اهلا بك اخي الكريم وبما انك تكلمت عن تربية الاببناء فأنا احب ان اذكر بشيء اختفى في التربية وهو
مبدأ الثواب والعقاب في تربية الابناء
وقد نقلت لكم هذا الموضوع للفائده ولكم مني كل شكر وتقدير
بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام علي سيد الخلق و المرسلين نبينا محمد وعلي اله و صحبه اجمعين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين.
الثواب والعقاب عنصران رئيسيان في العمليه التربويه بل هما عنصران اساسيان في رعاية الرعيه وقيادة اى مجموعه بشريه حيث اننا لايمكن تصور مؤسسه ناجحه من غير لوائح الثواب والعقاب للعاملين فيها،ولا يمكن ان نتصور مؤسسه ناجحه تعامل الموظف المجد المبدع ،كزميله الكسول غير المنتج دون ان تعبأ باالفروقات الشاسعه في انتاجية كل منهما،ولو اننا تخيلنا على سبيل الافتراض ان مجتمعا من المجتمعات قرر الغاء العقوبات او الثواب لعمت الفوضى وازدادت الجريمه ،وانعدم الامن ،وتوقف الناس عن العمل ،وتحول ذلك المجتمع لغابه كبيره يفترس فيها القوي الضعيف .
الاسرة في المجتمعات هي الخليه الاساسيه التي يتكون منها المجتمع،ومتى ينجح الابوين في تسيير دفة هذه الاسرة وتربية ا ابنائهما تربية صحيحه بمخرجات سليمه لابد من اعتماد مبدأ (الثواب والعقاب)وعندما نبدأ حديثنا عن الثواب نتذكر قوله تعالى : (هل جزاء الاحسان إلا الاحسان)(الرحمن اية 60)
للتدليل على اصالة هذا المبدأ الالهي ،الذي يقتضي مكافأة المحسن في الدنيا والذي اجتهد وتعب وبذل كل مالديه من طاقه في سبيل تحقيق ما أمره به الله في الدنيا فيجزيه الله الجنة وما بها مما لم تسمع به اذن ولم تره عين ،ولم يخطر على بال بشر ،هذا هو الامر الذي يجعل العاملين في سبيله يتحملون الصعاب في هذه الدنيا وينجزون اعظم الانجازات البشريه ويقفون المواقف الرائعه في سبيل الحصول على الجنة.
لاشك الابوان لابد لهما من اعتماد هذا المبدأ لتحفيز ابنائهما على فعل الخير ،ولتاصيل القيم والمبادىء الصحيحه في نفوسهم فنكافئهم عندما يقومون با الفعل الحسن . والثواب ينقسم الى قسمين
((معنوي ومادي ))
المعنوي لون من المكافأه لايلمسها بيده بل يحسها بشعوره ،اما المادي فهو لون من المكافأه يلمسها بيده. والمعنوي ينقسم الى قسمين :
مباشر وغير مباشر ، والمباشر هو الذي يتعامل معه الانسان في حياته ،وغير المباشر فهو يتعلق بأمور غيبيه كاالوعد بالجنه وما يتصل بها من رضا الله تعالى وغيرها.
المباشر:ومعظم انواع الثواب المعنوي المباشر تندرج تحت لافتة التقدير appreciation والتقدير حاجه اساسيه للانسان كحاجته للطعام وباقي الحاجات والانسان منا يحب او يكره الاخرين بسبب مقدار مايعطونه او يحرمونه من هذه الحاجه،فيحب فلانا لانه يقدره والبعض الاخر لانه لايقدره ،فما هي انواع هذا التقدير؟
النوع الاول:التشجيع فاالطفل يقوم باانواع كثيرة من السلوكيات بعضها يقوم بها عشوائيا لاكتساب التجارب الحياتيه،وبعضها تقليدا للافراد الذين يراهم في محيطه،او مايراه في الاجهزه المرئيه ،وواجب الابوين ملاحظة هذا السلوك وتعديل الخاطىء منه،وتشجيعه على مايكون صوابا كأن يقال له (انت ولد مؤدب عندما يتصرف بما يوحي هذا السلوك مع والدته او اخوانه).او انت ذكي ،فهذه بمجموعها رسائل ايجابية تحدث له بتواليها عليه قناعة بصحة مايفعل وفائدة مايقوم به فيستمر فيه .
النوع الثاني فهو (الاستماع)فا الاستماع يعتبر من اعلى درجات التقدير وللاستماع شروط واداب لايمكن ان يكون فعالا بدونها ،واهم الاداب النظر الى وجه الطفل او الابن وهو يتكلم ،وعدم الالتفات عنه الى امور اخرى ،فان ذلك يترك لديه انطباعا بعدم اهتمامك بمايقول. ابداء التفاعل معه علي قسمات الوجه , و باقي الجوارح من غير تكلف لما يقول ,لإيصال رساله لهو بتقديرك له و تأثرك بما يقول .
عدم مقاطعته اثناء الحديث وترك الفرصه كامله له للآنتهاء مما يقول ,حتى وان كان مايقول تافها ولا يدخل في دائرة اهتمامك ,ولكنها بالنسبه له تعتبر قضيته الرئيسيه .
مشاركته بوضع الحلول لهذه المشكله او القضيه و اثارة بعض الاستيضاحات و التساؤلات معه ليشعر باهتمامك بموضوع الحديث .
النوع الثالث : القبله , ولا شك ان تقبيل الابناء لون من الوان الثواب المحبب اليهم ,وهو رساله عمليه بارزه في التقدير والحب وهي عند الطفل احب اليه من كثير من الوان المكافأت لانها تعني حبه من قبل من يقبله لقيامه بعمل صائب .
النوع الرابع: التكليف , فقد تعود الابناء على رؤيتهم التكاليف انها تسند للام او الخادمه ,فعندما يقوم الاب او الام بتكليفهم ببعض الامور تراهم يتسابقون للقيام بها لان ذلك يشعرهم بثقة الوالدين بقدراتهم , وبالتالى يعتبرون التكليف مكافأه كبيره علي قيامهم ببعض السلوك الحسن , كأن يكلف احدهم بترتيب الصاله , واخر بترتيب سفرة الطعام ,واخر بشراء بعض الحاجات من البقاله , ولا تنتهي القضيه عند هذا الحد ........
ارجو ان لا اكون اطلت عليكم
مشكوووووووور اخوي
سلام