[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]
[frame="5 80"][align=center]الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم الحي القيوم السميع البصير مالك كل شي ، وإليه ترجع الأمور ، والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان الى يوم الدين .
وبعد:
علم الساعه :
الساعه هي نقطة الصفر بالنسبة لليوم الأخر، ففيها ينتهي عالم الشهادة الحاظر. فتنتهي كل الحياة الدنيا بجميع أوضاعها ، وتبدأ القيامة بكل أهوالها التي تشمل السماوات والأرض فتغير صورة الكون كله، فتنشق السماء، وتنتثر الكواكب، وتزلزل الأرض. وتنسف الجبال فلا يعود شي في مكانه ولا على صورته التي كان عليها.والإيمان بهذا اليوم ( الساعه ) جزء من الإيمان باليوم الآخر، والذي هو ركن من أركان الإيمان ، وكما سبق في المقدمة ، فإن الساعة هي موعد الحكم العدل ، والقول الفصل والموعد المرتقب للجزء الكامل العادل الذي تتوجه إليه النفوس والفطر السليمة فتحسب حسابه، فتسير في الطريق إلى هذا اليوم وهي تراقب وتحاسب وتخشى الإنزلاق.
وقد جعل الله علم الساعه علماً من الغيب الذي استاثر بعلمه فلم يطلع عليه أحداً من خلقه كائناً من كان، ويقول جل شأنه: (( يسئلونك عن الساعه ايان مرساها قل إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها الا هو ثقلت في السماوات والارض لاتأتيكم إلا بغتة يسئلونك كأنك حفيٌ عنها قل إنما علمها عند الله ولكن اكثر الناس لا يعلمون ))
وقوله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل الطويل عن الدين : (( ... فأخبرني عن الساعه، قال : ما المسؤول عنها بأعلم من السائل ... ))
وتنقسم أشراط وعلامات الساعه الى قسمين:
1-أشراط صغرى: وهي التي تتقدم الساعة الكبرى بأزمان بعيدة متطاولة، وتكون في أصلها متعادة الوقوع مثل : قبض العلم وظهور الجهل ، وشرب الخمر ، والتطاول في البنيان، إلى آخر ما هنالك من علامات صغرى.
2- أشراط كبرى: وهي التي تقارب قيام الساة مقاربة وشيكة سريعه، وتكون في ذاتها غير معتادة الوقوع مثل : ظهور الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج ، وغير ذلك من العلامات الكبرى.
وسأقوم بذكر ما صح فقط من العلامات الصغرى والكبرى
أشراط الساعة الصغرى :
1- في قرب مبعث النبي صلى الله عليه وسلم من الساعة.
وفي الحديث عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بأصبعيه هكذا الوسى والتي تلي الابهام وقال بعثت أنا والساعة كهاتين )
2- ما في موته صلى الله عليه وسلم من قرب الساعة :
عن عوف بن مالك رضى الله عنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك وهو في قبة آدم، فقال ( اعدد ستاً بين يدي الساعه : موتي ، ثم فتح بيت المقدس ، ثم موتان يأخذ فيكم كعقاص الغنم ، ثم استفاضه المال حتى يعطي الرجل مائة دينار فيظل ساخطاً، ثم فتنة لايبقى بيت من العرب إلا دخلته، ثم هدنة تكون بينكم وبين بني الأصفر فيقدرون فيأتونكم تحت ثمانين غاية، تحت كل غاية اثنا عشر ألفاً ) رواه البخاري و أحمد في المسند و البغوي في شرح السنة.
ولقد كانة وفاته صلوات الله عليه وسلامه من أعظم المصائب في حياة المسلمين ، حيث أظلمت الدنيا في عيون الصحابة رضوان الله عليهم ، واختل التوازن حتى أنكر بعضهم موته صلى الله عليه وسلم إلى ان هدأهم أبوبكر الصديق رضي الله عنه بقوة جأشه وكثرة علمه، ومع ذلك قال لو كان موتك اختياراً لجدنا لموتك بالنفوس.
3- فتح بيت المقدس :
وكما ورد من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه السابق ذكره دليل على انه من علامات الساعه.
ويعتبر بيت المقدس ثالث الأماكن الهامة المرتبطة بالعقيدة الإسلامية ارتباطاً وثيقاً بعد مكة المكرمة والمدينة المنورةـ فإليها أسري بالرسول صلى الله عليه وسلم ومنها عرج به الى السماء وهي قبلة المسلمين الأولى وهي احد المساجد الثلاث التي لا يجوز أن تشد الرحال الا اليها.
وقد أدرك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الحقيقة في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
4- موتان كقصاع الغنم:
والموتان : بضم الميم وسكون الواو هو الموت الكثير الوقوع، والقعاص : بضم العين وتخفيف القاف والبعض يقدم القاف على العين وهو على كل حال : داء يأخذ الدواب فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة وقال ابن فارس كما ذكره الحافظ في الفتح: العقاص داء يأخذ في الصدر كأنه يكسر العنق.
وهذه الآية ظهرت في الأمه الاسلامية في طاعون عمواس في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وذلك بعد فتح بيت المقدس حيث انتشر مرض الطاعون ( الكلوليرا ) بين المسلمين في بلدة عمواس من أرض الشام في سنة ثمان عشر للهجرة فمات خلق كثير بلغ خمس وعشرون ألف رجل من المسلمين وكان من بينهم : أمين هذه الأمة ( أبو عبيدة بن الجراح ) رضي الله تعالى عنه وعن الصحابة أجمعين.
5- استفاضة المال وإخراج الأرض كنوزها
ومن علامات الساعة الصغرى أن يكثر المال حتى أن الرجل ليعطى الدنانير الكثيرة من الذهب فيتقالها ويعرض عنها وان صاحب المال يسعى بزكاة ماله شهراً يبحث عمن بقبلها فلا يجد من يأخذها وهذا ما حدثنا عنه ملعم البشرية كل خير عليه أفضل الصلاة والسلام كما في حديث عوف ابن مالك السابق.
وفي حديث ابي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ... وحتى يكثر فيكم المال فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته وحتى يعرضه فيقول الذي عرض عليه : لا أرب لي فيه ... ) رواه البخاري.
وفي الصحيح من حديث عدي بن حاتم رضى الله عنه قال: بينما انا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أتاه رجل فشكا إليه الفاقة، ثم أتاه آخر فشكا اليه قطع السبيل، فقال: يا عدي هل رأيت الحيرة؟ قلت : لم أرها، وقد أنبئت عنها، قال : ان طالت بك حياة لترين الظعينة ((وهي المرأة مادامة في الهودج وهذا هو الأصل ثم سميت به المرأة ظعينة وان لم تكن في هودج ولا مسافرة)) ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف احداً الا الله تعالى. قلت فيما بيني وبين نفسي : فأين دُعارُ طي الذين سعروا البلاد؟- ولين طالت بك حياة لتفتحن كنوز كسرى. قلت كسرى بن هرمز؟ قال : كسرى بن عرمز، ولئن طالت بك حياة لترين الرجل يخرج ملءٍ كفه ذهب او فضه يطلب من يقبله منه فلا يجد أحدا يقبله ...
قال عدي: فرأيت الظغينة ترتحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لاتخاف الا الله، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى بن هرمز ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال النبي ابو القاسم صلى الله عليه وسلم يخرج ملءٍ كفه ... ) رواه البخاري.
وقد تحققت هذه العلامات في أكثر من زمان، ولعلها تتابع أيضا فقد ظهرت هذه الآيات في خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه عند تلك الفتوح العظيمة، وظهرت أيضاً في خلافة عمر بن عبد العزيز رحمة الله، حيث كان الرجل ياتي بالمال العظيم ويقول اجعلوا هذا حيث ترون من الفقراء فما يرجع الا وقد اعاد ماله معه، حيث لا يوجد من يقبل الصدقة أو يستحقها.
وللحديث بقية ...[/align][/frame]