العودة   منتدى مدينة تمير > الملتقى العام > النبض العام
 

النبض العام يختص باخبار المنتدى و القرارات الادارية و المواضيع التفاعلية والمسابقات و الطرح العام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع
قديم 15 / 05 / 2016, 25 : 12 AM   #1
المستشارة والقآئمه بشؤون العنصر النسآئي
الصورة الرمزية سُلاَفْ القَصِيدْ
 

سُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond reputeسُلاَفْ القَصِيدْ has a reputation beyond repute
افتراضي الوحدة في خريف العمر ..!


عندما يتقدّم الإنسان في العمر ، يُصبح أكثر حاجةً للمؤانسة ووجود الآخرين حوله. الأمر غير ماهو عليه الحال عندما يكون شاباً أو في سن الكهولة ، ويكون باستطاعته أن يذهب و يُقابل الناس ، ويُسافر وحيداً ، و قدراته الجسدية والعقلية تساعده على التنقل و الاعتماد على نفسه دون الحاجة إلى أن يكون هناك بالضرورة من يرعى شؤونه أو يؤنس وحدته.


هذا يحدث للكثير من الأشخاص ، خاصة الذين كانوا مشهورين و في مواقع مهمة أثناء حياتهم وهم في سن الشباب و الكهولة. عندما يُصبح المرء في سنٍ متقدمة ، وتتكاثر عليه الأمراض ويُصبح بحاجةٍ لمن يرعاه ، يجد أن الأقارب و الأصدقاء يتسربون من حوله كما تسرّب الشباب والصحة.
أشخاص شاهدتهم وهم يمرون بمرحلة الوحدة والكآبة بعد أن تقدمّوا في العمر ، وأصبحوا وحيدين بعد أن فقدوا مناصبهم و لم يعد أحد يهتم بهم ، و يُصاب المرء بالصدمة عندما يقع ما لم يتوقّعه من انصراف الناس عنه، خاصةً الأقارب والأصدقاء الذين لم يكن يتوقّع أن ينسحبوا من حياته. بعض المسنين يشتكون من جفاء ابنائهم وبناتهم ، فقد انشغل الابناء والبنات بعائلاتهم الصغيرة ، ونسوا الوالد أو الوالدة ، ولا يتذكرونهم إلا في المناسبات ، ويتعذّرون بمشاغل الحياة.


شخص كنتُ أعرفه معرفةً جيدة ، برغم أني تعرّفتُ عليه بصفتي المهنية ، ولكن لأنه رجل وحيد ، بمعنى هذه الكلمة ، كان يتصل بي أحياناً يطلب مني أن نذهب معاً لأحد الفنادق لنشرب القهوة ، برغم أن عنده أولاداً وبنات كباراً و أخوة و أخوات ، إلا أنه لا أحد يسأل عنه ، وانشغلوا بحياتهم ، وكنتُ أذهب معه ، لأنه رجل لطيف ، لكن ظروف حياته جعلته يعيش هذه الوحدة المؤلمة. عندما توفي هذا الشخص الوحيد ، الكئيب ، و ذهبت للصلاة عليه في المسجد صلاة الميت ، وشاهدتُ آلافاً من المشيعين من علية القوم و عامة الناس الذين جاءوا مجاملةً لأقارب هذا الشخص الذي كان يعيش الوحدة و الكآبة في حياته ، وعند مماته ظهر الأشخاص الذين لم يُعيروا أي أنتباه بأن هناك شخصاً قابعاً في وحدته ، لا أحد يزوره ولا من سائل عن صحته حتى جاء الموت فظهر الأشخاص الذين يُجاملون عائلته وواقع الأمر أنهم لا يهتمون لأمر هذا الشخص ، وإلا كانوا سألوا عنه عندما كان على ظهر الأرض يشكو الوحدة و الكآبة و نكران الناس له.


أمثلة كثيرة لابتعاد الناس عن الشخص إذا ترك عمله الذي كان يُضفي عليه الوجاهة ، ويُعطيه السلطة ، ولكن عندما يكُبر و يُصبح مريضاً ، فإن أكثر الناس يتخلّون عنه. شخص آخر كان في منصبٍ رفيع و بقي في هذا المنصب مع تقدم عمره ، وكان الناس حوله يُبجلونه و يتسابقون في التقرّب منه ولكن عندما ترك المنصب ، لم يجد أحداً بجانبه. المئات الذين كانوا يحضرون كل مساء مجلسه لم يعد منهم أحد. في ليلةٍ من الليالي بكى من انصراف الناس عنه ، و كيف أن من حسبهم أصدقاء لم يعودوا يسألون عنه أو يزوروه ، بعد أن كانوا يتسابقون لحضور مجلسه ، ولا أدري هل لحسن حظه ، بعد أن أصبح مكتئباً ، توفي بفترة قصيرة من تركه منصبه ، وأعتقد أن الاكتئاب لعب دوراً في وفاته ،


حيث كما هو معروف أن الاكتئاب هو السبب الخامس للوفاة بين الناس في هذه السنوات ، وتتوقع منظمة الصحة العالمية أنه في عام 2020 سوف يكون الاكتئاب السبب الثاني للوفاة بعد أمراض القلب. لا أريد أن أكون متشائماً ، وأقول بأني شاهدت كثيراً من الأشخاص الذين كانوا في مراكز مرموقة ، تخلى عنهم المقربون منهم من أقارب وأصدقاء ، ووقعوا فريسة للكآبة و الأمراض العضوية ، و كثير منهم لعب هذا الأمر دوراً في تعجيل وفاتهم ، حيث شعروا بالخذلان من أقرب الناس إليهم ، و هذا أمر لم يكونوا يتوقعونه إطلاقاً ، فصدموا مما حدث لهم و دخلوا في كآبةٍ حقيقية قادت إلى أنهم يزهدون في الحياة ، ويشعرون بأن لا طعم للحياة مع هذا النكران. طبعاً ،


لن أتكّلم عن الأشخاص الذين أصيبوا بمرض الزهايمر ، و الذين لا يعرفون ما الذي حدث لهم من جحود ونكران من قِبل أبنائهم الذين هم أقرب الناس إليهم. قضايا كثيرة مرّت عليّ حيث يختلف الابناء على الميراث و الأموال التي تركها لهم والدهم و يرغبون في الحصول على تقارير طبية تُفيد بأن الأب فاقداً للأهلية و يريدون الوصاية عليه ، بينما لم يُكلّف واحداً منهم نفسه في الاعتناء بحالة والدهم الصحية ، و كل ما فعلوه هو أن استقدموا شخصاً من إحدى الدول الفقيرة يرعى حالته ، بينما هم لا يُلقون نظرةً عليه ولو من قبيل المجاملة ، و تجدهم يركضون في المحاكم والمستشفيات للحصول على صك الولاية بعد أن يُثبتوا أن والدهم لا يُحسن التصرّف في ماله!.
لا أتوقّع من الناس أن يكونوا مثاليين ، لكن يجب أن تكون هناك حدود لا يتجاوزها المرء عندما يتعلّق الأمر بوالده أو والدته ، و يجد الأعذار بأن مشاغل الحياة لا تعُطيه الوقت الكافي ليرعى أحداً من والديه بعد أن كبر و أصبح مريضاً..


نحن لسنا مثل الغرب الذي أوجد دوراً لكبار السن ، حيث لا يستطيع الأبناء رعاية والديهم إذا تقّدم بهم العمر ، و ربما نعتبر هذا من مساوئ الغرب و الثقافة الغربية ، ولكن للأسف نحن كل ما نفعله ، هو أننا نضع المسن في مكانٍ معزول و نضع معه شخصاً أجنبياً لا يعرف لغة المسن ولا عاداته و لا تقاليده ولا يتعاطف مع هذا المسن ، وكل ما يربطه به هو المعاش الذي يصرفه الأبناء من مدخراّت أبيهم أو راتبه التقاعدي. نحن الآن في عصر تقدم فيه الطب والرعاية الصحية للمسنين و أرتفع معدل متوسط العمر في المملكة العربية السعودية إلى معدلٍ مرتفع مقارنة بالأمر قبل خمسين عاماً تقريباً ، لذلك سنجد كثيراً من سكان المملكة من المسنين في مرحلة ليست بعيدة ، و نجد أن كثيراً من الأبناء والعائلات سوف يتركون المسنين من أقاربهم في المستشفيات الحكومية ، و يختفون بعد أن يضعوهم في غرفٍ في هذه المستشفيات لأن الأهل لا يُريدون أن يضعوا والدهم أو قريبهم في دار عجزة أو أن يقبلوا به في المنزل ، حيث لا يستطيعون أن يرعوه ، ويُسبب لهم كثيراً من المشاكل خاصةً إذا كان يُعالج من مرض الزهايمر أو كان لديه اضطرابات سلوكية نتيجة التقدّم في العمر. نظرة شاملة للمستشفيات الحكومية لترى كم من المرضى المسنين يشغلون أسرة لسنواتٍ طويلة دون أي داعٍ طبي إلا أن الأهل يُريدون لقريبهم أن يبقى في المستشفى. بينما المرضى الحقيقيون لا يستطيعون الحصول على سرير يتعالجون فيه بسبب انشعال هذه الأسرة بمثل هذا النوع من المسنين. هذه ليست مشكلةً بسيطة ولكنها مشكلة تتفاقم مع مرور الأيام والسنوات و أراها الآن بصورة أكبر من الأمر قبل خمسٍة وعشرين عاماً تقريباً ، والمستقبل سوف يحمل الكثير من التفاقم لهذه المشكلة.!



اسطر تلامس القلب قبل الاعين نقلتها لكم بتصرف ..
جعلنا واياكم من البارين بالوالدين ورزقنا واياكم برهما ورضاهما ..
تحياتي /







توقيع :
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
سُلاَفْ القَصِيدْ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

« الموضوع السابق | الموضوع التالي »

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 56 : 09 PM.


تصميم وتطوير سفن ستارز لخدمات الاستضافة والتصميم