يطيب لي في بادي ذي بداء أن أرحب بأستاذين جليلين في علم الفلك هما الباحث الفلكي الأستاذ : خالد الزعاق والأستاذ : عبدالله الخضيري
حيث أن الكثير من الناس في عيد الفطر المبارك دخلهم الشك والريبة حول ماتناقلته وسائل الإعلام من أستحاله رؤية هلال شهر شوال لكون القمر يغرب قبل الشمس ب 9 دقائق ولكن الأستاذ : عبدالله الخضيري قطع الشك باليقين وأكد مولد الهلال في توثيق الرؤية البصرية ، مغاير تمامآ لما ذهبوا إليه الفلكيون في حساباتهم الفلكية .
لذالك أجريت هذه المناظرة بين الأستاذين نقلاً عن اللقاء الذي أجرة أخونا أبو فالح في منتدى مكشان معهما
سؤال : لم نزل نسمع ونرى اختلافا بين المسلمين في بدء دخول الأشهر القمرية المتعلقة بعباداتهم حتى أصبحت ظاهرة مألوفة ما هي الأسباب بنظرك؟ وما تعليقك على هذا ؟
رد خال الزعاق : هذا صحيح وقبل البدء أود الإفادة أن الشهاد شهدوا بما شاهدوه والأصل بالمؤمن البراءة وأنهم اجتهدوا ويثابون على ذلك لكن يجب علينا أن نمحص الشهادة من عوالق الشبهة لأن نوع الخطأ الذي يكثر وقوعه ويسبب هذا الاضطراب هو قبول قول الشاهد برؤية الهلال في الليلة السابقة على وجود الهلال ومعلومة بالحساب القطعي قبل وقوعها كغروب القمر قبل الشمس .
رد عبدالله الخضيري : الخلاف بين المسلمين ظاهرة صحية إذا التزمت با النصوص الشرعية وهذا ما اختلف عليه الناس أما أهل العلم فهم مدركون مدا الاختلاف وضوابطه الشرعية .
والمسلمون مختلفون في أشياء في صلب العقيدة وأهل العلم متفقون على أصولها .
أما الاختلاف على دخول وخروج شهر رمضان ، فهو في كل عام يحصل ما يحصل لمن يريد الظهور إلى الساحة الإعلامية بمختلف وسائلها .. خاصة إذا تعارضت الرؤية الشرعية مع الحساب الفلكي في هذه البلاد فقط ، أما البلدان الأخرى فلا يكتب عنها شئ .
في عام 1420 للهجرة ... عيد المسلمون في أربعة أيام مختلفة كلها على الحساب ، ما عدا المملكة العربية السعودية .. حيث صامت المملكة والأردن ، وقبلها نيجيريا ، وبعدها مصر والمغرب ، فا الهند وباكستان .. وبقاء الهلال ليلة واحد من الشهر في الهند وباكستان في الأفق كان 150 دقيقة ، ساعتين ونصف يعادل ليلة الثالث في المملكة والأردن .. وهذا مثال واحد ولست أريد أن أدخل في التفاصيل ، وليس عام 1424 للهجرة ، عنا ببعيد .. حيث أقر أهل الحساب دخول شهر رمضان يوم الأحد وأن الهلال في أفق المملكة عامة .. لكن الناس صاموا يوم الاثنين ، وهذا مخالف للحساب .. فإذا كان أهل الحساب حريصون على العبادة فأين حرصهم عن ذلك اليوم الذي أفطره المسلمون في بيان مجلس القضاء الأعلى.. إكمالا لعدة شعبان ثلاثون يومآ .
إن الخلاف بين المسلمين من القرون الأولى في دخول الشهر وخروجه ، وهذا أمر طبيعي حدده الشارع الحكيم بأمر محسوس وعلامة يعرفها كل مسلم، العالم منهم والجاهل .. أما الخلاف اليوم يزداد لأن هناك من يريد أن يطبق كما تطبق بعض الدول الإسلامية دخول الشهر وخروجه لعدة سنوات حسب الحسابات الفلكية دون النظر في المستجدات والمتغيرات العلمية .. ومع هذا كله ، هناك لا تزال فيه طائفة قائمة ظاهرة على الحق .
وهناك من يصغي إلى ما يقوله بعض أهل الحساب ، من أن الهلال يرى أو لا يرى ، وبا التالي يدخله التشكيك في عبادته والأمر أصلآ منتهي الحكم با الدليل القاطع من الكتاب والسنة .. لكن الجهل والتجاهل أثر على المسلم المتبع لمن لا يستند على دليل من الكتاب والسنة ، ولا يعلم أن العرب في جاهليتها غيرت ملة إبراهيم عليه السلام با الشيئ الذي ابتدعته ، فزادت في السنة شهرآ جعلتها كبيسآ لأغراض لهم ، وغيروا ميقات الحج والأشهر الحرم .. حتى كانو يحجون تارة في المحرم وتارة في صفر حتى يعود الحج إلى ذي الحجة ، حتى بعث الله المقيم لملة إبراهيم ، فوافق حجه في ذي الحجة ، فقال خطبته المشهورة : ( إن الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض .. الخ )