في مطعم نادى خاص من الأندية العريقة التى تشتهر بها لندن , ولا يجوز للغرباء دخولها الا ضيوفآ بصحبة عضو من الأعضاء , يجلس على طاولة صغيرة شخصان يتناولان طعام الغداء , ويتهامسان . وفي العاصمة الفرنسية , يجلس أربعة أشخاص في مطعم فاخر يتبادلون التعليقات . وفي مطعم مزدحم لا يبعد كثيرآ عن البيت الأبيض , يجلس ثلاثة رجال يتناولون الغداء , مصحوبآ بكثير من النكات والضحكات .
في الغداء اللندني يجلس مسؤول كبير في وزارة هامة مع المحرر الدبلوماسي في جريدة لندنية رصينة عن موضوع حساس ترغب الحكومة البريطانية أن يظهر للناس وتؤد بطريق غير رسمي . وفي الغداء الباريسي يتحدث دبلوماسي كبير في السفارة الاسرائيلية مع ضيوفه الصحفيين البارزين في ثلاث جرائد باريسية معروفة عن اخر تطورات الوضع في الشرق الأوسط , وفي مطعم واشنطن يبلغ موظف وكالة الاستخبارات المركزية ضيفه , المحرر السياسي المعروف , والمعلق التليفزوني الشهير ," بالخلفيات الحقيقية" لما يدور في دولة ما من دول العالم .
في اليوم التالي , أو في الأسبوع التالي , تتحدث مقالات في الصحف البريطانية والفرنسية والأمريكية عن "موقف" تنسبها الى مصادر مطلعة لا تسميها وعن "معلومات" رفض مقدمها الافصاح عن هويته . تقدم هذه وكأنها حقائق لا يرقى اليها الشك ويبتلعها معظم القراء بلا مناقشة كما ابتلع كاتبوها الطعام الشهي في المطاعم ...
هنا هدف الصحفي من اللقاء ليس الطعام ولا الشراب .هدف الصحفي الحقيقي هو المعلومة فقط..
لا يوجد شىء في حياة الصحفي الغربي أهم من المعلومة...
[glint] الاهداء
الى وزراء الاعــــــلام العــــرب
مع كثير من الشـــفقة[/glint]