[align=center]مناشداً من يعرف شيئاً عن المصاب إبلاغ المرور
صحوة "ضمير" تدفع مرتكب حادث مروري لتسليم نفسه بعد هروب (20) عاماً
لم يدر بخلد الشاب ذي السابعة عشرة ان افتتاح استاد الملك فهد الدولي بالرياض يوم 1408/7/14ه وانطلاق دورة الخليج العربي التاسعة سيتخلد بذاكرته ليس لأنه ملعب دولي عمل بمواصفات عالمية ولكن بسبب ان الشاب في ذلك اليوم اصطحب اثنين من اصدقائه للذهاب لمشاهدة يوم الافتتاح على أرض الملعب ولكن القدر كان لهم بالمرصاد حيث قطع عليهم الطريق على قدميه وتحديداً بحي الناصرية بالرياض أحد العمال مما جعل سيارتهم ترتطم بجسمه وعندما شاهدوا الدم يخرج بغزارة من جميع أجزاء جسمه بعد سقوطه على الأرض مغمى عليه ولم يقوموا بإسعافه بل اتفقوا على الهروب من موقع الحادث قبل وصول رجال المرور وقرروا العدول عن الذهاب للملعب والاكتفاء بمشاهدة المباراة عبر التلفاز رغم الخوف والقلق الذي افقدهم الحماس والاستمتاع بجو المباراة وبدرة الملاعب.
المواطن (ف.ع) قال ل "الرياض" لازلت أتذكر تفاصيل الحادث لحظة بلحظة رغم مرور (20) عاماً على حادث الدهس كيف لا وأنا لم أذق طعما للحياة طول تلك السنوات مبيناً ان الحادث افقده السعادة والاستمتاع بالحياة وعاش تلك السنوات في قلق.
وأضاف أنه فشل في اكمال دراسته الجامعية بل إنه فشل أيضاً بحياته الزوجية بسبب التفكير وشرود الذهن وعدم التركيز بجميع أمور حياته وأصبح شغله الشاغل مصير ذلك العامل هل لازال على قيد الحياة أم أنه فارق الحياة وخوفه من أن يدركه الأجل قبل إبراء ذمته امام الله.
وبين انه تعرض للعديد من الحوادث المرورية وكاد يفقد حياته عدة مرات ويؤكد ان جميع ما يحصل له من مشاكل يومية تجعله يدرك ان هروبه من الاعتراف بالحادث ومواجهة الواقع سبب له الكثير من النكد.
وأشار انه من وقت وقوع الحادث وهو يفكر يومياً بتسليم نفسه للمرور والاعتراف بالحادث ولكن وجد داخل نفسه صراعا بين الحق والباطل ويسوف يومياً ويختلق من الأعذار مرة باستكمال المرحلة الثانوية وبعد ذلك المرحلة الجامعية ومن ثم الحياة الوظيفية والزوجية وهكذا مرت السنوات وهو ينظر متى يتشجع ويقول الحقيقة ويريح ضميره.
وقال الحادث وقع عندما كان عمري 17عاماً وكنت شاباً مراهقا لا ادرك ابعاد هروبي التي قد تكون سببا بتفاقم حالة المصاب ولم استطع مواجهة القدر موضحاً أن خوفه من السجن وتوبيخ والده دعاه لكتمان الخبر والتأكيد على صديقيه بالمحافظة على السر وكان له ما طلب حيث أنهما حافظا على كتمانه طوال العشرين سنة الماضية.
وعن طريقة الاعتراف بالحادث قال قررت الذهاب للمرور بمحض ارادتي دون اخبار والدي ووالدتي واخواني الذين لا يعلمون بالحادث إلا بعد الاتصال عليهم من التوقيف بالمرور وفعلاً بتاريخ 1429/1/19ه ذهبت لمرور الناصرية بالرياض وقابلت الضباط وشرحت لهم تاريخ ووقت الحادث وتفهموا الوضع وتم التحقيق معي وإخراج ملف القضية وإيداعي التوقيف لحين تسجيل اعترافي شرعاً وإحضار كفالة وأضاف انه بعد اعترافي شعرت أني ولدت من جديد وشعرت بسعادة وراحة بال وزاح من بالي هم وغم لازماني سنوات طويلة.
وأشار ان فقدان المعلومة وتسجيل القضية ضد مجهول أدى للأسف صعوبة الوصول الى معلومات عن العامل المدهوس هل لازال على قيد الحياة أم توفي وهل أصيب لاسمح الله بالإعاقة وأقعد عن العمل وهل هو موجود بالسعودية ام انه عاد الى بلاده ان عمر العامل وقت الحادث (31) سنة واليوم عمره (51) سنة.
وأبان ان التقرير الطبي الذي حصل عليه من مستشفى الرياض المركزي (الشميسي) يؤكد وجود كسور بالأضلاع الثاني والثالث والرابع والخامس من الناحية اليسرى وكسور في عظمتي الرجل اليسرى ومصاب بغيبوبة وحالته حرجة ولكن لم نجد تقريرا بملف القضية يبين حالته بعد ذلك وهل شفي أو فارق الحياة ويرجع ذلك لعدم وجود حاسب في ذلك الوقت ووضع التقارير بالأرشيف والبحث يحتاج وقتا طويلا مع احتمال فقدان كامل الملف.
ولم يخف سعادته التي امتزجت بدموع الندم والفرح وحياة ضميره الذي نام طوال العشرين عاماً وحمد الله انه استطاع التغلب على الشر وقال الحقيقة مهما كانت قاسية عليه وعلى اسرته وناشد كل شخص تعرض لنفس الموقف ان يسلم نفسه للجهات المختصة وسيجد كل ترحيب واحترام ومساعدة كما أنه يبرئ ذمته قبل فوات الأوان مشيرا الى ان الذين يفرون من موقع الحادث يتسببون في مضاعفة الخطر للمصاب وربما يصل الى الوفاة في ظل أهمية كل ثانية في إسعاف المصابين والحفاظ على حياتهم، مضيفاً أن أسباب ودوافع الهروب متعددة من أبرزها الخوف من تحمل المسؤولية الناجمة عن الحادث أو عدم حمل السائق لرخصة قيادة تخوله قيادة المركبة أو بسبب اصابته بحالة من الخوف والهلع، الا ان هذه المسببات لا تعطي الحق أو تكون مبرراً للسائقين الهاربين من مواقع الحوادث. وقال: لقد دفعني ذلك الحادث الى القيام بالوقوف عند كل حوادث المرور التي تصادف مروري بالطريق ومساعدة المصابين مع ما ينتابني من تأنيب الضمير والشعور بالذنب والقلق واجلس اياما احدث نفسي بالذهاب للمرور وتسليم نفسي. وطالب عبر (الرياض) من يعرف عن العامل المدهوس أو مؤسسته شيئا الاتصال بالمحرر موضحا ان اسم العامل سيد علي حسين باكستاني الجنسية وكان يعمل تحت كفالة مؤسسة عايض الرشيدي ولكن لم نتوصل للمؤسسة مؤكداً انه على استعداد للذهاب الى باكستان للبحث عنه اذا كان على قيد الحياة أو مقابلة أهله ودفع الدية وإبراء ذمتي.
الرياض[/align]