[frame="7 80"][align=center]سباعيات متمردة - تركي عبد الغني
أَدَاراً خُنْـتِ .. أَمْ خانَـتْـكِ دَارُ ............ وَلَـمْ يُؤْخَـذْ لِعيْنَيْـكِ اعْتِبـارُ
فَلا دَمعـي تَـرِقُّ لَـهُ عُيُـونٌ ............. وَلا عَيْنـاي تُحْمَـى أَو تُجـارُ
فَيا عُقْبى اللَّيالـي لَسـتُ أَدْري ........... إذا مَـا اللَّيْـلُ يَعْقِبُـهُ النَّهـارُ
وَيا ليْتَ الْبَشائِـر فـي حياتـي ............ تُـدانُ، وَلَيْـتَ أَحْزانـي تُعـارُ
فَما أَذكـى بِصَـدْري الْنَّـارَ إِلاَّ ........ حبيبٌ سَارَ حَيْثُ الْنَّاس سَـاروا
فَأَكبَرُهُم صَغيـرٌ فـي عيونـي ............. وأثْقَلُهُـم علـى الدُّنْيـا غُبـارُ
فَلَـن أَسألهُـمُ لـوْ أَحْرَقُونـي ............ فَأَبْرَدُ مَوضعٍ في الْجِسْـمِ نـارُ
* * * * * *
أُقاتِـلُ ليـس حُبَّـاً فـي قِتـال ............. ولَكِنْ مـن جِراحـاتِ اللَّيالـي
أَظَلُّ أُسابِـقُ السَّاعـاتِ لَكـنْ ............. تَمُـرُّ مُـرورَ أعـوامٍ طِــوالِ
وَصُبْحاً إن رَجوتُ أّبَـى قُدومـاً .......... فَمالِ الصُّبـح لا يأتـي وَمالـي
إذا نامَتْ عُيوني صَـارَ فِكـري ........ يُصارِعُني بِما فـوقَ احْتِمالـي
أَظَلُّ حَبيسَ جُدرانـي وَصَمْتـي ......... تُنازِعُهُ الْحَقيقـةُ فـي خَيالـي
أراني كالدُّخـانِ بِوجـهِ ريـحٍ ........... تَشَتَّتَ فـي اتِّجاهـاتِ الْمَجـالِ
فهذا حالُهُ فـي الْجَـوِّ يُنْسـى ............ وَهذا في زِحـامِ الْعُمْـرِ حَالـي
* * * * * *
عَرفْتُ حَياتِيـا وَعَرَفْـتُ أنِّـي .......... أرُدُّ الدَّيْـنَ لـو كانـت تُدِنِّـي
وَما ثِقَتـي بِتَصديـقِ اعتِقَـادي .......... لأُرْجِـئَ حَيْرَتـي وَأَرُدَّ ظَـنِّـي
ولَكـنَّ الْحيـاةَ لَهـا فُـنـونٌ ........... وَمَذْهَبُهـا التَّعَسُّـفُ والتَّجَنـي
إذا أَرخَـت عَنـانَا للرزايا ........... مَشَيْنَ إليـكَ مَشْـيَ الْمُطْمَئِـنِّ
وَإن هيَ ضاحَكَتكَ بِبَعضِ يـومٍ ........ وجاءَتْ فـي سُوَيْعـاتٍ تُغَنّـي
تَعَرَّى وَجْهُهَـا الْمَعهـودُ شَـرَّاً .......... ونالَتْ مِنْكَ مـا نالـت وَمِنِّـي
فَمِنَّا مَنْ يَعُـضُّ علـى شِفـاهٍ ............. وَمِنَّـا مـا لَـهُ غَيْـرُ التَّمَنِّـي
* * * * * *
إذا صادفتُ من أهـوى تَعالـى .......... عَلَيَّ بِكِبرِ مـن رَكِـبَ الْجِبـالا
فَأَرْجوهُ .. فَيَتْرُكُنـي ويمضـي ............ كَأَنِّـي قـد تَمَنَّيـتُ الْمُـحـالا
ألا يا قَلـبُ مالَـكَ لَـمْ تُعِفْنـي ........... هَوىً مَنَّيتُ نَفسـي فاسْتَحـالا
ودَهْـرُكَ ذا يُبَـعِّـدُ كُــلَّ وُدٍّ ............. وَتَأتينـي مَصائِبُـهُ عُجـالـى
أُحِسُّ بِأَنَّ فـي نَحـري حِرابـاً ............ تُنَسِّـلُ مـن تَنَشُّقِـهِ حِـبـالا
إذا ألفَيتُ منْ عَبِثـوا بِطُهْـري ...... حَبَستُ الدَّمْعَ في عَيني انْتِحـالا
وَأَمَّـا إِن رَأَت عَينـاهُ عَيـنـي ........... تَرَقْرَقَ في الْمَآقـي ثُـمَّ سـالا
* * * * * *
فقدْ أَعْلَنْتُـهُ وَلَجَمْـتُ خَوفـي ........ وَشِئتُ مَشيئَتي لا شاءَ عُرْفـي
سأَمْضي أَحْمِلُ الإِحْساسَ دينـاً ........ ولو أَلقى بِـذاتِ الدِّيـنِ حَتْفـي
وَلَـن أُلقـي مَناديلـي هُروبـاً ........ ولَنْ أَغْضُضْ عنِ التَّجهيلِ طَرْفي
فَلولا قَهْرُهُم ما صيـغَ قَولـي ......... وَلَولا حَبْسُهُم مَا اسْتُـلَّ سَيْفـي
إِذا ما البنـتُ أَوقَعَهـا زَمـانٌ .......... تلا عَقِـبَ السَّكاكيـنِ التَّشَفِّـي
يَمُرُّ الدَّهـرُ بالأَفْـراحِ نَحـوي ...... فَتَمْضي مُغْمَضاتِ الطَّرْفِ خَلْفي
كأَنَّ الْحَـظَّ فـي كَفِّـي دُخـانٌ ........... قَبضْتُ عَليهِ ثُـمَّ فَتَحـتُ كَفِّـي
* * * * * * * * * * * *[/align][/frame]