بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
طفل عمره ست سنوان أحضره والده في الطوارىء يشكي من شكوى غريبة,
تجمع لصديد تحت الأظفر وفي العادة هذا التجمع الصديدي يكون مؤلم
إيلاما شديدا للصغير وللكبير, وفي الغالب يأتي المريض وهو يشتكي من
ألم شديد جداً ولا يرضى حتى أن أحداً يفحصه من شدة الألم, لو تلمسه
يقفز من شدة الألم, هذا الطفل كان مع أبيه وأبوه كان دائم التشجيع له
في كل حركة, دائما يذكره, أنت رجال, افا على الرجال, لا تفشلنا قدام
الدكاترة, خلك رجال, دائما هذه كلماته, تشجيعية بشكل عجيب جداً,
وبالفعل كأن هذا الطفل ليس بطفل, كأنه رجل, وكان الطفل لا يبكي,
فجئنا وفحصناه, لمسنا إظفره, نعرف أن فيه صديد, بياض واضح,
بياض الصديد تحت الأظفر, والصديد رفع الأظفر , ولو كان عند أي
شخص منا سيكون بكاءً يصل لآخر الغرفة, لكن هذا الطفل لم يكن يبكي,
لا تقول أنه هو المريض, كان كلجلمود صخر حطه السيل من عل, بسبب
تشجيع والده, فقلت للأب خير إن شاء ا لله , ولدك لديه صديد تحت الأظفر
يحتاج لعملية لإخراج هذا الصديد من تحت الأظفر , فقال توكلوا على الله,
سووها , قلنا إن شاء الله, طلبنا منه أن يوقع أوراق العملية, فقا وشو هذه؟؟
قلنا لابد تخدير عام ونأخذه لغرفة العمليات , فقال لا لا لا, مايحتاج,مايحتاج,
قلنا له وشو اللي مايحتاج, قال لايحتاج تخدير عام ولاتدخلونه المستشفى, سووها
الحين في الطوارىء او خلوني آخذ ولدي وأمشي, قلنا له يابن الناس مايصير,
لابد يتخدر, ترى هذا مايتحمل فتحة المشرط في جلده, في منطقة حساسة وفيها صديد,
وغيره, قال لا لا, ماتعرفون ولدي هذا, هذا ولدي رجال, تربيتي,
وأنا أعرفه وخابره, صح ياولد, الولد يهز راسه وكلماته تنبأ على
انه رجل ما كأنه ولد, قلنا خير إن شاء الله, إذا أنت رفضت التخدير
العام, طيب, الآن نعطيه إبرتين في طرف الأصبع, تسمى التخدير
الموضعي, قال ولا هذه يحتاج, قلناله يابن المسلمين, قال أبداً
ولا هذه يحتاج, انتم بتسوونها ولا أنا بآخذه, وبنسويها احنا في
البيت, بنروح نحمي ذيك السكين وبنطلعها من تحت ظفره,
فكرنا لو تركناه مع أبيه بهذه العنجهية ممكن ان يؤذوا الطفل,
لو أجريناها في المستشفى, تحت التعقيم والتنظيف والامور هذه
كلها, لعل أن نصل معه إلى حل جيد, حتى لو بدأ يبكي الطفل,
الأب يتحمل معه آثار البكاء, فقلنا له طيب ادخل معنا غرفة العمليات,
أدخلناه غرفة العمليات الصغرى, وقلنا له امسك يد ولدك, قال
لا مايحتاج , قلنا له امسك يده لايحركها بعدين المشرط ممكن يجرح
أماكن مانبغاها تنجرح, وافق على أن يمسك يد الولد, مسك اليد,
عقمنا ونظفنا بالمواد المطهرة, وجاءت لحظة المشرط, رفعت المشرط,
أطالع في الولد, أبغاه يخاف, أبغاه يتحرك, أبغاه يسحب يده,
يقول آه, يقول لا, انتبهوا لاتجرحوني مثل كثير من الناس لما نجي
نشيل الغرزة, الغرزة نشيلها منه, لالا انتبهوا لاتجرحون يدي,
غرزة مهب فتحة في الجلد, هذا الولد الشجاع الذي لم أر في حياتي
شجاعا في مثل شجاعته, لم يتحرك, اخذنا المشرط, فتحنا المنطقة,
رفعنا الأظفر بواسطة الملقط , فتحنا فيه كل مكان الصديد, عصرنا الأظفر,
أنا صرت ماأطالع وجهه لأني أبغى أخلص العملية بسرعة, واخلي والده ياخذه,
ودخلنا فتيلة صغيرة جدا جدا جدا, أقل من ثلاث أرباع ملم, عشان
تخلي الجرح مفتوح وتخلي بقية الصديد يخرج في المستقبل,
عشان مايتجمع من جديد في هذا المكان , ولم يتحرك ذلك الطفل,
لكن لما التفت عليه وجدت عيونه تدمع, بسبب الألم, لابد من الألم,
عيونه تدمه, وهو ساكت مايتحرك, حتى الدمع , أبوه مايبغاه يدمع,
التفت عليه أبوه وقال له, افا على الرجال, ماظنيتك كذا, جبان؟؟
ولامنت برجال؟؟ فجف الدمع, حتى الدمع جف من عينه, لفينا له اصبعه,
وطلعناه وقلنا لأبوه , مبروك عليك هذا الفارس الهمام, الذي نسأل الله
سبحانه وتعالى أن يخدم به الإسلام