّاسٌ وَالْحِجَارَةُ الَّتِي لَايَسْتَطِيعُ اَحَدٌ اَنْ يَنْفَضَّ مِنْ حَوْلِهَا اِلَّا وَقَدْ اَصَابَتْهُ عَلَى رَاْسِهِ بِمَا يَسْتَخْرِجُ اَحْشَاءَ دِمَاغِهِ وَيَخْتَرِق ؟هَلْ هَذِهِ النَّارُ وَالْحِجَارَةُ وَمَلَائِكَةُ الْعَذَابِ اَرْحَمُ عَلَيْكُمْ مِنْ دَاعِيَةٍ اِلَى اللهِ وَلَوْ كَانَ فَظّاً غَلِيظاً لَايَتَّفِق؟ مَعَ اَهْوَائِكُمْ وَشَوْقِكُمْ اِلَى الْحُرِّيَّةِ الْبَلْهَاءِ الْحَمْقَاءِ وَمَافِيهَا مِنْ اِبَاحِيَّةٍ وَشَهَوَاتٍ اَحَاطَتْ بِهَا نَارٌ تَحْتَرِق؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِين(فَاَيْنَ الْمَهْرَبُ وَاَيْنَ سُلَّمُ النَّجَاةِ وَاَيْنَ سِرْدَابُ الْمُتْعَةِ وَالْخُمْسِ وَالْمَهْدِيِّ وَاَيْنَ النَّفَق؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ هَذَا الدَّاعِيَةُ يَنْفَضُّ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِ مِنْ دُونِ عَوْدَةٍ اِلَيْهِ وَلَالَهْفَةٍ وَلَاشَوْق؟ حَتَّى وَلَوْ كَانَ لِسَانُهُ يَنْقُطُ مِنْهُ السُّمُّ وَلَااَحَدَ فِي اِزْعَاجِ النَّاسِ عَلَيْهِ يَتَفَوَّق؟ فَكَيْفَ تَصْبِرُونَ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الدَّوَاءِ مِنْ سُمِّ الْاَفَاعِي وَالثُّعْبَانِ الَّذِي قَدْ يَقْتُلُ الْاَرْوَاحَ وَيُزْهِق؟ وَلَاتَصْبِرُونَ عَلَى اسْتِخْرَاجِ الدَّوَاءِ الشَّافِي مِنَ الْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَلَوْ كَانَتْ مِنْ دَاعِيَةٍ يَقْسُو عَلَيْكُمْ بِكَلَامِهِ وَلَكِنَّهُ يُشْفِق؟ عَلَيْكُمْ مِنْ نَارٍ وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ وَمَلَائِكَةٍ غِلَاظٍ شِدَادٍ فِي قَعْرِ جَحِيمِ جَهَنَّمَ وَمَا خَفِيَ كَانَ اَعْظَمَ وَاَعْمَق؟ رَحِمَ اللهُ دَاعِيَةً ضَرَبَنَا بِكَلَامِهِ الْقَاسِي وَلَوْعَلَى وُجُوهِنَا بَصَق؟ وَلَارَحِمَ اللهُ دَاعِيَةً اَضْحَكَنَا بِكَلَامِهِ وَجَعَلَنَا نَتَفَلَّتُ مِنَ الْاَخْلَاقِ وَفِي اَوْحَالِ الرَّذِيلَةِ وَالْجَحِيمِ نَغْرَق؟؟ قَدْ يَقُولُ قائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِلْخُنْثَى الْمُشْكِل؟ وَهُوَ الَّذِي تَسَاوَتْ عِنْدَهُ اَعْضَاءُ الذُّكُورَةِ وَاَعْضَاءُ الْاُنُوثَةِ ظَاهِرَةً اَوْ بَاطِنَة؟ بِمَعْنَى اَنَّ اَعْضَاءَهُ الذَّكَرِيَّةَ وَالْاُنْثَوِيَّةَ مَعاً مُنْتَفِشَةٌ ظَاهِرَةٌ اَوْ ضَامِرَةٌ مَخْفِيَّة؟ بِمَعْنَى اَنَّهُ لَيْسَ مَعْرُوفاً هَلْ هُوَ رَجُلٌ اَوِ امْرَاَة؟ فَمَاذَا يَفْعَلُ هَذَا الْاِنْسَان؟ وَمَاذَا يَفْعَلُ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالِجُه؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ اِرْفَعْ رَاْسَكَ بِفِقْهِ اَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَة؟ فَاِنَّهُ لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً يُشْكِلُ عَلَى النَّاسِ فِي هَذِهِ الْمَسَائِلِ اِلَّا وَقَدْ قَامَ بِعِلَاجِهِ مُعَالَجَةً تَامَّة؟ فَعَلَى الطَّبِيبِ الْمُعَالِجِ اَنْ يَرَى اَعْضَاءَهُ جَيِّداً؟ فَاِنْ كَانَتْ اَعْضَاءُ الذُّكُورَةِ اَقْوَى؟ فَعَلَيْهِ اَنْ يُجْرِيَ لَهُ عَمَلِيَّةً جِرَاحِيَّةً؟ مِنْ اَجْلِ اِزَالَةِ الْاَعْضَاءِ الْاَضْعَف؟ اِلَّا اِذَا كَانَتْ خَطَراً عَلَى حَيَاتِه؟ فَيَبْقىَ الْوَضْعُ عَلَى مَاهُوَ عَلَيْهِ اِلَى اَنْ يَقِضِيَ اللهُ اَمْراً كَانَ مَفْعُولَا؟ وَعَلَى الْاَطِبَّاءِ جَمِيعاً فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يَبْذُلُوا اَقْصَى جُهُودِهِمْ فِي الْكَشْفِ عَنْ هُوِيَّتِهِ الْحَقِيقِيَّةِ هَلْ هُوَ ذَكَرٌ اَوْ اُنْثَى مِنْ اَجْلِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ فِي مَسَائِلِ الْمِيرَاثِ وَعَدَمِ ضَيَاعِ حُقُوقِ الْوَرَثَة؟ وَاَمَّا اِذَا لَمْ تَكُن ِالْجِرَاحَةُ اَوِ الْعِلَاجُ خَطَراً عَلَى حَيَاتِهِ؟ فَعَلَى الطَّبِيبِ اَنْ يَسْتَدِلَّ عَلَى اَعْضَائِهِ الْحَقِيقِيَّةِ مِنْ خُرُوجِ الْبَوْل؟ فَاِنْ خَرَجَ الْبَوْلُ مِنَ الْاَعْضَاءِ الذَّكَرِيَّةِ؟ وَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الْاَعْضَاءِ الْاُنْثَوِيَّة؟ فَعِنْدَ ذَلِكَ يُعْتَبَرُ ذَكَراً؟ وَعَلَى الطَّبِيبِ اِزَالَةُ الْاَعْضَاءِ الْاُنْثَوِيَّة؟ وَبِالْعَكْس؟ اِذَا خَرَجَ الْبَوْلُ مِنَ الْاُنْثَوِيَّةِ؟ وَلَمْ يَخْرُجْ مِنَ الذَّكَرِيَّةِ؟ فَيُعْتَبَرُ اُنْثَى؟ وَعَلَى الطَّبِيبِ اِزَالَةُ الْاَعْضَاءِ الذَّكَرِيَّة؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ خَرَجَ الْبَوْلُ مِنَ الْاَعْضَاءِ الذَّكَرِيَّةِ وَالْاُنْثَوِيَّةِ مَعاً؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي فِي هَذِهِ الْحَالَة صَارَ خُنْثَى مُشْكِلاً؟ وَمَعَ الْاَسَف يُوَاجِهُ الْاَطِبَّاءُ مُشْكِلَةً كَبِيرَةً فِي عِلَاجِه؟ وَعَلَى الْاَطِبَّاءِ فِي هَذِهِ الْحَالَةِ اَنْ يَقُومُوا بِاسْتِخَارَةٍ شَرْعِيَّة؟ حَتَّى يُلْهِمَهُمُ اللهُ مَاهِيَ الْاَعْضَاءُ الْاَضْعَفُ الْمَطْلُوبُ اسْتِئْصَالُهَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ وَلِمَاذَا كُلُّ هَذَا الْعَنَاء؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي؟ بِسَبَبِ الْمِيرَاث؟ لِاَنَّ الْخُنْثَى الْمُشْكِلَ قَدْ تَكُونُ ابْنَتَكَ اَخِي؟ فَاِذَا كَانَتْ فِي حَقِيقَتِهَا اُنْثَى وَلَيْسَ لَهَا اِخْوَةٌ رِجَالٌ مِنْ اَوْلَادِكَ؟ فَاِنَّهَا لَاتَحْجُبُ اِخْوَتَكَ وَاَخَوَاتِكَ عَنْ مِيرَاثِكَ بَعْدَ مَمَاتِك؟ لِاَنَّ بِاِمْكَانِكَ وَالْعَيَاذُ باِلله اَنْ تَجْعَلَ حُقُوقَ اِخْوَتِكَ وَاَخَوَاتِكَ تَضِيعُ وَاَنْتَ تَدَّعِي اَنَّهُ خُنْثَى رَجُل وَلَيْسَتْ اُنْثَى؟ لِاَنَّهَا اِنْ كَانَتْ فِي حَقِيقَتِهَا رَجُلاً فِعْلاً؟ فَاِنَّ هَذَا الرَّجُلَ الْخُنْثَى يَحْجُبُ جَمِيعَ اِخْوَتِكَ وَاَخَوَاتِكَ عَنِ الْمِيرَاثِ وَلَوْ كَانُوا بِالْعَشَرَاتِ كَمَا اَمَرَ الله وَهَذَا حَقٌّ وَلَا غُبَارَ عَلَيْه؟ وَاَمَّا اِذَا كَانَتْ هَذِهِ الْخُنْثَى فِي حَقِيقَتِهَا اُنْثَى؟ فَالْوَيْلُ وَالثُّبُورُ؟ وَعَظَائِمُ الْاُمُور؟ وَجَحِيمُ الْقُبُور؟ وَالنَّارُ فِي جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِير؟ اِذَا قُمْتَ بِرَشْوَةِ الْاَطِبَّاءِ مِنْ اَجْلِ اِعْطَاءِ شَهَادَةٍ مُزَوَّرَةٍ عَنْهَا اَنَّهَا رَجُل وَهِيَ فِي حَقِيقَتِهَا اُنْثَى مِنْ اَجْلِ اَنْ تَحْرِمَ اِخْوَتَكَ وَاَخَوَاتِكَ مِنَ الْمِيرَاث؟ وَاُقْسِمُ بِاللهِ الْعَظِيم اَنَّ الْمُنْتَقِمَ الْجَبَّارَ شَدِيدَ الْعِقَابِ لَنْ يُسَامِحَكَ عَلَى لَيْرَةٍ وَاحِدَةٍ حَرَمْتَهُمْ مِنْهَا ظُلْماً وَعُدْوَاناً؟وَسَتَحْتَرِقُ عَلَيْكَ هَذِهْ الْاَمْوَالُ الْحَرَامُ فِي نَارِ الْجَحِيمِ وَفِي اَشَدِّ الْعَذَابِ وَالْعَيَاذُ بِالله؟؟ وَيَحْرُمُ الزَّوَاجُ اِطْلَاقاً مِنِ امْرَاَةٍ تَوْاَمٍ خَلَقَهَا اللهُ بِجِسْمٍ وَاحِدٍ وَرَاْسَيْنِ لَايُمْكِنُ فَصْلُ اَحَدِهِمَا عَنِ الْآخَرِ وَاِلَّا اَدَّى ذَلِكَ اِلَى مَوْتِهِمَا مَعاً؟ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَاَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الْاُخْتَيْن(بِمَعْنَى حُرِّمَ عَلَيْكُمْ اَنْ تَجْمَعُوا فِي الزَّوَاجِ بَيْنَ الْاُخْتَيْنِ سَوَاءٌ كَانَتَا تَوْاَمَتَيْنِ اَوْ غَيْرَ تَوْاَمَتَيْنِ وَبِجِسْمٍ وَاحِدٍ وَرَاْسَيْنِ مُتَلَاصِقَيْنِ اَوْ مُنْفَصِلَيْن؟وَيَحْرُمُ الْجَمْعُ فِي الزَّوَاجِ بَيْنَ تَوْاَمَتَيْنِ مُنْفَصِلَتَيْنِ رَاْساً وَجِسْماً؟ وَيَحْرُمُ الْجَمْعُ فِي الزَّوَاجِ اَيْضاً مِنْ اُخْتَيْنِ غَيْرَ تَوْاَمَتَيْن؟ اِلَّا اِذَا طَلَّقَ الزَّوْجُ اِحْدَى الْاُخْتَيْن وَانْقَضَتْ عِدَّتُهَا مِنَ الطَّلَاق؟ اَوْ مَاتَتْ اِحْدَاهُمَا؟ فَيَجُوزُ لِلزَّوْجِ اَنْ يَتَزَوَّجَ الْاُخْرَى؟ لَكِنْ لَايَجُوزُ لَهُ الزَّوَاجُ اَبَداً وَلَابِحَالٍ مِنَ الْاَحْوَالِ مِنْ صَاحِبَةِ الرَّاْسَيْنِ الْمُنْفَصِلَيْنِ اَوْ الْمُلْتَصِقَيْنِ عَلَى جِسْمٍ وَاحِد؟ وَسَيُعَوِّضُهُمَا اللهُ فِي الْآخِرَةِ اِذَا كَانَتَا مِنْ اَهْلِ الْجَنَّةِ بِاَحْسَنِ مَاعِنْدَهُ مِنَ النَّعِيم؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا بِالنِّسْبَةِ لِصَاحِبِ الرَّاْسَيْنِ الْمُنْفَصِلَيْنِ اَوِ الْمُلْتَصِقَيْنِ عَلَى جِسْمٍ وَاحِد؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي سَيُعَوِّضُهُ اللهُ اَيْضاً مَعَ اَخِيهِ صَاحِبِ الرَّاْسِ الثّانِي؟ وَمَعَ الْاَسَفِ يَحْرُمُ الزَّوَاجُ عَلَيْهِ وَعَلَى اَخِيهِ اَيْضاً حُرْمَةً مُؤَبَّدَة؟ لِاَنَّ اللهَ خَلَقَهُمَا عَلَى جِسْمٍ وَاحِد فَلَوْ تَزَوَّجَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا فَاِنَّ الْآخَرَ اَيْضاً يَسْتَطِيعُ الْكَشْفَ عَلَى عَوْرَةِ زَوْجَةِ اَخِيه وَهَذَا مَا لَايَرْضَاهُ الْاِسْلَامُ اَبَداً وَهُوَ اَنْ تَكُونَ زَوْجَةً مُشْتَرَكَةً لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا؟ قَدْ يَقُولُ قَائِل؟ مَاذَا لَوْ كَانَ بِالْاِمْكَانِ اِزَالَةُ اَحَدِ الرَّاْسَيْنِ وَيَبْقَى الرَّاْسُ الآخَرُ حَيّاً عَلَى جِسْمٍ وَاحِد؟ وَاَقُولُ لَكَ اَخِي لَايَجُوزُ ذَلِكَ شَرْعاً؟ وَلَايَجُوزُ لِاِنْسَانٍ اَنْ يَعْتَدِيَ عَلَى حَيَاةِ اِنْسَانٍ آخَرَ بَرِيءٍ اِلَّا بِاِذْنٍ مِمَّنْ خَلَقَهَا؟ وَاللهُ تَعَالَى لَمْ يَاْذَنْ بِذَلِك؟ وَالْخُلَاصَةُ اَنَّ عَلَى الطَّبِيبِ اَنْ يُزِيلَ الْاَعْضَاءَ التَّنَاسُلِيَّةَ الْاَضْعَفَ بِالنِّسْبَةِ لِلْخُنْثَى الْمُشْكِلِ الَّذِي اَشْكَلَ عِلَاجُهُ عَلَى الْاَطِبَّاء؟ فَاِنْ كَانَتْ اَعْضَاؤُهُ الْاُنْثَوِيَّةُ اَضْعَف؟ فَعَلَى الطَّبِيبِ اِزَالَتُهَا فَيَعُودُ رَجُلاً وَلَيْسَ اُنْثَى؟ وَبِالْعَكْسِ فَاِذَا كَانَتْ اَعْضَاؤُهُ الْاُنْثَوِيَّةُ اَقْوَى مِنْ اَعْضَائِهِ الذُّكُورِيَّةِ؟ فَعَلَى الطَّبِيبِ اَنْ يُزِيلَ اَعْضَاءَهُ الذُّكُورِيَّةَ الْاَضْعَفَ وَيَعُودَ اِلَى اَصْلِهِ اُنْثَى وَلَيْسَ رَجُلاً؟ لِاَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ تُعْتَبَرُ شُذُوذاً فِي الْخِلْقَة؟ بِمَعْنَى اَنَّهَا عَيْبٌ خَلْقِيٌّ وَلَيْسَ خُلُقِيّاً؟ فَاَيُّ عَيْبٍ مِنْ هَذِهِ الْعُيُوبِ الْخَلْقِيَّةِ تَجُوزُ اِزَالَتُه؟ وَلَايُعَابُ اللهُ الْحَكِيمُ عَلَى خَلْقِهِ؟ بَلْ لَهُ الْحُرِّيَّةُ الْمُطْلَقَة وَالْحِكْمَةُ الْمُعْجِزَةُ الْمُحَيِّرَة بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{يَخْلُقُ مَايَشَاء وَيَخْتَار؟ مَاكَانَ لَهُمُ الْخِيَرَة(وَاِنَّمَا يُعَابُ الْاِنْسَانُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى{قُتِلَ الْاِنْسَانُ مَااَكْفَرَه( نَعَمْ يُعْابُ الْاِنْسَانُ وَهُوَ يَرَى اِنْسَاناً مِثْلَهُ اَعْمَى اَوْ اَبْكَمَ اَوْ اَصَمَّ وَلَايَشْكُرُ نِعْمَةَ اللهِ فِي قَوْلِهِ سبحانه{اَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْن(وَلَايُعَابُ اللهُ تَعَالَى اَيْضاً اِذَا اَبْطَاَ بِالنَّصْرِ عَلَيْنَا عَلَى بَشَارَ وَزَبَانِيَتِه بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{وَلَوْ يَشَاءُ اللهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُو بَعْضَكُمْ بِبَعْض(وَاِنَّمَا يُعَابُ الْمُتَقَاعِسُونَ الْمُتَخَاذِلُونَ مِنْ اُمَّةِ الْعَرَبِ وَالْاِسْلَامِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ يُرِيدُ اللهُ اَن يَكْشِفَهُمْ عَلَى حَقِيقَتِهِمْ وَيَفْضَحَهُمْ اَمَامَ النَّاسِ وَالْخَلَائِقِ جَمِيعِهِمْ وَقَدْ قَالَ اللهُ فِيهِمْ{وَمَا اَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِاِذْنِ اللهِ وَلِيَعْلَمَ الصَّادِقِين؟ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اَوِ ادْفَعُوا؟ قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لَاتَّبَعْنَاكُمْ؟ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ اَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلْاِيمَان(وَاِنَّمَا يُعَابُ الْاَغْنِيَاءُ الَّذِينَ لَايُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِاَنْفُسِهِمْ وَلَا اَمْوَالِهِمْ فِي سَبِيلِ نُصْرَةِ الْمَظْلُومِينَ مِنَ الشَّعْبَيْنِ السُّورِي وَالرُّوهِينْجِي وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَظْلُومِينَ وَمَا اَكْثَرَهُمْ فِي اُمَّةِ الْاِسْلَام؟ وَلِذَلِكَ فَاِنَّ اللهَ لَنْ يُحَاسِبَنَا عَلَى مَااخْتَارَهُ لَنَا مِمَّا هُوَ خَارِجٌ عَنْ اِرَادَتِنَا؟ وَلَكِنَّهُ سُبْحَانَهُ سَيُحَاسِبُنَا عَلَى مَااخْتَارَهُ لَنَا وَعَرَضَهُ عَلَيْنَا مِنَ الْاِيمَانِ اَوِ الْكُفْرِ مِمَّا يَدْخُلُ فِي نِطَاقِ اِرَادَتِنَا وَمِمَّا اخْتَرْنَاُه نَحْنُ بِكَامِلِ حُرِّيَّتِنَا وَاِرَادَتِنَا دُونَ اَنْ يُرْغِمَنَا عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى{لَااِكْرَاهَ فِي الدِّين{فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ(وَلَكِنْ{اِنَّا اَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً اَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَاِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوه بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقَا(وَلَكِنْ اَيْضاً{بَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ اَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْاَنْهَار} اَمَّا بَعْد؟ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْتَ سُبْحَانَكَ اِنَّا كُنَّا مِنَ الظَّالِمِين؟ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لَا اِلَهَ اِلَّا اَنْت؟ اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ وَاَزْوَاجِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَآلِهِ وَاَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِاِحْسَانٍ اِلَى يَوْمِ الدِّين وَعَلَى جَمِيعِ الْاَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِين؟ اَللَّهُمَّ وَفِّقْ اِخْوَانَنَا الْمُجَاهِدِينَ مِنَ الْجَيْشِ الْحُرِّ الْبَطَلِ لِمَا تُحِبُّهُ وَتَرْضَاه وَسَدِّدْ رَمْيَتَهُمْ؟ وَاُوصِيكُمْ اَيُّهَا الْاِخْوَةُ الْاَبْطَالُ بِهَذِهِ الْآيَة؟ وَاَرْجُو اَنْ تَفْقَهُوا مَعْنَاهَا جَيِّداً؟ فَاِنَّهَا مِفْتَاحٌ عَظِيمٌ هَائِلٌ جِدّاً مِنْ مَفَاتِيحِ النَّصْرِ الْكَثِيرَةِ عَلَى طَاغِيَةِ الشَّامِ وَاَعْوَانِه؟ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِي سُورَةِ النِّسَاء{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لَاتُكَلَّفُ اِلَّا نَفْسَك؟ *وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ* عَسَى اللهُ اَنْ يَكُفَّ بَاْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا؟ وَاللهُ اَشَدُّ بَاْساً وَاَشَدُّ تَنْكِيلَا(فَاِذَا كَانَ اللهُ اَشَدَّ بَاْساً وَاَشَدَّ تَنْكِيلاً؟ فَعَلَيْكُمْ اَنْتُمْ اَيْضاً اَنْ تَكُونُوا رَبَّانِيِّينَ اَشَدَّ بَاْساً وَاَشَدَّ تَنْكِيلاً عَلَى هَذِهِ الْهَجْمَةِ التَّتَرِيَّةِ الْمَغًولِيَّةِ الْوَحْشِيَّةِ عَلَى الشَّعْبِ السُّورِي؟ وَعَلَيْكُمْ اَنْ تَنْتَزِعُوا جَبْهَةَ النُّصْرَةِ مِنْ اَحْضَانِ الْقَاعِدَةِ اِلَى اَحْضَانِكُمْ كَمَا انْتَزَعَ الْمَجُوسُ وَالرُّوسُ وَالصِّينُ بَشَّارَ وَزَبَانِيَتَهُ اِلَى اَحْضَانِهِمْ وَكَمَا انْتَزَعَ الْيَهُودُ مِنَ النَّصَارَى اِلَى اَحْضَانِهِمْ؟ وَصَدِّقُونِي اَنَّكُمْ فِي الْوَقْتِ الْحَالِي بِحَاجَةٍ اِلَى اَنْ تَتَحَالَفُوا مَعَ الشَّيْطَان وَلَا اَقُولُ الْقَاعِدَةَ فَقَطْ مِنْ اَجْلِ صَدِّ هَذِهِ الْهَجْمَةِ الشَّرِسَة وَالَّتِي لَاتَعْدِلُهَا هَجْمَة؟ وَسَلَامُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكَاتُهُ مِنْ اُخْتِكُمْ فِي الله غُصُون؟ وَآخِرُ دَعْوَانَا اَنِ الْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِين



 

رد مع اقتباس
قديم 21 / 04 / 2013, 18 : 09 AM   #2
تميراوي عريق


الصورة الرمزية الكاريبي
الكاريبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 22825
 تاريخ التسجيل :  11 / 02 / 2012
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 20 / 02 / 2015 (10 : 07 PM)
 المشاركات : 81,597 [ + ]
 التقييم :  15239388
 SMS ~
Free size

Free size

Free size

Free size
قـائـمـة الأوسـمـة
الوسام الذهبي جديد التميز جديد التميز 
افتراضي رد: افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت



جزاك الله خير


 
 توقيع : الكاريبي

مَنْ حَآول ان يَنْهَج نَهْجِي فَقَد قَلّل مِن شَأنه..
و أثبت تَميّزي !


رد مع اقتباس
قديم 23 / 04 / 2013, 04 : 03 PM   #3
تميراوي عريق
Free size


الصورة الرمزية دروب الامل
دروب الامل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 19776
 تاريخ التسجيل :  24 / 12 / 2010
الوظيفة :
الهويات :
عدد الالبومات :
 أخر زيارة : 19 / 05 / 2017 (09 : 09 AM)
 المشاركات : 74,208 [ + ]
 التقييم :  29677298
 الدولهـ
Saudi Arabia
قـائـمـة الأوسـمـة
الوسام الذهبي جديد التميز وسام افضل عضو 
مزاجي:
افتراضي رد: افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت



يعطيك العافيه على الطررح الطييب ,,


 
 توقيع : دروب الامل

_


[flash=http://im38.gulfup.com/Tf0Yw.swf]WIDTH=500 HEIGHT=230[/flash]


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 22 : 07 PM.


تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم