رغم الجهود التي تبذلها الدولة في القضاء على العمالة السائبة، والتي يقوم صاحب العمل باحضارهم بتأشيرات عمل ومن ثم اطلاقهم في الشوارع لكسب المال رغم ذلك، إلاّ ان هناك قصوراً من بعض الجهات فقد انتشرت هذه العمالة في أحياء عدة من مدينة الرياض للممارسة أي عمل تصل إليه أيديهم منهم لديهم الاستعداد إذا ما رأوا ان ذلك يكسبهم المال بل ان بعضهم حضر من بلاده وهو يحلم بالمال الوفير إلاّ أنه صدم بالواقع المر عندما طلب منه صاحب العمل ان يذهب ويبحث عن عمل يقتات منه.
كما حصل مع نعيم قاسم وهو مصري يحمل شهادة جامعية حيث يقول: إنني فرحت بالعمل هنا في المملكة لعلمي بتوفر فرص العمل مع زيادة الاستثمارات التي قامت بها الدول وفتح الباب للشركات العالمية للعمل بالمملكة وعندما عرض علي العمل هنا في المملكة عن طريق أحد الأصدقاء سعدت ولكن خيبت الأمل وجدتها أمامي هنا في الرياض، حيث ان فرص العمل قليلة والدولة مستمرة في توطين جميع الوظائف مما أوقعني في حرج فأنا دفعت أكثر من 5 آلاف ريال للحضور هنا، وفوجئت بأنه يطلب مني ممارسة أي عمل لكسب العيش وفعلاً وبعد تفكير طويل توجهت للعمل بالسباكة من خلال مساعدة أحد الأشخاص الذي علمني الصنعة وأنا الآن ولله الحمد اكسب مالاً كثيراً من هذه الصنعة رغم عدم رضاي عنها لأنني في الأساس محاسب وأحمل شهادة جامعية ولكنني رضيت بواقعي وما زلت أعمل حتى أستطيع اعالة أسرتي التي تعيش هناك.
في حي البطحاء تكثر هذه العمالة السائبة وخصوصاً بجوار الأماكن المتخصصة ببيع المواد الصحية الخاصة بالمنازل وكذلك أعمال السباكة فبعد ان تنتهي من شراء حاجتك تجد الكثير منهم يطلب منك إنجاز العمل الذي بين يديك بأبخس الأثمان ويطمع الشخص فيتفق مع أحدهم ولكنه يفاجأ بأن العمل أنجز بطريقة عشوائية مما يوقعه في خسارة فحصل المشكلة. كما يقول سلطان الرويس حيث يذكر قصة حصلت له مع أحد هؤلاء العمال حيث يقول أنني وعندما احتجت إلى أحد العمالة من أجل اصلاح عطل كهربائي في المنزل توجهت إلى أحد الشوارع التي تكثر بها هذه العمالة وطلبت من أحدهم ان يذهب معي إلى المنزل لاصلاح العطل بعد الاتفاق على السعر وغرني المنظر الذي كان عليه هذا العامل فقد كان يحمل بيديه المفاتيح والأسلاك والعدة الكاملة ذهبنا إلى المنزل وبدأ عمله وبعد ساعة أنهى عمله وطلب المقابل وأعطيته حقه وذهب ولكنه بعد فترة قصيرة اكتشفت ان العطل عاد أقوى من الأول بل انه كاد ان يحرق منزلي فذهبت من فوري والغضب أمامي للبحث عن هذا العامل، فلم أجده سألت عنه فلم يجبني أحد وبعد تفكير وجدت نفسي مخطئاً من الأساس وأنا من يجب ان يدفع الثمن.
والقصص في هذا المجال كثيرة لا حصر لها ولكن السؤال متى يجب ان نقف جميعاً وقفة واحدة للقضاء على هذه العمالة السائبة التي تعبث بمقدرات البلد فرغم ان وزارة العمل تقوم بجهود كبيرة في الحد من ظاهرة إصدار تأشيرة العمالة التي لا حاجة للبلد بها إلاّ ان أغلب هذه العمالة مضى عليها وقت طويل أو أنها أتت إلى الرياض عبر تهريبها من جدة ومكة وقد قامت إدارة الجوازات وعبر إدارة الوافدين بالقبض على أكثر من 70 عاملاً يعملون في أحد شركات المقاولات الكبرى في البلد لا يحملون إقامات نظامية والسؤال هو من سمح لهذه العمالة بالوصول إلى الرياض؟!
-------------------------------
المصدر": الرياض