توقعات بأمطار مشابهة لكارثة جدة والنماذج تنبه لأجزاء بالساحل الغربي
"النينيو" تسجل رقمًا قياسيًا جديدًا تؤثر بتقلبات جوية على مناطق عدة
هادي العصيمي- سبق- مكة المكرمة: كشف محلل الطقس والباحث في الظواهر المناخية زياد الجهني، أن ظاهرة النينيو سجلت في المحيط الهادي قيمًا متطرفة هذا العام ووصلت شدة الانحراف إلى رقم قياسي جديد تجاوز 2.9 لتصبح الأقوى بعد عام 1997-1418 أي بعد ما يقارب 17 عامًا والنماذج العالمية تشير إلى استمرارها خلال الأشهر الثلاثة القادمة بإذن الله بدأت تأثيراتها بالظهور في جميع أنحاء العالم بشكل تدريجي حيث سجلت العديد من الدول العربية والعالمية فيضانات غير مسبوقة كالجزائر ومصر والكويت وفلسطين والعراق.
وأضاف "الجهني": وبحول الله وقوته تتوجه الأنظار خلال الـ 24 ساعة القادمة لحالة جوية ماطرة على مملكتنا الحبيبة بدايتها يوم الاثنين وتستمر حتى أواخر الأسبوع، يطل على المنطقة منخفض جوي عميق في موقع مثالي شمال البحر الأحمر، يقابله استجابة رائعة للمنخفض السطحي بقيم متدنية ورطوبة داعمة بشكل كبير وفروقات حرارية عالية مع تبريد علوي مثالي لتتكون السحب الممطرة على مناطق عديدة بإذن الله تشمل منطقة تبوك بسواحلها والمدينة المنورة ومكة المكرمة بسواحلها، كما يمتد تأثيرها بمشيئة الله إلى الحدود الشمالية والشمالية الشرقية حتى الكويت، كذلك منطقة حائل ومنطقة القصيم وشمال منطقة الرياض وتشمل كذلك السواحل من الشعيبة مرورًا بالقنفذة حتى جازان بشكل تدريجي.
ولفت إلى أن قوة الحالة وغزارتها تتركز يوم الاثنين والثلاثاء بإذن الله وبكميات تتجاوز 60 ملم على السواحل الشمالية الغربية لمنطقة تبوك وما وقع إلى الشرق منها وسواحل المدينة المنورة ويمتد تأثيرها إلى مكة المكرمة وجدة، وتعد سقوط كميات 60 مل تقترب من رقم 70 مل من كميات الأمطار التي هطلت على مدينة جدة في عام 2009 م ويغلب عليها الطابع الرعدي بإذن الله.
وأردف أن هذه الحالة تتميز بمثالية تموضع المنخفض الجوي البارد على شمال البحر الأحمر ليدفع بكتلته الباردة نحو الساحل الغربي وهنا يحدث ما يسمى عند أهالي منطقة الساحل الغربي (بظاهرة الكسير أو كاسر الشام) والاسم العلمي لها أمطار جبهية حيث تلتقي كتلتان مختلفتان في الخصائص (من حرارة ورطوبة وغيره)، ما ينتج منه جبهة ممطرة على طول منطقة الالتقاء بين الكتلتين (الرياح الجنوبية الرطبة الدافئة والرياح الشمالية الباردة)، وتتعمق الكتلة الباردة على طول الساحل من الشمال إلى الجنوب وبذلك نشاهد السحب والأمطار تكسر وتتحرك من الشمال إلى الجنوب بإذن الله. ويعقب الأمطار انخفاض حاد بدرجات الحرارة (نتيجة سيطرة الكتلة الباردة).
وأشار: يجب أن ننوه هنا أن العناصر وكما ذكرنا في تقارير سابقة متوفرة بشكل كبير من رطوبة وفروقات حرارية بين السطح والعلو وهذا نتيجة نشاط النينيو بعد مشيئة الله ولذلك يجب أخذ الحيطة والحذر وأخذ التنبيهات من الجهات المختصة على محمل الجد.
واختتم "الجهني": اللهم اسقنا واغثنا غيثًا مغيثًا هنيًا مرئيًا سحًا غدقًا طبقًا مجللاً عامًا نافعًا غير ضار تسقي به البلاد والعباد وتجعله بلاغًا للحاضر والباد".