الكل وبدون شك يؤمن أن العين حق وأن الإصابه بها تحصل في أسرع مايمكن إلا أننا وبكل أسف نغفل عن التحرزوالحذر منها وخاصه بين النساء والمرأه وبكل حسن نيه قد تتكلم او تفعل بنفسها او أطفالها او بيتها او التصويروتناقل الصور كماأنتشر في هذا الزمن مايمكن أن يسلط سهام العيون عليها فالكلام والتحدث بما يسبب الحسد هو من باب عدم الحذر وتزيين الأبناء والبنات او المبالغه بتزين عند النساء وخاصه في المناسبات العامه كالأعراس او نشر خبر الزيجات قبل تمام الزواج يجعل بعض المحرومات بقصد او بغير قصد إطلاق السهام المسمومه على كل ذي نعمه ولهذا علينا أن نشدد الحذر مع التوكل وكثرة الأوراد لنسلم بإذن الله من هذه الأفه الخطره التي لاينفع الندم على التفريط فيها بعد حصول المكروه.
وقد سئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :
هل العين تصيب الإنسان ؟ وكيف تعالج ؟ وهل التحرز منها ينافي التوكل ؟
فأجاب : رأينا في العين أنها حق ثابت شرعاً وحساً قال الله تعالى : { وإَن يَكَادُ الَّذينَ كَفَرُوا لَيُزلِقُونَكَ بِأبصَارِهِم } [ القلم 68 ] ، قال ابن عباس وغيره في تفسيرها أي : يعينوك بأبصارهم ، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ، وإذا استُغسلتم فاغسلوا " [ رواه مسلم ] ، ومن ذلك ما رواه النسائي وابن ماجة ، أن عامر بن ربيعة مر بسهل بن حنيف وهو يغتسل فقال : لم أر كاليوم ولا جلد مخبأة ، فلما لبث أن لبط به فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقيل له : أدرك سهلاً صريعاً ، فقال : " من تتهمون ؟ " قالوا عامر بن ربيعة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى أحدكم من أخيه ما يعجبه فيدع له بالبركة " ، ثم دعا بماء فأمر عامراً أن يتوضأ فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين وركبتيه وداخلة إزاره ، وأمره أن يصب عليه " وفي لفظ : " يكفأ الإناء من خلفه " ، والواقع شاهد بذلك ولا يمكن إنكاره .
وسئل فضيلته رحمه الله : اختلف بعض الناس في العين فقال بعضهم لا تؤثر لمخالفتها للقرآن الكريم فما القول الحق في هذه المسألة ؟
الجواب : القول الحق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم وهي : " إن العين حق " وهذا أمر قد شهد له الواقع ، ولا أعلم آيات تعارض هذا الحديث ، حتى يقول هؤلاء إنه يعارض القرآن الكريم ، بل إن الله سبحانه وتعالى قد جعل لكل شيء سبباً ، حتى إن بعض المفسرين قالوا في قوله تعالى : { وَإِن يَكَادُ الَّذينَ كَفَرُوا لَيُزلِقُونَكَ بِأَبصَاَرِهِم لَمَّا سَمِعُوا الَّذكرَ } [ القلم 51] .
قالوا : إن المراد هنا العين ، ولكن على كل حال سواء كان هذا هو المراد بالآية أم غيره ، فإن العين ثابتة ، وهي حق ولا ريب فيها ، والواقع يشهد لذلك منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم .
اللهم يامن عليك إتكالنا احمنا واحرسنا من شر حاسدً إذا حسد ونسألك يامن يجيب من دعاءه بأسمائك الحسنى أن تعجل شفاء من أصيب بهذا الداء
وأن تشفي مرضنا ومرضى المسلمين الموحدين