انتصرت الفلوجة .. للشيخ أبي بصير.
بسم الله الرحمن الرحيم
انتصرت الفلوجة وفق جميع المقاييس والموازين .. من حيث زمن المعركة وطول أمدها .. ومن حيث اعتبار موازين القوى .. ومن حيث نتائجها وثمارها!
قالوا: ولكن قتلاكم بالعشرات والمئات ..؟!
قلنا: كذلك قتلاهم بالعشرات والمئات .. ولكن نرجو من الله مالا يرجون .. فقتلانا في الجنة وقتلاكم في النار، وبئس المصير .. والمعارك لا تزال سجال!
( وَلا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) النساء:104.
فقتلاهم جِيف تُقاتل في سبيل الطاغوت وأطماعه وأهوائه .. وقتلانا يُقاتلون في سبيل الله .. دفاعاً عن دينهم وأعراضهم وحرماتهم .. وأرضهم .. فلا يستويان مثلاً ( الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً ) النساء:76.
قالوا: ولكن دُمِّرت مدينة الفلوجة بكاملها ..!
قلنا: خير من أن تُعمَّر بخانات الكفر والفجور الأمريكية .. فحياة عز وإيمان بين ركام الحطام خير وأشرف ألف مرة من حياة الذل والخنوع والمجون بين خانات الكفر والعهر والمجون التي تتوعد بها أمريكا أهل العراق!
الفلوجة هذه المدينة البطلة المجاهدة بأهلها .. مرّّغت أنف أمريكا؛ طاغوت العصر .. وأزلت كبريائها .. بين أزقة وشوارع وحطام المدينة!
الفلوجة هذه المدينة البطلة المجاهدة بأهلها .. أبطلت المشروع الأمريكي التوسعي الاستعماري التسلطي في المنطقة .. وأظهرت زيف شعاراتها الإنسانية والتي لا يزال بعض من يتكلم بلغتنا من بني جلدتنا من عميان البصر والبصيرة .. من يروج لها .. وينتظر منها خيراً!!
الفلوجة هذه المدينة البطلة المجاهدة بأهلها .. أحيت روح الجهاد والعزة والفداء في أمة طال رقادها .. وهان شأنها على عدوها .. وما أحوجنا إلى هذه الروح وهذه الحياة.
الفلوجة هذه المدينة البطلة المجاهدة بأهلها .. تقول وبكل وضوح لأكثر من مليار مسلم .. وفي أمصارهم المتعددة والشاسعة .. علام تخافون من طاغوت العصر .. وتحسبون لها هذا الحساب .. فأنا مدينة صغيرة لا أساوي شيئاً من مساحة أمصاركم الكبيرة والمتعددة .. ومع ذلك ـ بقليل من العتاد مع التوكل على الله ـ نصرني الله عليها .. وأذل كبريائها وطغيانها!
الفلوجة هذه المدينة البطلة المجاهدة بأهلها .. ميَّزت الخبيث من الطيب .. وأظهرت فريقاً من الزنادقة، والعملاء، والمنافقين، والمثبطين المخذلين ـ قاتلهم الله ـ ما كنا لنعرفهم لولا جهاد هذه المدينة البطلة.
لأجل ذلك كله قلنا ونقول: أن الفلوجة انتصرت على طاغوت العصر وحلفائها .. وبركات هذا النصر ستتوالى .. وتظهر آثاره أكثر فأكثر .. ولو بعد حين!
اللهم عليك بأمريكا ومن دخل في حلفها ونصرتها .. أرنا اللهم فيهم آية .. إنك على كل شيء قدير.
اللهم قد عجزت أيدينا من أن تصل إلى أهلنا وإخواننا في الفلوجة بالغوث والمدد .. ويدك هي العليا .. وهي القاهرة والغالبة .. تصل إلى حيثما شئت .. فصلهم يا ربنا برحمتك وعفوك .. وأغثهم بالمدد، والعون، والنصر على أعدائك أعداء الدين .. إنك سميع قريب مجيب.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.