خسائر الدنمارك من المقاطعة الإسلامية 3 مليارات دولار
هاري ديفنتر
كوبنهاجن، لاهاي: عصام واحدي، فكرية أحمد
توقعت غرفة التجارة الدنماركية أن تصل الخسائر الناتجة عن المقاطعة الإسلامية لبضائعها إلى 3 مليارات دولار وفقدان 20 ألف وظيفة.
وقال نائب مدير مركز الدراسات للتجارة بيتر أوتسن إن معظم التجارة الخارجية للدنمارك والدول الأوروبية لا يعلم السياسيون عن حجمها الفعلي ولا أين تذهب، مشيراً إلى أن 10 مليارات دولار تأتي من تجارة تخضع لحماية المستورد والمصدر ولا يعلن عنها، ومعظم هذه الأرباح تأتي من السوق الإسلامية.
من جهة أخرى، اتهمت منظمة "الصوت اليهودي الآخر" في هولندا منتج فيلم الفتنة المهين للقرآن الكريم جريث فيلدرز بالعنصرية، وقالت إن ما يفعله الآن لا يقل في شيء عن العداء للسامية بمساسه بمقدسات إسلامية.
--------------------------------------------------------------------------------
اتهمت منظمة "الصوت اليهودي الآخر" في هولندا منتج فيلم الفتنه المسيء للقرآن، جريت فيلدرز بالعنصرية. وقالت المنظمة التي تعرف بالاعتدال ومواقفها الحيادية الداعمة للحق الفلسطيني إزاء صراعها مع إسرائيل "إن تطاول فيلدرز على الإسلام ليس إلا جريمة عنصرية، ولو حدث وتطاول فيلدرز على اليهودية لاتهم بمعادة السامية، وما يفعله الآن لا يقل في شيء عن العداء للسامية بمساسه بمقدسات إسلامية".
وأكد عضو المنظمة ومعد البرامج الإعلامية هاري ديفنتر في إعلان أمس في الصفحة الأولى من صحيفة "فولكس كرانت" الواسعة الانتشار، باسم المنظمة "إن فيلدرز لو تطاول على اليهودية لما هدأت الثورة ضده طوال الوقت لمعاداته السامية".
وأضاف "بعيدا عن الإعلان فإن ما يفعله فيلدرز الآن هو مقدمة لمحرقة إسلامية للمسلمين على غرار محرقة اليهود التي تعرضوا لها في الحرب العالمية الثانية، فقد سبق الهولوكوست تصريحات وتحركات ضد اليهود والتوراة في الثلاثينات، تتشابه مع ما يفعله فيلدرز الآن ضد القرآن وتشبيهه له بالفاشية، وهو ما سيؤدى إلى حدوث مثل ما حدث مع اليهود.
وطالب ديفنتر اليهود بالتضامن مع المسلمين لحماية كتابهم السماوي المقدس، وأن يستعيدوا بأذهانهم ما حدث لهم، والعمل على عدم تكراره مع غيرهم من المسلمين.
كما طالب المسلمين بإعطاء الأهمية لفتح الحوار مع الآخرين حول الإرهاب والتعايش السلمي.
من جهة أخرى،أكدت نسبة 50% من الشعب الهولندي عدم رغبتها في مشاهدة الفيلم أو التعرف على الإساءات التي وردت به ضد القرآن، وقال الهولنديون في الاستطلاع الجديد الذي أجرته مؤسسة موريس دي هوند للأبحاث أول من أمس، إنه رغم الدعاية والضجة المثارة حوله ليس لديهم نوايا حتى لمشاهدة الفيلم عبر موقع الإنترنت الذي سيعرضه، فيما أعلنت نسبة 32% فقط عن رغبتها في مشاهدة الفيلم للتعرف على أسباب الغضب الإسلامي، وأبدت نسبة 12 % حيرتها، ولم تحدد موقفها من الرغبة في مشاهدة الفيلم من عدمها، مستندة إلى عدم الاهتمام بالموضوع ككل.
وأعربت الحكومة الهولندية أمس عن قلقلها إزاء المقاطعة التي أعلنت في سلطنة عمان أول من أمس ضد المنتجات الهولندية إلى جانب الدنماركية " من قبل سلسلة شركات " الجديدة " العمانية، وذلك اعتراضا على فيلم الفتنة، وقال دبلوماسي هولندي في لاهاي، إن اتساع رقعة المقاطعة التجارية لهولندا بصورة مبكرة وقبل عرض الفيلم، ينبئ بكارثة اقتصادية كبيرة خاصة على قطاع المنتجات الزراعية الهولندية، وعلى رأسها الألبان واللحوم.
وبدأت مؤشرات سلبية تنعكس على مكاتب السياحة والسفر الهولندية إزاء برامجها السياحية لتسفير أفواج الرحلات والإجازات إلى الدول الإسلامية، وعلى رأسها باكستان ومصر وفلسطين وسوريا والمغرب حيث تراجعت إعلانات السفر السياحي في مجموعات تلك الدول من قبل شركات السياحة، تحسبا للتحذيرات التي أطلقها وزير الخارجية الهولندي ماكسيم فيرهاجين مؤخرا، من احتمالات تعرض المصالح والرعايا الهولنديين في الدول الإسلامية ودول الشرق الأوسط للخطر.
وتوالت على مكاتب السفر اتصالات الهولنديين حول مدى الخطورة أو الأمن من السفر إلى تلك الدول في الوقت الحالي،وتحاول الشركات طمأنة المواطنين لتجنب خسائر تصل إلى ملايين اليورو حال انهيار الموسم السياحي في أشهر الربيع للدول الدافئة بالشرق الأوسط،وتغيير البرامج السياحية إلى وجهات أخرى.
إلى ذلك استدعت الإمارات أمس سفير الدنمارك في أبو ظبي وسلمته مذكرة احتجاج على إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد. وأفادت وكالة أنباء الإمارات (وام) بأن وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش استدعى بمكتبه بالوزارة سفير مملكة الدنمارك غير المقيم لدى الإمارات هانز كلينجنبيرج وسلمه مذكرة احتجاج تستنكر فيه الإمارات موقف الدنمارك من إعادة نشر الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للإسلام ولشخصية الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ".
وقال قرقاش إن "الإمارات تحترم دائما الحريات وتعدد الأديان والتنوع والتواصل والتسامح بين كافة الشعوب وتستنكر هذا التصرف غير الحكيم للحكومة الدنماركية في عدم التصدي لإعادة نشر الرسوم المسيئة للإسلام في الصحافة الدنماركية".
وأكد الوزير "موقف الإمارات بعدم الخلط بين حرية الصحافة والتهكم على الدين الإسلامي" وأضاف أن هذا الأمر "سينعكس بصورة سلبية على العلاقات الثنائية بين البلدين".
وأوضح أنه "بإمكان حكومة الدنمارك أن تعمل الكثير لوقف التهجم على عقيدتنا السمحة والتي نراها من خلال هذه الرسوم المشينة".
وأشار الوزير الإماراتي إلى أن "الإمارات لا تقبل المساس بموروثنا الإسلامي والحضاري وترفض أن تكون حرية الرأي غطاء للإساءة والتحامل على ديننا الحنيف ورسولنا الكريم".
وفي هذا السياق قرر اتحاد الجاليات العربية في أوروبا برئاسة أحمد العثيم في بيان أمس تفعيل دوره في التصدي لهذه الإساءات ليس فقط من خلال دعوى قضائية لدى المحاكم الأوروبية والدولية رصد لها ميزانية مبدئية بمليون جنيه إسترليني، بل إنه بحث الخطوات التنفيذية لإقامة قناة موجهة باللغات المختلفة لشرح ثقافة وفكر الدين الإسلامي الحنيف بل سيمتد لطرح المقاطعة كأحد الأسلحة للرد على هذه الإساءات.