بريدة -
شارف شابان على الموت عطشاً بعد أن تاها في الصحراء وأمضيا يومين فيها. وفي اللقاء التالي يروي الشابان: خالد بن عبدالله المنيف وعلي بن مرشد المرشد قصتهما داعيين إلى ضرورة الحذر من عبور الصحاري بدون معرفة كما تحدث الشابان عن مواقف مؤلمة.
بداية الماسأة تهنا
يتحدث علي المرشد عن بداية المأساة قائلاً: سافرنا ظهراً من الجوف باتجاه حائل، وقد سلكنا الطريق الجديد الرابط بين المنطقتين وهو طريق تحت التنفيذ بعضه ممهد والبعض مسفلت وقبل المغرب وصلنا لجزء يواجهه النفود الكبير وفي هذه المنطقة تنعدم اعمال الطريق، وهو بداية مأساتنا حيث تهنا في هذه الوصلة الرابطة بين جزءي الطريق حيث إننا فيما يبدو اتجهنا جنوباً.
عدة ساعات في الصحاري
ويضيف خالد قائلاً: حاولنا الوصول للوصلة الجديدة من الطريق الممهد ولكن دون جدوى قطعنا مسافات كبيرة بحثاً عن الطريق وكنا نسير بغير هدى وصلنا لموقع يسمى العليم، وسألنا عامل المحطة والذي افادنا بأن الطريق حوالي عشرين كيلو متراً وسرنا ولم نعثر على الطريق علماً اننا سرنا حوالي ثمانين كيلو متر.
اعطال وغوص في الرمال
اثناء محاولاتنا الوصول للطريق ليلاً حدث معنا عطل آخر وبنشر لاحد الاطارات، ونمنا في مكان العطل. وفي صباح اليوم التالي صبحنا مبكرين، وقد اصلحنا الاطار وأخرجنا سيارتنا من التغريز وبعدها سرنا مسافة تقارب الخمسة كيلو مترات ووجدنا بيت شعر لبدوي ولديهم سيارات وقمنا بتعبئة وقود لسيارتنا وأستضافونا وأفطرنا معهم وزودوا اطارات سيارتنا بالهواء وهو موقف يقدر لهم وأرشدونا باتجاه طريق جبه واتجهنا للطريق الذي وصف لنا.
عطل جديد
بعد ان سرنا مسافة تقارب الأربعين كيلومتراً حدث عطل عبارة عن بنشر احد الاطارات ولم يكن لنا تصرف جديد حيث لا يوجد اطار احتياطي وجلسنا منتظرين حوالي ساعتين بعد مر علينا سيارة بها عائلة وقام بمساعدتنا وأخرجنا من المأزق الذي نحن فيه.
ويضيف علي: بعد ان غادر صاحب السيارة الذي ساعدنا تجدد عطل آخر وهو عبارة عن انفجار توصيلة الماء بين الرديتر والمكينة وكان هذا الساعة الواحدة والنصف ظهراً الحرارة شديدة والأرض ملتهبة.
شارفنا على الموت
ويضيف خالد في هذه المرحلة بدا اليأس يدب في نفوسنا والعطش يداهمنا والماء الذي بحوزتنا نفذ والسيارة معطلة ولا احد قريب الا الله سبحانه، وقد شربنا ماء راديتر السيارة ودخلنا في غيبوبة ولم نصح الا على صوت رجل يحاول ايقاظنا، وقد صحونا على صوته وكنا نردد «ماء - ماء» وبعد زودنا بالماء جزاه الله خيراً بدأنا نفيق قليلاً.
استضافة كريمة
هذا الرجل الذي انقذنا بإذن الله عرفته فيما بعد بأسم ابو وصايف قام بنقلنا معه الى جماعته من قبيلة شمر وقد عشانا ذاك المساء وذهبنا الى منزله وأمضينا تلك الليلة عنده وأتصلنا بأهلنا وقد فطرنا صباحاً وأرسل اخاه معنا الى جبة.
وتحديداً لمركز الشرطة الذي تعاون معنا وأكرمنا.
اتصال بأهلنا
وفي مركز شرطة جبة حضر اقاربنا ظهراً ومعهم شاب اسمه سامي بن طلب الشمري وهو يعمل بالدفاع المدني بجبة وحقيقة هذا الشاب متحمس لعمله رغم انه لم يكن على رأس العمل في وقتها فقد قام بإيصال اقاربنا للسيارة في مكان تعطلها وأتوا بالسيارة لمركز الشرطة.
تحذير
ويؤكد الشابان ان في قصة توهانهما عبرة فالمطلوب السفر مع الطرق الآمنة وعدم تعريض النفس والآخرين للخطر فالمسافة الآمنة ولو طالت ولقد قبلنا الاسفلت بعد ان وصلنا اليه وخاصة بمثل هذه الأيام الحرارة عالية والاعطال واردة.
وهناك شيء مهم اخر وهو بمثل هذا الطريق اطالب وزارة النقل بمطالبة مقاول الطريق بوضع علامات لاتجاه الوصله حتى لا تكرر المأساة ولقد روى لنا بعض الاشخاص ان هناك اشخاصاً ماتوا في هذه الوصلة وقد ذكروا لنا عائلة وشخصاً آخر.
--------------------------------------------------------------------------------
المصدر":الرياض