أولا :
الذين أساءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هي : بعض الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الدنمركية ... الخ
وليس الذين أساءوا إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هي : تلك الشركات الدنمركية التي ذكر البعض أسماء لها ولمنتجاتها ومن ضمنها ( الزبدة الدنمركية وجبنة بوك ...الخ ) عبر رسائل الجوال وفي الانترنت ...الخ
وكما هو معلوم فالمسلم مأمور بالعدل فلا يعاقب إلا الشخص الذي قام بالجريمة
أما أن نعاقب شخصا بجريمة غيره فهذا ظلم منا ولا يستقيم مع مبدأ العدل الإلهي ( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى )
فالشركات التجارية الدنمركية المسماة لم تخطئ علينا البتة فينبغي التحرز من مثل هذه الاندفاعات
ثانيا :
بعض المسلمين قد لا يشتركون في تلك المقاطعة للمنتجات الدنمركية فيذهبون مثلا لشراء منتجا دنمركيا ، فإذا رآهم بعض إخواننا المنتسبين للدين فإنهم ينظرون إليهم بنظرة احتقار وكأنهم فعلوا جريمة سواء كان ذلك بلسان حالهم أو لسان مقالهم
فليت إخواننا المتحمسين انتبهوا أنهم بتصرفهم ذلك قد وقعوا في محرمين :
المحرم الأول : هو احتقارهم لإخوانهم المسلمين
والاحتقار من أعظم الذنوب كما قال صلى الله عليه وسلم (بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم ) رواه مسلم
المحرم الثاني : هو تحريمهم لما أحله الله من تلك المواد الغذائية
وتحريم الحلال من أعظم الذنوب
قال سبحانه : قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (لأعراف:32)
ثالثا :
(( بعض)) إخواننا من الشباب المتدينيين وغيرهم ... لديهم (( اندفاعات بدون ضوابط شرعية ))
لذا فما أكثر ما نجدهم يلتفون حول بعض المشايخ ويلحون عليهم ويراجعونهم ... كل ذلك حتى يظفروا بتأييد المشايخ والدعاة في اندفاعاتهم
فإذا رفض بعض أهل العلم اندفاعات الشباب في ذاك المجال
انطلق أولائك الشباب إلى اندفاعات أخرى
وهي : اتهام أهل العلم والخير بالمداهنة والخمول والتخاذل ... الخ اندفاعاتهم في توزيع الاتهامات
فليتأمل المسلم كيف يخرج أولائك الشباب من اندفاعات ليدخلوا في اندفاعات أخرى
وأنا لا أستبعد أن ينالني من اندفاعاتهم واتهاماتهم على موضوعي هذا ما ينالني
ولكن الذي يهمني بالمقام الأول هم أهل الدعوة والعلم من المشايخ الذين نحترمهم ونحبهم
أن ينتبهوا من حماس بعض الشباب .. فإن الحلم والأناة خصلتان يحبهما الله .. كما في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم
رابعا :
سبق وجربنا السير وراء بعض تلك الاندفاعات الدينية الشبابية فوجدنا فيها بعض النتائج السلبية فندمنا عليها ولأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين فليس لدى المؤمن أي استعداد للمزيد من الخسائر .... وحكم الله أحب إلى المسلم من آراء كل البشر
خامسا:
ليتكلم الكفرة الدنمركيون بما شاءوا فلسنا نخاف كلامهم لأنه باطل ( كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ) (ابراهيم: من الآية26)
أما نحن المسلمون فواثقون من الحق الذي معنا فهو ( كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ) (ابراهيم: من الآية25)
سادسا :
إن كان لدينا حماس لنصرة ديننا فلنصرفه بالطريقة المناسبة وذلك بأن نذكي جذوة الحماس في وسائل إعلامنا الإسلامية لترد على تلك الحملة الدنمركية الكافرة بضدها .. وعلى أسوء تقدير لتكن مطالبتنا لوسائل الإعلام عن طريق مواضيع الساحة هنا .. بل نحدد أسماء الصحف ووسائل الإعلام حتى تكن الرسالة واضحة .
سابعا:
كعادة الكفرة عندما يعجزوا عن المناقشة فإنهم ينتقلون إلى السب فلندعهم يسبوا فلن نسبهم فنحن أحرى بالسكينة ونطمع أن يلزمنا الله كلمة التقوى
إذن ليختار الكفرة الدنمركيون لأنفسهم منزلة الشتم والبذاءة وسوء الحوار الخلق
فإننا سنختار لأنفسنا منزلة الحوار العلمي الصحيح وحسن الخلق ووالله إن لهذا لهو الفوز العظيم ... والحمد لله رب العالمين
منقووووووول