هناك ثقة في سوق المال لدى الفذة التي تستجمع الاسهم وفق الاسعار الحالية بهدوء ودون اندفاع منها للشراء لكي لا ترتفع الاسعار عن مستواها الحالي، وهناك عدم ثقة من الفئة التي تبيع الاسهم الاستثمارية وذات النمو الحالي والمستقبلي وفقاً للمستويات الحالية.
كما أن هناك فئة تترقب هبوطاً وتريد أسعاراً أقل من المستويات الحالية، وهذه الفئة هي من أبقت أموالها بعيداً عن السوق خلال الفترة الحالية خشية مخاوف جديدة قد تعصف بالسوق، وهذه الفئة هي من الفئات التي كثيراً ما تتردد من الدخول في الشراء في الأوقات المناسبة للشراء، وتندفع بالشراء في أوقات تكون فيه الاسعار ذات مستوى أعلى، فلا هي طالت بلح الشام ولا عنب اليمن كما يقال.
والأمر الذي يرسل إشارات الاطمئنان ان البيع الجماعي لم يكن له وجود في التعاملات الماضية، وهذا ما أبعد السوق عن إنخفاضات حادة كانت ستسجلها فيما لو حدث تدافع بالبيع، وهو ما يشير أيضاً الى أن فئة غير قليلة من متعاملي السوق لم تعد تنطي عليها الضغوط المفتعلة سواء كانوا مضاربين قصيري أجل أم مستثمرين طويلي أجل.
والمستويات المنخفضة لإجماليات قيمة الأسهم المنفذة التي بدأت تظهر منذ بداية الاسبوع الجديد المتزامن مع هبوط في مستويات الاسعار يعطي أدلة مقنعة على أنها أخذت ترتبط بالقلق المنبعث من هبوط البورصات العالمية بصورة أخف حدة.
وما ظهر من عزوف عن البيع في الايام الماضية هو مؤشر مطمئن للغاية بأن قناعات المستثمرين بالاسعار الحالية هي الدافع الرئيسي لتمسكهم بأسهمهم، بل أن فئة منهم رفعت من مراكزها الاستثمارية وفقاً للاسعار الحالية التي هي في رأي كثيرين مشجعة للشراء أكثر من أي شيء آخر.
والاسطر السابقة ليست توصية بالشراء وفقاً للاسعار الحالية، فهذا يعتمد بالدرجة الاولى على المستثمر ووعيه وتخطيطه وثقافته وشدة بأسه وتمرسه في خطف الفرص التي تلوح له في أنسب الاوقات ولا يكتفي بمشاهدتها او تفويتها، لكن ما أريد التأكيد عليه هو ان أنسب الاوقات للشراء هي الاوقات التي تأتي في عز الانخفاضات وليس في ذروة إرتفاعاتها