احمر وجهها وابتسمت
ذهب ابو العاص الى النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثه وقال له اريد ان اتزوج زينب ابنتك الكبرى . فقال له النبي : لا افعل حتى استاذنها, ويدخل النبي صلى الله عليه وسلم على زينب . ويقول لها : ابن خالتك جاءني وقد ذكر اسمك فهل ترضينه زوجا لك؟ فاحمر وجهها وابتسمت فخرج النبي وتزوجت زينب ابا العاص بن الربيع لكي تبدى قصة حب قويه. وانجبت منه : علي وامامه.ثم بدات مشكله كبيره حيث بعث النبي . واصبح نبيا بينما كان ابو العاص مسافرا وحين عاد وجد زوجته اسلمت. فدخل عليها من سفره ,فقالت له :عندي لك خبر عظيم .فقام وتركها فاندهشت زينب وتبعته وهي تقول : لقد بعث ابي نبيا وانا اسلمت . فقال هلا اخبرتني وتطل في الافق كله خطيره بينهما . مشكلة عقيده .قالت له :ما كنت لا كذب ابي .وما كان ابي كذابا .انه الصادق الامين .ولست وحدي . لقد اسلمت امي واسلم اخوتي ,واسلم ابن عمي علي بن ابي طالب , واسلم ابن عمتك عثمان ابن عفان , واسلم صديقك ابو بكر الصديق ,فقال :اما انا لا احب الناس ان يقولوا خذل قومه , وكفر بابائه ارضاء لزوجته, وما اباك بمتهم.ثم قال لها :فهلا عذرت وقدرت؟ فقالت : ومن يعذر ان لم اعذر انا ؟ ولكن انا زوجتك اعينك على الحق حتى تقدر عليه .ووفت بكلمتها له 20 سنه , ظل ابو العاص على كفره . ثم جاءت الهجره , فذهبت زينب الى النبي وقالت : يا رسول الله "اتاذن لي ان ابقى مغ زوجي . فقال النبي: ابق مع زوجك واولادك. وظلت بمكه الى ان حدثت غزوة بدر , وقرر ابو العاص ان يخرج للحرب في صفوف جيش قريش . زوجها يحارب اباها . وكانت زينب تخاف هذه اللحظه ,فتبكي وتقول : اللهم اني اخشى من يوم تشرق شمسه فييتم ولدي او افقد ابي . ويخرج ابو العاص بن الربيع ويشارك في غزوة بدر ,وتنتهي المعركه فيؤسر ابو العاص بن الربيع ,وتذهب اخباره لمكه ,فتسال زينب وما فعل ابي ؟ فقيل لها :انتصر المسلمون .فتسجد شكرا لله .ثم سالت :وماذا فعل زوجي ؟ فقالوا: اسره حموهز فقالت :ارسل في فداع زوجي . ولم يكن لديها شيئا ثمينا تفتدي زوجها , فخلعت عقد امها الذي كانت تزين به صدرها ,وارسلت العقد مع شقيق ابي العاص بن الربيع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم .وكان النبي جالسا يتلقى الفديه ويطلق الاسرى , وحين راى عقد السيده خديجه سال : هذا فداء من ؟ قالوا :هذا فداء ابو العاص بن الربيع . فبكى النبي وقال : هذا عقد خديجه . ثم نهض وقال : ايها الناس : ان هذا الرجل ما ذممناه صهرا فهلا فككت اسره ؟ وهلا قبلتم ان تردوا اليها عقدها ؟ فقالوا نعم يا رسول الله . فاعطاه النبي العقد , ثم قال له : قل لزينب لا تفرطي في عقد خديجه . ثم قال له : يا ابا العاص هل لك ان اساررك ؟ ثم تنحى به جانبا وقال له :يا ابا العاص ان الله امرني ان افرق بين مسلمه وكافر , فهلا رددت الي ابنتي ؟ فقال : نعم . وخرجت زينب تستقبل ابا العاص على ابواب مكه , فقال لها حين راها : اني راحل . فقالت : الى اين ؟ قال : لست انا الذي سيرتحل ,ولكن انت سترحلين الى ابيك . فقالت :لم ؟ قال : للتفريق بيني وبينك . فارجعي الى ابيك . فقالت :فهل لك ان ترافقني وتسلم ؟ فقال : لا . فاخذت ولدها وابنتها وذهبت الى المدينه . وبدا الخطاب يتقدمون لخطبتها على مدى 6 سنوات , وكانت ترفض على امل ان يعود اليها زوجها . وبعد 6سنوات كان ابو العاص قد خرج بقافله من مكه الى الشام , واثناء سيره يلتقي مجموعه من الصحابه . فسال على بيت زينب وطرق بابها قبيل اذان الفجر , فسالته حين راته :اجئت مسلما ؟ قال : بل جئت هاربا . فقالت :فهل لك ان تسلم ؟ فقال : لا . قالت " فلا تخف . مرحبا يا ابن الخاله . مرحبا بابي علي وامامه . وبعد ان ام النبي المسلمين في صلاة الفجر , اذا بصوت ياتي من اخر المسجد : قد اجرت ابو العاص بن الربيع, فقال النبي :هل سمعتم ما سمعت ؟ قالوا : نعم يا رسول الله . قالت زينب : يا رسول الله ان ابا العاص ان بعد فابن الخاله وان قرب فابو الولد وقد اجرته يا رسول الله . فوقف النبي صلى الله عليه وسلم . وقال : يا ايها الناس ان هذا الرجل ما ذممته صهرا , وان هذا الرجل حدثني فصدقني ووعدني فوفى لي . فان قبلتم ان تردوا اليه ماله وان تتر*** يعود الى بلده , فهذا احب الي . وان ابيتم فالامر اليكم والحق لكم ولا الومكم عليه .فقال الناس : بل نعطه ماله يا رسول الله . فقال النبي : قد اجرنا من اجرتي يا زينب , ثم ذهب اليها عند بيتها وقال لها : يا زينب اكرمي مثواه فانه ابن خالتك وانه ابو العيال , ولكن لا يقربنك فانه لا يحل لك , فقالت : نعم يا رسول الله . فدخلت وقالت لابي العاص بن الربيع اهان عليك فراقنا . هل لك ان تسلم وتبقى معنا قال : لا . واخذ ماله وعاد الى مكه . وعند وصوله الى مكه وقف وقال : ايها الناس هذه اموالكم هل بقى لكم لكم شى ؟ فقالوا : جزاك الله خيرا وفيت احسن الوفاء .قال: فاني اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله . ثم دخل المدينه فجرا وتوجه الى النبي وقال : يا رسول الله اجرتني بالامس واليوم جئت اقول اشهد ان لا اله الا الله وانك رسول الله . وقال ابو العاص بن الربيع : يا رسول الله هل تاذن لي ان اراجع زينب ؟ فاخذه النبي وقال :تعال معي . ووقف على باب زينب وطرق الباب وقال : يا زينب ان ابن خالتك جاء لي اليوم يستاذنني ان يراجعك فهل تقبلين ؟ فاحمر وجهها وابتسمت . والغريب ان بعد سنه من هذه الواقعه ماتت زينب فبكاها بكاء شديدا حتى راى الناس رسول الله يمسح عليه ويهون عليه , فيقول له : والله يا رسول الله ما عدت اطيق الدنيا بغير زينب . ومات بعد سنه من موت زينب . حقا هم "نساء غير النساء ورجال غير الرجال " ومما زادني فخرا وتيها " وكدت باخمصي اطا الثريا دخولي تحت قولك ياعبادي " وان صيرت احمدا لي نبيا <اين نحن من هذا الحب الطاهر>