الأخطاء اللفظية عند الوضوء
(1) التلفُّظ بالنية:
وهذا من البِدَع المحدثة؛ وذلك لأن النية محلها القلب، وهي من الفروض التي لا تصح أي عبادة إلا بها؛ قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: ولم يكن صلى الله عليه وسلم يقول في أوله: "نويت رفع الحدث"، ولا استباحة الصلاة، لا هو ولا أحد من أصحابه البتة، ولم يرد عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك حرف واحد، لا بإسناد صحيح ولا ضعيف.
(2) أذكار مبتدعة أثناء الوضوء.
هناك من الناس من يبتدعون أذكارًا أثناء الوضوء لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ كقول البعض عند غسل وجهه: "اللهم بيِّضْ وجهي وجسمي، يوم تبيض وجوه، وتسود وجوه"، وعندما يغسل يده يقول: "اللهم أعطني كتابي بيميني"... وغير ذلك من الأذكار المبتدعة.
قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يقول على وضوئه شيئًا غير التسمية، وكل حديث في أذكار الوضوء الذي يقال عليه فكذِبٌ مختلق عليه مكذوب، ولم يثبت عنه إلا التسمية، وهذا الدعاء في أوله، وهو: "اللهم اغفر لي ذنبي، ووسِّعْ لي في داري، وبارك لي في رزقي"؛ (رواه النسائي، وصحيح الألباني في صحيح الجامع: 1265).
وكان يقول بعد الوضوء: ((أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء))، زاد الترمذي فيه: ((اللهم اجعلني من التوابين، واجعلني من المتطهرين))، وفي حديث آخر عند النسائي: "كان صلى الله عليه وسلم يقول بعد الوضوء: ((سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك)).
(3) قول بعضهم لبعض: (زمزم) بعد الوضوء.
وهذا الكلام لا أصل له في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن السنة أن يقال كما مر بنا في العنصر السابق، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - فقيل له: هناك من الناس من يزيد في الأذكار؛ كقول البعض بعد الصلاة: "تقبل الله"، أو قولهم بعد الوضوء: "زمزم"، فما تعليقكم على ذلك؟
فأجابه فقال: هذا ليس من الذكر، هذا من الدعاء إذا فرغ وقال: "تقبل الله منك"، ولكن مع ذلك لا نرى أن يفعلها الإنسان، لا بعد الوضوء، ولا بعد الصلاة، ولا بعد الشرب من ماء زمزم؛ لأن مثل هذه الأمور إذا فعلت لربما تتخذ سنة؛ فتكون مشروعة بغير علم.