اللواء "التركي": التنظيم لجأ إلى تغيير أماكن ومواعيد استهداف الأبرياء
تعرَّف لماذا حاول تنظيم داعش الإرهابي استهداف مطعم ومقهى بـ"تاروت"
A A A
صحيفة سبق الإلكترونية - الدمام
0
0
2,861
يبدو أن استهداف تنظيم داعش الإرهابي مطعم ومقهى السيف في تاروت اعتمد على نتائج مسح ميداني شامل، أجراه أفراد في التنظيم للعديد من المناطق، التي أرادوا أن تكون هدفًا لعملياتهم الإرهابية داخل السعودية.
ويندرج هذا الاستهداف في إطار توجُّه جديد للتنظيم الإرهابي باستحداث قائمة أهداف جديدة، لم تكن مدرجة في قائمته القديمة، التي تركزت في الأساس على مساجد وحسينيات الشيعة في القطيف والأحساء ونجران، وهي الأماكن التي ركزت الدوريات الأمنية وجودها أمامها في الآونة الأخيرة؛ لحماية مرتاديها من أي عمليات إرهابية محتملة.
وألقت السلطات الأمنية القبض على شخصَيْن في اليوم الثاني من ذي القعدة الحالي؛ كانا يخططان لتنفيذ عملية إرهابية في مقهى ومطعم السيف. وتمكنت نقطة تفتيش في مدينة الدمام من الإيقاع بالإرهابيَّيْن بعد الاشتباه في السيارة التي كانا يستقلانها؛ إذ حاولا المقاومة والفرار، إلا أن رجال الأمن تمكنوا من السيطرة عليهما بشكل كامل، وعُثر بحوزتهما على سلاح ناري وحزام ناسف مكوَّن من سبعة قوالب محشوة بمادة شديدة الانفجار، بلغ وزنها الإجمالي 7.3 كيلوجرام، وكانت في حالة تشريك كاملة.
ويكشف استهداف الدواعش المقهى يوم الثاني من ذي القعدة الحالي عن تغيير جذري في خطط وبرامج وآلية عمل هذا التنظيم، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية اليوم. بيد أن السؤال الذي تكرر على لسان مواطنين عاديين ونشطاء في مواقع التواصل الاجتماعي هو: لماذا استهدف داعش مطعم ومقهى السيف دون غيره في المنطقة الشرقية.
سبعة آلاف متر
وأفادت مصادر لـ"سبق" بأن لهذا المطعم فرعَيْن في المنطقة الشرقية، الأول يقع في الدمام، فيما يقع الثاني الذي استهدفه داعش في مدينة تاروت. مشيرة إلى أن "الفرع الأخير يُعَدُّ من أكبر مطاعم ومقاهي المنطقة الشرقية؛ إذ تبلغ مساحته نحو 7 آلاف متر مربع، ويحتل موقعًا استراتيجيًّا مهمًّا في المدينة؛ الأمر الذي شجع الكثير من أهالي المنطقة الشرقية وزوارها على ارتياده، والجلوس فيه فترات طويلة نسبيًّا، خاصة أنه يوفر المشروبات والأكلات المتنوعة والمعسلات والشيش.
وأضافت المصادر نفسها بأن "المطعم نال في الفترة الأخيرة حظه من الشهرة والانتشار في المنطقة الشرقية؛ ويقصده المئات يوميًّا من المواطنين الشيعة والسُّنة على السواء على مدار أيام الأسبوع، ولكن تمتلئ طاولاته عن بكرة أبيها يومَيْ الجمعة والسبت من كل أسبوع، وهو ما توصل إليه تنظيم داعش في مسحه الميداني - على ما يبدو - وأوعز إلى اثنين من أنصاره، هما عبدالله عبدالرحمن عبدالله الغنيمي (سعودي) وحسين محمد علي محمد (سوري) باستهدافه وتفجيره بسبعة قوالب محشوة بـ7.3 كيلوجرام من المواد شديدة الانفجار".
ولا تستبعد المصادر ذاتها أن يستهدف داعش بعملياته الإرهابية مناطق أخرى جديدة؛ وذلك في إطار نتائج عمليات المسح الميداني التي اعتاد أن يجريه في الخفاء.
تغيير الاستراتيجية
وكان المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء منصور التركي، قد لفت إلى أن تنظيم داعش الإرهابي لجأ في الآونة الأخيرة إلى تغيير الأماكن والمواعيد في تنفيذ جرائمه، وأشار إلى أن عملياته الإرهابية في العام الماضي تركزت على مساجد بعينها وقت أداء صلاة الجمعة، وإلى أنهم (الدواعش) أطلقوا النار على المارة في محيط المسجد في حي الكوثر بسيهات، واستهدفوا المصلين في مسجد المشهد بنجران، وأيضًا استهدفوا مسجد الرضا في محافظة الأحساء، والمسجد النبوي الشريف، ومسجد وسط القطيف بالقرب من سوق مياس، إلا أنهم خابوا وحبطت أعمالهم بفضل من الله، ثم يقظة رجال الأمن وتعاون المواطنين.
وتابع "التركي" بأن "التنظيم الإرهابي يركز هذا العام على استغلال المقيمين بالسعودية، خاصة الذين أمضوا فترات طويلة؛ للمشاركة أو تنفيذ العمليات الإرهابية، كما استهدفوا أماكن جديدة، مثل المطاعم أو مواقف مستشفى الفقيه بجدة".
وقال: "هناك مؤشر إلى فشلهم في تجنيد بعض السعوديين واستدراجهم لمناطق الصراع لتدريبهم وتهيئتهم لمثل هذا العمليات؛ وهذا إنما يعكس مستوى الوعي الذي وصل إليه المواطن السعودي، وإدراكه مخططات ومؤامرات هذا التنظيم ومَنْ يقف وراءه".