القدس العربي:
عقب اعلان مجلس الوزراء السعودي معاقبة كل من يعارض سياسة الدولة
المعارض السعودي سعد الفقيه ينشر قائمة بعشرين ألفا من مؤيديه
لندن ـ القدس العربي ـ من احمد المصري:
أعلنت حركة الإصلاح قبل أشهر عن مشروع قائمة الإصلاح وطلبت من جمهورها إرسال أسمائهم للحركة متعهدة بأن لا تنشر الأسماء إلا بعد أن يتجاوز العدد خمسة آلاف حتي يكون العدد الكبير حماية للمشاركين. وصرح زعيم حركة الاصلاح المعارض السعودي سعد الفقيه امس أن عدد من أرسلوا أسماءهم الصريحة يؤيدون الحركة الإسلامية للإصلاح ويعارضون الحكم السعودي تجاوز العشرين ألفا وبثها تلفزيون قناة الإصلاح التابع للحركة علي شاشته، واطلق عليها اسم قائمة الإصلاح وتم لحد الآن عرض عشر قوائم، في كل قائمة آلاف من الأسماء التي تقول الحركة انها أرسلت لها عبر رسائل الجوال وبالفاكس وبالبريد الالكتروني أو بالاتصال المباشر.
واصدر مجلس الوزراء السعودي قرارا قبل ايام يحظر علي المواطنين السعوديين معارضة سياسة الدولة بأي شكل من الاشكال او الظهور في وسائل الاعلام او التوقيع علي اي وثيقة تنتقد الحكومة السعودية ويعد بمعاقبة من يخالف هذا القرار.
ويقول الفقيه ان هذا القرار جاء عقب ان تأكدت الحكومة السعودية ان المؤيدين للفقيه والمعارضين لسياسة العائلة الحاكمة في السعودية تجاوز الالاف.
وكانت أول قائمة بثتها القناة تناهز الخمسة آلاف اسم وقد بدأ بثها قبل اسبوعين ثم تتابعت القوائم بعد ذلك ليصل عددها لعشر قوائم ويتجاوز العدد الكلي عشرين ألفا حيث ساهم بث القائمة الأولي كما يقول الفقيه في كسر الحواجز والتشجيع علي إرسال المزيد من الأسماء. وقامت الحركة بجمع القوائم العشر في قائمة واحدة أسمتها ملف الإصلاح الأول ، إشارة إلي أن بث القوائم لن يتوقف وأن هناك ملفا ثانيا سيصدر بعد سلسلة أخري من القوائم.
واشتملت القائمة علي خليط من كل مناطق المملكة. كما عرضت القائمة تشكيلة بكل عوائل وقبائل المملكة حيث اشتملت علي الخالدي والرويلي والعتيبي والقحطاني والشمري والغامدي والزهراني والتميمي والبلوي والعطوي والسبيعي والجهني بالإضافة إلي الأشراف وعدد كبير من العوائل والقبائل العريقة في المملكة.
كما اشتملت القائمة علي عدد كبير من العسكريين ورجال الامن برتب مختلفة وعدد كبير من شيوخ القبائل وشيوخ الدين وعدد لا بأس به من أساتذة الجامعات والمحامين والكتاب والقضاة والأعيان ورجال الأعمال.
وتقول حركة الاصلاح انه لوحظ بعد بداية بث القائمة كثرة المشاركين في القناة بأسمائهم الحقيقية وارتفاع نبرة الجرأة في الطرح كما لوحظ في المجتمع داخل المملكة كثرة الحديث عن القناة والقائمة وزوال بعض حواجز انتقاد الدولة في المحافل العامة .
وكانت الصحافة السعودية شنت حملة تشكيك في صدقية هذه الأسماء وقالت ان الحركة جمعتها من دليل الهاتف أو من سجلات الناجحين، لكن الفقيه استخف بهذه الاتهامات وقال إن الذي أطلق هذا الزعم نسي أن دليل الهاتف ليس فيه أسماء نساء ولا القاب العسكريين والمشائخ، واعتبر الفقيه اضطرار الدولة لشن حملة في الصحافة دليلا علي قوة تأثير القائمة ومصداقيتها.
وعند سؤال الفقية عن الذين اعلنوا في الصحافة السعودية أن أسماءهم ظهرت في القناة دون علمهم ورضاهم، اجاب الفقيه أنه أيا كان الأمر فقد وضعت الحركة هامشا بخمسة في المئة باسماء كيدية أو خاطئة او ارسلت دون اذن اصحابها بسبب الجو المخابراتي في البلد. وفي أسوأ الأحوال كما يقول الفقيه لن يصل عدد الأسماء الخاطئة أكثر من ألفي اسم وبما أن عدد الأسماء الذي اجتمع حتي الان يقترب من 24 الف اسم فإن الفقيه يقول إنه لا أقل من العشرين الفا تعتبر أسماء صحيحة ودقيقة.
ويقول الفقيه إن الحركة تحتفظ بسجلات لرسائل الجوال والبريد الالكتروني والفاكس التي استخدمت في إرسال الأسماء للقائمة.
ويعتقد الفقيه أن هذه القائمة أحدثت تحولا حقيقيا في نفوس الناس في داخل المملكة وأنه يستطيع في الفترة القادمة أن يبدأ أعمالا ميدانية مثل الاعتصامات والمظاهرات بعد أن ثبت أن المستعدين لإعلان تأييدهم للحركة ومعارضتهم للدولة بعشرات الألوف. لكن الفقيه يقول إنه ينتظر إلي أن ينتهي من إنجاز مفاجأة أخري رفض التصريح عن طبيعتها، لكنه قال إنها ستساهم في توسيع جمهور الحركة واتساع صوتها ورفع معنويات المؤيدين لها.
وتعتبر قناة الإصلاح ظاهرة مثيرة في تاريخ المعارضات بصفتها تحولت إلي وسيلة فعالة في مناهضة نظام كامل لديه إمكانات إعلامية ومخابراتية ومادية هائلة ودعم دولي كبير.
ويقول الفقيه إن السر في نجاح هذه القناة هو كونها تستثمر في اعتماد النظام الحاكم علي الكذب والتضليل كوسيلة أساسية في تثبيت شرعيته فتطرح الحقائق بأسلوب بسيط ومنضبط بثوابت المجتمع الدينية وتكشف الكذب والتضليل الذي يمارسه النظام.
ويضيف الفقيه لكن هناك سرا آخر في نجاح القناة هو تمكن حركة الإصلاح من توفير وسائل اتصال آمنة للجمهور للمشاركة في القناة مما حولها إلي أداة حوار حقيقي بلا محاذير ولا ممنوعات إلا ما أسماه الفقيه المحاذير الشرعية والقانونية في نظام الاعلام في اوروبا. وهذا بالذات ما مكن الالاف من داخل المملكة من التعبير عن مشاعرهم ونقد النظام بطريقة صريحة وقوية وتأييد حركة الإصلاح.
ويقول الفقيه إن هذا التأثير القوي للقناة وتحولها إلي أداة حوار وتوجيه للمجتمع ونجاح الحركة في استخدامها لتوجيه المظاهرات في العام الماضي هو الذي أدي بالدولة للضغط لإقفالها عدة مرات بل وخرق القانون الدولي بالتشويش علي القمر الاصطناعي عدة مرات.
وكانت القناة قد توقفت عدة مرات فعلا بضغوط مختلفة لكن حركة الاصلاح اصرت علي السعي لعودة البث بطريقة أو بأخري إلي أن تمكنت في المرة الأخيرة من ضمان عقد قوي تعهدت فيه شركة يوتلسات بعدم إيقاف البث إلا بأمر قضائي.
وأخيرا يقول الفقيه ان قناة الإصلاح التلفزيونية هي تتويج لنشاط الحركة الذي بدأ باستخدام الفاكسات ثم الانترنت ثم القناة الصوتية.