[align=center]لا يستطيع أحد أن ينكر التقدم الهائل الذي نعيشه في هذه الفترة في مجال الطب فمع دخول الإنترنت أصبح باستطاعتنا ونحن في منازلنا أن نشاهد أدق العمليات الجراحية وفي أماكن حساسة كالمخ والقلب وغيرها ومدى تقبل الجسد وتماثلة للشفاء بأذن الله...
وبالرغم من ذلك فنحن إلى الآن لم نتمكن من الخروج من دائرة الجهل الذي لا يقتصر على أمية القراءة والكتابة فنرى كل يوم ونسمع عن شخص لقي حتفه أو أصيب بغيبوبة أو فشل كلوي إلى آخرة من النتائج السلبية المترتبة على خطأ التداوي بالأعشاب ...
وبعد أن كانت هذه المهنة قاصرة على بعض كبار السن ممن لديهم خبرة أو توارثوها أباً عن جد أصبحنا نرى إعلانات في جميع الأسواق عن محلات العطارة التي ما أن تدخلها حتى تفاجأ أن العامل في هذا المحل هو شخص يتكلم العربية بكلمات مكسرة لا تتعدى ( زين بابا – مجرب مدام ) وما أن تسأله عن عشبه معينه حتى يكتفي بهز رأسه فلا تعرف هل يقصد عدم توفر العشبه أم أنه لا يفهم ما تريد...
وما دفعني للكتابة هو ماعشته قبل أيام في محيط أسرتي فلدي عمه متعلمة ومثقفة وزوجها كذلك .. لكن والدته سامحها الله لا تعرف سوى الملعقة الساخنة التي تشوي بها جسد طفل غض لم يكمل عامه الثامن بعد بسبب وعكة طبية بسيطة لا تحتاج سوى كوب ليمون وقليل من الدواء بعد استشارة طبية فهل يعقل أن يكون الكي هو العلاج الأمثل لجميع الحالات حتى العادية التي تصادفنا خلال حياتنا اليومية ؟؟ مع ما وصلنا إليه من تطور طبي يمكنك من عمل العملية الجراحية بلا استعمال لمشرط الجراح وخروجك في اليوم نفسه ...
فلو كان العلاج بالكي مفيداً لما أوصى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن يكون آخر شيء يلجأ إليه المريض.
فكم من عشبه حرمت أمراه من الإنجاب؟؟ وكم من كية أصابت جسداً بشلل لأنها مست منطقة بها عصب!! فإلى متى نظل تحت وطأة هذه التصرفات التي تذهلنا من شخص متعلم ويعرف تماماً أخطار ونتائج هذه التصرفات.[/align]