]عبد الرحيم علي- بغداد- أ ف ب- / 13-11-2004
عراقي يتضرع لله أن يزيح غمة الاحتلال
في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة العراقية المؤقتة اليوم السبت 13-11-2004 "إنجاز" العملية المشتركة التي تنفذها قوات الاحتلال الأمريكي والقوات العراقية في مدينة الفلوجة، كشفت شاهدة عيان استطاعت الفرار من المدينة المحاصرة لـ"إسلام أون لاين.نت" أن الاحتلال سعى إلى تحويل الفلوجة إلى "محرقة" بعد أن دهست دباباته عمدا الأطفال والجرحى، وأتت نيرانه على الأخضر واليابس.
وأعلن "قاسم داود" وزير الدولة لشئون الأمن الوطني في العراق في مؤتمر صحفي بعد ظهر اليوم السبت في بغداد أن عملية "الفجر" (الاسم الذي أطلقته الحكومة العراقية على العملية) في الفلوجة "أنجزت ولم يتبق سوى بعض الجيوب الخبيثة التي يتم التعامل معها وفقا لعملية تنظيف"، على حد تعبيره.
وأضاف أن "أكثر من ألف" من "الإرهابيين والصداميين" قتلوا في العملية، بينما بلغ عدد "المعتقلين حوالي مائتين.. وعمليات التنظيف ربما ستغير هذه الأرقام". ولم تؤكد هذه الإحصائيات أي هيئات أو مؤسسات طبية أو مصادر مستقلة.
وبدأ أكثر من 10 آلاف جندي أمريكي وألفي جندي عراقي حملة كاسحة على المدينة السنية ليل يوم 8-11-2004 بهدف القضاء على جماعات المقاومة ضد الاحتلال فيها قبيل الانتخابات العراقية المزمعة في يناير 2005.
"محرقة"
السيدة جليلة (أم عمر) التي استطاعت الفرار من مدينة الفلوجة كشفت من جانبها في اتصال هاتفي مع إسلام أون لاين.نت الفظائع التي ارتكبها الاحتلال الأمريكي في الفلوجة.
وقالت: "جنود الاحتلال الأمريكي لم يرحموا ضعف الجرحى الذين ازدحمت بهم شوارع المدينة وغطت دماؤهم جدرانها، والدبابات كانت تمر على أجسادهم عمدا لتدهسهم وهم ينزفون ويعجزون عن الحركة".
وتابعت والدموع تسبق كلماتها: "سعى الجنود إلى تحويل المدينة إلى محرقة، أبادوا فيها كل شيء حي، الرجال والنساء والأطفال، حتى الشجر والبيوت سووه بالأرض، لقد حرقوا الأخضر واليابس".
دبابات الاحتلال دهست الأطفال
وروت أم عمر كيف وقفت عاجزة عن إنقاذ ابن أختها وهو مطروح أمام المنزل ينزف من كثرة جراحه، فيما "مرت الدبابات عليه أمام عينيها دون أن تستطيع الوصول إليه خوفا من القناصة الذين كانوا يتربصون بكل رأس تطل من باحة منزلها".
ولم يكتف الاحتلال باستهداف المواطنين العاديين بل استهدف أيضا المرضى، وقالت أم عمر: "لقد اضطررت للاستنجاد بعدد من الصحفيين العرب والأجانب الذين اصطحبوني معهم إلى خارج المدينة بعد أن تهدم منزلي أنا وأخي المريض".
وأضافت: "عندما حاولنا الخروج من المدينة أنا وأخي، قاموا باختطافه رغم كونه مريضا ويبلغ من العمر 50 عاما، ولم يستطع أحد من الصحفيين منعهم من ذلك".
وعند سؤالها عن ادعاءات الاحتلال بوجود "مقاتلين عرب داخل المدينة" قالت أم عمر: "أنا شخصيا لم أشاهد أي شخص غير عراقي يدخل المدينة، كل ما رأيته عدد من قذائف الهاون تقصف دبابات أمريكية ولكنها كانت تأتي من حي الوحدة البعيد عن الحي الذي أسكن فيه".
وتابعت: "يقولون (المحتلون): إنهم يريدون تحريرنا من المقاومين. لكننا وجدنا أنهم أرادوا سلب أبنائنا وأزواجنا منا، فهؤلاء فقط الذين كانوا بجوارنا وهؤلاء فقط هم الذين قام الأمريكان بقتلهم".
وبررت القوات الأمريكية والحكومة العراقية هجومهما على الفلوجة بأن عددا من المقاتلين التابعين لمجموعة أبو مصعب الزرقاوي الذي أعلن ولاءه للقاعدة متحصنون في المدينة، إلا أن أهالي المدينة يفندون هذه الادعاءات ويؤكدون أنها مجرد "ذرائع" لتنفيذ مخطط رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي للسيطرة على المدن العراقية التي تضم جماعات المقاومة. مع العلم أن الاحتلال أعلن مع أول يوم في عملية الهجوم أن الزرقاوي نجح في الفرار من المدينة، واليوم مع إعلان الحكومة العراقية أن العملية أنجزت أكدت في الوقت نفسه فرار الزرقاوي!.
وسبق أن انتقدت منظمات حقوقية دولية وغربية انتهاكات الاحتلال الأمريكي المتواصلة في العراق منذ غزوه لهذا البلد في مارس 2003.
وتأتي شهادة هذه العراقية عن فظائع الاحتلال في الفلوجة لتضاف إلى سجل انتهاكاته في العراق وكان من أبرزها ما كشفته بالصور وسائل الإعلام الأمريكية مطلع صيف 2004 عن عمليات تعذيب وإهانة تعرض لها الأسرى والمعتقلون في سجن أبو غريب، قرب بغداد، على يد عسكريين أمريكيين.
اقرأ أيضا: [/font]