محمد الشهري 000 مبروك للجروان ولجنته

مبروك (للجروان) ولجنته؟!
محمد الشهري



كنت أتمنى حقيقة أن تأتي تبريكاتي هذه على خلفية نجاح (الدولي) عبدالرحمن الجروان في إزالة الحد الأدنى على الأقل مما علق بصورة تحكيمنا المحلي من تشوهات هي أولاً وآخراً من صنع بعض حكامنا مع شديد الأسف.

غير ان تبريكاتي اليوم التي أزفها للجروان ومن كلّفه بإدارة مباراة نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بين الهلال والشباب.. على النجاح المنتظر في إقصاء الهلال أولاً، ثم على النجاح في (قطع) آخر شريان يمكن أن يمد جسد التحكيم بالحياة فضلاً عن تحطيم أي قلم نزيه يمكن أن يتعاطف أو يدافع عن هذا الجسد العليل و(القّلة) في آن معاً.

** ذلك أنه في غمرة الجدل الواسع الحاصل حول التحكيم.. كنت أتوقع أن تكون اللجنة أكثر يقظة وأكثر تشبثاً بإخراج هذا الجسد من أزمته (المرضية) الطويلة من خلال التدقيق في اختيار العناصر التحيكمية القادرة على إعادة بعض من الأمل في تحسين الصورة المشوهة، لإدارة مثل هذه المباريات كفرصة سانحة.

** فإذا بها تعود بنا إلى الوراء عشرات السنين، أي إلى عصر (قايا والجمل) ممثلة في شخص (الجروان)؟!!

** كما كنت أتوقع أن يشكل التدقيق العجيب الذي مورس على حركات وسكنات الحكام الأجانب حافزاً قوياً للجروان ولجنته ولبقية المنظومة للظهور بالمظهر المشرف أمام الرأي العام عند أول فرصة.. لا أن يكون متكأً وذريعة لارتكاب الكوارث تحت مبرر أو مقولة: (حتى الحكم الأجنبي يخطئ) (وما فيش أحد أحسن من أحد)؟!!.

** ولسنا ممن يعتقدون أن هناك ما يدور خلف الكواليس من ترتيبات فحواها إخراج هذا الفريق أو ذاك من المسابقة وهذا ما لا أعتقده بأي حال من الأحوال أو أن يكون ذلك على حساب شرف وسمعة القضاء الرياضي، خصوصاً وأن هناك العديد من الوسائل الأخرى التي يمكن اتباعها لتحقيق ذلك الغرض دون الحاجة إلى (تلطيخ) وتشويه التحكيم بهذا الشكل المؤسف (؟!!).

** وحتى لو تفهمنا موقف اللجنة الموقرة على اعتبار أن فاقد الشيء لا يعطيه.. فأين نوازع الإنسانية والرحمة من ضمير الأخ الجروان وهو يتفرج على نايف القاضي وعبدالملك الخيبري وزيد المولد وهم يتعاقبون ويتبادلون الأدوار في العمل على حرمان الهلال نهائياً وبكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة، من لاعبه السويدي (ويلي) فضلاً عن حرمانه هو من مزاولة كرة القدم.. ناهيك عما تعرض له (العنبر) من ضرب مبرح ومعتمد بواسطة نايف القاضي (؟!!).

** وإذا كان ما تعرض له (ويلي) من أكواع وخطافيات ومن ضرب وعنف غير قانوني داخل منطقة الجزاء وخارجها وعلى مرأى من الجروان لا تستدعي التدخل حسب قانونه الخاص حتى لا يستفيد فريقه ويتضرر الطرف الآخر.. فلا أقل من حمايته كإنسان وكضيف على البلاد، بعيداً عن هدف إقصاء الهلال عن المسابقة (؟!!).

** لجنة الحكام لا يمكن أن تكون بريئة مما حدث كونها تعمدت أو أصرت على تكليف هذا الحكم بإدارة مباراة مصيرية كهذه.. رغم ما واجهه من انتقادات حادة من قبل خبراء القانون على خلفية إخفاقه في آخر مباراة أدارها قبل لقاء الثلاثاء بأيام قلائل، وكأنها أرادت استثمار تلك الانتقادات للزج به في هذه المباراة، حتى إذا أنهى مهمته.. ثم خلط الأوراق والأخطاء، وعندما تطول القائمة يصبح الحديث عنها مضيعة للوقت، عملاً بالمقولة الشعبية: (الكلام في الفايت نقصان في العقل)، وهذا دهاء تحسد عليه اللجنة وإلا لاختارت أحد الحكام المشهود لهم بالكفاءة والتميز لإدارة المباراة، كما فعلت في مباراة النصر والاتحاد (؟!!).

** الكارثة لو ظهر الجروان وقال: (تكفيني شهادة الدغيثر)؟!!.

بالمناسبة

** إذا كانت الإدارة الهلالية لا تزال تعتقد أنها تستطيع من خلال مثاليتها أن تتعايش مع وسط تهمش فيه المثاليات.. فإنني أنصحها بألا تتفاجأ عندما تجد نفسها يوم ما (تضرب) أخماساً في أسداس على هامش هذا الوسط الذي أضحى لا مكان فيه سوى للأعلى صوتاً والأكثر ضجيجاً، والأهم من ذلك الأكثر قدرة على اللعب بالبيضة والحجر.

** وللتأكيد: أنا لا أطالبها بممارسة أي من هذه الأساليب (معاذ الله)، ولكنني أطالبها بأن تكون أكثر جرأة وأكثر صرامة في المطلابة بحقوق النادي التي تمتهن جهاراً نهاراً، وأن تدافع عنها.. هذا جانب.

** الجانب الآخر: ألم تقرأ الإدارة الهلالية ما بين السطور وبالتالي كان يفترض عدم تعريض أجانب الفريق المميزين لما تعرضوا له من مخاطر كادت تفضي بهم إلى المجهول من أجل مسابقة مستنسخة من ذات من الموسم الماضي، وهو ما يعني استحالة حصول الهلال عليها حتى لو خاضها بكامل عدته وعتاده.

عفواً يا دكتور

** في أحد مقالاته عزز زميلنا الدكتور صالح الحمادي فكرة مقاله بأحد الأمثال الجنوبية والذي أورده هكذا: (كل طير يشبعه منقاره).

** وفي مقال آخر أراد من خلاله (تخويف) أطراف معينة على طريقته المعتادة فقال: إن النمور - ويقصد العميد - عندما (تزأر) فلا بد أن يوليّ الجميع الأدبار، أو هكذا قال.

** ورغم تحفظي على صيغة المثل بحكم انتمائي للمنطقة كذلك تحفظي على حكاية (زئير النمور) في حينه.. إلا أنني آثرت عدم التعليق تقديراً لدكتورنا وزميلنا الذي أعتز به كثيراً.. على أمل أن يراجع معلوماته أو يقيض الله له من يصحح له الأخطاء التي وقع فيها بعيداً عن النشر، لا سيما وأن المعرفة لا تتوقف على أهل الدرجات العلمية العليا.. أو أن يطويها النسيان بحكم التقادم.

** غير أن الدكتور عاد للوقوع في ذات الأخطاء مرة أخرى في ثنايا مقاله المنشور هنا في (الجزيرة) يوم السبت 5-2-1430هـ وبالتالي اضطرني للتداخل فأقول: إن المثل الذي أوردته قد شابه بعض التحريف، وأن الصحيح والمتداول هو التالي: (كل طير يشبعه مخلابه)، وأحد أسانيدي قول الشاعر الجنوبي:

(كل رجّال يعرف حدوده

وكل طير يشبعه مخلابه)

** على أن الطير المعني بالمثل وكذلك بيت الشعر هو (الصقر) وليس أي طير.

** ثم نأتي للحديث عن الخطأ الآخر الذي وقع فيه الدكتور وأنا أستغرب حقيقة سهولة وقوعه فيه، والأغرب إصراره على الوقوع فيه (؟!).

ذلك أن (الزئير) هو الصوت الحصري والمميز (للأسود) دون سواها من الحيوانات وهذه معلومة محفوظة حتى على مستوى رعاة الأغنام.. أما (النمور) فهي لا تزأر ولا هم يحزنون، والسبب أنها تنتمي لفصيلة (السنوريات) التي تشمل (القطط والفهود والنمور) وبناءً عليه فإن مكونات هذه الفصيلة من الحيوانات تشترك في نبرات صوتية متشابهة جداً إن لم تكن موحدة.

وعلى هذا الأساس.. لا يجوز أن نقول: (مواء الأسد) و(زئير القط) كما لا يجوز أن نقول: (خوار الجمل) (ورغاء الثور).

أرجو أن يتقبل الزميل الزمول تداخلي هذا بروح رياضية بعيداً عن تعقيدات الميول أو أية اعتبارات أخرى.

الجروان لم يوفق في المباراة
فقد كانت اخطائه بسبب الشد والتاثير عليه من الاخرين
الحمد لله على كل حال وخيرها بغيرها

كنت أتمنى حقيقة أن تأتي تبريكاتي هذه على خلفية نجاح (الدولي) عبدالرحمن الجروان في إزالة الحد الأدنى على الأقل مما علق بصورة تحكيمنا المحلي من تشوهات هي أولاً وآخراً من صنع بعض حكامنا مع شديد الأسف.

غير ان تبريكاتي اليوم التي أزفها للجروان ومن كلّفه بإدارة مباراة نصف نهائي كأس الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله - بين الهلال والشباب.. على النجاح المنتظر في إقصاء الهلال أولاً، ثم على النجاح في (قطع) آخر شريان يمكن أن يمد جسد التحكيم بالحياة فضلاً عن تحطيم أي قلم نزيه يمكن أن يتعاطف أو يدافع عن هذا الجسد العليل و(القّلة) في آن معاً.

** ذلك أنه في غمرة الجدل الواسع الحاصل حول التحكيم.. كنت أتوقع أن تكون اللجنة أكثر يقظة وأكثر تشبثاً بإخراج هذا الجسد من أزمته (المرضية) الطويلة من خلال التدقيق في اختيار العناصر التحيكمية القادرة على إعادة بعض من الأمل في تحسين الصورة المشوهة، لإدارة مثل هذه المباريات كفرصة سانحة.

** فإذا بها تعود بنا إلى الوراء عشرات السنين، أي إلى عصر (قايا والجمل) ممثلة في شخص (الجروان)؟!!