«ثقافة العيب» تُقصي الشباب
عن العمل المهني وتزيد في حجم البطالة!
تحقيق - سلطان العثمان:
تعد ظاهرة عزوف الشباب عن الأعمال اليدوية الحرة سواء في التجارة والزراعة والصناعة في القطاعين الحكومي والخاص أو غيرها من المجالات الشاغرة، والتي تحتاج إلى أيد شبابية سعودية، واحدة من أبرز المشكلات التي تواجه المجتمع.
وعلى الرغم من التطور التقني والتوسع التجاري الذي يشهده المجتمع اليوم وتنوعه، والحاجة الماسة إلى استقطاب تلك الأيدي الشابة، إلا أنه لا زال الإقبال نحو تلك الأعمال قليلا جداً، وتفضيل الكثيرين الوظائف الإدارية وتوجههم نحوها، وتمركزهم عليها بشكل أكثر.
ويرى البعض أن عزوف الشباب عن ممارسة هذه الأعمال أدى إلى انتشار التخلف التقني، وانحصار الأعمال، وقلة الوظائف، وكثرة البطالة.
"الرياض" حاولت معرفة آراء الشباب وتوجههم نحو الأعمال اليدوية ..
في البداية التقينا بالشاب يزيد السيف الحاصل على مؤهل دبلوم فني اتصالات، وقال: أفضل الأعمال الفنية التقنية اليدوية وهي هواية مفضلة لدي لكن سبب عزوفي عن العمل لا يوجد محفزات مشجعة ورواتب مغرية من قبل القطاع الخاص مقابل العمل اليدوي الذي أمارسه، حيث نتساوى في الراتب مع العاملين في الوظائف الإدارية رغم اختلاف طبيعة العمل والجهد المبذول، أما الشاب محمد علي الصبيح فيبرر العزوف عن الأعمال اليدوية مثل الصيانة الكهربائية للمنازل لعدم تحديد وقت ساعات العمل ودخول العمال الأجانب بكثرة في منافسة مع عمل الشباب السعوديين وبأقل الأسعار مما دفع المستهلك من أصحاب المنازل على البحث عن العمال الأجانب دون السعوديين.
كما يرى عبدالوهاب المناع من وجهة نظره بان من أسباب عدم الإقبال على الأعمال اليدوية الحرة هو عدم ثبات الدخل المادي للعامل شهريا بعكس الوظائف التي تضمن مرتبا شهريا ومحددا للموظف بحيث يستطيع التحكم في مصروفاته وضبط مشترياته، ويعتقد احمد العلي بان خجل الشباب من ممارسة بعض الأعمال اليدوية واحتقارها من قبل المجتمع هما السبب في ذلك،ويقترح تغيير الاتجاهات السلبية نحو العمل اليدوي وإبدالها باتجاهات ايجابية نحو احترام الأعمال الحرة واليدوية واعتبارها مدخلا للرزق والعيش وتذكيرهم بان رسول هذه الأمة حث على العمل اليدوي، وبيّن شرف العمل وأهميته وذلك بقوله صلى الله عليه وسلم ما أكل أحد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده.
كما تحدث ناصر البراهيم حول هذا الموضوع، وقال : يجب على الجهات المسؤولة ووسائل الإعلام القيام بإعداد برامج وندوات تعمل على التوجيه المهني لأفراد المجتمع باختيار المهن التي تتلاءم مع ميولهم واستعداداتهم وتوفير البرامج التدريبية التي تزود الشباب وتغذيهم بالمهارات وتمدهم بالمعرفة ، وفتح التخصصات التي تلبي حاجة السوق والتوسع فيها لقبول اكبر عدد من الشباب.
وأضاف الشاب عبدالمجيد الحسين بأن بعض الشباب يمتلكون مهارة عالية واحترافا جيدا نحو مهنة معينة مثل مهارة في ميكانيكا السيارات أو صيانة الأجهزة الكهربائية والالكترونيات أو في مجال تغليف الهدايا ويجزمون بأن مردودها المادي كبير لكن ينقصهم الدعم المادي لفتح المحل ويعتبر رأس المال هو العائق الوحيد الذي يقف أمامهم لممارسة تلك المهنة، ويقترح تقديم دعم مادي لكل شاب طموح يرغب في مزاولة مهنة يدوية بعد دراسة فائدتها من جميع النواحي وتشجيعه على مزاولتها وإزالة كافة العقبات التي تقف في وجهه وتسهيل جميع الإجراءات وفي أسرع وقت.
كما تحدث سعد عبدالله حول تجربته في فتح محل للخضار والفواكه والعمل فيه، حيث قال: في البداية بحثت عن وظيفة حكومية وجلست على قائمة الانتظار وخلال هذه الفترة فكرت في العمل عند احد الأقرباء في محل لبيع الخضار وبعد تجربتي في العمل اكتشفت أن بيع الخضار مربح بشكل كبير وبعد سنة من عملي افتتحت محلا مستقلا خاصا بي والآن ولله الحمد تيسرت أموري المادية وأفكر في افتتاح محل آخر.
http://www.alriyadh.com/2009/08/12/article451570.html