سعوديون يمتهنون التسول في القاهرة و بعضهم يرفض العودة إلى الوطن
[frame="10 80"][/frame]
سعودي ينحني متسولا من أحد السواح في القاهرة
القاهرة: حسن السلمي
انتشر المتسولون من النساء والأطفال في الميادين والأحياء السياحية التي تزدحم بالسواح الخليجيين في القاهرة للاستفادة من أهم موسم خلال العام، غير أن مشهد هذا العام حمل تفاصيل جديدة ومفاجئة: الكثير من المتسولين الخليجيين من الشباب، والذين يمثل السعوديون الغالبية العظمى منهم.
ورغم أن بعض هؤلاء تكشف ملامحهم ولهجتهم عن عكس ما يرتدونه من زي سعودي طمعا في استدرار العطف والإيهام بأنهم قدموا من المملكة للسياحة وتعرضوا للسرقة، فإن بعض من التقتهم "الوطن"، خلال جولتها بين شارعي الهرم وفيصل بالقاهرة، هم سعوديون أبرزوا وثائقهم الرسمية وقدموا قصصا لا تخرج عن نطاق تعرضهم للسرقة أو النصب أو فقدان الجواز.
ويؤكد الشاب (ص، غ) 32 عاماً، أنه كان يتسول في شارع الهرم متنقلا بين مجموعة وأخرى من السياح السعوديين مؤكدا لهم أنه فقد ماله في اليوم الأول من وصوله إلى القاهرة، وأنه بصحبة زوجته وأولاده، أما طلبه، منا ومن بقية السياح، فمبلغ من المال يمكّنه من العودة إلى المملكة، ولم يجد الشاب مشكلة في إبراز جوازه مثبتا أنه سعودي الجنسية فعلا.
ويوضح محمود كريم، المصري الذي يعمل محاسباً في أحد المطاعم الشهيرة بنفس الشارع، أن ذلك الشاب في المنطقة منذ نحو شهر وهو يستغل هذا الأسلوب لكسب المال في النهار ويتوجه إلى النوادي والملاهي السياحية في الليل، مضيفاً أن عناصر كثيرة تستغل هذه الأساليب خلال فترة الصيف.
إلى ذلك، قادنا حسام هواري، سائق التاكسي، إلى شارع الملك فيصل حيث يحكي قصة شاب سعودي ينشط في التسول على امتداد الشارع منذ نحو عام، ويعتقد حسام أنه مختل عقليا. وهناك، في زاوية الشارع التي تشهد تجمهرا دوريا للمركبات، التقينا السعودي الذي رفض التطرق إلى اسمه أو هويته أو إبراز جوازه، غير أنه أجاب عن سؤالنا حول سبب تسوله.
يقول الشاب الثلاثيني: جئت سائحا في الصيف الماضي، ولكنني قررت البقاء وعدم العودة إلى الوطن مطلقا، فلا عمل لي هناك ولا ارتباط أسري.
وفيما يبدو متسولا كغيره من المنتشرين في شارع الملك فيصل، يزعم الشاب أنه يعمل في نظم القصائد وإلقائها على السواح الذين يرتادون المطاعم والأسواق لقاء مبلغ من المال.
وفي الشارع نفسه، التقينا بشاب (26 عاما) يتحدث اللهجة السعودية ويرتدي ثياباً رثة ويتسول، وعقب أن اكتفى بتأكيد كونه سعوديا، قال إن مالك الشقة التي يقطنها قام بحجز جواز سفره بسبب عدم تسديده لإيجار الشقة، وأنه يسعى منذ ذلك الحين لجمع مبلغ 8 آلاف جنيه مصري لسداد الإيجارات المتراكمة عليه.
توجهنا إلى السفارة السعودية في القاهرة، حيث رئيس قسم شؤون الرعايا محمد التركي، الذي أكد أن مثل هذه المعلومات لا تصل إلى القسم، وأنهم يعانون من مشكلة عدم التواصل من قبل السعوديين القادمين لمصر، قائلا إن التسول يدخل ضمن دائرة إساءة السمعة، وإن أصحاب مثل هذه الحالات تتولى السلطات المصرية القبض عليها وترحيلها بالتنسيق مع السفارة السعودية.
وعن مدى رصد حالات مشابهة لذلك، أكد التركي أنه لم يصل بلاغ إلى القسم عن أية حالة مشابهة، وأن قسمه ليس لديه إمكانية لعمل جولات تفتيشية في الشوارع لرصد تلك الحالات، وأنه ربما يستغل البعض الزي السعودي في التسول لكسب ود السواح السعوديين.