أنا وسلمى
كنا وسلمى حبيبين
نحلم مفتوحي العينين
بأن الكون صار بهاءً
والقمر أمسى قمرين
كنا نلهو كالأطفال
نشرب من ذات العين
كم شرب منها عشاق
أصفى من ماء النهرين
أطعم ما فيها شهد
يروي مابين الشفتين
قمر في الليل إذا طلعت
غار منها بهاء النجمين
هذا العمر طاب صباه
وتغنى بقصتنا الثقلين
وصار الركبان بحديث
يروى عن أصغر حبيبين
كنا وسلمى طفلين
لا نعـرف إلا حرفين
حاء من حر الشوق
باء بعداً لطريق البين
وبعد سنين الحب الطاهر
حجبت سلمى بحجابين
حجاب من أمر الله
وحجاب من سورين
وصار الحلم ضباب
وحمل أثقل من جبلين
وما عادت أيامي تلهو
بحديث من طيب شفتين
وما عادت أقماري تضئ
كيف وقد حجب القمرين
فبقيت أناجي خيالاتٍ
من رسم تحمله العينين