قال إن أنظار بعض المرتزقة تتجه صوب المملكة طمعا في الكسب المادي
قاضي التمييز بالرياض: أهداف مشبوهة وراء تعامل الإعلام الخارجي مع قضية «فتاة القطيف»
عبدالله العريفج (الرياض)
كشف قاضي تمييز حقيقة الدوافع الكامنة وراء تفاعل قضية فتاة القطيف التي اثارت جدلا واسعا تجاوز نطاق المحلية لتصبح مادة تناولتها الكثير من وسائل الاعلام والفضائيات الاجنبية. وقال قاضي محكمة التمييز بالرياض الدكتور ابراهيم بن صالح الخضيري الذي امتهن القضاء منذ ما يزيد على الثلاثة عقود في حديث لـ«عـكاظ» ان اثارة هذه القضية جاءت بهدف الاضرار بسمعة المملكة والمساس بقضائها الذي يعتبر ركيزة من ركائز قيام هذه الدولة التي يحكمها شرع الله الى جانب تعريض الفتاة لمزيد من سوء السمعة حينما تتعرض لها الاقلام وتتكلم عنها الالسن. وأكد ان قضية الفتاة عولجت قضائيا بمبدأ الرحمة والشفقة في وقت كان ينبغي فيه على القضاة الحكم عليها والمشاركين معها بالقتل لاعتبارات كثيرة مبينا ان الولايات المتحدة واوروبا وجميع دول العالم تأخذ بمبدأ حصانة القضاء حتى ان محاكم في امريكا لاترغب في نشر احكامها. وعزا القاضي الخضيري لجوء بعض المحامين لوسائل الاعلام خصوصا الفضائيات منها لكسب الشهرة وتحقيق مزيد من الدخل المادي حتى يلجأ إليهم بعض السذج مشددا على ان انظار بعض المرتزقة تتجه صوب المملكة طمعا في الكسب المادي.. والى نص الحديث:
حصانة القضاء.. وأصل الشرارة
- كيف ترى الجدل الدائر لأبعاد ما سُمّي بقضية فتاة القطيف ولماذا اخذت هذه القضية تفاعلا اعلاميا تجاوز نطاق المحلية؟
قبل كل شيء اقول ان جميع دول العالم بما فيها الولايات المتحدة الامريكية واوروبا تعتبر للقضاء حصانة وللقضايا التي تخرج من القضاء حصانة وهناك احكام تصدر من محاكم امريكية وغيرها غير قابلة للنشر وكل المجتمعات تعرف هذا وهذه القضية بحد ذاتها من القضايا التي تمس سيادة المملكة ولا يجوز لأي دولة مهما بلغت ان تتعرض للقضاء السعودي الذي يعتبر ركيزة لهذه الدولة وهي دولة ذات سيادة يحكمها شرع الله عز وجل وتحتكم اليه ومن لا يرضى بشرع الله فلا ارضاه الله أبداً.. قضية فتاة القطيف صدرت من محاكم على مختلف المستويات القضائية ودرسها مجلس القضاء الاعلى واصدر القضاة حكما ينتهي بتصديق المجلس. إذاً ما الذي يدعو لمناقشة هذه القضية اصلا طالما اعطيت الضمانات القضائية.. الامر الثاني ان فتاة القطيف هي التي تسببت في هذه القضية ابتداء وانتهاء وهي في نفس الوقت شرارة الشعلة العاطفية التي اثارت كوامن بعض الذين يزعمون انهم من دعاة حقوق الانسان او يريدون ان يدافعوا عن حقوق الانسان، فأصبح الدفاع في غير محله لأنه دفاع عما لا يستحق الدفاع.. الشريعة الاسلامية تدافع عن العصاة والمذنبين بتقويم سلوكهم من خلال التعزير والجزاء الذي يردعهم ويمنعهم من العودة لمثل ما فعلوه او لأجل ما هو اشنع وأشد وكل دول العالم ترفض هذه الممارسات علناً امام الناس .
المهم في نظري ان القضية عولجت بمبدأ الرحمة والشفقة وإلا فإنه في نظري كقاض له ثلاثون عاما في القضاء كان ينبغي على القضاة الحكم بقتل فتاة القطيف هي والمشاركين لها لاعتبارات كثيرة جداً لكن القضاة اخذوا بمبدأ الرحمة والشفقة ولولي الامر ان يعفو عن المحكوم عليه بالقتل تعزيرا او بالجزاء التعزيري ان يعفو عنه الى بديل اقل منه او اكثر منه وله ان يزيد ولولي الامر ان يحكم بالقتل تعزيرا من عنده لانه هو صاحب الولاية العظمى مع ان هذه القضية لم يرد من إثارتها الا المساس بالقضاء السعودي من جانب والاضرار بسمعة المملكة من جانب آخر وتعريض هذه الفتاة لمزيد من سوء السمعة حينما تتعرض لها الاقلام وتتكلم عنها الالسن.
اسرار الناس ليست مباحة
- بعض الاوساط وخصوصا الاعلام منها تطالب القضاء في المملكة بنشر حيثيات وتفاصيل احكامه حتى يتبصر المجتمع ويدرك ابعاد كل قضية بعيدا عن التفسيرات والتأويلات الضيقة؟
طالبت مراراً بأن يكون هناك متحدث قضائي باسم القضاء الشرعي في المملكة يتحدث عن الامور التي تحتاج الى تفصيل لكن اسرار الناس ليست كلاما مباحا يمكن بسطه في وسائل الاعلام.. ولا شك أن سوء النية والهدف هو الدافع الأعظم لكثير من الذين يثيرون مثل هذه القضية.
ليست قضية شائكة
- لماذا يلجأ قلة من المحامين الى الاعلام.. وهل هو لممارسة ضغوط على القضاة ام انه لهث وراء الشهرة الزائفة في القضايا الشائكة كقضية فتاة القطيف؟
ليست قضية فتاة القطيف بالقضية الشائكة بل انها من ابسط القضايا التي تمارس في القضاء عندنا.. القضايا الشائكة هي ان يكون ثمان ديات في رجل واحد او ان يكون هناك قتل لأسرة واحدة فعندها هي القضايا التي تعتبر شائكة اذا كانت اسبابها غامضة اومبهمة وكل من يناقش هذه القضية من مبدأ نصرة الفتاة كفتاة او نصرة المحكوم عليهم كعصاة اعتقد ان عليه اعادة النظر.
الشهرة والكسب المادي
- سألتكم عن لجوء بعض المحامين للاعلام؟
المحامون يلجأون لوسائل الاعلام لاعتبارات كثيرة لكسب الشهرة ولمزيد من الدخل المادي لأنه إذا ظهر اسمه في الاعلام كمحام جاء بعض السذج يظن انه جيد وانت تعرف مثلا شركات الحج حيث ان الشركات الناجحة لا تعلن لانها تمتلئ بالمزيد من المرتادين بينما الشركات المبتدئة هي التي تكثر من الاعلام وهكذا هم المحامون.. المحامون ذوو السمعة العالية والراقية لا يعلنون ولا يحتاجون لأنهم معروفون في الوسط القضائي ومن يريد محاميا سيستشير قاضيا لأن القضاة يعرفون المحامين ورجالاتهم.
مرتزقة الاعلام
- وكيف ترى تفاعل قضية فتاة القطيف على مستوى الاعلام الخارجي؟
المملكة بلد محسود ومتميز وانظار الحاقدين تتجه اليه من كل صوب.. انظار المرتزقة الذين يريدون مالا ليسكتون وبالتالي فإنهم يستغلون ادنى فرصة لعله ان يقال لهم اسكتوا وخذوا نقودا فيأخذون ولا شك انها طريق للمرتزقة.
اجراء نظامي
- اخيراً.. كيف ترى سحب ترخيص المحامي اللاحم كإجراء أتخذ بحقه؟
في نظري انه اجراء نظامي وسليم يتفق مع انظمة الدولة وتوجهاتها ويتفق ايضا مع سلوك المحامي هداه الله لانه سلك مسلكا لا يعرف ولا يدرك الخلفيات الكثيرة لبعض القضايا التي تكلم فيها.