الحمدلله على صديقٍ وفيٌّ في غيابه، جميلٌ إذا حضر
الصديق الذي إذا لقيك لا يكثر الملام عليك ولا يتحدّث فيما مضى، بل يمسك بيدك ويقفز بك/معك خطوات إلى الأمام .. شدّ على يده ما استطعت.
الصادق من الأصدقاء، لا يحمّلك أعباءً في علاقتكما معًا، يرتفع بنفسه وبك عن كل أمور الدنيا وظروفها ويقدّرها ويقدّرك!
الصادق من الأصدقاء، هو أكثر الناس حُسنَ ظنٍ بك وأكثر من يفهمك إذا غبت، ثم هو أول من يلتمس العذر لك.
الصادق من الأصدقاء، في كل مرّة تلقاه كما لو أنّك لقيته بالأمس، لا يجـفّ نبع الوداد فيه ولو طال بكما العهد.
الصداقة الحقّة : خِـفّة على الحياة والروح، وكل صداقةٍ متكلّفة ثقيلة هي شيءٌ وهمي لا يمت للصداقة بصلة.
لمّا كانت الصداقة من الصدق، كان لزامًا علينا ألّا ننتهكَ حرمة الصدق فيها والذي هو أساسها.
ولمّا كانت الصداقة من الصدق، آمنتُ أنه لا يُشترط لها تواصلٌ دائم، ولا يقيّدها حضور .. اصدق في غيابك دعاءً وأنا صديقك.
سلامٌ عليكم أيها الأصدقاء الصادقون أينما كنتم، غيبوا كيفما شئتم ولا تنسوا العهد بيننا، وأنا ما زلتُ على العهد أستغفر الله لي ولكم.
ثمّ السـلام مرتين على الأصدقاء الحاضرين معنا، الشادّين على أيدينا السائرين بنا شطر النور.