أضحكتنا بمرارة .. هل القوم حمقى أم مغفلون ؟.. أهو الغباء أم العمالة ؟..
بالأمس كان صدام مجرماً لأنه غزا بلداً تلا 'إسرائيل' في قائمة اعتذارات أبي مازن , وبغير الحاجة إلى العبور إلى دائرة اللجاج حول تبرير الغزو أو تفهمه أو حتى تأييده , فإن مسائل حقوق الإنسان وتحرير العراق وقمع الانتفاضات وأسلحة الدمار الشامل التي يتهدد بها الجيران قبل الأعداء ؛ كل هذه الروزنامة أوفر حظاً في سهولة نسفها ومعها كل الدعاوى الجائرة التي سيقت لتحقيق الأمن لـ'إسرائيل' ونهب العراق.
وما يعنينا بالأصالة هو هذا التصريح الغريب الذي صدر عن رأس الجيش العراقي المعين من قبل الاحتلال , ليس لأن الرجل يتحدث بلسان أمريكي سقيم , وليس لأن الولايات المتحدة [الشيطان الأكبر سابقا بلغة آيات طهران] قد بلغ تعاونها مع إيران [أحد أركان محور الشر سابقا بلغة آيات واشنطن] حد الرنين الذي تتساوى فيه الذبذبة الإيرانية الشيعية مع الذبذبة الأمريكية اليمينية والتي تخشى معها الولايات المتحدة أن تتفوق هذه الإيرانية على تلك الأمريكية , سيما وقد نجحت إيران في بسط كامل سيطرتها على الجنوب العراقي وباشرت حملة تركيس عرقي ضد أهل السنة والجماعة , ونجحت في فرسنة الحكم العراقي من خلال منظومة إيرانية مبنى ومعنى ؛ يجلس في صدر مجلسها 'مرشد الثورة العراقي' [الإيراني الأصل] علي السيستاني ؛ وجيش من الساسة المتيمين بقم 'المقدسة' , وخلعت قبعات الجيش العراقي وأبدلته عمائم سوداء لحدية , ومدت طليعة استخباراتها وآلاف التابعين لجهاز اطلاعات الإيراني في ربوع بلاد الرافدين يعيثون فيها فساداً , وأوشكت أن تهدي المسلمين في العراق في كل يوم ذبيحاً من علمائهم الأجلاء الذين تكاد مع اغتيالاتهم تفنى هيئة علماء المسلمين عن بكرة أبيها.
تصريح شعلان هذا ليس غريبا لكل هذه المعطيات , لا بل هو معها في مزيج لا يختلط ؛ غير أن مكمن غرابته أن يصدر هذا التصريح متزامناً مع 'ذكرى اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين' الذي لطالما حدثنا عنه العرب 'المثقفون' جداً عن أنه خاض حرباً لا ضرورة لها مع إيران.
أيها الوزير النذير .. صدام قال من قبل مثلما أنت قلت 'إيران أخطر عدو للعراق' لكنه كانت لديه الشجاعة فسل سيفه للدفاع عن بلاده , ولم يخنس خلف دبابة أمريكية .. يومها لم يكن يتحدث صدام عن العراق بسنته فحسب بل صدح بلسان الجميع أغلبية سنية وأقلية شيعية عربية كذلك , وتصدى للهجمة الفارسية .. غير أنك وأنت الشيعي العربي لم تفعل !!
أما أنتم يا 'مثقفي العرب الأفذاذ' الذين طنطنتم بقمامات الكلمات حين انبريتم مدافعين عن حركة الانفصاليين الجنوبيين في العراق المسماة زوراً بالانتفاضة الشعبانية والتي حرك موجتها حجر ألقاه في مياه التبعية ؛ ضرب العراق في مطلع العقد الأخير من القرن الماضي.
إن كل أشباه المثقفين العرب الذين تملقوا الفرس اليوم في وضع لا يحسدون عليه ؛ إذ أسهمت رعونتهم في فتح أبوابنا العربية الإسلامية لـ'تصدير الثورة الإيرانية' لكن بصورة أكثر قيافة من عباءة الخوميني.