أخبرنا أستاذي يوما عن شيء يدعى الحرية ؟
أخبرنا أستاذي يوما عن شيء يدعى الحرية
فسألت الأستاذ بلطف أن يتكلم بالعربية
ما هذا اللفظ وما تعنى وأية شيء حرية ؟
... هل هي مصطلح يوناني عن بعض الحقب الزمنية ؟
أم أشياء نستوردها أو مصنوعات وطنية ؟
فأجاب معلمنا حزنا وانساب الدمع بعفوية :
قد أنسوكم كل التاريخ وكل القيم العلوية
أسفي أن تخرج أجيال لا تفهم معنى الحرية
لا تملك سيفا أو قلما لا تحمل فكرا وهوية
وعلمت بموت مدرسنا في الزنزانات الفردية
فنذرت لئن أحياني الله وكانت بالعمر بقية
لأجوب الأرض بأكملها بحثا عن معنى الحرية
وقصدت نوادي أمتنا أسألهم أين الحرية
فتواروا عن بصري هلعا وكأن قنابل ذرية
ستفجر فوق رؤوسهم وتبيد جميع البشرية
هل نحن نعيش زمان التيه وذل نكوص ودنية
أن الحرية أزهار ولها رائحة عطرية
وذهبت إلى صناع الرأي وأهل الصحف الدورية
ووكالات وإذاعات ومحطات تلفازية
وظننت بأني لن أعدم من يفهم معنى الحرية
فإذا بالهرج قد استعلى وأقيمت سوق الحرية
وخطيب طالب في شمم أن تلغى القيم الدينية
ووقفت بمحراب التاريخ وقلت له ما الحرية؟
فأجاب بصوت مهدود يشكو من أشكال الهمجية
الحرية :
إن الحرية أن تحيا عبدا لله بكلية
أن يحيا الناس كما شاء الرحمن لهم بالأحكام الربانية
وفق القرآن ووفق الشرع ووفق السنن النبوية
لا وفق قوانين الطغيان وتشريعات أرضية
وضعت كي تحمي أشخاصاً تقفو الأهواء الشخصية
الحرية :
ليست نصباً تذكارياً يغسل في الذكرى المئوية
الحرية لا تستجدى من سوق النقد الدولية
الحرية لا تمنحها هيئات البر الخيرية
الحرية نبت ينمو بدماء حرَّى وزكية
الحرية تنزع نزعاً
تؤخذ قسراً
تبنى صرحاً
يعلو بسهام ورماح ورجال عشقوا الحرية
إن تغفل عن سيفك يوماً فلقد ودعت الحرية
إن الحرية أزهار ولها رائحة عطريـH