|
ملتقى رمضان تختص هذه الساحة بشهر رمضان بشكل عام |
|
أدوات الموضوع |
05 / 06 / 2017, 33 : 02 AM | #1 | ||
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
|
الحكمة من تصفيد الشياطين في رمضان
الحكمة من تصفيد الشياطين في رمضان السؤال:لماذا تصفد الشياطين في شهر رمضان ؟ الجواب : الحمد لله أولاً : تصفيد الشياطين في رمضان ثابتٌ في عدة أحاديث ؛ منها: ما جاء في " الصحيحين " ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ ) رواه البخاري (3277) ، ومسلم (1079). وفي رواية لمسلم: ( وَصُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ) . ومنها : حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ من شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فلم يُفْتَحْ منها بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فلم يُغْلَقْ منها بَابٌ ...) الحديث ، رواه الترمذي (682) ، وابن ماجه (1642) ، وحسَّنه الألباني في " صحيح الجامع " (759). ثانيًا: فَتْح أبواب الجنَّة في رمضان وغَلْق أبواب النار وتصفيد الشياطين ، الصحيح أنَّه محمولٌ على حقيقته ، وهو ظاهر الحديث ، وأنَّ الجنَّة تُفتَح حقيقةً في رمضان ، وتغلَّق أبواب النار، وتُسَلْسَل الشياطين . فالأصل أنَّ الكلام محمولٌ على الظاهر والحقيقة ، حتى يأتي دليلٌ يصرفه عن ظاهره . قال الشيخ تقي الدين إبراهيم بن مفلح رحمه الله : " الشياطين تُسلسل وتُغَلّ في رمضان على ظاهر الحديث ، أو المراد: مَرَدة الشياطين ، وكذا جزمَ به أبو حاتم بن حبَّان وغيره من أهل العلم ، فليس في ذلك إعدام الشرِّ؛ بل قلَّة الشرّ؛ لضعفهم ، وقد أجرى الإمام أحمد هذا على ظاهره، قال عبد الله بن الإمام أحمد: قلتُ لأبي : قد نرى المجنون يُصرَع في شهر رمضان ؟! قال: هكذا جاء الحديث ولا تكلَّم في ذلك. فإنَّ أصل أحمد أن لا يتأوَّل من الأحاديث إلا ما تأوَّله السلف ، وما لم يتأوَّله السلف لا يتأوله". انتهى من كتابه "مصائب الإنسان من مكائد الشيطان" (ص 144). وقال ابن الملقن رحمه الله : " قوله: ( فُتِحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ) ... وهو محمول على الحقيقة فيه، وفي غيره ... وقد أسلفنا أنه [ يعني: تصفيد الشياطين ] حقيقة ، فيُسَلْسَلون، ويقلّ أذاهم ووَسْوَستهم ، ولا يكون ذلك منهم كما هو في غير رمضان . ويدلُّ عليه ما يُذكَر من تغليل الشياطين ومرَدتهم ، بدخول أهل المعاصي كلها في الطاعة ، والبعد عما كانوا عليه من الشهوات ، وذلك دليلٌ بيِّن " . انتهى من " التوضيح لشرح الجامع الصحيح " (13/ 56). وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : بالنسبة لأيام رمضان الجليل يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ( فيه تُصَفَّد الشياطين )، ومع ذلك نرى أناسًا يُصرَعون في نهار رمضان ؛ فكيف تُصَفَّد الشياطين وبعض الناس يُصْرَعون ؟ فأجاب: " في بعض روايات الحديث: ( تُصَفَّد فيه مَرَدَة الشياطين ) أو ( تُغَلّ) ، وهي عند النسائي ، ومثل هذا الحديث من الأمور الغيبية ، التي موقفنا منها التسليم والتصديق ، وأن لا نتكلَّم فيما وراء ذلك ؛ فإنَّ هذا أسلَم لدِين المَرْء وأحسن عاقبة ، ولهذا لما قال عبد الله بن الإمام أحمد بن حنبل لأبيه : إنَّ الإنسان يُصرَع في رمضان ، قال الإمام: "هكذا الحديث ولا تكلَّم في ذا ، ثم إنَّ الظاهر تصفيدهم عن إغواء الناس ؛ بدليل كثرة الخير والإنابة إلى الله تعالى في رمضان " انتهى من " مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/ 75). وعلى هذا؛ فتصفيد الشياطين تصفيدٌ حقيقي، الله أعلم به ، ولا يعني هذا انعدام تأثير الشياطين تمامًا، أو يلزم منه ألاَّ يحصل صرع أو مسّ أو شرور للإنسان ، أو ينعدم وقوع المعاصي بين الناس . بل المراد أنَّهم يضعفون في رمضان ، ولا يقدرون فيه على ما يقدرون عليه في غير رمضان. قال الإمام أبو العباس القرطبي رحمه الله: " فَإِنْ قِيلَ : فنرى الشرور والمعاصي تقع في رمضان كثيرًا ، فلو كانت الشياطين مُصَفَّدة لمَا وقع شر ّ. فالجواب من أوجه : أحدها: أَنَّهَا إِنَّمَا تُغَلّ عَنْ الصَّائِمِينَ الصَّوْمَ الَّذِي حُوفِظَ عَلَى شُرُوطِهِ وَرُوعِيَتْ آدَابُهُ . أمَّا ما لم يُحافظ عليه فلا يُغَلّ عن فاعله الشيطانُ . الثاني: أنَّا لو سلَّمنا أنَّها صُفِّدَت عن كلِّ صائم ، لكن لا يلزم من تصفيد جميع الشياطين ألاَّ يقع شرّ؛ لأنَّ لوقوع الشرّ أسبابًا أُخَر غير الشياطين ، وهي: النفوس الخبيثة ، والعادات الركيكة ، والشياطين الإنسيَّة . والثالث: أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين والمَرَدة منهم ، وأمَّا مَن ليس مِن المَرَدة فقد لا يُصَفَّد . والمقصود: تقليل الشُّرُورِ ، وهذا موجود في شهر رمضان ؛ لأنَّ وقوع الشرور والفواحش فيه قليلٌ بالنسبة إلى غيره من الشهور" . انتهى من " المفهِم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم" (3/ 136). ثالثًا: ذكر العلماءُ من الحِكَم في تصفيد الشياطين في رمضان : تقليل شرِّهم وإغوائهم للعباد ، وليمتنعوا من إيذاء المسلمين والتهويش عليهم وإفساد صومهم ، وحتى لا يخلُصوا إلى ما كانوا يخلصون إليه في غير رمضان ، من إضلال الناس عن الحقِّ وتثبيطهم عن الخير؛ ليُقبِل الناس على الطاعات ويبتعدوا عن المعاصي والشهوات في شهر رمضان. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " وَمَا ذَاكَ إلَّا لِأَنَّهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ تَنْبَعِثُ الْقُلُوبَ إلَى الْخَيْرِ وَالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ الَّتِي بِهَا وَبِسَبَبِهَا تُفَتَّحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَيُمْتَنَعُ مِنْ الشُّرُورِ الَّتِي بِهَا تُفَتَّحُ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَتُصَفَّدُ الشَّيَاطِينُ فَلَا يَتَمَكَّنُونَ أَنْ يَعْمَلُوا مَا يَعْمَلُونَهُ فِي الْإِفْطَارِ ؛ فَإِنَّ الْمُصَفَّدَ هُوَ الْمُقَيَّدُ ، لِأَنَّهُمْ إنَّمَا يَتَمَكَّنُونَ مِنْ بَنِي آدَمَ بِسَبَبِ الشَّهَوَاتِ ؛ فَإِذَا كَفُّوا عَنْ الشَّهَوَاتِ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ " . انتهى من "مجموع الفتاوى" (14/167) . وقال أيضا : " وَلِهَذَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " { إذَا دَخَلَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ } ؛ فَإِنَّ مَجَارِيَ الشَّيَاطِينِ ، الَّذِي هُوَ الدَّمُ ، ضَاقَتْ ؛ وَإِذَا ضَاقَتْ انْبَعَثَتْ الْقُلُوبُ إلَى فِعْلِ الْخَيْرَاتِ ، الَّتِي بِهَا تُفْتَحُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ ، وَإِلَى تَرْكِ الْمُنْكَرَاتِ الَّتِي بِهَا تُفْتَحُ أَبْوَابُ النَّارِ ، وَصُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ فَضَعُفَتْ قُوَّتُهُمْ وَعَمَلُهُمْ بِتَصْفِيدِهِمْ ، فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَفْعَلُوا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ فِي غَيْرِهِ ، وَلَمْ يَقُلْ إنَّهُمْ قُتِلُوا وَلَا مَاتُوا ؛ بَلْ قَالَ: " صُفِّدَتْ " وَالْمُصَفَّدُ مِنْ الشَّيَاطِينِ قَدْ يُؤْذِي ، لَكِنَّ هَذَا أَقَلُّ وَأَضْعَفُ مِمَّا يَكُونُ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ ؛ فَهُوَ بِحَسَبِ كَمَالِ الصَّوْمِ وَنَقْصِهِ ؛ فَمَنْ كَانَ صَوْمُهُ كَامِلًا : دَفَعَ الشَّيْطَانَ دَفْعًا لَا يَدْفَعُهُ دَفْعُ الصَّوْمِ النَّاقِصِ ؛ فَهَذِهِ الْمُنَاسَبَةُ ظَاهِرَةٌ فِي مَنْعِ الصَّائِمِ مِنْ الْأَكْلِ " . انتهى من "مجموع الفتاوى" (25/246) . وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله : " وقيل : في هذا " إِشَارَة إِلَى رَفْعِ عُذْرِ الْمُكَلَّفِ ، كَأَنَّهُ يُقَالُ لَهُ: قَدْ كُفَّتِ الشَّيَاطِينُ عَنْكَ ؛ فَلَا تَعْتَلَّ بِهِمْ فِي تَرْكِ الطَّاعَةِ ولا فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ " انتهى من " فتح الباري" لابن حجر (4/ 114). وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "وهَذَا مِنْ مَعُونةِ الله للمسلمين ، أنْ حَبَسَ عنهم عَدُوَّهُمْ الَّذِي يَدْعو حزْبَه ليكونوا مِنْ أصحاب السَّعير، ولِذَلِكَ تَجدُ عنْدَ الصالِحِين من الرَّغْبةِ في الخَيْرِ والعُزُوْفِ عَن الشَّرِّ في هذا الشهرِ أكْثَرَ من غيره " انتهى من "مجالس شهر رمضان" لابن عثيمين (ص 8) ، بتصرُّف يسير. وينظر: "شرح صحيح البخاري" لابن بطال (4 /20) ، و" إكمال المُعْلِم بفوائد مسلم" للقاضي عياض (4 /5) ، و" المفهِم " لأبي العباس القرطبي (3/ 136) ، و" التوضيح لشرح الجامع الصحيح " لابن الملقن (13/ 56) ، و" مرقاة المفاتيح " للملا علي القاري (4/ 1364) ، و" التنوير شرح الجامع الصغير" للصنعاني (2 /41). والله أعلم .
|
||
05 / 06 / 2017, 17 : 02 PM | #2 |
المراقب العام
|
رد: الحكمة من تصفيد الشياطين في رمضان
|
05 / 06 / 2017, 08 : 03 PM | #3 | ||
مشرف
|
رد: الحكمة من تصفيد الشياطين في رمضان
جزاك الله خير وبارك الله فيك
|
||
05 / 06 / 2017, 43 : 07 PM | #4 | ||
سفير الرحالة العرب
|
رد: الحكمة من تصفيد الشياطين في رمضان
الله يجزاك خير ولا يحرمك الاجر
|
||
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
|