|
النبض العام يختص باخبار المنتدى و القرارات الادارية و المواضيع التفاعلية والمسابقات و الطرح العام |
|
أدوات الموضوع |
01 / 12 / 2015, 09 : 01 AM | #1 | ||
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
السعادة والتعاسه بالمال
السلام عليكم ايها الاحبه
جدلية المال جدلية قديمة جدًا...هناك من يجعل المال مركز الحياة الرئيسي و المحرك لكل الأمور و ربما يبالغ بذلك لأقصى الدرجات. و هناك من ينفي الأمر،و يذهب في اتجاه معاكس و كأن المال لا يحتل سوى جزء صغير من مساحة عالمنا. و ما زلت اقرأ الكثير حول الأمر، كأنه الموضوع الذي لا ينتهي...فقررت ان أخوض فيه. قال احدهم. " المال يمنحنا مظاهر الحياة دون جوهرها. إنه يمنحنا الطعام لا الشهية، الدواء لا الصحة، المعارف لا الأصدقاء، الخدم لا المخلصين.. والمرح لا السعادة...." و قيل "المال لا يجلب السعادة، لكن يسمح لنا ان نعيش تعاستنا برفاهية." لنذهب معًا في رحلة استكشافية على متن خطوط الواقعية،و اسمحوا لي ان أكون دليلًا سياحيًا أو ربما مؤشرًا إنسانيًا/اقتصاديًا بعض الشيء في هذه الجولة. في الجانب الأول،نرى شيئًا من الصحة. فما أكثر الأغنياء المرضى، المكتئبين، الوحيدين، المتوجسين.... قد يصبح المال أحيانًا نقمة، أرق دائم لتفادي المستغلين، الوصوليين، المنافقين،.....و حتى قلق من فقدان المال و رغبة مستمرة في زيادته و مضاعفته. و كثيرون بعدها يصابون بشيء من الحرص ان لم نقل البخل و قد يؤثر المال في الأخلاق على مبدأ "الفلوس تغير النفوس". كلما زاد ما يملأ جيبك،ازداد ما يجب ان تنفق. نفقات الرفاهية، نفقات البرستيج و المركز الاجتماعي، نفقات المظاهر، نفقات الأساسيات التي لم تكن أساسيات لكن ارتفاع مستواك المادي نقلها من الكماليات الى المهمات.... إذًا،فمؤشر الانفاق يزداد مقابل ارتفاع مؤشر المدخول أيضًا... ننتقل للجانب الآخر، لنرَ اثر قلة المال أو غيابه. ربما سأعرضها عبر صور متفرقة. - فقير مسكين، و كأن الحياة لم تكتفِ بحرمانه من نِعَم كثيرة،،داهمته الأمراض. يفقد صحته و عافيته شيئًا فشيئًا و ربما بذلك يزداد فقرًا و ضعفًا و حاجة و قد ينتهي الى القبر لأن ما في جيبه لا يغطي ثمن علاجه! - فقير آخر مسؤول عن عائلة، يرى عوزهم و حاجتهم و يأكل طيف المال جوانب قَلبه و يقتات عليه. لا يستطيع رفع مستوى معيشة أحبائه. أطفاله يرون ألعاب أصدقائهم، ملابسهم الجميلة، مقتنياتهم،و ربما وجبات أكلهم و ان كانت عادية ..... و قد يركضون اليه يطلبون شيئًا يحتاجونه، و لن أقول يريدونه، و ان كان بسيطًا، فلا يملك بين يديه سوى عجزه! أفلا تتورم روحه أمام قلة حيلته مرة بعد مرة! - ماذا عن أم ترى طفلها يتلوى جوعًا، يبكي و يشتكي بطنه الصغير، دموعه تتساقط فتقع على قلبها كـسيلٍ من الأسيد الكاوي؟؟ أو اب بُليت عيناه بمنظر ابنه ممددًا في أوجاعه و الآم المرض و هو يعجز عما يشتري له به العلاج؟؟ - ماذا عن المغتربين عنوة؟ تقول أحلام مستغانمي "مَا دُمت تملك تذكرة العودة،فأنت غنيّ بحريتك،يكفي ان بإمكانك صفق الباب و العودة من حيث جئت.شعرت بالتعاطف مع المغتربين الذين،عند المصاب، يجدون أنفسهم لا يملكون ثمن عودتهم.لكن أفقر منهم من لا يملكون لعودتهم وجهة!" قالتها بتعبيرها الحاسم القاصم، فلن أضيف كلمة! - ماذا عمّن تبخل الحياة عليه بفرصة التعليم؟ و بالتالي بفرص العمل و بفرص حياة يمكن ان تصبح يومًا أفضل؟؟ -صديقتان في زواجين فاشلين من رجلين متفاوتي السوء. استطاعت الأولى الحصول على الطلاق بسهولة و على أطفالها،و شدت الرحال صوب المستقبل مبتعدة عن مرحلة منتهية. تمتلك بيتًا لائقًا، عملًا مريحًا، تقضي وقتها بالعناية بنفسها و بأطفالها.. تذهب للتسوق، للترفيه، للعلم أيضًا، للزيارات، و السفرات..... المال وفّر لها أبوابًا لم يوفرها للأخرى التي مازالت تعاني مع الرجل الأسوء،غير قادرة حتى على طلب الطلاق بحسب ظروفها التي عمل زوجها على زيادتها تعقيدًا حتى يحكم السيطرة المطْلَقَة! يستمر بالتضييق عليها علها "تطفش" متنازلة عن حقوقها و أطفالها...أخذ وضعها النفسي يتخذ منحىً جسديًا؛و هو يتعمد إذلالها حتى للحصول على الدواء الذي ركلته عزة نفسها و فضلت المرض لأجل احتفاظها بفتات كرامتها. لا مخرج،لا متنفس، لا تعويض،......ثم سيطلقها يومًا،حين لا يحتاج اليها....سيكون الزمن قد مر داهسًا عمرها و لن تجد سوى حضن الفقر ليضمّ وحدتها. قيل يومًا بأن ما في جيب الفقراء، غالبًا لا يغطي منسوب كرامتهم! ماذا عن و عن و عن.... صور كثيرة لا تنتهي، و ان سردناها لاحتجنا الى زمن ممتد و لم نفرغ! .... قد يتبجح البعض،و ربما في الغالب من أصحاب الجيوب الحريرية، بالقول ان الفقير لم يعمل كفاية و لم يجتهد ليحسن من مستواه! أقول، ليست الحياة كريمة مع الجميع، و ليس كل فقير كسول أو مهمل أو لا مسؤول، لكن البعض يولدون بأوضاع صعبة، أو لربما قد يصابون فيها لاحقًا لتكون وطأة ضغط الزمن عليهم أكبر من طاقاتهم،قدراتهم أو إمكاناتهم و شيئًا فشيئًا تدفنهم المصاريف تحت حزام الفقر! ثم ان غالبية البشر على هذا الكوكب هم من الفقراء، يليهم متوسطو الحال أما الأغنياء،فهم الأقلية، ولا أقول النخبة،فبعضهم لا يستحق الكلمة! قيل:" السعادة ليست في ما تملك..لكن الشقاء في ما لا تملك. غالبًا ليس بإمكان ما تملكه ان يصنع سعادتك،بينما ان ما تفتقده هو الذي يصنع تعاستك." ما أبلغه من تعبير!! عادة، فـإن اتباع نظرية "المال لا يجلب السعادة" يقولون بالمقولة الأولى التي ذكرناها في البداية. هي مقولة صحيحة كجزئية مقتطعة، إنما لننظر لجانبها الخفي؛ من قال بأن الغني قد يحتاج العافية و الصحة بينما ان الفقير يمتلكها مقابل فقره؟! بل عادة ما يسوق الفقر المرض! و يسوق الجهل، و يسوق البطالة، و ربما سوء التربية و الخُلق أحيانًا!قد يسوق الجرائم و الرذائل ...... ليس بإمكان المال ان يشتري الصحة و العافية لكنه يستطيع ان يشتري الدواء الذي قد يكون علاجًا أو حتى مسكنًا لفقير. المال لا يشتري إحساس الأمان،لكنه يستطيع ان يشتري البيت الذي يفتقد اليه المشرد ساكن الأرصفة أو على الأقل ترميم البيت المتهالك الذي يسكنه المُعدم! المال لا يشتري الثقافة، لكنه يغطي تكاليف التعليم الباهظة. ........ المال لا يسعدنا،ربما، لكنه يمنحنا الفرص لحال أفضل! يمنحنا قدرات يعجز عنها الفقر . قال احدهم قولًا رائعًا معبرًا بأن المال مصباح علاء الدين السحري! أما ذلگ الذي ينفي قدرات المال،أغلب الظن انه لم يذق الفقر،لم يعانِ يومًا من لسعاته، و لم تقع رقبته يومًا تحت حدة سيفه! حقًا حقًا، "المال لا يجلب السعادة، لكن يسمح لنا ان نعيش تعاستنا برفاهية." بل و ربما انه يخفف كثيرًا من أسباب التعاسة التي قد تتكاثر كالفئران ان عشش الفقر حولنا. __________________
|
||
01 / 12 / 2015, 33 : 09 AM | #2 | ||
تميراوي عريق
|
رد: السعادة والتعاسه بالمال
اعجبني الموضوع
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|