1) من الناس من يجحد وجوب الصلاة ويرى أنها غير واجبة فهذا كافر بإجماع أهل العلم حتى وان صلى وحافظ على أداء الصلوات في أوقاتها لان وجوب الصلاة المفروضة مما هو معلوم من الدين بالضرورة .
2) ومن الناس من لا يجحد وجوب الصلاة لكنه لا يصليها كسلا أو تهاونا أو لغير ذلك من الأسباب فهذا في كفره خلاف بين أهل العلم والصحيح انه كافر كالأول لحديث " بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة " وفي لفظ: " بين الكفر والإيمان ترك الصلاة " .
3) ومن الناس من لا يترك الصلاة بالكلية فيصلي أحيانا ويترك أحيانا وهذا أشبه بالمتلاعب وهو على خطر عظيم إذ قد يدركه الموت وهو تارك للصلاة فيموت على الكفر عياذا بالله تعالى..
4) ومنهم من لا يصلي إلا في المناسبات كالجمعة ورمضان وأيام الامتحانات وعند النوازل والبليات وكأن الله عز وجل لا يعبد إلا في المناسبات وعند البليات فهؤلاء قد خادعوا الله من جهة وشابهوا أعداء الله من جهة أخرى فان النصارى لا يعبدون الله إلا في يوم الأحد وكذا من شابههم من الطوائف الضالة .
5) ومن الناس من لا يصلى- صلاته لنفسه - لكنه يجاهر بذلك فتراه واقفا أمام باب داره أو أمام المسجد والناس يصلون وربما كانوا جماعة يتحدثون وهم يسمعون آيات الله تتلى وقد قال النبي صلى الله علية وسلم متوعدا هذا الصنف من الناس " كل أمتي معافى إلا المجاهرون " اللهم إنا نسألك العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة ..
6) ومن الناس من لا يعرف الصلاة ولا يقيم لها وزنا حتى إذا ما زاره قوم يصلون أو كانوا معه في مكان ما قام وصلى معهم مجاملة وربما صلى بدون وضوء حتى لا يقال انه لا يصلي وفعله هذا من النفاق الذي توعد الله أصحابه بقوله " إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار "
7) ومن الناس من يحافظ على أداء الصلاة بركوعها وسجودها لكنه يخل بشيء من شروطها أو واجباتها وأركانها مما يؤدي إلى بطلانها أو انتقاص أجرها لعدم الطمأنينة فيها والواجب على المسلم أن يتعلم أركان الصلاة وواجباتها وشروطها حتى لا يخسر شيئا من صلاته .
8) ومن الناس من يحافظ على الصلوات بركوعها وسجودها وكامل شروطها وأركانها وواجباتها لكنه يصرف شيئا من أنواع العبادة – من محبة أو رجاء أو خوف أو نذر أو ذبح أو غير ذلك – إلى غير الله تعالى مما يوقع في الشرك الأكبر المخرج من الملة فمثل هذا لا صلاة له لأنه اخل بالأصل العظيم وهو التوحيد الذي لا يقبل معه عمل كما قال تعالى لإمام الموحدين " لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين " وقوله تعالى "ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون " ومن الناس من يحافظ على الصلاة في حال الصحة والعافية فإذا مرض أو تعب ترك الصلاة بحجة المرض أو التعب وهذا خطأ بالغ فالصلاة لا يجوز تركها بحال من الأحوال ما دام عقل الإنسان معه ولا يستثنى من ذلك إلا الحائض والنفساء فان الصلاة تسقط عنهما لورود النص بذلك وعلى المسلم أن يصلي في الوقت حسب قدرته فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها وفي الحديث : "صل قائما فان لم تستطع فقاعدا ... " الحديث
9) ومن الناس من يحافظ على الصلوات في أوقاتها بركوعها وسجودها وبشروطها وأركانها وواجباتها فهؤلاء هم الذين مدحهم الله تعالى في كتابه في آيات كثيرة منها قوله تعالى :" قد افلح المؤمنون *الذين هم في صلاتهم خاشعون " إلى قوله : " والذين هم على صلواتهم يحافظون *أولئك هم الوارثون *الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " فبداء بالصلاة وختم بها لأهميتها وعظم شانها .