[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم
الحسد ..
احبتي الكرام ..
الحسد .. رغبت ان اكتب لكم هذا اليوم عنه ..
لما لمعرفته من فوائد فالحسد له مفهوم ..
اذا احسنت استغلاله كان محمودا ..
واذا اسأت استغلاله ..
(والعياذ بالله)
كان نقيصة .. ومذموما ..
وسأقدمه لكم على اجزاء ثلاثة..
الأول : التعريف بالحسد
الثاني : قصص عن الحسد
الثالث : كيف نتقي الحسد ( بأذن الله )
اذن فلنبدأ الجزء الأول . .. مع الحسد ونشأته.
بدأ الحسد منذ خلق آدم عليه السلام..
وأخترعه ابليس ..
حين قال الله تعالى على لسانه في القرآن الكريم :
(واذ قلنا للملائكة أسجدوا لآدم فسجدوا الا ابليس قال
أأسجد لمن خلقت طينا * قال أرأيتك هذا الذي كرّمت علي
لئن أخرتن الى يوم القيامة لأحتنكن ذريته الا قليلا )
الأسراء 63
وما سبب حسده المبتكر هذا ؟
تشير الآيات الى انه استكباره ,,
لنظره ان النار التي خلق منها ..
اشرف عنصرا من الطين الذي خلق منه آدم..
فما ذا حصل بعد ذلك ..؟
امر الله آدم ان يسكن الجنة بعد ان خلق له حواء ليسكن اليها .
تبعه ابليس
و
(قصة الشجرة وخروج آدم من الجنة..
معروفه وليس هذا محلها )
ولكن الشاهد من هذا كله ..
بداية الحسد..
----
وأكد القرآن الكريم الحسد في عدة مواضع ..
ففي سورة يوسف ( وقال يا بنيّ لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقة وما اغني عنكم من الله من شيء ) يوسف 67
وفي سورة القلم ..( وان يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون انه لمجنون ) سورة القلم 51
وفي الحديث .. عن ابي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (العين حق ) برواية البخاري ومسلم
وحدد لنا الرسول صلى الله عليه وسلم .. تدليلا على النعمة التي تستحق ان تكون محلا للحسد ..
في حديث رواه ابن مسعود( لاحسد الا في اثنتين : رجل آتاه الله الحكمة فهويقضي بها ويعلمها، ورجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته بالحق ) ..
وروي هذا الحديث بعدة وجوه
منها رواية ابن عمر .. ( اتاه الله القرآن ..)
وتطور الحسد ..
فصار سلاحا ذو حدين ..
وقسمه العلماء الى قسمين استنادا الى النفع والضرر فقالوا :
حسد مذموم : وهو ان تتمنى نعمة عند غيرك مع زوال تلك النعمة عنه..
وحسد محمود : وهو ان تتمنى( مثل ) تلك النعمة .. مع بقاءها عند صاحبك
ويسمى ( غبطه ) وهو التنافس الشريف .
وقيل في المذموم ما قيل من اسماء كثيرة :
( النضل : من نضل البعير ..اي اصيب بهزال ) ، ( الحسد ) ، (النظرة )
وقال العرب للحاسد ( تلقاعة ) على سبيل المبالغة من اللقع .. وهو الرمي .
وقال العوام تعبيرا عن الحسد ( الحسد اخرج ابليس من الجنه !!)
اما المحمود ..
فجدير بأن يسمى ( المنافسة )
لأنك لا تتمنى زوال النعمة عن الغير ..
بل تتمنىان يكون لك مثلها وان يبارك الله لكما جميعا..
وهذا غاية السلوك الجيد المفعم بالمنافسة الشريفة والطموح المبارك..
وتستدل على ذلك اذا علمت ان بعض الحساد
والعياذ بالله يتمنى زوال النعمة عن احدهم ..
حتى لو لم يردها لنفسه
وهذه ام البلاء !!
اما المضاد الحيوي لهذا الحسد ..
فهو ان تدرب نفسك على القناعة ..
وعدم النظر الى ما في يد الناس ..
وان تعيش بعيدا عن البخل .. فهو مجلبة الحسد ..
وبذرته
وهو الحرمان بعينه ..
وان تتدرب على الشعور بالمنافسة الشريفة دائما ..
وقانا الله واياكم شر حاسد اذا حسد ..
واكثروا من الورد اليومي ..
وماعليكم الا العافية
حرسني الله واياكم جميعا ..
تقبلوا تحياتي
20/5/1425
ملاحظه : هذا الموضوع سبق وان كتبته في احدى المنتديات التي اكتب لها ..
[/align]