قال في حوار مع "سبق": لديهم ورش لصناعة الألغام والقنابل والقاذفات بصعدة
قائد "الحد الجنوبي": الحوثيون سيديرون حرب عصابات.. ولا "تدخل بري"
عبدالله الراجحي- سبق- جدة: أعرب قائد عمليات حرب درع الجنوب لتطهير الحد الجنوبي ضد الحوثيين، مساعد قائد المنطقة الجنوبية السابق، اللواء ركن متقاعد حسين محمد معلوي، عن تفاؤله بأن تحقق "عاصفة الحزم" أهدافها التي رسمتها القيادة السياسية كاملة وغير منقوصة.
وأضاف "معلوي"، الذي كان يقود العمليات قبل نحو سبع سنوات لمقاتلة الحوثيين في حديث لـ "سبق": "إن القوات المسلحة السعودية قاتلت عام 1429 الحوثيين الذين وضعوا أنفسهم موضع العدو بدخولهم الأراضي السعودية، وتمركزهم في جبالنا وأوديتنا وقرانا السعودية بشكل فاجأ الجميع، وقتلوا من منسوبي حرس الحدود من ندعو لهم بالرحمة، وجرحوا منهم البعض، ودمروا سيارات ومواقع".
وتابع: "حققت القوات المسلحة السعودية النصر في حرب عمليات درع الجنوب لتطهير الحد الجنوبي، وتحقق الهدف المرسوم من القيادة والسياسية، في ذلك الوقت والحمد لله ".
وواصل: "كانت تلك الحرب أول حرب في تاريخ المملكة العربية السعودية تقوم بها بمفردها للدفاع عن نفسها دون مساعدة أو استشارة أو إذن من أحد، سواء على المستوى السياسي أو المستوى العسكري أو غيره".
وقال "معلوي": "أما هذه الحرب الحالية فإن العدو هم أنفسهم الحوثيون، والقوى الداعمة لهم هي نفسها، ولكنها هذه المرة ظهرت للعلن، والعدو في هذه المرة لم يحتل أراضينا، ولكنه يهدد الكيان والمستقبل والأمن الوطني لليمن ودول مجلس التعاون الخليجي، بل والأمن القومي العربي؛ مما استوجب أن يكون هناك تحالف عربي من عشر دول عربية تساندها قوى إسلامية ودولية لردع الاستهانة بالدين وماضي هذه الأمة وحاضرها ومستقبلها ومقدراتها".
وأضاف: "أرى أن تلك الضربات العسكرية قد حققت الكثير من التدمير لقوة الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وقوة الزعيم الشيعي الديني عبدالملك بدر الدين الحوثي، وما زالت تحقق الكثير، ولكي تحقق الأهداف المرسومة من القيادة السياسية العليا، فإن من الواجب أن يواكبها جهداً أرضياً على الأرض اليمنية يتواءم مع الجهد الجوي لتحقيق الأهداف".
وحول التضاريس اليمنية، قال اللواء معلوي: "لا شك أن لدى التحالف الخطط اللازمة لأي تحرك بري، ولكنني أؤكد لك أن التحالف ليس في حاجة إلى اتخاذ قرار بالهجوم البري إذا عملت التدابير والخطط الصحيحة، وإنني من منطلق الخبرة المكتسبة في حرب درع الجنوب أعرف تماما أن عدونا الحقيقي في تلك الحرب هي الطبيعة بجبالها وأحراشها وغاباتها وسهولها وأوديتها، والعدو البشري تستطيع التعامل معه والقضاء عليه، خاصة إذا كان ليس بصاحب حق، وليس مدعوما من شعبه وأمته، أما الطبيعة الجغرافية فكقائد عسكري إن استطعت أن تستحوذ عليها لتكون في صالحك فقد كسبت الحرب -بعون الله- وإن احتلها العدو وكسبها فقد جيرها لصالحه".
وأردف: "وإنني هنا أشير إلى ما قاله لي المرحوم بإذن الله، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أثناء زيارته للقوات المسلحة في الخطوط الأمامية بجازان أثناء حرب درع الجنوب، حيث قال: (الله الله في عيالنا ترى الواحد فيهم يساوي عندي الدنيا، واللي قدامهم أعداء مندسين تحميهم الجبال)، رحمك الله أيها الملك الصالح. كذلك أنوه بما قاله لي المرحوم بإذن الله، الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد ووزير الدفاع والطيران السابق -رحمه الله- أثناء زيارته للقوات المسلحة في جازان بعد العودة من رحلته العلاجية في أمريكا، حيث قال لي عندما قدمت له هدية عبارة عن أشكال لسلاسل جبال الرميح والدود والدخان: (بارك الله فيكم أنت وزملائك في الوحدات من الجنود والضباط، أنتم الجبال لأنكم كنتم تقاتلون الجبال وهزمتوها وهزمتم العدو)".
وتابع: "الهدف من ذكر ذلك هو أن قيادتنا في الماضي والحاضر تدرك خطورة القتال في التضاريس والجبال المنيعة، وبهذا فأنا لا أتوقع أن تقوم قوات التحالف بهجوم بري".
وأكد اللواء معلوي أن "الرئيس المخلوع لديه أسلحة مخبأة، وأتمنى أن تكون أجهزة الاستخبارات قد اكتشفت جميع المواقع".
وقال هناك ورش عسكرية لصناعة الألغام والقنابل اليدوية وبعض القاذفات لدى الحوثيين في جبال صعدة، وقد قمت بإرسال صورها قبل تقاعدي للجهات المعنية، وأتوقع أنها الآن متطورة بشكل أفضل، وأنها تنتج صواريخ مشابهة لصواريخ حماس، ولا شك أن الإيرانيين وحزب الله وراء تطوير هذه القدرات لصناعة الأسلحة والذخائر، وسوف يستمرون في ذلك".
وأشار إلى أن الرئيس المخلوع "علي عبدالله صالح" لم يسلم المكلا للقاعدة، بل سلمها لرجاله، واستلمها رجاله، كل ما في الأمر أنه سحب منها بعض أتباعه، واستبدلهم بأتباعه وعملائه من القاعدة، وغرضه الضغط على المجتمع الدولي بشماعة القاعدة التي أوجدها أصلاً في اليمن لغرض الابتزاز السياسي والاقتصادي من دول مختلفة.
وبين اللواء معلوي أن "الزحف البري ليس مستحيلاً، ولكن الأفضل خلق وإيجاد جبهات قتال برية في المناطق والمحافظات اليمنية بسواعد أبناء اليمن المخلصين، وبقيادة الشرفاء منهم، أما الزحف البري فإن دول التحالف ليست في حاجة إليه في هذه الحرب إطلاقاً، ولكن إذا فرضته متطلبات نجاح الحرب، فأنصح أن يكون من المناطق المفتوحة شرقاً".
وأوضح أن "قوات التحالف تقوم بتفعيل إجراءات عسكرية على الأرض لتتواكب في مستواها مع الجهد الجوي، ولكن ليس بالقدر والجهد الذي يتمناه".
وأضاف أن "إيجاد فعاليات قتالية برية على الأرض يحتاج إلى خطط عسكرية واجتماعية واقتصادية وإعلامية وإغاثية وصحية وتعليمية وغيرها تنبع من إستراتيجية واضحة المعالم والأهداف".
وذكر أن دور إيران في اليمن وغيرها يظهر من قول المسؤولين الإيرانيين بمستوياتهم المختلفة، فهم يقولون: (لقد نجحت إيران في تحقيق أهدافها) والمقصود: تصدير الثورة- إحياء الإمبراطورية الفارسية- تمزيق القومية والهوية العربية- القضاء على أهل السنة باحتلال البلاد العربية بواسطة عملائهم".
وفي سؤال عن توقعاته للحرب في المستقبل وردود أفعال علي عبدالله صالح والحوثيين ومن يدعمهم، قال اللواء معلوي: "لقد ابتدأوا في ردود الأفعال منذ اللحظة الأولى، ولكنهم صدموا من الضربة الجوية المفاجئة، ثم إن استمرار الحملة الجوية أربكهم بشكل قطعي وأكيد؛ فهم لم يتوقعوا ذلك".
وتابع: "أما ما أتوقعه في المستقبل فهو أن يستمروا في إدارة حرب العصابات والاستنزاف والتمرد في داخل اليمن، وعمل تجاوزات واعتداءات على الحدود السعودية، وربما يقومون بتفعيل خلاياهم التخريبية النائمة داخل دول الخليج بواسطة المندسين والحاقدين والجواسيس ومن يشايعهم، وأما من يدعمهم، وأقصد إيران، فقد تحطم حلمها في اليمن بسبب الموقف السعودي الذي أوجد الموقف الخليجي والعربي الموحد الذي نتج عنه التحالف العسكري العربي المدعوم إقليميا ودوليا".
وأوضح أن "هذا لا يعني انكفاء أحلام إيران في اليمن والمنطقة العربية، فعش الدبابير يبقى مليئا بالدبابير، وجحر الأفاعي تبقى أفاعيه تنفث السم، إنما الذي سيحدث هو أن إيران بالتنسيق مع أمريكا تفاوض على الورقة اليمنية من أجل سلامة أوراقها الأخرى في العراق والشام ولبنان، ويبدو أن حكامها لم يفهموا حقائق التاريخ، وخاصة تاريخ الشعوب، وأن الاحتمالات المستقبلية تشير إلى أن علاقات إيران وأمريكا التفاهمية سوف تخرج إلى العلن بعد توقيع اتفاق القضية النووية الإيرانية".
وأكد اللواء معلوي أنه على أتم الاستعداد للمشاركة في الحرب، مشيراً إلى أنه أبرق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي العهد الأمير مقرن بن عبدالعزيز، ولسمو ولي ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، وللأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الشريفين، أكد فيها أنه وأولاده وأسرته وعشيرته جاهزون لنداء الواجب إذا أمر به خادم الحرمين الشريفين للدفاع عن الدين والوطن.
وقال في رسالة لخادم الحرمين الشريفين زعيم الأمة الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله-: "لقد أعدت لهذه الأمة العربية والأمة الإسلامية هيبتها وعزتها وكرامتها، ومزقت خطط الأعداء من المجوس والنصارى واليهود، وحطمت أحلامهم في النيل من ديننا وكرامة شعوب دول الخليج العربية والأمة العربية والإسلامية، ولقد قمت بتمزيق خرائطهم التقسيمية وأفهمتهم بأن هناك خطوط حمراء لا يسمح لأحد بتجاوزها، وأنك اليوم تثبت بأنك قائد للأمة العربية والإسلامية، محبوبا من شعوبها، ومقدرا من حكامها، فإلى الإمام أيها الملك الشجاع.. ونحن كشعب سعودي رهن إشارتك، وفقك الله وأمدك بالصحة والنجاح المستمر".