لقبرك ماذا اعددت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
--------------------------------------------------------------------------------
لقبرك ماذا أعددت ؟
ماذا أعددت لقبرك ؟
عن البراء رضى الله عنه قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس على شفير القبر فبكى حتى بل الثرى ثم قال: ( يا إخوتي لمثل هذا فأعدوا ).
هذا حديث نبوى شريف فيه نصيحة من رسول الله صلى الله عليه وسلم لكل مسلم أن يستعد لهذه الساعة ساعة دخول القبر ـ فجدير بمن الموت مصرعه ، والتراب مضجعه ، والدود أنيسه ، ومنكر ونكير جليسه ، والقبر مقره ، وبطن الأرض مستقره والقيامة موعده ، والجنة أو النار مورده ، أن لا يكون له فكر إلا في الموت ولا ذكر إلا له ، ولا استعداد إلا لاجله ، ولا تدبير إلا فيه ولا تطلع إلا إليه ، ولا تعريج إلا عليه ، ولا اهتمام إلا به ، وحقيق بأن يعد نفسه في الموتى ويراها في أصحاب القبور ، فإن كل ما هو آت قريب فيا إخواني لمثل هذا فأعدوا
أخى المسلم
شمر عسى أن ينفع التشمير وانظر بفكرك ما إليه تصير
طولت آمالا تكنفها الهوى ونسيت أن العمر منك قصير
قد أفصحت دنياك عن غدراتها وأتى مشيبك والمشيب نذير
دار لهوت بزهوها متمتعا ترجو المقام بها وأنت تسير
لا يشغلنك عاجل عن آجل أبدا فملتمس الحقير حقير
ولقد تساوى بين اطباق الثرى في الأرض مأمور بها وأمير
في هذه الكلمات إيقاظ لأصحاب الهمم العاليه أن يتحركوا ويستعدوا للآخرة . واعلم أخى المسلم ـ أن الموت هائل وخطره عظيم ـ وغفلة الناس عنه لقلة فكرهم وذكرهم له.
وأفضل طريق لتذكر الموت ـ أن تتذكر أقرانك وإخوانك الذين مضوا قبلك تذكر موتهم ومصارعهم تحت التراب وتذكر صورهم في مناصبهم وأحوالهم وتأمل كيف محا التراب الآن حسن صورهم .
تذكر أخى المسلم ـ إخوانك الذين سبقوك للآخرة وتركوا الدنيا ، كيف أنهم نسوا الموت وتأملوا العيش والبقاء وكيف أنهم ركنوا الى القوة والشباب وما لوا الى الضحك واللهو وغفلوا عما بين أيديهم تذكر كيف كان يتردد بقوة والآن قد تهدمت رجلاه ، وكيف كان ينطق وقد أكل الدود لسانه وكيف كان يضحك وقد أكل التراب أسنانه وكيف كان يدبر لنفسه ما لا يحتاج إليه على عشر سنين أو يزيد في وقت لم يكن بينه وبين الموت إلا نفس قليل وهو غافل عما يراد به حتى جاءه الموت في وقت لم يكن يحتسبه فانكشفت له صورة الملك وقرع سمعه النداء إما بالجنة أو النار تذكر كل هذا أخى المسلم واعلم اخى
تالله لو عاش الفتى في دهره الفا من الأعوام مالك أمره
متمتعا فيها بكل نفيسة متلذذا فيها بنعمى عصره
لا يعثر به السقم فيها مرة كلا ولا ترد الهموم بفكره
ما كان هذا كله في أن يفى بمبيت أول ليلة في قبره
تذكر أخى المسلم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما رأيت منظرا قط إلا والقبر افظع منه ) فيا أخواني لمثل هذا فأعدوا ـ وكل مسلم أو كل إنسان يرى مقعده من الجنة أو من النار عندما ، يعاين ( ملك الموت ) لذا كان الصالحون يخافون من هول المطلع مثلا بكى أبو هريرة رضى الله عنه في مرضه فقيل له : ما يبكيك فقال : أما إنى لا أبكى على دنياكم هذه ، ولكنى أبكى على بعد سفرى وقلة زادي وإنى أصبحت في صعود مهبط على جنة ونار ، ولا أدرى أيهما يؤخذ بى ) وقال بعضهم دخلنا على عطاء السلمى نعوده في مرضه الذي مات فيه فقلنا له : كيف ترى حالك؟
فقال : الموت في عنقى والقبر بين يدى والقيامة موقفي وجسر جهنم طريقى ولا أدرى ما يفعل بى ، ثم بكى بكاء شديدا حتى غشى عليه فلما أفاق قال : اللهم ارحمنى وارحم وحشتى في القبر ومصرعى عند الموت وارحم مقامى بين يديك يا أرحم الراحمين .
منقول