ماذا قدم دعاة التحرر للمرأة البرازيلية
الشيخ / خالد تقي الدين
الأمين العام للمجلس الأعلى للأئمة والشؤون الإسلامية في البرازيل
كثيرا ما يتشدق كتاب الغرب ودعاة التحرر بحقوق المرأة والدفاع عنها، ويصفون العالم الإسلامي بالجهل والتخلف والانحطاط، وظلم المرأة، ويزعم أنه هو الذي حرر النساء وأعطاهن حقوقهن .
ومما لاشك فيه وجود صور من الظلم تقع على المرأة في البلاد الإسلامية، والبعض يعاملها معاملة لاتمت للإسلام بصلة، ويوجد لدينا موروث من المفاهيم الخاطئة حول المرأة ودورها ومكانتها، غير أن هذه المفاهيم والموروثات، تتناقض مع وحي السماء، وتدل على نقص في العلم والفهم .
كنت أشاهد الأحد الماضي قناة جلوبو Globo أشهر قناة إعلامية برازيلية، والتي يتابعها ملايين البرازيليين، حيث كان يعرض برنامج فانتاستيكو Fantástico ، الحائز على أعلى نسبة مشاهدة وسط المجتمع البرازيلي .
وشد انتباهي أن فقرة من البرنامج كانت تدور حول معاناة المرأة الأفغانية، ثم انتقل البرنامج ليعرض صورا من واقع المرأة البرازيلية التعيس، وماتعانيه من ظلم وقهر وتعذيب يصل بها إلى حد الموت .
وحتى يتصور القارئ حجم هذه المأساة، سأطلعه على الإحصاءات التي قام بها المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء ( IBGE )، وهي منشورة في الموقع الرسمي للحكومة البرازيلية على شبكة الإنترنت [1] والتي بينت التالي :
أولا : أقامت الرابطة البرازيلية لخدمات الاتصالات خطا هاتفيا مباشرا (180) لتلقي شكاوى النساء اللاتي تتعرضن لنوع من أنواع العنف المختلفة، بلغ مجموع الاتصالات التي تم استقبالها، منذ عام 2006 وحتى أكتوبر 2010 ( 1.539.669) اتصالا من قبل تلك النسوة، عن طريق الأزواج أو الأزواج السابقين، فقط خلال العام المنصرم 2010 تم تسجيل ( 615.791 ) اتصالا، هذه فقط الحالات التي تم استقبالها ، وتوجد حالات كثيرة لاتقوم المرأة بالإبلاغ عنها لظروف مختلفة .
ثانيا : ذكرت الأمانة العامة للسياسات المتعلقة بالمرأة، أن عدد النساء اللواتي يتعرضن لسوء المعاملة أكثر من مليون امرأة سنويا،68% منهن يعانين من إصابات جسدية، 57% منهن يتعرضن لسوء المعاملة يوميا، 70% منهن تعرضن للأذى عن طريق الأزواج أو الشركاء السابقين .
ثالثا : الأمر الملفت للنظر والذي يدعو للتوقف هو الإحصاء الذي قام به معهد (Sangari) ، والذي أشار أنه تم إحصاء37594 حالة وفاة خلال العشر سنوات الأخيرة، لنساء كان السبب في موتهن العنف الموجه ضدهن ، وهذا يعني أن عشرة نساء يقتلن يوميا في البرازيل .
تأملت هذه الإحصاءات، وحدثتني نفسي : ماذا يحدث لو تعرف هذا الشعب على نور الإسلام ؟، وعلى مكانة المرأة التي تبوأتها في القرآن وسنة النبي العدنان صلوات ربي وسلامه عليه ، لاشك أن أمورا كثيرة ستتغير ، والكثير منهم سيعتنق هذا الدين .
خمسة عشر مليونا من البرازيليين لا يعتنقون دينا، والغالبية العظمى من الشعب البرازيلي لا يعرفون شيئا عن الإسلام، هؤلاء يحتاجون من يوصل إليهم نور الإسلام وحقيقته الناصعة، وعدله وعطائه للبشرية، بدون تشويه الإعلام الحاقد، أو صورة المسلم الجاهل بأمور دينه، إن علينا واجب كبير تجاه هذا الشعب، سنسأل عنه بين يدي الله، وهذا يتطلب من المسلمين في العالم أن يوظفوا بعض الإمكانات التي توصل رسالة الرحمة والسلام والأمن إلى كل أنحاء البرازيل .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم " ليبلغن هذا الأمر مابلغ الليل والنهار .