وزير الداخلية يأمر بصرف 10 آلاف ريال لكل عائد من جوانتانامو

06 / 10 / 2007, 58 : 07 AM

وزير الداخلية يأمر بصرف 10 آلاف ريال لكل عائد من جوانتانامو

أمر صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية بصرف مبلغ «550» الف ريال للعائدين الموقوفين من جوانتانامو بمناسبة الافراج عنهم بصورة مؤقتة لقضاء عيد الفطر المبارك وسط أسرهم وعوائلهم من منطلقات ابوية وانسانية واخلاقية.وكشف مسؤول أمني بوزارة الداخلية لـ«عكاظ» ان مكرمة سموه شملت «55» عائداً من جوانتانامو بواقع عشرة الآف لكل عائد سُلمت لهم قبيل مغادرتهم الى اسرهم بشكل مؤقت مبيناً أن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية يتابع شخصياً عملية صرف تلك المبالغ للعائدين ومن سبقوهم.
وكان سمو وزير الداخلية قد أصدر توجيهاته يوم الثلاثاء الماضي بتمكين جميع الموقوفين للمحاكمة الذين تمت استعادتهم وعددهم «55» موقوفا من خليج جوانتانامو لقضاء عيد الفطر المبارك مع اسرهم والعودة في المواعيد المحددة لاستكمال الاجراءات النظامية لعرضهم على المحاكم الشرعية.
وافاد ان سبعة وعشرين من الموقوفين المفرج عنهم قبل رمضان تسلموا تلك المبالغ كما تسلمها ستة عشر آخرون اطلقوا لقضاء العيد مع أسرهم مساء يوم الثلاثاء الماضي في حين يتسلم ستة عشر يمثلون الدفعة الأخيرة من المفرج عنهم مؤقتاً والذين يكتمل اطلاقهم مع حلول منتصف هذا الاسبوع مكرمة من سمو وزير الداخلية مؤكداً ان هذه اللفتة من سمو وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الامنية تعكس حرص سموهم على ادخال البهجة والسرور في نفوس أسرهم وعوائلهم نظراً لما يحتاجه كل منهم من مستلزمات عيد الفطر المبارك.
عودة للمحاكمة
ولفت المسؤول الامني الى ان جميع الموقوفين اطلقوا بكفالات اولياء امورهم واخوانهم على ان يعودوا لاماكن ايقافهم بعد يومين من عودة موظفي الدولة الى اعمالهم المقررة يوم السبت الثامن من شهر شوال مؤكدا ان تجاوب الموقوفين ومن سبقوهم من العائدين من جوانتانامو مع برامج التأهيل والمناصحة الشرعية لوزارة الداخلية وحسن سلوكهم دفع الوزارة لاتخاذ خطوة الافراج عنهم بصورة مؤقتة لقضاء العيد مع اسرهم كما فعلت مع الموقوفين العام الماضي والذي قبله.
واشار الى ان محاكمة عدد منهم ستتم بعد عيد الفطر وفقاً للاجراءات والضوابط والانظمة المعمول بها في المملكة.
وكانت وزارة الداخلية قد نقلت نحو ستة عشر عائدا يمثلون الدفعة السادسة من العائدين من جوانتانامو من سجن الحائر التابع للمديرية العامة للمباحث جنوب الرياض الى استراحة في اطار برامجها التأهيلية للعائدين.
وعبرت اسر كثير من الموقوفين المفرج عنهم بصورة مؤقتة في اتصالات هاتفية مع «عـكاظ» عن عظيم امتنانها لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ازاء الجهود الجبارة التي بذلتها الدولة ممثلة بوزارة الداخلية لأجل اعادة عشرات الموقوفين من ابنائها ممن كانت تحتجزهم الولايات المتحدة في قاعدتها بخليج كوبا.
وقالت ان اهتمام ورعاية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية وسمو نائبه الأمير احمد بن عبدالعزيز وسمو مساعده للشؤون الامنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز كان لها أثرها البالغ في اعادة هؤلاء الى بلادهم واحضان اسرهم وذويهم بعد سنوات من الغياب وفراق الوطن والاهل.. مبينة ان ابناءها عاهدوا الله ان يكونوا مخلصين لدينهم ثم مليكهم ووطنهم وان يعودوا لمجتمعهم اكثر تفانيا في خدمته سواعد بناء للوطن والمجتمع بأكمله.
ووصفت مكرمة سمو وزير الداخلية بصرف مبلغ عشرة آلاف ريال لكل عائد موقوف ليلة الافراج عنه مؤقتاً بمناسبة العيد باللفتة الابوية الحانية التي تسجل في تاريخ عطاء سموه الكريم لهذا الوطن وابنائه.وقالت والدة احد العائدين وتقيم في المدينة المنورة لـ«عـكاظ» وهي تجهش بالبكاء بكلمات عفوية متقطعة «بشر الله نايف بن عبدالعزيز بالجنة وفرح قلبه مثلما فرحنا بأن يكون اكبر ابنائي بجواري ايام العيد لتكون الفرحة فرحتين بعدما كانت افراح مواسم العيد السابقة منقوصة بغياب ابني».
العيد عيدين
وقال شقيق لاحد العائدين: لقد أعاد سمو الأمير نايف وسمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز البهجة والفرحة الى قلوبنا بعدما فقدناها لخمس سنوات واصبح عيدنا هذه السنة عيدين عيد بالفطر وعيد بأن يقضي اخي الموقوف رمضان وعيد الفطر معنا حتى وان كان بشكل مؤقت مثل بقية زملائه الذين سيعودون لمحاكمتهم عقب العيد.
وفي منزل اسرة احد العائدين كان عدد كبير من افراد اسرته واقاربه تنتظره ليل الثلاثاء الماضي وهي تترقب قدومه في اية لحظة وفي مقدمتهم والدا المفرج عنه المسنان.وعند دخول العائد الى دار اسرته بعد غياب عنه لخمس سنوات اختلطت الدموع بالافراح وعلامات السعادة تكسو وجوه نضر من إخوة واقارب المفرج عنه ابتهاجاً بقدومه.
وقال اخوة العائد: نشعر وأن أخانا قد خلق من جديد ولم نكن نتوقع ان نراه يوما ما.غير ان اتصال الصباح الباكر من سمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز على والدة العائد ليبشرها بقدومه الى ارض الوطن ضمن آخرين قد أعاد طعم الحياة لوالديه مجددا.
تصحيح المفاهيم
وتبقى في قاعدة جوانتانامو بخليج كوبا نحو «37» معتقلاً سعوديا تواصل المملكة بجهود امنية ودبلوماسية استعادتهم.
وكشف المسؤول الأمني ان الجهود لم تتوقف لحظة واحدة لاستعادة بقية المعتقلين على امل ان يعودوا جميعاً قبل نهاية العام الجاري 2007م مشيداً بالتعاون والتجاوب الذي ابدته السلطات الامريكية مع هذه الجهود.
ويخضع جميع العائدين من جوانتانامو الى برامج تأهيل صحية ونفسية وشرعية شاملة هيأتها وزارة الداخلية عبر لجان تضم عشرات الكفاءات والكوادر باشراف ومتابعة وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز بهدف اصلاحهم وتصحيح افكارهم ومفاهيمهم لدمجهم في المجتمع مجددا مواطنين اسوياء يضطلعون بدورهم الوطني في خدمة بلادهم.
وكانت الولايات المتحدة الامريكية قد سلمت المملكة عدداً من المعتقلين السعوديين في القاعدة الامريكية على تسع دفعات كانت آخرها تضم ستة عشر عائدا وصلوا الى مطار الملك خالد الدولي بالرياض فجر يوم السادس من سبتمبر الماضي حيث مكنت وزارة الداخلية عوائلهم واسرهم من مقابلتهم في سجن الحائر بعد وقت قصير من عودتهم.