ومن لا يعرب منسبه قبل منشبه
بسم الله الرحمن الرحيم
كان هنالك درويش أو متدروش مخفي نفسه في زي درويش حل ضيفاً على رجل من البادية فلم يعبأ به وعشاه خضارة لبن وتركه يرقد طاويا وبينما هو كذلك إذ حل ضيف آخر من كبار أمراء البدو ذو جاه ووجاهه ويريد خطبة ابنة المعزب فذبح له ذبيحة ولما جهزت قدمها إليه فقال الضيف للمعزب ادع هذا الدويش المسكين ليتعشى معنا فدعاه وتعشى معهم وفي الصباح قدم المعزب قرصاً مثروداً وأخذ قطعة من القرص قبل ثرده وقدمها للدرويش فأبى الضيف الخاطب إلا أن يدعوه ليأكل معه فدعاه وتناول الإفطار معه . ثم قال الدرويش هذه الأبيات .
شبعنا وشبع الذر من وفر سورنا= وللذر من زاد الرجال معاش
ويعطي العطا من كان ضارٍ بالعطا=ويمن العطا من كان خاله لاش
ومن لا يعرب منسبه قبل منشبه=راحت عليه الملزمات بلاش
فأدرك هذا الضيف الخاطب ما يرمي إليه هذا الدرويش وأدرك أن معزبه هذا ليس بكفء لمصاهرته وان أولاده ربما يجرهم الأصل الخبيث فيكونون كجدهم في رداءة الأصل وخيبة الرجاء.
وإلى لقاء آخر وقصة أخرى