نبات الدرقة عشب معمر يصل ارتفاعه إلى 120 سم ذات أوراق رمحية الشكل وأزهار زرقاء ارجوانية ساقه مربعة الأضلاع تعرف الدرقة باسم الورقة كبيرة الزهر. الجزء المستعمل من النبات الجذور يعرف النبات علمياً باسم Scutellaria bigcalensis الموطن الأصلي لنبات الدرقة كبيرة الزهر الصين واليابان وكوريا ومنغوليا وروسيا. وتزدهر في المنحدرات العشبية المشمسة تحتوي جذور الدرقة على فلافو نيدات بنسبة 12٪ وأهمها بايكالين وغونيسيد. كما تحتوي ستيرولات وحمض النبزين.
٭ ماذا قال الطب القديم عن نبات الدرقة؟
- في سنة 1973م اكتشف 92 لوحاً خشبياً في قبر من القرن الثاني الميلادي في شمال غرب الصين تبين ان الدرقة كبيرة الزهر من بين الأعشاب المدرجة في وصفات المغليات والصبغات والحبوب والمراهم. وقد كان للعشبة دور راسخ في طب الأعشاب الصيني منذ ذلك الوقت، وهي من العلاجات الرئيسية لحالات الحرارة والرطوبة مثل الزحار والاسهال. وتوصف في الصين لحالات الحر والعطش مثل الحمى والسعال المصحوب ببلغم كثيف أصفر اللون. كما يستخدم في العدوى المعدية والمعوية التي تسبب الاسهال كما تعطى للأشخاص الذين يعانون من حالات بولية مزمنة ومؤلمة. في عام 1892م كتب طبيب الأعشاب د. شارلز ميلسبوغ راوياً قصة هذا العشب الغريب، كان أول استهلاك لهذا النبات في الطب على يد د. فان ريزفير من رويسفلد نيوجرسي حيث قام بإجراء تجاربه عام 1772م وادعى أنها تعالج وتفي من داء الكلب وبلغت عدد حالاته 1400 وهذا على ما يبدو عدد كبير ليقوم به طبيب واحد. ثم جاء ابنه من بعده وزعم انه عالج 40 حالة أخرى في خلال ثلاث سنوات. وكثير من الأطباء الارثوذوكس والعشابين الشعبيين استعملوا العلاج بنجاح إلاّ ان آخرين كتبوا مقالات تناقض ذلك. لقد أثبت العشب فعاليته كمهدئ ومساعد على الهضم وفي علاج التشنجات والهذيان الارتعاشي. وفي القرن التاسع عشر أوصى الأطباء الانتقائيون ورواد المعالجين بالطبيعة اليوم بالدرقة أساساً كمهدئ ومسكن في حالات الأرق والتوتر العصبي ولعلاج الملاريا والتشنجات والهذيان الارتعاشي الناشئ عن الاسراف في شرب المسكرات. وفي القرن التاسع عشر استعمل صناع العقاقير المسجلة الدرقة بكثرة في صناعة المقويات للسيدات أثناء اضطرابات الحيض.
٭ ماذا قال الطب الحديث عن نبات الدرقة؟
- لقد اكتشف الباحثون اليابانيون ان للدرقة خواص مضادة للالتهابات. وفي تجربتين يابانيتين أجريتا على حيوانات التجارب أوضحتا ان الدرقة تزيد مستوى الكوليسترول الطيب (HDL) البروتينيات الدهنية عالية الكثافة، ونحن نعرف انه كلما زاد مستوى ال HDL قلت مخاطر الإصابة بنويات القلب. وهذه النتائج تشير إلى ان العشبة يمكن ان تساعد على منع الإصابة بأمراض القلب وبعض السكتات الدماغية في الإنسان.
ويزعم الأطباء الصينيون أنهم استعملوا العشب بنجاح في علاج الالتهاب الكبدي، إلاّ أنه من المبكر اعتبار العشب علاجاً لهذا المرض الكبدي الخطير ولكن العشب يستحق المزيد من البحث.
توصي التجارب الاكلينيكية بأن الاستخدام المأثور للدرقة من أجل الحمى المرتفعة والعدوى مثل الزحار له ما يبرره. كما يوصي العشابون المعاصرون بالدرقة كمهدئ للأرق والتوتر قبل الدورة وأثناء سحب العقاقير المخدرة والمسكرات. تقول الأبحاث الحديثة ان الورقة تستخدم حالياً لعلاج الربو والاكزيما وحمى الكلى وطفع القراص.
كما ان الدرقة تعتبر علاجاً قيماً لدوران الدم حيث تستخدم مع أعشاب أخرى لعلاج فرط ضغط الدم والتصلب الشرياني وأوردة الدوالي وسهولة التكدم. كما ان مسحوق الدرقة يوضع على الجلد لعلاج الجروح والقروح والأورام.
تؤخذ الدرقة بمعدل ملعقة أكل من العشب الجاف إلى ملئ كوب ماء مغلي ويترك لمدة 10 دقائق ثم يصفى ويشرب بمعدل ثلاثة أكواب في اليوم. يوجد مستحضرات من الدرقة تباع في محلات الأغذية الصحية ويتبع التعليمات الموجودة على علبة المستحضر. يجب عدم إعطاء الدرقة للأطفال أقل من سنتين، وبالنسبة للأطفال الأكبر من سنتين والبالغين فوق الخامسة والستين سنة فيبدأون بمستحضرات قليلة التركيز ثم يزداد التركيز إذا تطلب الأمر. لقد أدرجت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) الدرقة في قائمة الأعشاب الآمنة بالنسبة للبالغين واستثناء الحوامل والمرضعات اللواتي لا يتعاطين أدوية مهدئة أو مخدرة أخرى.
------------
المصدر جريدة الرياض
-------------
تحية و تقدير